` `

هل المحار من مسببات الحساسية الغذائية؟

صحة
30 يونيو 2022
هل المحار من مسببات الحساسية الغذائية؟
إن المحار واحدٌ من مسببات الحساسية الغذائية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تختلف مسببات الحساسية الغذائية بشكلٍ كبيرٍ بين شخصٍ وآخر؛ إذ إن بعض الأشخاص المصابين تظهر عندهم الأعراض عند تناول نوع محدد من الأطعمة، في حين تظهر الأعراض عند الآخرين عند تناول أطعمة أُخرى. يُبيّن هذا المقال بعضًا من مسببات الحساسية وأنواعها، بالإضافة إلى توضيح طريقة التشخيص وطرق العلاج المتوفرة أيضًا.

هل المحار من مسببات الحساسية الغذائية؟

إن المحار واحدٌ من مسببات الحساسية الغذائية، كما أن هُناك كثيرًا من مسببات الحساسية الغذائية الأُخرى أيضًا؛ منها: الفول السوداني، البيض، الحليب، الجوز، السمسم، القمح، فول الصويا والأسماك. تؤدي الأطعمة المذكورة سابقًا إلى جانب المحار بقُرابة 90% من أسباب الإصابة بحساسية الغذاء، وهذا يعني أنها تستحوذ على النسبة الأكبر، وتُعد حساسية الفول السوداني أكثر أنواع الحساسية شيوعًا عند الأطفال.

صورة متعلقة توضيحية

ما العوامل التي تزيد من خطورة الحساسية الغذائية؟

تزداد خطورة الإصابة بأنواع الحساسية الغذائية المختلفة نتيجةً للعديد من العوامل، وأبرزها ما يأتي:

  • تاريخ العائلة مع الحساسية: إذا كان أحد أفراد العائلة المُقربين مُصابًا بالحساسية الغذائية؛ فإن احتمالية ظهور أعراض الحساسية الغذائية عند الشخص ترتفع، وهذا يعني أن حساسية الغذاء يُمكن أن تنتقل في العائلات.
  • الإصابة بحالات الحساسية الأُخرى: عند الإصابة بأنواع الحساسية الأُخرى تزداد فرصة إصابة المرء بالحساسية الغذائية تجاه بعض الأطعمة، ويشمل ذلك الربو والحساسية الموسمية، وكذلك أنواع حساسية الغذاء الأُخرى.
  • الولادة القيصرية: تزداد فرصة إصابة المرء بالحساسية الغذئية عند الولادة القيصرية مقارنةً بالآخرين الذين وُلدوا ولادةً طبيعية، وذلك وفق إحدى الأبحاث.
  • تناول مسببات الحساسية في وقت مبكر: إذا قام الطفل بتناول مسببات الحساسية الغذائية الشائعة خلال فترة مبكرة من حياته؛ فإن خطورة الإصابة بهذا النوع من الحساسية منخفضة، في حين تزداد فرصة الإصابة عند تناول المُسببات.
  • التغيّرات في بكتيريا الأمعاء: أظهرت بعض الأبحاث وجود تغيرات في بكتيريا الأمعاء عند الأشخاص المصابين بحساسية الجوز، وكذلك الاشخاص المصابين بالحساسية الموسمية، وهذا يعني احتمالية وجود ارتباط بين البكتيريا والحساسية.

ما هي أعراض الحساسية الغذائية؟

عند الإصابة بحساسية الغذاء تظهر العديد من الأعراض على المرء إذا قام بتناول المُحفزات أو المُسببات للحساسية، وتتفاوت شِدّة هذه الأعراض بين مُصابٍ وآخر؛ إذ إنها تكون طفيفة أحيانًا بينما تكون شديدة في أحيانٍ أُخرى، ويُعد الشعور بالوخز أو الحكّة في الفم من الأعراض الشائعة للحساسية الغذائية، وكذلك الإكزيما والشرى وآلام البطن والإسهال والغثيان أو القيء، إلى جانب الدوخة أو الدوار أو الإغماء.

إن تورّم الشفتين والوجه واللسان والحلق وأعضاء الجسم الأُخرى من الأعراض الشائعة للحساسية الغذائية أيضًا، وتتضمن الأعراض الشائعة الأزيز واحتقان الأنف وصعوبة التنفس، وإذا أُصيب المرء بحساسية مُفرطة؛ فيُمكن أن يتعرض إلى صدمة مع انخفاضٍ حادٍّ في ضغط الدم، وكذلك يتعرض إلى انقباض في الشعب الهوائي، وارتفاع في سرعة النبض وغيرها من أعراض الحساسية الأُخرى.

لماذا يتم إجراء اختبار الحساسية الغذائية؟

يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار الحساسية الغذائية عند ظهور الأعراض حتى يتحقّق من المشكلة الصحية التي يُعاني منها المرء، بالإضافة إلى معرفة نوع الأطعمة والأغذية التي يتحسّس منها إذا ثبتت إصابته. يجدر الذكر بأن هُناك بعض الاختبارات التشخيصية غير الموثوقة لحساسية الغذاء ولا بُد من تجنبها؛ منها: اختبار آلة فيجا واختبار حركات الجسم، بالإضافة إلى اختبار تحليل الشعر.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالحساسية الغذائية؟

يُمكن أن يعتمد الطبيب على الاختبارات والتحاليل الآتية أو بعضٍ منها؛ للتشخيص ومعرفة مسببات الحساسية الغذائية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض عند المرء:

  • مراقبة الأعراض: يقوم الطبيب بالتحقق من تاريخ الأعراض التي تظهر على المرء وطبيعتها مع التأكد من الأطعمة، التي يرى المصاب بأنها تؤدي إلى ظهور المشاكل، بالإضافة إلى التعرّف على كمية الطعام التي تتسبب بالأعراض.
  • الفحص الجسدي: يتم إجراء فحص جسدي دقيقة حتى يستطيع الطبيب اكتشاف أيّة أمراض أو مشاكل صحية لها مُشابهة للحساسية الغذائية؛ إذ إنه يتم استبعاد الحساسية في حالة اكتشاف مُسببات أُخرى للأعراض.
  • اختبار الجلد: يهدف اختبار الجلد إلى التحقّق من ردّة فعل الجسم تجاه مسببات الحساسية الغذائية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض، وذلك من خلال الوخز للسماح بدخول كمية ضئيلة من هذه المُسببات إلى الجلد.
  • تحليل الدم: يستطيع تحليل الدم قياس استجابة الجهاز المناعي لبعض الأطعمة؛ ذلك من خلال التعرّف على الأجسام المُضادة التي ترتبط بالحساسية، وتُعرف هذه الأجسام المضادة باسم الغلوبولين المناعي.
  • حمية الاستبعاد: في هذا الاختبار يُطلب من الشخص تجنّب الأطعمة المُشتبه بها مدة أسبوعين أو أسبوع واحد، ثم تناولها مرةً أُخرى بعد ذلك بشكلٍ تدريجي؛ للتأكّد من مسببات الحساسية، ولكن نتائجها ليست مضمونة دائمًا.
  • تحدّي الطعام عن طريق الفم: في هذا الاختبار يقوم المصاب بتناول كميات متزايدة تدريجيًا من الأطعمة المشتبه فيها، وإذا لم تظهر الأعراض؛ فيمكنه إضافة هذا النوع من الأطعمة مرةً أُخرى إلى نظامه الغذائي دون مشكلة.

هل توجد طريقة لعلاج الحساسية الغذائية؟

تتوفر العديد من الطرق لعلاج الحساسية الغذائية والحد من ظهور الأعراض المزعجة عند تناول بعض الأطعمة، وفيما يأتي بعضًا من هذه الطرق:

  • تجنّب مُسببات الحساسية الغذائية: إن تجنّب المسببات أفضل طريقة لعلاج حساسية الغذاء والاعتماد على الأطعمة والمأكولات الأُخرى، في هذه الحالة يحِدّ المرء من ظهور الأعراض بشكلٍ كبير.
  • العلاج المناعي الفموي: في هذا العلاج يتم إعطاء المُصاب كميات متزايدة من مسببات الحساسية بشكل تدريجي؛ ذلك لزيادة القَدر الذي تظهر الأعراض عند تناوله من هذه المسببات، ولكن هذا العلاج يتوفر لبعض أنواع الحساسية فحسب.
  • تناول الإبينفرين: يُعد الإبينفرين من الأدوية الطارئة التي يمكنها إنقاذ حياة المرء عند الإصابة بأعراض الحساسية المفرطة؛ فإنه يبدأ بعكس الأعراض مباشرةً فور تناوله.
  • مضادات الهيستامين: تهدف مضادات الهستامين إلى السيطرة على بعض الأعراض التي تُصاحب الحساسية الغذائية؛ فإنه يُقلل من الشعور بالحكة، كما أنه يحِدُّ من الاحتقان.
  • الستيرويدات القشرية: عند التعرض إلى ردّة فعل تحسسية شديدة تظهر التورمات عند بعض الأشخاص، ويمكن الاعتماد على السيترويدات القشرية في هذه الحالة للتعامل مع التورمات.

هل هُناك نصائح للمحافظة على صحة المصابين بالحساسية الغذائية؟

توجد الكثير من النصائح التي ينبغي على المصابين بالحساسية الغذائية مراعاتها لإدارة هذه الحساسية بالشكل الذي يضمن المحافظة على استقرار الحالة الصحية، ومنها النصائح الآتية:

  • قراءة ملصقات الأطعمة: من الضروري قراءة المُلصقات المُثبتة على عبوات الأطعمة؛ فإن الشركات المُنتجة تقوم بإدراج أسماء مُسببات الحساسية الغذائية التي تتضمنها الأطعمة على هذه الملصقات في حالة وجودها.
  • التحدّث مع الطبّاخ: إذا أراد المُصاب تناول الطعام خارج المنزل؛ فعليه التحدّث مع الطبّاخ حول الحساسية التي يُعاني منها؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة عند تحضير الطعام، وكذلك توعية المطعم حول ضرورة استخدام الأسطح الفاصلة في حالات الحساسية الشديدة.
  • تجنب التخمين: ينبغي على الشخص تجنّب التخمين وافتراض معرفة مكونات الأطعمة التي يرغب بتناولها؛ ذلك لأن المكونات تتغير أحيانًا، ولذلك يجب الاعتماد على الملصقات في كل مرة لضمان تجنّب أعراض الحساسية.
  • تجنب الطعام عند الشك في المكونات: إذا لم يكن المرء واثقًا من مكونات الطعام؛ فيجب عليه تجنب تناوله سواءً كان في مطعم، أو ضمن تجمع عائلي أو في أي مكان آخر، ولا يجوز بأي حالة المخاطرة في الأكل مع احتمالية وجود مسببات الحساسية الغذائية.
  • توعية العائلة والمربيات: في حالة كان الطفل مصابًا بالحساسية الغذائية يجب على الوالدين توعية العائلة والمربيات في المدرسة، بالإضافة إلى توعية مقدمي الرعاية الآخرين حول ضرورة تجنب مسببات الحساسية والإجراءات الضرورية عند ظهور الأعراض.
  • التواصل مع المصابين: يمكن للمرء اكتساب الكثير من المعلومات المهمة عند التواصل مع الأشخاص المصابين بالحساسية الغذائية، ويستطيع المصاب الاعتماد على شبكة الإنترنت للتواصل المذكور.
  • اصطحاب الإبينفرين دائمًا: بما أن الإبينفرين يؤدي إلى عكس أعراض الحساسية المفرطة بسرعة؛ ينبغي على المصابين اصطحاب هذا النوع من الأدوية معهم دائمًا؛ لاستخدامه عند الحاجة وضمان عدم الإصابة بأية مضاعفات خطيرة.

ما هي أبرز أنواع الحساسية الغذائية الشائعة؟

هُناك العديد من أنواع الحساسية الغذائية الشائعة، وتضم القائمة الآتية بعضًا من أبرزها:

  • حساسية القمح: تشيع حساسية القمح عند الأطفال؛ إلا إن ثلثي حالات الإصابة تختفي عند بلوغ سن 12 سنة عادةً، ويمكن أن تكون أعراضها شديدة، ولكنها طفيفة في معظم الأحيان.
  • حساسية حليب البقر: في غالب الأحيان تؤثر حساسية حليب البقر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، وفي حالة تشخيص المرء بهذه الحساسية ينبغي عليه تجنّب جميع منتجات الحليب، بالإضافة إلى تجنب الحليب نفسه.
  • حساسية البيض: كما يظهر من اسمها تظهر أعراض هذه الحساسية عند تناول البيض، وهي ثاني أكثر أنواع الحساسية شيوعًا عند الأطفال، وعادةً ما تختفي حساسية البيض عند بلوغ 16 عامًا، وفي معظم الأحيان تظهر الأعراض عند تناول البياض.
  • حساسية الفول السوداني: عادةً ما يتم تصنيف حساسية الفول السوداني ضمن أنواع الحساسية المُهدّدة للحياة؛ لأن معدلات الإصابة بالحساسية المُفرطة في هذه الحالة مرتفعة، ويمكن ظهور الأعراض بعد تناول كمية صغيرة من بروتينات الفول السوداني.
  • حساسية فول الصويا: يُعد فول الصويا من مُسببات الحساسية الغذائية، وتكون عند المصابين بهذه الحساسية ردّة فعل تجاه البروتين الموجود في فول الصويا، وفي العادة تكون ردة الفعل طفيفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج حكة الجسم؟

هل هناك مشروبات لعلاج الحساسية الجلدية؟

هل الإسهال المائي من أعراض الأميبا في القولون؟

هل يعتبر علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل فعالًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على