` `

هل هجرة الطيور لها موعد ثابت بحسب نوعها؟

علوم
16 أغسطس 2022
هل هجرة الطيور لها موعد ثابت بحسب نوعها؟
إن لكل نوع من أنواع الطيور موعد هجرة ثابتة من السنة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعد هجرة الطيور من الأحداث الموسمية التي تتكرر على نحوٍ مستمرٍ كلّ عام، ويُبيّن هذا المقال بعض أنواع الطيور المهاجرة مع توضيح العديد من المعلومات حول كيفية تحديد مسارات الهجرة وأسباب هجرة الطيور، وينتهي المقال بتسليط الضوء على بعض المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة مع عدة إرشادات للمساعدة على مراقبة الطيور.

هل هجرة الطيور لها موعد ثابت بحسب نوعها؟

إن لكل نوع من أنواع الطيور موعد هجرة ثابتة من السنة؛ إلا أن المواعيد ربما تختلف بين نوع وآخر، وتُعد الهجرة واحدة من السلوكيات التي تمارسها الطيور على نحوٍ واسع. وهُناك العديد من العوامل التي تُحفّز الطيور على مغادرة موطنها إلى موطنٍ آخرٍ مع تقلّب الفصول في السنة؛ منها العثور على الغذاء وكذلك عوامل الطقس.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أنواع هجرة الطيور؟

تختلف تفاصيل الهجرة بين طائر وآخر، ويمكن تصنيف أنواع هجرة الطيور كما يأتي:

  • الهجرة قصيرة المسافة: تقوم بعض الطيور بالهجرة إلى مسافات قصيرة نسبيًا، ويكون ذلك من المرتفعات التي تعيش عليها إلى مرتفعات أخرى على سفح الجبل، ويُعرف هذا النوع باسم الهجرة قصيرة المسافة.
  • الهجرة متوسطة المسافة: تقطع بعض الطيور مئات الكيلومترات أثناء الهجرة من مكانها الحالي إلى مكان آخر، وبالرغم من طول هذه المسافة؛ إلا إنّها تصنّف ضمن الهجرة متوسطة المدى؛ لأن بعض الطيور الأخرى تقطع مسافات أطول بكثير.
  • الهجرة طويلة المسافة: تنتقل العديد من الطيور إلى أماكن بعيدة عن الدولة التي تعيش فيها، وربما تقطع عدة دُول في رحلة طويلة وشاقّة، ويُطلق على هذا النوع اسم الهجرة طويلة المسافة.

هل تشمل هجرة الطيور جميع الأنواع؟

لا تُصنّف جميع الطيور ضمن الأنواع المهاجرة؛ إنما تستوطن بعض الأنواع مكانًا مُعينًا تجد فيه جميع احتياجاتها من الغذاء مع توفّر الطقس المناسب، وربما يختلف موسم هجرة الطيور بين نوع وآخر، وتضم القائمة الآتية العديد من أسماء الطيور المهاجرة:

  • الخضيري أحمر العينين: يعشّش هذا النوع من الطيور على فروع الأشجار عريضة الأوراق، ويأكل الحشرات التي تكون على الأشجار؛ مثل اليرقات والمنّ، ويتناول ثمار التوت أحيانًا، وتهاجر إلى أمريكا الجنوبية خلال فصل الشتاء.
  • الخرديل المبذول: في فصل الشتاء تهاجر طيور الخرديل المبذول إلى كولومبيا والأرجنتين قاطعةً مسافة تصل إلى 10,943.5 كيلومترًا أحيانًا؛ ذلك بحسب موقع حديقة الحيوان الوطنية في واشنطن.
  • سمنة الغياض: تفضل بعض الطيور الهجرة خلال الليل؛ منها سمنة الغياض، وهي من الطيور ذات الصوت المشهور في الغابات الصلبة شرقي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لكن تدمير الغابات أدى إلى انخفاض أعدادها.
  • الهواز الأخضر ذو الحنجرة السوداء: يتميز هذا الطائر بوجهه الأصفر الزاهي ورقبته السوداء، وهو من الطيور التي يشيع وجودها داخل الغابات الصنوبرية والغابات المختلطة، وينتهي مسار هجرة الطيور المذكورة في جزر الهند الغربية وغيرها.
  • الدريجة الحمراء: تهاجر طيور الدريجة الحمراء مسافات شاسعة جدًا، وتغادر أمريكا الشمالية خلال الشتاء حتى تصل إلى أمريكا الجنوبية، وتتراوح المسافة التي تقطعها بين 2,414.0-16,093.4 كيلومتر.
  • الناسك القلاع: عادةً ما يتم سماع صوت الناسك القلّاع أكثر من رؤيته؛ فإنه لا يظهر كثيرًا على الرغم من انتشاره، ويتغذى هذا الطائر على الحشرات، ويهاجر خلال فصل الشتاء إلى المناطق الممتدة بين أمريكا الوسطى ونيو إنجلاند.
  • الهازجة الشمالية: يتم قطع مسافة تتراوح بين 482.8-4,828 كيلومتر عند هجرة الطيور الهازجة الشمالية، ويعيش في عدة مدن خلال الشتاء؛ أبرزها: فلوريدا وجزر الهند الغربية.
  • نمنمة الشتاء: تتمتع طيور نمنمة الشتاء بحجم صغير جدًا، لكنّها تشتهر بالنغمات المميزة التي تستطيع إصدارها، وتتغذى هذه الطيور على مجموعة من اللافقاريات؛ بما فيها الحشرات، وهي من أنواع الطيور المهاجرة.
  • الأخيضر أسود التاج: عند الهجرة يقطع هذا النوع من الطيور مسافة تتراوح بين 643.7-2,011.6 كيلومترًا تقريبًا، هذا يعني أنه من الطيور التي تهاجر هجرة طويلة المدى، وينتقل إلى دبليو مكسيكو في الشتاء.

كيف يتم تحديد وقت هجرة الطيور؟

تقوم الطيور بتحديد وقت الهجرة بناءً على العديد من العوامل المُحيطة بشكل طبيعي؛ منها التغيّر في الظروف البيئية -مثل طول اليوم- الذي يُمكن أن يؤدي إلى تحفيز بعض الهرمونات لهجرة الطيور في الوقت المناسب، وقد يكون للمساعدات البيولوجية الداخلية دورٌ في اختيار وقت هجرة الطيور المناسب أيضًا؛ ذلك من خلال تحديد التغيرات التي تطرأ على الضوء ودرجات الحرارة وفق موقع ناشيونال جيوغرافيك، وعند اقتراب موعد الهجرة تتّبع الطيور عادةً غذائية تسمح لها بتناول كثير من الطعام.

ما هي آلية تحديد مسار هجرة الطيور؟

عادةً ما تهاجر الطيور في مسارات ثابتة سنويًا مع قليل من الانحراف في مسارها أحيانًا، ويُمكن التعرف على هذه المسارات عن طريق المواقع الإلكترونية أو الكُتب المتخصصة. أمّا عن آلية تحديد الطيور لمسار هجرتها؛ فلا يزال ذلك لغزًا لم يتمكّن العلماء المختصون من حلّه حتى الآن؛ ذلك لأن الطيور حديثة العُمر تقوم بالهجرة خلال السنة الأولى بمفردها دون رؤية الموطن الجديد بعد الهجرة، مع العودة إلى المكان التي فقست فيه دون مواجهة مشكلة.

وتتمتع الطيور بمهارات ملاحيّة مُذهلة تساعدها في اتّباع مساراتها عند الهجرة، ويشمل ذلك الحصول على المعلومات التي تُوفّرها البوصلة للإنسان من خلال الشمس أو النجوم أو استشعار المجال المغناطيسي لكوكب الأرض، كذلك تتوفر بعض المعلومات الملاحية عن طريق المعالم التي شاهدتها الطيور نهارًا؛ ذلك من خلال موقع شروق الشمس وغروبها، وتسلك بعض الأنواع مسارات مُحددة لضمان العثور على إمدادات المياه والغذاء الكافية لها.

لماذا تهاجر الطيور من موطنها؟

هُناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى هجرة الطيور ومغادرة موطنها في وقت مُحدد من العام، ثم العودة مرة أخرى في موسم هجرة الطيور، ومن أسباب الهجرة ما يأتي:

  • وفرة الغذاء: يكون الغذاء المناسب للطيور متوفرًا في بعض المناطق دون غيرها عند تقلّب الفصول والمواسم خلال السنة، ويدعو ذلك الطيور إلى الهجرة من موطنها للوصول إلى المناطق التي تجد فيها غذاءها بوفرة.
  • المنافسة على التعشيش: ربما تواجه الطيور مشكلة في القدرة على التعشيش؛ لرعاية البيض حتى التفقيس، نتيجةً للمنافسة الكبيرة على الأماكن المناسبة لبناء الأعشاش، ويعد هذا السبب واحدًا من أسباب الهجرة الموسمية.
  • المناخ المعتدل: تصبح الأجواء باردة أو حارة جدًا في بعض الأنحاء من العالم خلال فصول السنة المختلفة، وتهاجر العديد من الطيور إلى مناطق أخرى حتى تعثر على مناخ معتدل تستطيع العيش فيه وتحمّله.
  • طول ساعات النهار: يقل عدد ساعات النهار خلال فصل الشتاء في كثير من دول العالم، بينما تزداد ساعات النهار خلال الصيف، وفي بعض الأحيان يدعو ذلك الطيور إلى الهجرة للوصول إلى مكان يطول فيه النهار.

هل توجد مخاطر تواجه الطيور المهاجرة؟

بالنظر إلى خريطة الطيور المهاجرة يجد المرء بأن بعض الطيور تهاجر مسافة تتجاوز 10 آلاف كيلومتر حتى تصل إلى موطنها الجديد، وهي مسافةٌ طويلةٌ تتعرض الطيور خلالها إلى كثير من المخاطر وتواجه الكثير من الصعوبات، كذلك الحال عند عودتها إلى موطنها السابق مرةً أخرى، ويُعد الإجهاد البدني واحدًا من أبرز المخاطر والتحديات التي تواجه الطيور.

في بعض الأحيان تكون الأحوال الجوية سيئة، ولا يستطيع الطائر العثور على الإمدادات الكافية من الطعام والمياه في مسار الهجرة، كما أنها تواجه الحيوانات المفترسة التي تُهدد حياتها أحيانًا، وهُناك عدة من التهديدات والمخاطر المتعلقة بأنشطة البشر؛ منها انتشار أبراج الاتصالات والمباني الشاهقة، التي تجذب الطيور بألوانها أو تصطدم الطيور بها.

هل يوجد إرشادات لمراقبة الطيور؟

عند هجرة الطيور يستطيع المرء رؤية كثير من الأنواع التي لا يمكن رؤيتها في الأوقات الأخرى من السنة؛ إذا كانت المنطقة ضمن المناطق التي تقطعها أنواع الطيور المهاجرة أثناء السفر إلى الموطن الجديد، وهُناك الكثير من الإرشادات التي يُمكن اتباعها لمراقبة الطيور، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإرشادات:

  • توفير منظار جيد: لا بُد من توفير منظار جيّد ليستطيع الشخص مراقبة الطيور من مسافة بعيدة أثناء هجرتها، ومن الأفضل تجربة عدة من المناظير في أحد المتاجر المحلية قبل اتخاذ القرار بشراء أحدها؛ لتجنب بذل الأموال دون فائدة.
  • شراء دليل الطيور: من الجيد توفير دليل الطيور حتى يتمكّن الشخص من مطابقة أنواع الطيور التي يشاهدها في الطبيعية بدقّة ومعرفة أنواعها وخصائصها، وتعتمد بعض الأدلة على صور للطيور، في حين يحتوي بعضها على رسوم توضيحية.
  • تحضير مجموعة عناصر للمراقبة: ينبغي على المرء توفير حقيبة تحتوي على العديد من العناصر التي يحتاجها أثناء المراقبة، وتعتمد أنواع هذه العناصر على المدة المقضية، ويُمكن أن تشمل وجبات الطعام إلى جانب المناظير وغيرها.
  • تحديد الموقع: لا بُد من اختيار المكان المناسب للذهاب إليه عند الرغبة في مراقبة أي نوع من أنواع الطيور، ويمكن الاعتماد على الدليل الميداني المحلي أو البحث عن طريق شبكة الإنترنت؛ للتحقق من أماكن تواجد الطيور.
  • الهدوء أثناء المشي: إذا قرر المرء الذهاب إلى مكان تستوطنه الطيور أو تحطّ فيه للراحة؛ فلا بد من المشي بهدوء، وذلك حتى لا يتسبب المشي بإزعاج الطيور وإخافتها.
  • تحديد مكان الجلوس: بعد الوصول إلى الموقع المناسب للمراقبة لا بُد من اختيار المكان المناسب للجلوس والمراقبة باستخدام المنظار، ويعتمد تحديد المكان على مستويات الراحة التي يشعر بها المرء عند القيام بأنشطة المراقبة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟

هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات بالفعل؟

هل انقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي مجرّد ادعاء؟

كيف تكون الأخبار المضللة والخرافات سببًا في مقتل الحيوانات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على