` `

هل كان مسجد آيا صوفيا كنيسة؟

ثقافة وفن
11 أغسطس 2022
هل كان مسجد آيا صوفيا كنيسة؟
كان مسجد آيا صوفيا كنيسةً قبل أن يصبح مسجدًا في العهد العثماني (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعد مسجد آيا صوفيا واحدًا من أبرز المعالم العثمانية الموجودة داخل الأراضي التركية في الوقت الراهن، ويُسلّط هذا المقال الضوء على تاريخ المسجد وبعض من خصائصه ومميزاته، وتاريخ تحويله إلى متحف في عهد تركيا الحديثة، كما أنه يتطرق إلى العديد من المساجد العثمانية الموجودة داخل تركيا أيضًا؛ منها المسجد الأزرق ومسجد السليمانية.

هل كان مسجد آيا صوفيا كنيسة؟

بالفعل كان مسجد آيا صوفيا كنيسةً قبل أن يصبح مسجدًا في العهد العثماني، ويبلغ عُمر هذا المكان التاريخي 1,500 عام تقريبًا؛ حيث بُني ليكون كاتدرائية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية خلال القرن السادس، وشهد هذا المعلم عدة تقلبات في التاريخ؛ إذ إنه كان كنيسةً ثم أصبح مسجدًا ثم صار متحفًا مع إنشاء الدولة التركية العلمانية الحديثة، وعاد مسجدًا مرةً أخرى بعدها.

ما هي قصة آيا صوفيا وتحولها إلى مسجد؟

كانت كنيسة آيا صوفيا واحدةً من الكنائس الرومانية الموجودة في القسطنطينية، وفي القرن الخامس عشر الهجري استطاع المسلمون الاستيلاء على القسطنطينية بعد معركة كبيرة، وشمل ذلك السيطرة على كنيسة آيا صوفيا، وأمر السلطان العثماني حينها بتحويل الكنيسة إلى مسجد، مع إجراء كثيرٍ من التعديلات على التصميم الداخلي والخارجي لهذه الكنيسة.

من هو السلطان العثماني الذي استولى على آيا صوفيا؟

تمّ الاستيلاء على آيا صوفيا من قِبل السلطان محمد الثاني بن مراد المعروف باسم محمد الفاتح، وذلك بعد معركة استخدم فيها المدافع الكبيرة وحاصر أسوار القسطنطينية فترةً طويلة، وفيما يأتي بعضًا من الحقائق حول محمد الفاتح ومعركة القسطنطينية:

  • فترة الحكم: تولّى السلطان محمد الفاتح مقاليد الحكم في الدولة العثمانية فترتين اثنتين فصلت بينهما 5 سنوات تقريبًا، واستمرت الفترة الأولى بين عامي 1444-1446، ثم تبعتها الفترة الثانية بين عامي 1451-1481.
  • حكم أماسيا: بعد وفاة شقيقه أحمد انتقل محمد الفاتح إلى مقاطعة أماسيا عام 1437 ليكون حاكمًا عليها، وكان عُمره في ذلك الوقت 5 سنوات، وهذا يعني أنه كان صغيرًا جدًا.
  • التنازل لمحمد الفاتح بالحكم: قام السلطان مراد الثاني بالتنازل عن الحكم لصالح ابنه محمد الفاتح ولديه من العُمر 10 سنوات فحسب، ولكنه استعاد الحُكم بعدها بعامين فقط، وذلك في أعقاب حملة صليبية اشتعلت في تلك الفترة.
  • التخطيط لغزو القسطنطينية: بدأ محمد الفاتح بالتخطيط لغزو القسطنطينية فور تولّيه الحكم عام 1451 بعد وفاة والده السلطان مراد الثاني، وتمكّن من السيطرة على القسطنطينية بالفعل عام 1453 مع تعهده بإعادتها إلى مستواها السابق.
  • وفاة محمد الفاتح: تُوفي محمد الفاتح بالقرب من مدينة إسطنبول التركية عام 1481، وكان لديه من العمر وقتها 49 عامًا؛ فإنه وُلد عام 1432.
  • الالتفاف على السلاسل: حتى يستطيع محمد الفاتح هزيمة المُدافعين في القسطنطينية، أمر جنوده باستخدام الثيران لجرّ السفن على البر، ثم إعادتها إلى المياه مرةً أخرى مُتجاوزة السلاسل.
  • المدافع الكبيرة: استخدم الجيش العثماني العديد من المدافع الهائلة لتدمير الأسوار حول القسطنطينية، وكانت أكبر المدافع بطول يبلغ 9 أمتار مع فوّهة بعرض متر واحد، ويستطيع هذا المدفع إطلاق قذيفة وزنها 500 كيلوغرام.

متى تحوّل مسجد آيا صوفيا من الداخل إلى متحف؟

بعد عام 1453، تمّ تعديل آيا صوفيا من الداخل حتى أصبحت مسجدًا للدولة العثمانية، واستمر ذلك  حتى 5 قرون تقريبًا، وفي عام 1934، قامت الحكومة التركية بتحويل المسجد إلى متحف آيا صوفيا؛ نظرًا لأهميته التاريخية، بناءً على رأي مجلس الوزراء خلال ذلك الوقت. ومع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أصدرت الدولة التركية قرارًا بتسليم آيا صوفيا إلى السلطة الدينية لتعود مسجدًا من جديد.

هل تم بناء آيا صوفيا عدة مرات؟

تضمّنت قصة آيا صوفيا عدة مراحل من الهدم والبناء بالفعل خلال التاريخ، وفيما يأتي بعضًا من التفاصيل حول هدم هذه الكنيسة وبنائها بعد البناء الأول:

  • إعادة البناء الأولى: في عام 325 شهدت القسطنطينية أعمال شغب تسببت في تدمير كنيسة آيا صوفيا، لكن أُعيد بناؤها من جديد بعد مرور 8 عقود تقريبًا؛ إذ إنها بُنيت من جديد عام 404.
  • إعادة البناء الثانية: تم بناء الجزء الأكبر من آيا صوفيا الذي يظهر اليوم في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول خلال القرن السادس الميلادي، واستمر البناء منذ عام 532 وحتى عام 537، ذلك بعد أن تدمرت الكنيسة مرةً ثانية عام 532.
  • التعديلات العثمانية: عندما سيطر العثمانيون على الكنيسة، قاموا بالكثير من التعديلات عليها حتى تصبح مسجدًا، ومن هذه التعديلات إخفاء الفسيفساء التي كانت تصوّر المسيح حسب الطائفة الأرثوذكسية، مع إضافة بعض الزخارف الإسلامية.

ما هي معالم تصميم مسجد آيا صوفيا من الداخل؟

قام العثمانيون بتغطية الفسيفساء الأصلية الموجودة في كنيسة آيا صوفيا بخط إسلامي صمّمه كازاسكر مصطفى عزت، وهي فسيفساء ذات طابع أرثوذكسي، وتمّت كتابة أسماء الله الحُسنى واسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسماء الخلفاء الأربعة وحفيدي النبي على أعمدة الكنيسة أثناء تحويلها إلى مسجد أيضًا، ويحتوي المسجد كذلك على عدة قِباب تظهر باللون الذهبي من الداخل مع أرضيات من الرخام.

هل متحف آيا صوفيا من مواقع التراث العالمي؟

يُعد متحف آيا صوفيا أحد مواقع التراث العالمي الموجودة في مدينة إسطنبول التركية بالفعل، وهناك الكثير من مواقع التراث الأخرى في تركيا أيضًا؛ منها: قرية كوماليكيزيك ومنطقة بورصة التي شهدت ميلاد الدولة العثمانية، مدينة سفرنبلو، متحف غوبكلي تبه والمسجد الكبير ومشفى ديورجي، وذلك حسب منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

هل تضم تركيا الكثير من المساجد العثمانية؟

لا يُعد مسجد آيا صوفيا المسجد العثماني الوحيد في الأراضي التركية، وإنما هُناك العديد من المساجد الأخرى، وتضم القائمة الآتية بعضًا منها:

  • المسجد الأزرق: يُعرف المسجد الأزرق كذلك باسم مسجد السلطان أحمد، ويقع هذا المسجد بين مسجد آيا صوفيا ومضمار سباق الخيل البيزنطي، ذلك بالقرب من مقر السلطان العثماني، وهو أحد المساجد العثمانية المشهورة.
  • مسجد السليمانية: يقع مسجد السليمانية كذلك في مدينة إسطنبول، وهو مسجد تم تأسيسه عام 1556 في عهد السلطان سليمان القانوني، وتحيط بالمسجد 4 مآذن تشير إلى كون سليمان القانون رابع سلاطين الدولة العثمانية منذ فتح القسطنطينية.
  • جامع رستم باشا: تم بناء جامع رستم باشا من قِبل المعماري العثماني معمار سنان، وتم الانتهاء من البناء عام 1563 بعد عامين من وفاة الباشا. وحمل هذا المسجد اسم الصدر الأعظم للدولة العثمانية، وهو رجلٌ وسّع التجارة العثمانية بشكل كبير.
  • جامع السليمية: لا يقع هذا المسجد في مدينة إسطنبول وإنما في مدينة أدرنة التركية، وهو واحدٌ من مواقع التراث العالمي لليونسكو كما هي حالة مسجد آيا صوفيا، ويتضمن جامع السليمية قبةً واحدةً فحسب، وتحيط به 4 مآذن رفيعة.
  • جامع بايزيد: يقع هذا الجامع في ميدان بايزيد داخل إسطنبول، وتم التكليف بتشييده من قِبل السلطان بايزيد، الذي تولّى مقاليد حكم الدولة العثمانية بين العامين 1481-1512، ثم شهد الجامع عدة إصلاحات فيما بعد.

هل توجد متاحف غير آيا صوفيا في إسطنبول؟

تضم إسطنبول كثيرًا من المتاحف التركية إلى جانب مسجد آيا صوفيا، الذي تم تحويله إلى متحف مع بداية تأسيس تركيا الحديثة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من متاحف إسطنبول:

  • متحف الرسم: كان هذا المتحف غرفة لولي العهد العثماني في قصر السلاطين المعروفة باسم طولمة باغجة؛ حيث تمّ ترميم إحدى غرف القصر، ثم تحويلها إلى متحف وطني للرسم في ظل الدولة التركية الحالية عام 2014.
  • متحف بيكوز للزجاج والكريستال: تم إنشاء هذا المتحف في الموقع الذي تضمن أبرز مصانع الزجاج في العصر العثماني، وتم تشييد المبنى التاريخي لهذا المتحف من قِبل أبراهام باشا، الذي رفعه السلطان عبد العزيز إلى رتبة وزير.
  • متحف الحضارة الإسلامية: بما أن أراضي تركيا احتضنت الدولة السلجوقية والدولة العثمانية؛ فهذا يعني أنها غنية بالآثار الإسلامية المتبقية من الدولتين، ويعتني هذا المتحف بالقطع الأثرية التي تختص بالحضارة الإسلامية.
  • متحف مجموعات القصر: يقع هذا المتحف في مطابخ قصر طولمة باغجة، الذي تم بناؤه من قبل السلطان عبد المجيد، ويتكون المتحف من 3 أقسام؛ هي المتحف والمستودع والمعرض الفني، ويتضمن كثيرًا من المقتنيات المميزة.
  • متحف الساعة في قصر طولمة باغجة: يحتوي هذا المتحف على مجموعة من الساعات التي تم إنتاجها من قِبل المبدعين في هذا المجال خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، وهم أشخاص قاموا بتكريس حياتهم لصناعة ساعة واحدة أو اثنتين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل بدأت الحروب الصليبية عام 1095؟

هل تم اكتشاف تمثال أبو الهول عام 1817؟

هل بدأ تاريخ سقوط الأندلس الكبير عام 1492؟

هل قصة زرقاء اليمامة حقيقية عند جميع المؤرخين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على