` `

هل يعود اكتشاف علم الآثار إلى القرن التاسع عشر؟

علوم
13 يونيو 2022
هل يعود اكتشاف علم الآثار إلى القرن التاسع عشر؟
ترجع الأصول الأولى لهذا العلم إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتني علم الآثار بدراسة البقايا البشرية من الحضارات القديمة، ويوضّح هذا المقال بعضًا من المهارات المُهمة للعاملين في مجال الآثار، إضافةً إلى تزويد القارئ بكثيرٍ من الأدوات والتقنيات الأساسية التي يكثر استخدامها في التنقيب عن الآثار، وينتهي ببعض الإرشادات المُهمة للمبتدئين، حتى يستطيعوا تحسين مهاراتهم والعثور على فرصة مناسبة للتنقيب عن الآثار.

هل يعود اكتشاف علم الآثار إلى القرن التاسع عشر؟

لا يعود اكتشاف علم الآثار إلى القرن التاسع عشر الميلادي، إنما تمّ إنشاء علم الآثار الكلاسيكي في هذا القرن. وترجع الأصول الأولى لهذا العلم إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم تطوّر أول مرة في إيطاليا خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وتعتني فروع علم الآثار المُختلفة بالدراسة العملية للبقايا المادية من الحياة والأنشطة البشرية السابقة.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أنواع علم الآثار؟

هُنالك عدة أنواع مُختلفة من علم الآثار، وفيما يأتي قائمة بهذه الأنواع:

  • علم الآثار الكلاسيكي: يعتني هذا النوع بدراسة تاريخ الحضارتين اليونانية والرومانية القديمتين، وتُعد كل من مدينة روما ومدينة أثينا أكثر مدينتين ارتباطًا بعلم الآثار الكلاسيكي، ويدرس هذا النوع الآثار والعمارة والفلسفة وغيرها.
  • علم الآثار التاريخي: يركز علم الآثار التاريخي على دراسة تأثير المجتمعات السابقة على حياة البشر الحديثة، وفي معظم الأحيان يعمل المختصون في هذا المجال مع علماء الأنثروبولوجيا والمؤرخين؛ لدراسة المصنوعات المادية وتفسيرها.
  • علم الآثار تحت الماء: كما يظهر من الاسم تتم ممارسة هذا النوع في المواقع الأثرية المغمورة في المياه، سواءً كانت حطامًا للسفن أو مُدنًا مدفونة أو غير ذلك، وفي غالب الأحيان يعتمد المختصون على أدوات خاصة للمحافظة على الآثار المغمورة بعناية.
  • علم الآثار الإثنوغرافي: في هذا النوع يسعى المختصون إلى فهم عادات الصيادين والمُلتقطين للصيد عن طريق دراسة القطع الأثرية ذات الصلة؛ مثل الأدوات أو الأسلحة، ويتم الاعتماد على القطع الأثرية لتكوين روابط بين مجتمعات الصيادين والمُلتقطين.

هل دراسة علم الآثار تشمل الديناصورات؟

لا يعتني علم الآثار بدراسة الديناصورات وإنما تندرج دراسة هذه الكائنات الحية في علم الأحياء القديمة، وهو علمٌ يعتني بدراسة تاريخ الحياة على كوكب الأرض بالاعتماد على الحفريات، ويشمل دراسة الحيوانات والنباتات القديمة، كما أنه يدرس البكتيريا أيضًا. وعلى الرغم من القواسم المشتركة بين كلّ من علم الآثار وعلم الأحياء القديمة؛ إلّا إن الفارق الأساسي يتمثل في دراسة علم الآثار للماضي البشري بشكل أساسي خلافًا للعلم الآخر، ويُمكن أن يدرس عالم الآثار الحيوانات والنباتات لمعرفة العلاقة بينها وبين الإنسان.

ما هي المهارات المهمة في علم الآثار؟

توجد العديد من المهارات التي ينبغي توفرها في الشخص عند الرغبة بالانخراط في علم الآثار، وأبرزها ما يأتي:

  • إتقان اللغة القديمة والحديثة: حتى يتمكّن عالم الآثار من فهم المجتمع بشكل كامل لا بُد من إتمام دراسة جامعية مُدة 3 سنوات على الأقل للغة أو اللغات القديمة في منطقة البحث؛ ليستطيع فك الرموز المكتوبة مع ضرورة معرفة اللغة الحديثة لسكان المنطقة.
  • المعرفة والخبرة العملية: حتى يكتسب المرء الخبرة والمهارة العمليتين، يستطيع الانخراط في الأعمال التطوعية التي تعتني بالتنقيب عن الآثار؛ فإن ذلك يجعل الشخص على أُهبة الاستعداد عند الحاجة إلى العمل في هذا المجال بعد دراسة علم الآثار.
  • التواصل المناسب والفعّال: يجب على العاملين في مجال علم الآثار إتقان مهارات التواصل بكفاءة، سواءً عند الكتابة على الأوراق أو المجلات للأقران من المختصين في هذا المجال، أو عند إلقاء المحاضرات العامة لمُختلف أصناف الناس.
  • فهم التكنولوجيا: يتم الاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة لجمع البيانات وتحليلها، ثم الوصول إلى نتائج ذات معنى، وكذلك تساعد في إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وغيرها، وهو ما يُشير إلى أهمية فهم التكنولوجيا الحديثة في علم الآثار.

كيف يتم اختيار مكان الحفر في علم التنقيب عن الآثار؟

في علم التنقيب عن الآثار يعتمد المختصون على عدة طُرق  لتحديد مكان الحفر المناسب، ومنها الطرق الآتية حسب موقع مركز وادي ميسيسيبي للآثار التابع لجامعة ويسكونسن لاكروس:

  • وضع الأرض: يمكن اللجوء إلى الخرائط الطبوغرافية ذات الجودة المرتفعة، بالإضافة إلى أخذ الجولات الميدانية لمعرفة تضاريس الأرض؛ للتحقّق من وجود أيّة منطقة تتمتع بميزة جغرافية تجعلها ملائمة لبدء الحفر والتنقيب عن الآثار.
  • اختبار المجرفة: بمجرد وصول عالم الآثار إلى منطقة البحث يقوم بإجراء اختبار المجرفة أحيانًا، ويمكن إجراء هذا الاختبار عشوائيًا أو إجراؤه بالاعتماد على مُخطّط شبكي لمحاولة إيجاد منطقة غنيّة بالقطع الأثرية.
  • المواقع المسجلة: يتم تسجيل كافة المواقع التي يتم التنقيب فيها من قِبل العلماء المحترفين في مجال علم الآثار بعناية، وفي بعض الحالات يتم الذهاب إلى موقع مُسجّل لم ينتهِ حفره بالكامل لمتابعة عمليات الحفر السابقة.

كيف يتم تطبيق علم الآثار على أرض الواقع؟

بدايةً من الرغبة في التنقيب ضمن منطقة مُحددة وحتى نشر النتائج، توجد العديد من الخطوات التي يمرُّ بها المختصون في علم الآثار، وفيما يأتي توضيح لطريقة تطبيق هذا العلم على أرض الواقع:

  • إنشاء الفرضية: لا يقوم علماء الآثار بالبحث عشوائيًا عن القطع الأثرية المطلوبة، وإنما يقومون بالتنقيب وإجراء الحفريات للإجابة على بعض الأسئلة المُحددة أو حل قضايا مُعينة، ولا بُد من وضع فرضية حول هذه الأسئلة والقضايا قبل الحفر.
  • تحديد موقع الحفر: بعد إنشاء الفرضية وتحديد السبب الذي يقف وراء التنقيب عن الآثار، يقوم العلماء المختصون بإجراء المسح، ثم اختيار الموقع المناسب لبدء الحفر، وعادةً ما يتم إنشاء نقطة مرجعية معروفة الخصائص لتحديد مكان القطع الأثرية بدقّة.
  • الحفر: عند الانتهاء من اختيار الموقع المناسب يبدأ علماء الآثار بالحفر والتنقيب، وفي هذه المرحلة يقومون بتسجيل التفاصيل الجغرافية المختلفة حول علاقة القطع الأثرية التي يتم اكتشافها، مع النقطة المرجعية المُحددة سابقًا.
  • تسجيل البيانات وتحليلها: عادةً ما تتم إزالة القطع الأثرية من الموقع بعناية كبيرة لدراستها وتحليلها، بالإضافة إلى إنشاء الرسومات والملاحظات التفصيلية، والتقاط الصور الفوتوغرافية لهذه القطع، ويتم تسجيل جميع التفاصيل بدقة كبيرة.
  • المعالجة: تُؤخذ القطع الأثرية إلى المختبر حتى يقوم المختصون بمعالجتها من خلال التنظيف والإجراءات الأُخرى، مع الاحتفاظ بسجلات كاملة حول كل قطعة في المختبر، وفي بعض الأحيان تتم المعالجة في الموقع لصعوبة النقل بسبب هشاشة القطع.
  • تفسير النتائج: بمجرد الانتهاء من التنقيب والمعالجة، وتحليل القطع الأثرية التي تم العثور عليها، ينبغي على المختصين في علم الآثار تفسير النتائج، ثم شرح القصة وراء هذه القطع ومدى فائدتها وأهميتها للسكان المحليين.
  • النشر: في المرحلة الأخيرة يتم نشر جميع النتائج والصور والمخططات، بالإضافة إلى نشر التفسيرات المُحتملة، حتى يتمكّن علماء الآثار الآخرون من الاطلاع عليها، والموافقة على التفسيرات أو الاعتراض عليها وتقديم تفسيرات أُخرى.
صورة متعلقة توضيحية

ما هي أبرز التقنيات والأدوات المستخدمة في علم الآثار؟

يستخدم علماء الآثار الكثير من الأدوات بالإضافة إلى استعانتهم بالتقنيات التكنولوجية الحديثة، عند التنقيب أو التحليل وفي مختلف مراحل عملية البحث عن الآثار، وفيما يأتي قائمة ببعض أبرز هذه التقنيات والأدوات:

  • المجرفة: تُعد المِجرفة واحدةً من أدوات الحفر، ويعتمد علماء الآثار عليها للحفر في منطقة مُحددة تم تمييزها بشريط لاصق، ولا بُد من الدقة عند استخدام المجرفة وتمييز كل شيء وملاحظته وقياسه بعناية كبيرة جدًا.
  • المعاول الكبيرة: في بعض الأحيان تستدعي عملية التنقيب استخدام المعاول أو الفؤوس الكبيرة، ويتم استخدام المعول من قِبل اثنين من علماء الآثار حتى يتمكّنا من حفر الخنادق عبر الطبقات الترابية.
  • المكنسة: يتم استخدام المكنسة إلى جانب اللقاطة حتى يقوم المختصون بتنظيف جميع القطع الأثرية التي يتم العثور عليها، ويتم وضع دِلاء تحت القطعة عند تنظيفها حتى يتم تجميع الغبار وإجراء مزيد من الفحص عليه.
  • المالج: إن المالج من الأدوات الصغيرة التي يتم استخدامها من قبل علماء الآثار؛ لكشط التربة ببطء في الموقع الأثري الذي يتم إجراء البحث داخله.
  • الأقمار الصناعية: أحيانًا يلجأ المختصون في الآثار إلى الطائرات المتخصصة أو الأقمار الصناعية؛ لمسح منطقة جغرافية محددة بهدف التنقيب عن أيّة آثار موجودة فيها، ويهدف المسح إلى تتبع أنماط التسوية واكتشاف المعالم المميزة.
  • المجهر: في علم الآثار يُمكن اكتساب معرفة كبيرة حول القطع الأثرية عند النظر إليها باستخدام المجهر؛ فإنه يُظهِر التفاصيل الدقيقة لهذه القطع.
  • الاختبارات الكيميائية: هُناك عدة اختبارات كيميائية يُمكن استخدامها في فروع علم الآثار المختلفة؛ من ذلك تأريخ عُمر القطعة من خلال اختبارات الكربون المُشعّ.

هل يوجد إرشادات مهمة للناشئين في علم الآثار؟

بالفعل توجد الكثير من الإرشادات المُهمة للناشئين أو المبتدئين في علم الآثار، وتضم القائمة الآتية بعضًا من نصائح جامعة بوسطن لهذه الفئة من الأشخاص:

  • استكشاف الفرص: ينبغي على المرء استكشاف جميع الفرص المتوفرة ضمن المنطقة المُحيطة به فيما يتعلق بعلم الآثار، ويُمكن العثور على الفرص من خلال النوادي المحلية أو المنظمات الوطنية أو المدارس أو الجامعات التي تتيح مثل هذه الفرص.
  • قراءة المزيد: يمكن للشخص قراءة المزيد من المجلات العلمية المتخصصة في الآثار، بالإضافة إلى الكتب التمهيدية المميزة، حتى يستطيع اكتساب مزيد من المعارف عن علم الآثار.
  • التحدث مع المختصين: عادةً ما يحب علماء الآثار الحديث عن موضوع عملهم؛ لذلك فإنه من الجيد التحدّي مع هؤلاء العلماء بشكلٍ مباشرٍ لطلب الإرشادات والنصائح حول طريقة المشاركة في أعمال الآثار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك وجود لحوريات البحر علميًا؟

هل من المؤكد وجود حياة خارج كوكب الأرض؟

هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟

هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات بالفعل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على