` `

هل يختلف قانون حضانة الأطفال بعد الطلاق بين دولة وأُخرى؟

ثقافة وفن
9 يونيو 2022
هل يختلف قانون حضانة الأطفال بعد الطلاق بين دولة وأُخرى؟
يتم منح حق الحضانة للأم أو الأب بالاعتماد على عُمر الطفل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتم منح الحق في حضانة الأطفال بعد الطلاق بعد اللجوء إلى المحكمة ذات الاختصاص، وذلك وفق القوانين المعمول بها في الدولة. يتطرق هذا المقال إلى بعض المعلومات عن قوانين الحضانة للأطفال بعض الطلاق، إلى جانب بيان الآثار السلبية لانفصال الأبوين على الصحة الجسدية والعاطفية للطفل، وكذل يُبيّن المقال بعض الإرشادات لرعاية الطفل أثناء فترة الحضانة.

هل يختلف قانون حضانة الأطفال بعد الطلاق بين دولة وأُخرى؟

بالفعل يختلف قانون حضانة الأطفال بين دولة وأُخرى، وحتى يتمكّن الأبوان من معرفة التفاصيل المرتبطة بحق الحضانة ينبغي عليهما الاطلاع على القانون المحلي للدولة التي يعيشون داخلها، وفي كثيرٍ من الأحيان يتم التطرق إلى الحضانة في قوانين الأحوال المدنية أو الأحوال الشخصية دون وجود قانون مُستقل لها، وذلك كما في قانون الأحوال الشخصية الأردني، وكذلك نظام الأحوال الشخصية في السعودية.

صورة متعلقة توضيحية

على ماذا يعتمد تحديد المصلحة الأفضل لحضانة الأطفال بعد الطلاق؟

يُمكن أن يأخذ القاضي العديد من العوامل بعين الاعتبار لتحديد مصلحة الطفل الأفضل عند اختيار الطرف الذي يحتضنه من الوالدين، ومن هذه العوامل ما يأتي:

  • العُمر: ينظر القاضي في رغبات الطفل بناءً على عمره، كما أنه يتم منح حق الحضانة للأم أو الأب بالاعتماد على عُمر الطفل؛ إذ إن الطفل الصغير يحتاج إلى مزيد من الرعاية بالعموم، ويتم تحديد سن حضانة الأطفال عادةً في القوانين المحلية.
  • الاتساق في حياة الطفل: يُمكن أن يفضل القاضي المحافظة على اتساق حياة الطفل وفق بعض قوانين الحضانة؛ لذلك فإنه يُحكم بالحضانة للطرف الذي يستطيع توفير إجراءات رعاية الطفل وبقائه في المدرسة ووصوله إلى الأُسرة المُمتدة.
  • القدرة على الأبوة أو الأمومة: عادةً ما تتحقّق المحكمة من قُدرة الأب أو الأم على تلبية جميع المتطلبات التي يحتاجها الطفل؛ قبل اتخاذ القرار بمنح حق الحضانة لأحد الأبوين، ويشمل ذلك المتطلبات العاطفية إلى جانب المتطلبات الجسدية.
  • تأثير التغييرات على روتين الطفل: تحاول المحاكم المختصة تقدير مدى تأثير الحضانة لأحد الأبوين على الروتين المعتاد للطفل؛ فعادةً ما تهدف هذه المحاكم إلى  الحدّ من التغييرات التي يُمكن أن تؤثر على الطفل بشكل سلبي.
  • توفير الأمان: يكون توفير الأمان ضمن أولويات المحكمة عادةً، وهذا يعني أنه لا يتم منح حق الحضانة لأحد الوالدين إذا لم يكن باستطاعته توفير الأمان الذي يحتاجه الأطفال؛ لضمان الحد من تعرضهم إلى المخاطر.

هل يكون حق حضانة الأطفال بعد الطلاق للأم دائمًا؟

لا يتم منح حق حضانة الأطفال بعد الخلع أو الطلاق للأم أو الأب دائمًا، وإنما يعتمد ذلك على العديد من الضوابط والشروط التي يتم تحديدها ضمن القوانين واللوائح التنفيذية المَعنيّة بالحُكم في حالات الطلاق وما يترتب عليها من الحضانة، وفي كثيرٍ من الأحيان يحصل الأب على حق الحضانة بقرارٍ من القاضي، بينما يتم النظر إلى رغبة الطفل أحيانًا عند وصوله سنًّا مُعينة.

ما هي الآثار السلبية للطلاق على الأطفال؟

بالرغم من تنظيم شؤون الحضانة في قانون حضانة الطفل بعد الطلاق؛ إلّا إنّ ذلك لا يعني عدم وجود آثار سلبية للطلاق وانفصال الأبوين على حياة الأطفال، ومن الآثار السلبية ما يأتي:

  • الشعور بالغضب: أحيانا يشعر الطفل بالغضب عند طلاق أبويه لأن هناك كثيرًا من الأشياء التي تتغير في حياتهم، ويشيع هذا الغضب عند الأطفال والمراهقين الذين في سن المدرسة، ويكون الغضب موجهًا إلى الداخل في بعض الأحيان.
  • الانسحاب الاجتماعي: يمكن أن يصبح الطفل خجولًا أو قلقًا بشكل كبير بعد طلاق أبويه، ومن المحتمل أن تراودهم الكثير من الأفكار في هذا الوقت، وتظهر عليهم أعراض الانسحاب الاجتماعي؛ بما في ذلك عدم الاهتمام للخروج مع الأصدقاء.
  • انخفاض الأداء في المدرسة: عادةً ما تزداد فرصة التسرّب من المدرسة عند الأطفال الذين تطلّقَ أبويهم، وكذلك تنخفض درجات الطالب في المدرسة مقارنةً بأدائه ودرجاته التي كان يحصل عليها في السابق قبل اتخاذ قرار الطلاق.
  • ظهور العادات السلبية: في حالة الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 18 شهرًا ولا تزيد على 6 سنوات يُمكن أن يؤدي الطلاق إلى ظهور عادات سلبية؛ مثل التبول اللاإرادي ومص الإبهام، وكذلك يتعرضون إلى نوبات من الغضب أحيانًا.
  • تغيّر عادات النوم: يتعرض الطفل إلى تغيّرات في عادات النوم أحيانًا بعد الطلاق، وهو ما يؤثر على صحته ويؤدي إلى زيادة الوزن أحيانًا، وربما يكون السبب في ذلك راجعًا إلى الكوابيس أو الخوف من الوحوش أو الشعور بالقلق قبل النوم.
  • الاكتئاب: في البداية يشعر الطفل بالإحباط والحزن نتيجةً للطلاق وانفصال والديه، وتزداد خطورة الإصابة بالاكتئاب السريري عند هذه الفئة من الأطفال أيضًا فيما بعد، وهم معرضون إلى محاولات الانتحار أيضًا.
  • الانخراط في سلوكيات خطيرة: ربما ينخرط بعض الأطفال في سلوكيات خطيرة نتيجةً لانفصال الوالدين عن بعضهما البعض، ومن أكثر هذه السلوكيات خطورةً تعاطي المخدرات وشرب الخمر، بالإضافة إلى ظهور السلوك العدواني.
  • النفور من أحد الوالدين: يشعر العديد من الأطفال بأن أحد الأبوين مُخطئ فيما يتعلق بالطلاق، وهو ما يؤدي إلى وقوفهم بجانب الأب أو الأم مع النفور من الطرف الآخر، وهذا يعني أن الطفل يُمكن أن ينفر من الطرف الذي يرى أنه مخطئ.
  • المضاعفات الجسدية: لا تقتصر آثار الطلاق على الناحية النفسية أو العاطفية للطفل فحسب، وإنما تمتد إلى الصحة الجسدية، ويُمكن أن يُعاني الطفل من الصداع أو الآلام الشديدة في المعدة؛ بسبب التوتر الناتج عن التفكير في انفصال الوالدين.

كيف يتم التواصل بين الزوجين خلال سن حضانة الأطفال؟

للمحافظة على مصلحة الطفل خلال سن الحضانة وضمان رؤيته لكل من الأب والأم لا بُد من الزوجين المنفصلين التزام عدة إرشادات عند التواصل مع بعضهما البعض، ومنها ما يأتي حسب موقع هيلب غايد:

  • الحديث باحترام: لا بُد على الزوج من التحدّث مع زوجته السابقة باحترام وحيادية للمحافظة على رفاهية الأطفال، وكذلك ينبغي على المرأة التواصل مع زوجها السابق بذات الطريقة، وتجنّب التحدث بغضب.
  • العناية بطريقة تقديم الطلبات: ربما يُسيء أحد الزوجين المنفصلين الفهم عندما يُقدّم الطرف الآخر الطلبات بصيغة الأمر، ولذلك فإنه من الجيد تقديم الطلبات بصيغة أفضل، ومن ذلك البدء بالسؤال عن الرغبة في الشيء المطلوب، أو السؤال عن إمكانية المحاولة.
  • ضبط النفس: ربما يكون التواصل بين الزوجين المنفصلين ضروريًا فيما يتعلق بالمحافظة على رفاهية الطفل عند صدور قرار حضانة الأطفال بعد الطلاق، ولا بُد من ضبط النفس أثناء التواصل وتجنّب ردّة الفعل المبالغ فيها.
  • التركيز بالحديث عن الأطفال: يجب تجنّب الاستطراد في الحديث عن الاحتياجات عند إجراء المحادثة مع الطرف الآخر، وإنما ينبغي التركيز في الحديث عن احتياجات الطفل بشكل حصري فحسب.

ما هي إرشادات التعامل مع الطفل بعد طلاق الأبوين؟

من المهم إخفاء مشاعر الغضب والأذى تجاه الطرف الآخر عند الحصول على حق حضانة الأطفال بعد الطلاق أو الخلع، كما أنه يجب على الطرف الذي حصل على هذا الحق السماح للطفل برؤية الطرف الآخر على نحوٍ منتظمٍ وعدم منعه من ذلك؛ إذا لم يكن الطرف الآخر مُسيئًا أو عنيفًا تجاه الطفل؛ إذ إنه يُمكن منع الطفل من رؤية الوالد الذي لا يمتلك حق الحضانة في هذه الحالة.

ربما تظهر على الطفل بعد التصرفات السيئة عند العودة إلى المنزل وانتهاء زيارة الطرف الآخر، ويُعد اللعب من الطرق التي تساعد في معرفة مدى ارتباك الأطفال أو استيائهم من الزيارة، وكذلك يجب طمأنة الطفل وتهدئته أيضًا، وعلى الطرف الذي يمتلك حق الحضانة محاولة توفير جميع سبل الراحة التي يحتاجها الطفل لرعايته وضمان سلامته على الصعيدين الجسدي والنفسي.

الحصول على الدعم عند حضانة الأطفال بعد الخلع أو الطلاق

عند صدور القرار بحق حضانة الأطفال بعد الطلاق، ربما يحتاج الطرف الذي يحتضن الطفل إلى الدعم ؛لمتابعة العديد من الأنشطة اليومية أو الاجتماعية أو رعاية الطفل في أيٍّ من الأوقات الأُخرى، ويُمكن الحصول على هذا الدعم من خلال قبول المساعدة التي يعرضها الأصدقاء أو أفراد العائلة في قضاء الوقت مع الطفل، وكذلك يمكن الترتيب مع الوالد الآخر لاحتضان الطفل بالتناوب، أو طرح الاقتراحات على أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة لرعاية الطفل في الوقت الذي يستدعي ذلك.

هل الحضانة المشتركة للطفل أفضل؟

إن حق حضانة الأطفال بعد الطلاق لا يُغني عن الحضانة المشتركة التي يحتاجها الطفل للمحافظة على أفضل مستويات من الصحة النفسية والجسدية، بالإضافة إلى بناء شخصية الطفل على نحو جيد، ولا شك بأن الحضانة المشتركة أفضل للطفل. وتشير الحضانة المشتركة إلى قضاء فترات متساوية مع كلا الوالدين، أو قضاء أوقات طويلة مع كل واحد منهما؛ على أن لا يقل الوقت الذي يقضيه الطفل مع أحد والديه عن 25% من عُمره أثناء فترة المراهقة والطفولة بشكل عام.

ما هي فوائد الحضانة المشتركة للطفل؟

إن للحضانة المشتركة كثيرًا من الفوائد التي يحصل عليها الطفل؛ أبرزها الشعور بالأمان؛ فإن الطفل يتكيّف مع المواقف المعيشية الجديدة بشكل أسرع وأسهل عند الوثوق بكلا الوالدين، وكذلك يزداد تقدير الطفل لذاته. ومن الفوائد الأخرى:

  • تعزيز مستويات الصحة النفسية والعاطفية عند الطفل.
  • زيادة قدرته على إنشاء العلاقات القوية في المستقبل.
  • تحسين انضباط الطفل والتزامه بالقواعد.

ويمكن أن تكون حضانة الأطفال بعد الطلاق مشتركة للحصول على هذه الفوائد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على الزواج؟

هل العمر يُحدّد مدى تأثير الطلاق على الأطفال؟

هل يوجد أساليب معينة للتعامل مع سلوكيات الأطفال؟

هل يمكن تمييز أنواع الأمراض النفسية والعقلية من غير طبيب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على