تحقيق مسبار
يقوم دود القز بتوفير الحرير الطبيعي مرتفع الثمن، ويعتني هذا المقال بالكثير من خصائص دودة القز إلى جانب بيان العديد من أنواع الحرير المشهورة. يتطرق المقال كذلك إلى مراحل الحياة التي تمرُّ بها دودة القز منذ البيض وحتى تصبح حشرة بالغة، وينتهي بتوضيح بعض فوائد الدودة المذكورة.
هل دودة القز تصنع الحرير؟
إن دود القز يصنع الحرير بالفعل، وهو من أنواع الأنسجة الثمينة التي يتم الاعتماد عليها في إنتاج بعض أنواع الملابس، ويتميز الحرير بكثير من الخصائص التي تجعله مفضلًا على أنواع النسيج الأخرى، وأبرزها: اللمعان والقوة، وكذلك يُعد الحرير من النسيج المقاوم للغبار والعث أيضًا، ويتم استخدامه منذ آلاف السنين.
هل دودة القز تصنع الحرير بأنواع مختلفة؟
لا يقتصر الحرير الذي تُنتجه دودة القز على نوع واحد، وإنما هُناك العديد من الأنواع التي تتفاوت في جودتها وأثمانها، ويتم استخراج بعض الأنواع بكميات تجارية لتسويقها حول العالم وبيعها. وتُعد الصين أكبر دولة منتجة للحرير على مستوى العالم، ويليها الهند في المرتبة الثانية، ويمكن الاعتماد على عدة تقنيات لإنتاج حرير دودة القز؛ منها: تربية الديدان على نطاق واسع ضمن ظروف خاصة.
ما هي أبرز أنواع الحرير الطبيعي في العالم؟
تتفاوت أنواع الحرير في مدى انتشارها وكثرة إنتاجها بشكل كبير، وتضم القائمة الآتية أبرز الأنواع التي يتم تسويقها من الحرير في العالم:
- حرير التوت: إن حرير التوت أكثر أنواع الحرير شيوعًا على مستوى العالم؛ فإنه يُشكّل ما نسبته 90% من مجموع الحرير المعروض، ويتم إنتاجه من دودة القز التي تتغذى على أوراق شجر التوت، ويحظى بشعبية في مختلف الدول.
- حرير التوسار: يتم إنتاج هذا الحرير من أنواع ديدان مختلفة، ويتم الاعتماد على دودة القز الصينية لإنتاج أكبر كميات من حرير التوسار، ويليها دودة القز الهندية، وكذلك يمكن الاعتماد على دودة القز اليابانية لهذه الغاية أيضًا.
- الحرير العيري: يتميز هذا النوع من الحرير باللون الأبيض الكريمي؛ إلا إنه ليس لامعًا، ويتم غزله من شرنقة الدودة دون إلحاق الضرر بها خلافًا لطريقة إنتاج حرير التوت وحرير التوسار، وهو ثقيل عند الغسيل، وربما يؤوي بعض الأحياء الدقيقة.
- حرير الموغا: يظهر حرير الموغا بلون أصفر ذهبي، وهو أحد أنواع دود القز الذي يتم عرضه بشكل محدود، ويُستخدم في ولاية آسام الهندية لصناعة بعض الملبوسات التقليدية، وخصوصًا للعائلات المالكة، ويتمتع هذا الحرير بجودة مرتفعة.
- حرير العنكبوت: يُعد حرير العنكبوت أصعب أنواع الحرير إنتاجًا على الإطلاق؛ ذلك لأن العناكب لا تُمكن تربيتها خلافًا لدود القز، ويترتب على إنتاج هذا الحرير تكاليف مرتفعة للغاية، ولذلك لا يُستخدم في صناعة النسيج.
- حرير البحر: يقتصر إنتاج هذا النوع من الحرير على الأماكن الموجودة في مدينة تارانتو الإيطالية، وهو حرير يتم استخراجه من ذوات الصدفتين، وعرف الإغريق طريقة إنتاج حرير البحر منذ القرن الثامن قبل الميلاد.
ما هي أبرز الحقائق حول دودة القز؟
إلى جانب إنتاج الحرير من دود القز هُناك العديد من الحقائق المثيرة الأخرى حول هذه الحشرة، وتضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الحقائق:
- كميات الحرير للشرنقة: تحتاج دودة القز إلى تدوير قُرابة 300 ألف حلقة من الحرير حتى تستطيع صناع شرنقتها، وتُعد الشرنقة مرحلة أساسية من مراحل دورة حياة الدودة.
- وقت ظهور الحشرة البالغة: بعد قضاء الوقت الكافي في الشرنقة تصبح دودة القز حشرةً بالغةً وتخرج إلى حياتها الجديدة، وعادةً ما يوافق خروجها الوقت المبكر قبل الساعة 9 صباحًا.
- عدم الأكل أو الشرب: لا تأكل عثّة الحرير أي شيء خلال فترة حياتها، وإنما تعتمد على الدهون والسوائل المُخزنة في جسمها خلال هذه الفترة للحصول على الغذاء والشراب.
- وضع البيوض بأعداد كبيرة: تستطيع الأنثى البالغة من وضع عددٍ كبير من البيوض التي تصبح دودة قز فيما بعد، ويصل عدد البيوض التي تضعها الأنثى إلى 500 بيضة.
- الانسلاخ قبل الشرنقة: بعد فقس البيض تنسلخ الديدان 4 مرات قبل غزل شرنقتها، ويتم الحصول على ألياف الحرير التي تستخدم في النسيج من الشرنقة.
كيف يبدو شكل دودة القز؟
يتمتع شكل دودة القز بلون أشقر يميل إلى البني الفاتح مع وجود بُقع داكنة تمتد عبر الجسم، ويبلغ طول جناحي دود القز البالغ 40-50 ملليمتر. يتميز هذا النوع من الدود بجسم سميك خشن، وأما الأجنحة؛ فإنها ذات لون كريمي مع عروق داكنة تمتد حتى الأطراف، وتشهد منطقة الفم بعض التغيرات أثناء فترة البلوغ التي تستمر مدة تتراوح بين 2-3 أيام؛ مما يجعلها تتجنب الأكل في هذه الفترة حسب موسوعة بريتانيكا.
هل توجد مراحل حياة تسبق شرنقة دودة القز؟
قبل الوصول إلى مرحلة الشرنقة تمرّ دودة القز بعدة من مراحل الحياة، كما أن هُناك مرحلة تلي الشرنقة أيضًا، وفيما يأتي قائمة بجميع مراحل حياة دود القز:
- البيض: بعد إخصاب الأنثى تضع كمية تتراوح بين 300-500 بيضة، ويتم وضع البيوض على شكل مجموعات فوق أوراق شجر التوت، وتقوم الأنثى بتغطية البيض عن طريق إفراز جيلاتيني يستطيع لصقها بسطح الأوراق.
- اليرقة: يتراوح طول اليرقات التي تفقس حديثًا بين 4-6 ملليمتر، وتتميز بجسم خشن أجعد، وأما لونها؛ فإنه أبيض مائل إلى الصفرة أو رمادي يشبه الدودة، ويصل طول اليرقة الكاملة إلى 8 ملليمتر بعد فترة من الفقس.
- الشرنقة: إن شرنقة دودة القز مرحلة متقدمة تلي وضع البيوض وفقسها لتصبح يرقات ثم نضج اليرقات، وتُعرف دودة القز في هذه الفترة باسم العذراء، وهي المرحلة التي يقوم خلالها دود القز بإنتاج الحرير لتوفير مكان مريح حتى مرحلة البلوغ.
- البلوغ: بعد مرور فترة تمتد بين 2-3 أسابيع تخرج دودة القز من الشرنقة لتصبح حشرة بالغة، وتستطيع الحشرة الخروج عن طريق إفراز سائل قلوي يُضعف أحد طرفي الشرنقة، ثم تدفع هذا الطرف بقوّة لتخرج إلى البيئة.
ما الفرق بين ذكر وأنثى شرنقة دودة القز؟
هُناك عدة فروقات في شكل دودة القز بين الذكور والإناث عند الوصول إلى مرحلة الشرنقة، وتضم القائمة الآتية أبرز هذه الفروق:
- الحجم: تتمتع إناث دود القز بحجم أوسع مقارنةً بالذكور في مرحلة الشرنقة.
- الجزء الثامن من الشرنقة: عند النظر إلى الجزء الثامن من جسد شرنقة دودة القز يُلاحظ المرء وجود خط عامودي إذا كانت الشرنقة لأنثى، وأما الذكور؛ فلا يوجد لديهم هذا الخط.
- البُقعة في الجزء التاسع: على خلاف الخط العامودي الموجود عند الإناث في الجزء الثامن من الشرنقة توجد بُقعة على الجزء التاسع من شرنقة الذكر، ولا توجد هذه البقعة عند الإناث.
- الوزن: هُناك اختلاف في الوزن بين شرانق دودة القز الإناث والذكور؛ فإن شرنقة الأنثى تتمتع بوزن مرتقع مقارنةً بالوزن الذي تتمتع به شرنقة الذكور.
أين توجد دودة القز؟
بعد معرفة مراحل دورة حياة دود القز يريد كثيرٌ من الأشخاص معرفة أين تعيش دودة القز حول العالم، وعلى الرغم من اعتقاد المختصين عدم وجود هذا النوع من الحشرات في البريّة؛ إلا إن آسيا تُعد الموطن الأصلي لهذه الدودة. في الوقت الحالي تتم رعاية دود القز في أماكن مخصصة لصناعة الحرير في كل من آسيا وأستراليا حسب موقع أنيمال ديفيرستي.
هل يوجد إرشادات لإطعام دودة القز؟
من المهم حصول دود القز على الطعام الذي يحتاجه حتى يستطيع المربّون توفير كميات الحرير المطلوبة، وفيما يأتي بعضًا من إرشادات إطعام دودة القز:
- تقديم أوراق التوت: تحتاج ديدان القز الصغيرة إلى أوراق التوت الصغيرة والناعمة، وأما الديدان الأكبر سنًا؛ فإنها تحتاج إلى الأوراق السميكة ذات اللون الأخضر الداكن، وهي أفضل أنواع الغذاء للديدان بالرغم من عدم توفّرها دائمًا.
- غسل الأوراق قبل تقديمها: في بعض الأحيان تحمل أوراق التوت آفات تؤثر على ديدان القز، ولذلك فإنه ينبغي غسل الأوراق وتنظيفها جيدًا قبل تقديمها إلى دود القز، ويتم ذلك من خلال الغسل بالماء الجاري ثم رجّه حتى يجف وتخزينه في الثلاجة.
- البدء بورقة واحدة يوميًا: في البداية يتم لف ورقة التوت في قطعة من المناديل الورقية ثم وضعها لتأكلها الديدان، وينبغي استبدالها مرةً واحدةً في اليوم على الأقل، ويمكن وضع عدة أوراق معًا بعد مرور بضعة أيام.
- تقطيع الأوراق: إذا لم تأكل اليرقات حديثة الفقس الأوراق عند وضعها؛ فينبغي على المرء محاولة تقطيعها إلى شرائح رفيعة قدر المستطاع، ثم توزيع هذه الشراح في المكان المخصص لتأكلها؛ وإلا فإنه يجب اللجوء إلى الطعام الصناعي.
- شراء الطعام الصناعي: إذا لم تكن أوراق التوت متوفرة؛ فيمكن للشخص الاستعانة بالمواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت لشراء الطعام الصناعي، ولا بُد من اتباع إرشادات الاستخدام الصحيحة لهذا النوع من الأطعمة.
ما هي فوائد دودة القز؟
يُعد إنتاج الحرير أكبر فوائد دودة القز، ويُستخدم هذا الحرير في صناعة كثير من الملابس الفاخرة، وكذلك يُستخدم دود القز لبعض الأغراض التعليمية في مدارس أستراليا أيضًا حتى يستطيع الطلبة استيعاب كثيرٍ من المفاهيم التي تتعلق بعلم الوراثة، وهناك بعض الاستخدامات لدودة القز في الطب التجانسي؛ فُهناك اعتقادات تشير إلى أن دود القز المُجفف بالشمس يستطيع إيقاف التشنّجات التي تنتج عن الصرع أو الحمى إلى جانب علاج الحصببة الألمانية وغيرها من الفوائد الأخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن استخراج المسك من الغزال؟
