` `

هل استُوحي تصميم تمثال الحرية من شكل فلاحة مصرية محجبة؟

سفر
24 مايو 2022
هل استُوحي تصميم تمثال الحرية من شكل فلاحة مصرية محجبة؟
قام الفرنسي فريديريك بارتولدي ببناء تمثال الحرية في الأراضي الفرنسية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعد تمثال الحرية واحدًا من أشهر المعالم حول العالم في الوقت الحالي، ويُمكن للشخص زيارته عند الذهاب برحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. يعتني هذا المقال ببيان الكثير من المعلومات التاريخية حول التمثال والجزيرة التي يقع داخلها، كما أن المقال يتطرق إلى العديد من الحقائق حول التمثال نفسه والنحّات الذي قام بإنشائه أيضًا.

هل استُوحي تصميم تمثال الحرية من شكل فلاحة مصرية محجبة؟

في عام 1869 قام النحات فريديريك أوغست بارتولدي بتقديم اقتراح لتمثال ضخم في مصر، واستوحى تصميم هذا التمثال من شكل الفلاحة المصرية بلباسها التقليدي؛ إلّا إنّ الخديوي لم يُنشئ هذا التمثال، وقام النحّات ذاته بتعديل التصميم فيما بعد لإنشاء تمثال الحرية؛ لذلك تمّ تغيير الملابس المصرية للفلاحة واستخدام ملابس يونانية، كما أن الإكليل حلّ مكان غطاء الرأس، وأصبحت الشعلة في يد هذه المرأة بدلًا من رأسها.

صورة متعلقة توضيحية

من بنى تمثال الحرية؟

قام الفرنسي فريديريك بارتولدي ببناء تمثال الحرية في الأراضي الفرنسية، وهو واحدٌ من النحاتين الذين لديهم الكثير من الأعمال؛ أبرزها أسد بلفور الذي انتهى من نحته عام 1880 في مدينة بلفور الفرنسية، وهو أسدٌ تمّ نحته في الحجر الرملي الأحمر على أحد التلال داخل هذه المدينة، وتوفي بارتولدي عام 1904 في العاصمة الفرنسية باريس.

ما هو تاريخ بناء تمثال الحرية؟

فيما يأتي لمحة تاريخية عن بناء تمثال الحرية منذ اقتراحه وحتى نقله إلى الولايات المتحدة:

  • اقتراح تمثال الحرية: خلال حفل عشاء في مدينة باريس عام 1865 اجتمع إدوارد دي لابولاي مع فريدريك أوغست بارتولدي، وتم اقتراح فكرة التمثال من قِبل إدوارد لابولاي في هذا اللقاء؛ ليكون رمز صداقة بين الولايات المتحدة وفرنسا.
  • اختيار مكان التمثال: في عام 1871 ذهب فريدريك أوغست بارتولدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووقع اختياره على جزيرة بيدلو لوضع التمثال عليها، وتغير اسم هذه الجزيرة فيما بعد إلى جزيرة الحرية.
  • جمع الأموال للبناء: بعد اختيار المكان المناسب قام الفرنسيون بجمع الأموال لتغطية نفقات بناء التمثال، وفي الوقت نفسه جمع الأمريكيون الأموال المطلوبة لتغطية تكاليف بناء قاعدة التمثال المذكور.
  • الانتهاء من نموذج تمثال الحرية: طلب أوغست بارتولدي من ألكسندر جوستاف إيفل مساعدته في تصميم هيكل التمثال، وبحلول عام 1875 كان نموذج تمثال الحرية مكتملًا، وتمّ استخدام مئات الصفائح النحاسية لإنتاج هذا التمثال.
  • اكتمال التمثيل وتقديمه: تمّ الانتهاء من تمثال الحرية عام 1884، ثم قامت فرنسا بتقديمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك، ولهذه الغاية كان من الضروري تفكيك التمثال، وتم تفكيكه بالفعل إلى 350 قطعة تقريبًا.
  • وصول التمثال ونقله: تم نقل التمثال من فرنسا إلى أمريكا بعد تفكيكه بالاعتماد على السفن التابعة للبحرية الفرنسية، ووصل التمثال إلى الأراضي الأمريكية بالفعل عام 1885 وكان بحاجة إلى تجميعه من جديد.
  • الكشف عن تمثال الحرية: بعد الانتهاء من تجميع التمثال ولحام الأجزاء مع بعضها البعض تم الكشف عنه في حفل كبير عام 1886، وصار اليوم واحدًا من أبرز المعالم المعروفة في مدينة نيويورك.

ما هي أبرز المعلومات عن تمثال الحرية؟

في القائمة الآتية بعضًا من أبرز المعلومات حول تمثال الحرية:

  • الصعود إلى التاج: يستطيع زوّار تمثال الحرية الصعود إلى التاج الواقع في الأعلى للنظر من النوافذ الموجودة، وحتى يتمكّنوا من الوصول إلى هذا المكان عليهم صعود 354 درجة، وهو ما يُمثّل 22 طابقًا.
  • عدد النوافذ في التاج: تم تزويد تاج تمثال الحُريّة بعددٍ كبيرٍ من النوافذ حتى يتمكّن الزوّار من النظر إلى المنطقة المُحيطة، ويبلغ عدد هذه النوافذ 25 نافذة.
  • أطول مبنى في الولايات المتحدة: بالرغم من ارتفاع تمثال الحرية المتواضع مقارنةً بالمباني الموجودة اليوم؛ إلّا إنّه كان المبنى الأكثر ارتفاعًا داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية عندما تم تركيبه.
  • الصفائح النحاسية: تم استخدام 300 صفيحة نحاسية لإنشاء تمثال الحرية من قبل فريديريك أوغست بارتولدي، وهي صفائحٌ رقيقةٌ تم طرقها ثم لحمِها مع بعضها البعض.
  • الأشعة في التاج: تظهر على تاج التمثال 7 أشعة بارزة، وتُمثّل هذه الأشعة البِحار السبعة للأرض، وتتميز بأطرافها البارزة، كما تقع فوق النوافذ.
  • اللون الأخضر للتمثال: يتمتع تمثال الحرية باللون الأخضر، وينتج هذا اللون عن التأكسد للنحاس، ويُشكّل هذا التأكسد طبقة سميكة في العديد من أجزاء التمثال، ويمكنه حماية النحاس من التآكل بشكل طبيعي.
  • إغلاق الشُعلة في التمثال: سبق وأن تمّ السماح للزوّار بالصعود إلى شُعلة تمثال الحرية؛ إلّا إنّ انفجار بلاك توم الذي وقع عام 1916 أدّى إلى إغلاق الشُعلة حينها، ولم تزل مُغلقة في وجه الزوّار حتى هذا اليوم.
  • التمثال والصواعق: تصطدم صواعق البرق بتمثال الحرية عِدّة مرّات في السنة عادةً؛ ذلك لأنه مرتفع عن الأرض ويتكوّن من مواد موصلة ممّا يجعله من الأهداف المُفضّلة للصواعق.
  • الكتاب في يد التمثال: يحمل التمثال لوحة القانون في يده اليسرى، وتحمل هذه اللوحة تاريخ الاستقلال الأمريكي من عام 1776، هذا يعني أن التثمال افتُتح بعد مرور 100 عام على استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
  • التمثال خلال الحرب العالمية الثانية: بشكل عام لم تتم إضاءة تمثال الحرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية بناءً على بعض القواعد التي تم سنّها في تلك الفترة؛ إلّا إنّ التمثال كان مفتوحًا لاستقبال الزوّار دون توقّف.

أين يقع تمثال الحرية؟

يقع تمثال الحرية في جزيرة الحُريّة التي تقع ضمن الولاية القضائية الإقليمية لولاية نيويورك الأمريكية وفق اتفاقية بين ولاية نيويرك وولاية نيوجيرسي، وهي إحدى المناطق التي تخضع إلى الملكية الاتحادية، وتُديرها إدارة المتنزهات الوطنية، ويُسمح للزوّار بالدخول إلى هذه الجزيرة والصعود على التمثال بعد قطع تذكرة بذلك.

حقائق تاريخية حول جزيرة الحرية

بعد معرفة أين يوجد تمثال الحرية يرغب الكثير من الأشخاص بالحصول على نبذة تاريخية عن جزيرة الحرية، وفيما يأتي قائمة ببعض من الحقائق التاريخية حول هذه الجزيرة حتى وضع التمثال:

  • بداية استيطان المنطقة: بدأ الأمريكيون الأصليون استيطان الأرض التي عُرفت باسم جزيرة الحرية فيما بعد عام 994 قبل الميلاد، وهي واحدةٌ من جزر أويستر الثلاث في ميناء نيويورك.
  • استعمار الجزيرة: في عام 1609 بدأت بعض الدول الأوروبية باستعمار المنطقة التي تقع فيها جزيرة الحرية، وتم إجبار السكان الأصليين على التحرّك منها، وتم الاستيلاء على الجزيرة من قِبل البريطانيين عام 1674.
  • الانتقال إلى سلطة نيويورك: تم الاستيلاء على الجزيرة من قِبل نيويورك عام 1738 مع جعلها منطقة للحجر الصحي في ذلك الوقت، بالإضافة إلى تفتيش السُفن القادمة للبحث عن التلوّث أو الأمراض التي تأتي معها أحيانًا.
  • شراء الجزيرة من قبل أرشيبالد كينيدي: تمكّن أرشيبالد كينيدي من شراء الجزيرة وبناء مسكن صيفي على الجزيرة عام 1746؛ إلّا إنّها أصبحت مكانًا للحجر الصحي مرّةً أُخرى بعد انتشار الجدري بين العامين 1755-1757.
  • العودة إلى ملكية نيويورك: عادت ملكية الجزيرة مرةً أُخرى إلى مُلكية نيويورك عام 1758، ثم بُني عليها مستشفى جديد بعد ذلك، وبين العامين 1772-1776 صارت الجزيرة ملجأً للمُتعاطفين مع حزب المحافظين أثناء الثورة الأمريكية.
  • بناء التحصينات على الجزيرة: بعد الأحداث التي شهدتها الثورة الأمريكية والتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإنجلترا وفرنسا من جهة أُخرى؛ تم بناء التحصينات على هذه الجزيرة عام 1794، وأصبحت تحت إدارة الجيش عام 1807.
  • الاتفاق بين نيوجرسي ونيويورك: أصبحت جزيرة بيدلو داخل مدينة نيويورك مع احتفاظ نيوجرسي بحقوق المياه وجميع الأراضي المغمورة المحيطة بالجزيرة؛ ذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها عام 1834.
  • تغيير اسم الجزيرة: تم تعيين الجزيرة لتحمل تمثال الحرية عام 1877 وفي عام 1886 كشفت الولايات المتحدة النقاب عن هذا التمثال، لكن تغيير اسم الجزيرة تأخر حتى عام 1956 لتصبح جزيرة الحرية بدلًا من جزيرة بيدلو.

كم يبلغ ارتفاع تمثال الحرية؟

يرتفع تمثال الحرية 93 متر من الأرض، ويبلغ طول الشُعلة 8.8 متر، أمّا طول الذراع فيبلغ 14 متر، ويبلغ طول الإصبع 2.4 متر والأنف 1.5 متر، هذا يعني أنه تمثالٌ كبيرٌ جدًا. يتميّز التمثال بلونه الأخضر، ويحمل كتابًا في يده اليسرى، بينما تحمل اليد اليُمنى شُعلةً كانت تشتعل فيها النيران بدايةً؛ إلّا إنّها تغيّرت إلى شُعلة نحاسية فيما بعد، وهي من أبرز المعلومات عن تمثال الحرية.

ما هو متحف تمثال الحرية؟

تم افتتاح متحف تمثال الحرية عام 2019 مع تزويده بصالات عرض تفاعلية تحكي تاريخ هذا التمثال على نحوٍ يُحفّز التفكير عند الزوار، وفيما يأتي قائمة بأبرز مكونات هذا المتحف:

  • المسرح الغامر: يوفر هذا المسرح تجربةً تعتمد على الوسائط المتعددة، ويقضي الزائر 10 دقائق من وقته في المسرح الغامر للاطلاع على صور تعكس تاريخ التمثال، كما أنها تحكي عن أصول التمثال مع توفير تجربة افتراضية للتحليق في تمثال الحرية.
  • معرض المشاركة: يهدف هذا المعرض إلى تمكين الزوّار من استيعاب الطريقة المُعقّدة التي اعتمد عليها الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي وفريقه من الحرفيين عند إنشاء هذا التمثال، وهو من بنى تمثال الحرية كما سبق ذكره.
  • معرض الإلهام: يتمتع هذا المعرض بجدران زجاجية تسمح للزوّار بالاطلاع على المناظر البانورامية المُمتعة للتمثال، بالإضافة إلى أُفق مدينة نيويورك، كما أنه المعرض الذي يحتوي على الشعلة الأصلية للتمثيل قبل تغييرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل بحيرة سوبيريور هي أكبر بحيرة في العالم؟

تمثال الأسد صُمم في الجزائر وليس في تونس

هل تعتبر شلالات نياجرا مصدرًا للطاقة الكهربائية؟

ما حقيقة تمثال اليهودي والمسلم والمسيحي في متحف مدريد؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على