` `

هل يمكن علاج الرُهاب الاجتماعي؟

صحة
6 يونيو 2022
هل يمكن علاج الرُهاب الاجتماعي؟
يُعد الرهاب الاجتماعي واحدًا من الاضطرابات النفسية بالفعل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا بُد من علاج الرهاب الاجتماعي حتى لا يؤدي هذا الاضطراب إلى بعض المُضاعفات الأكثر خطورةً، وكذلك للتخلص من الآثار السلبية للاضطراب على الأنشطة اليومية للمُصابين في العمل أو المدرسة أو غيرها من الأماكن الأُخرى. يعتني هذا المقال ببيان العلاجات الشائعة في التعامل مع هذا الاضطراب، بالإضافة إلى بعض الاستراتيجيات التي يستطيع المُصاب اتباعها للحدّ من ظهور الأعراض.

هل يمكن علاج الرُهاب الاجتماعي؟

هُناك العديد من أنواع العلاج التي تهدف إلى السيطرة على أعراض الرهاب الاجتماعي الذي يُعرف باسم اضطراب القلق الاجتماعي، ويُمكن أن يؤدي ترك هذا الاضطراب دون علاج إلى العديد من المُضاعفات؛ منها الاكتئاب أو اللجوء إلى تعاطي المخدرات، وهذا يعني أن للاضطراب مُضاعفاتٌ خطيرةٌ على المُصابين أحيانًا.

صورة متعلقة توضيحية

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

يُعد الرهاب الاجتماعي واحدًا من الاضطرابات النفسية بالفعل، وهو اضطرابٌ يؤدي إلى الشعور بخوف شديد في الأوساط الاجتماعية، ويُمكن أن يواجه المُصابون العديد من الصعوبات في التحدث إلى الناس، وكذلك يواجهون صعوبةً في مقابلة الأشخاص الجُدد أو حضور المناسبات الاجتماعية، ويؤثر هذا الاضطراب على أنشطة المُصاب في العمل والمدرسة أحيانًا.

كيف يتم علاج الرهاب الاجتماعي؟

بعد معرفة ماهو الرهاب الاجتماعي من الجيد معرفة طريقة التعامل مع أعراض هذا الاضطراب النفسي والسيطرة عليها عن طريق العلاجات المُعتمدة من قبل مقدمي الرعاية الصحية، ومنها ما يأتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا النوع من العلاجات النفسية إلى تمكين المصابين من معرفة طريقة التحكّم بالقلق الذي يراودهم؛ بالاعتماد على تقنيات الاسترخاء والتنفس، إلى جانب معرفة آلية ترك الأفكار السلبية والتفكير بطريقة إيجابية.
  • العلاج بالتعرض: يُعد العلاج بالتعرض واحدًا من العلاجات التي تسعى إلى تمكين المصابين باضطراب الرهاب الاجتماعي من مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة؛ ذلك بدلًا من تجنّبها والابتعاد عنها، ويكون ذلك بشكلٍ تدريجي.
  • العلاج الجماعي: يساعد هذا العلاج على تعلّم التقنيات والمهارات المختلفة للتفاعل مع الآخرين في البيئات الاجتماعية، كما أن الانخراط مع مجموعة تُعاني من ذات الاضطراب تُقلّل من الشعور بالحِدّة وتُعزز مهارات الشخص الاجتماعية.
  • المساعدة الذاتية المُوجّهة: يتضمن هذا النوع من العلاج خطة عمل قائمة على العلاج السلوكي المعرفي، أو دورة تدريبية عبر شبكة الإنترنت، مع توفير الدعم المُنتظم مع الطبيب المُشرِف على العلاج.
  • العلاج بالاسترخاء: إذا اعتمد الطبيب على العلاج بالاسترخاء؛ فإن المريض يتعلّم العديد من التقنيات؛ مثل تمارين التنفس وغيرها للوصول إلى مرحلة الاسترخاء، وهو علاجٌ يساعد في التعامل مع بعض أنواع الرهاب الاجتماعي.

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

إلى جانب أنواع العلاج النفسي المُختلفة يتم الاعتماد على العلاجات الدوائية أحيانًا لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ومنها الأدوية الآتية:

  • حاصرات بيتا: لا تساعد هذه الأدوية في التعامل مع الأعراض العاطفية للقلق؛ إلّا إنّها مُفيدة في السيطرة على الأعراض الجسدية التي تُصاحب الرهاب؛ منها التعرّق وزيادة سرعة ضربات القلب، بالإضافة إلى التغيّرات في الصوت.
  • مضادات الاكتئاب: يُمكن استخدام مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية؛ للتعامل مع الرهاب المذكور إذا كان شديدًا ومُنهِكًا للمُصابين، ولا يتم اللجوء إلى هذا الدواء لمن هم أقل من 15 عامًا عادةً.
  • البنزوديازيبينات: تتميز البنزوديازيبينات بسرعة مفعولها، وهي من الأدوية المُضادة للقلق، ولكنها تؤدي إلى الإدمان، ولذلك فإن الطبيب يقوم بوصفها عندما لا تنجح الأدوية الأُخرى، وهذا يعني آخر خيارات علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية.

استراتيجيات التعامل الذاتي مع الرهاب الاجتماعي

هُناك العديد من الاستراتيجيات التي يستطيع المرء اتباعها للسيطرة على أعراض الرهاب إلى جانب إرشادات علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية أو غيرها، وفيما يأتي بعضًا من هذه الاستراتيجيات:

  • التأقلم: تبدأ خطة التعامل مع هذا الاضطراب في تحديد المهارات الاجتماعية التي لا تستدعي كثيرًا من الجهد، ثم التركيز على تحسين هذه المهارات للتأقلم معها، ويساعد ذلك على التعامل مع الأفكار والمشاعر التي تُصاحب نوبات الرهاب.
  • الحَزم: يحتاج العديد من المُصابين بالرهاب الاجتماعي إلى الحزم للتعامل مع المواقف الاجتماعية، ويُمكن تعلّم هذه المهارة من خلال استراتيجيات المساعدة الذاتية؛ منها مهارة قول لا، ومهارة إيصال الاحتياجات بطريقة هادئة.
  • العناية بالتواصل غير اللفظي: ينبغي على الشخص استخدام طُرق التواصل غير اللفظية إذا كان يُعاني من اضطراب القلق الاجتماعي؛ من ذلك التواصل الجيد بالعينين مع اتخاذ وضعية مريحة؛ فإن هذه العادات تزيد من الثقة.
  • تطوير مهارات التواصل اللفظي: من المهم التعرّف على طريقة بدء المحادثات والاستمرار فيها، إضافةً إلى الاستماع بشكل جيد مع تطوير هذه المهارات، وتعريض النفس لأكبر قدرٍ من الفرص حتى يتمكّن الشخص من تحدّي الاضطراب وتحسين حالته.
  • التحدّث مع الآخرين حول الرهاب: يمكن للشخص التحدث مع الآخرين من الأصدقاء أو أفراد العائلة حول ما يمرُّ به من المواقف أو يتعرض إليه من التوتر؛ ذلك ليتمكّن الآخرون من فهمه والتعاطف معه وتقديم الدعم.
  • التنفس العميق: عند ظهور الأعراض العاطفية أو النفسية التي تتعلق بالرهاب الاجتماعي يستطيع المُصاب اتباع تقنيات التنفس العميق؛ ليدخل الجسم في حالة الاسترخاء؛ ممّا يؤدي إلى التقليل من ردود الفعل المُقلقة وعلاج الرهاب الاجتماعي بلا أدوية.
  • الحد من التفكير السلبي: يُسيء البعض تفسير التعليقات التي يُدلي بها الآخرون أو تعبيرات وجوههم؛ ممّا يؤدي إلى ظهور بعض ردود الفعل العاطفية، وينبغي الحدّ من أنواع التفكير السلبي المذكورة للسيطرة على القلق.
  • مواجهة المخاوف: إذا تجنّب المُصاب مخاوفه الاجتماعية؛ فربما يؤدي ذلك إلى التخلص من الأعراض على المدى القصير ولكنه غير جيد على المدى الطويل، ومن الجيد التعرض التدريجي إلى هذه المخاوف لتحسين طريقة التعامل معها.
  • ممارسة الرياضة: تظهر بعض الأبحاث فعالية بعض الأنشطة الرياضة في التقليل من القلق حسب موقع ويب ميد؛ منها الركض، وهذا يعني أن ممارسة الرياضة يُمكن أن تساعد في العامل مع القلق المُصاحب للرهاب الاجتماعي.

هل أسباب الرهاب الاجتماعي معروفة عند الأطباء؟

إن الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي لا تزال مجهولة عند مقدمي الرعاية الصحية حتى الآن، وبما أن أسباب الرهاب الاجتماعي غير معروفة؛ فإن الوقاية من هذا الاضطراب تكون أكثر صعوبة، ولكن هُناك العديد من الأسباب المُحتملة لهذا الاضطراب النفسي، ومنها ما يأتي:

  • الأسباب الوراثية: بشكل عام تميل اضطرابات القلق إلى أن تكون منتشرة في العائلات؛ إلّا إنّ ارتباط العوامل الوراثية بهذه الاضطرابات ليس واضحًا بعد؛ منها اضطراب القلق الاجتماعي المعروف باسم الرهاب الاجتماعي.
  • هيكل الدماغ: ربما يكون لهيكل الدماغ دور في الإصابة باضطراب الرهاب المذكور؛ ذلك لأن الدماغ يحتوي على جزء يُطلق عليه اسم اللوزة، وإذا ازداد نشاط هذا الجزء؛ فيُمكن أن تزداد استجابة المرء للخوف وظهور أعراض الرهاب.
  • البيئة: يُمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي سلوكًا يكتسبه المرء من البيئة المُحيطة بعد التعرض إلى بعض المواقف؛ منها المواقف الاجتماعية المُحرجة والمواقف غير السارّة، وكذلك يُمكن أن ينتج عن سلوكيات إفراط الآباء في حماية أبنائهم.

ما أعراض الرهاب الاجتماعي؟

تختلف الأعراض التي تظهر عند المصابين باضطراب القلق الاجتماعي بين شخصٍ وآخر، وتضم القائمة الآتية عدة أعراض بارزة لهذا الاضطراب النفسي:

  • القلق بشأن الأنشطة اليومية: يعاني الشخص المصاب بالرهاب من القلق الدائم عند القيام ببعض الأنشطة اليومية العادية؛ مثل التحدث عبر الهاتف أو مقابلة الغرباء، وكذلك القلق عند بدء المحادثات أو أثناء العمل أو التسوق.
  • الصعوبة في إنجاز المهام عندما يراها الآخرون: يجد المصابون باضطراب القلق الاجتماعي صعوبةً في القيام بالمهام والأنشطة وإنجازها عندما يراهم الآخرون؛ ذلك لشعورهم بالخضوع إلى المُراقبة أو الحكم عليهم طيلة الوقت.
  • نوبات الهلع: يتعرض البعض إلى شعور غامر بالخوف مع القلق نتيجةً لبعض الأنشطة الاجتماعية، وعادةً ما يستمر هذا الشعور حتى بضع دقائق فحسب ثم يختفي، ويُعرف الشعور المذكور باسم نوبة الهلع.
  • الغثيان والارتجاف: يُمكن أن تبدو على المصابين بالرهاب الاجتماعي العديد من الأعراض الجسدية؛ وأبرزها الشعور بالغثيان والارتعاش أو الارتجاف، وكذلك التعرق وزيادة سرعة نبضات القلب.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالرهاب الاجتماعي؟

يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة في البداية، ثم يقوم بإجراء فحص بدني لاستبعاد الأسباب الجسدية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض لتشخيص الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي، ثم تتم إحالة الشخص إلى أخصائي الصحة النفسية للإجابة على العديد من الأسئلة حول الأعراض؛ بما في ذلك طبيعتها ووقت حدوثها وشدة تكرارها، وبناءً على نوع الأعراض يتم تحديد نوع الاضطراب بناءً على معايير الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية، ثم يتم وصف علاج الرهاب الاجتماعي المناسب.

هل توجد أساليب تفكير تغذي الرهاب الاجتماعي؟

تساعد بعد أنماط التكير على تغذية الرهاب الاجتماعي وظهور الأعراض عند الشخص المصاب، وفي القائمة الآتية عدة من هذه الأساليب:

  • قراءة الأفكار: يفترض البعض معرفة ما يفكر به الآخرون، وكذلك يفترضون بأن الآخرين يرونهم بذات الطريقة السلبية التي يرى المصاب نفسه بها، وهو نمط تفكير غير مفيد، ويؤدي إلى تغذية الرهاب الاجتماعي.
  • التكهن بالمستقبل: في بعض الأحيان يتنبأ الشخص بما يُمكن أن يحدث في المستقبل مع افتراض وقوع الأسوأ دائمًا، وهو ما يؤدي إلى القلق بالفعل قبل الانخراط بالمواقف التي تم افتراضها
  • توقع الأشياء الكارثية: يتسم بعض الأشخاص بطريقة تفكير تتعامل مع الأشياء بشكل غير متناسب، وتزيدها عند حدها المُعتاد، ومن ذلك توقّع ردّة الفعل الكارثية أو المروعة إذا لاحظ الناس من المُصاب سلوكًا عصبيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك أعراض للإجهاد العصبي؟

هل يمكن علاج الإرهاق والتعب النفسي؟

هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟

هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على