` `

هل يمكن الحد من الصيد الجائر للأسماك؟

علوم
4 سبتمبر 2022
هل يمكن الحد من الصيد الجائر للأسماك؟
تستطيع الدول إغلاق الباب أمام صيادي الأسماك في بعض الأوقات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعد الصيد الجائر من المشاكل العالمية التي تسعى الدول المختلفة إلى التعامل معها للمحافظة على التوازن البيئي وضمان استقرار الأمن الغذائي. يُسلّط هذا المقال الضوء على كثيرٍ من المعلومات التفصيلية حول صيد الحيوانات الجائر؛ بما في ذلك توضيح أبرز الأسباب التي تؤدي إلى أنشطة الصيد الجائر وحلول التعامل معها.

هل يمكن الحد من الصيد الجائر للأسماك؟

توجد العديد من الطرق للحد من الصيد الجائر الذي تتعرض إليه الأسماك في مختلف أنحاء العالم؛ ذلك لتقليل الآثار السلبية التي تننتج عن هذا النوع من الصيد غير القانوني أو التخلص من آثارها بشكل كامل، وكذلك الحال بالنسبة إلى أنواع الحيوانات الأخرى؛ فإنها مُهمة للمحافظة على التنوع الحيوي في البيئة المحيطة.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يمكن التقليل من الصيد الجائر للأسماك؟

لا بُد من معرفة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى الصيد الجائر للأسماك والتعامل معها بشكل حاسم للحد من هذا السلوك السلبي، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات لتقليل صيد الأسماك الجائر:

  • تشجيع الصيادين الملتزمين: يلتزم الكثير من صيادي الأسماك بالقوانين واللوائح التي تنظم عمليات الصيد، ولا بُد من تشجيع هذه الفئة من الصيادين ومنحهم المزيد من المميزات حتى لا يلجأ أحدهم إلى الصيد الجائر فيما بعد.
  • إيقاف الاستيراد من بعض الدول: يمكن الحد من الصيد الجائر للأسماك عن طريق إغلاق الحدود في وجه تجارة الأسماك من الدول التي يكثر فيها الصيد غير القانوني؛ لإغلاق الباب أمام الصيادين فيها وإجبارهم على الصيد القانوني.
  • إدارة دعم الصيادين: تدفع بعض الدول مبالغًا طائلةً لدعم الصيادين وتشجيعهم، وربما يؤدي الدعم الزائد إلى الإفراط في الصيد نتيجةً لتوفر الإمكانيات المطلوبة، ولذلك من الجيد إدارة دعم الصيادين بالشكل الذي يضمن الحد من سلوكيات الصيد الجائر.
  • اللجوء إلى المحميات: من خلال السعي الحثيث إلى توسيع المناطق المائية المحمية أو إنشاء المناطق المحمية الجديدة؛ يُمكن للدول التقليل من عمليات الصيد الجائر بشكل كبير.
  • ضبط أوقات وأنشطة الصيد: تستطيع الدول إغلاق الباب أمام صيادي الأسماك في بعض الأوقات؛ للحد من قدرتهم على الوصول إلى أماكن الصيد، وكذلك يمكنها منع القوارب الجديدة من الصيد للحد من الإفراط في صيد الأسماك.

ما هي أبرز الحقائق حول الصيد الجائر للحيوانات؟

هُناك الكثير من الحقائق التي تتعلق بالصيد الجائر للأسماك والحيوانات البرية والبحرية، ومنها: تسبب الصيد الجائر بقتل 100 ألف فيل إفريقي تقريبًا خلال ثمانينيات القرن العشرين، كما أن سلوكيات الصيد الجائر أدت إلى تناقص أعداد وحيد القرن الجاوي بشكل كبير. على الرغم من الجهود الحثيثة للحد من الصيد الجائر؛ إلا إنه ارتفع في الفترة الأخيرة، وخصوصًا صيد الأنواع النادرة أو الغريبة أو الأنواع المستخدمة في الطب التقليدي داخل الأراضي الآسيوية.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الصيد الجائر للحيوانات؟

تتعرض الحيوانات البرية والبحرية من الأسماك وغيرها إلى الصيد الجائر نتيجةً للعديد من الأسباب المختلفة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه الأسباب:

  • عدم وجود آلية تتبع لسلسلة التوريد: تزداد أنشطة الصيد الجائر للأسماك أحيانًا؛ بسبب عدم وجود آلية تطبقها الحكومات لمتابعة سلسلة التوريد ووضع الضوابط المنظمة لها؛ بداية من الصيد وحتى وصول المنتج إلى المستهلك النهائي.
  • زيادة الطلب: هُناك العديد من الحيوانات التي يتزايد الطلب عليها من قبل المستهلكين مما يحفز الصيادين على قتلها وبيعها لجني الأموال؛ فإن أسعار قرن وحيد القرن تنافس أسعار الذهب مما يجعلها سلعة ثمينة جدًا.
  • تقديم الإعانات: تُعد الإعانات التي تقدمها الحكومات لصيادي الأسماك من المحركات الرئيسية التي تدفع الصيادين إلى الصيد الجائر نتيجةً لتوفر كثير من الإمكانيات، ويُقدّر أسطول الصيد العالمي الحالي بأكثر من ضعفين الحاجة.
  • ضُعف الحماية: تعاني بعض دول العالم من ضعف الحماية التي توفرها للحيوانات المختلفة نتيجةً لعدم إيقاع العقوبات على مستحقيها أو غير ذلك من الأسباب، وهو ما يزيد من عمليات الصيد الجائر.

هل توجد آثار سلبية لصيد الحيوانات الجائر؟

لا شك بأن هنالك كثيرًا من الآثار السلبية التي تنتج عن الصيد الجائر للحيوانات والأسماك المختلفة، ومنها الآثار الآتية:

  • تدهور النظام البيئي: يؤثر الصيد الجائر على النظام البيئي المحيط بالكامل، ويمكن أن يؤدي إلى تغيير حجم الأسماك المتبقية، بالإضافة إلى التأثير السلبي على كيفية تكاثرها وسرعة نضوجها، وكذلك يؤدي إلى فقدان بعض الأنواع الأخرى.
  • انخفاض الأمن الغذائي: يعتمد كثيرٌ من الأشخاص على الأسماك كمصدر رئيسي للحصول على البروتينات؛ فإن نصف سكان العالم يعتمدون على الأسماك لهذه الغاية، ويؤدي الصيد الجائر إلى تقليل عدد الأسماك وينتج عنه انخفاض الأمن الغذائي.
  • التأثير على الأمن الاقتصادي: يعمل عددٌ كبيرٌ من الأفراد الذين يعيشون حول السواحل على صيد الأسماك لجني الأموال، وإذا انخفضت الأسماك نتيجة للصيد الجائر فإن ذلك يؤثر على وظائف هذه الشريحة من الأشخاص ويتسبب بأزمة اقتصادية.
  • انتشار الأنواع الغازية: دخلت الكثير من الأنواع الغازية في بيئات جديدة بفعل الصيادين عن قصد، وهي أنواع تقوم بافتراس الأنواع المحلية أو تنافسها؛ مما يؤثر على التوازن البيئي ويُشكّل تهديدًا كبيرًا له.
  • القتل العرضي للأنواع غير المستهدفة: أثناء محاولة صيد الأسماك أو الحيوانات البرية لبيعها وكسب الأموال يقوم الصيادون أحيانًا بصيد الأنواع الأخرى غير المستهدفة، وهو ما يتسبب بقتل كثيرٍ من الحيوانات دون فائدة.
  • الإسهام في انتشار الأمراض: لا يقتصر ضرر الصيد الجائر للحيوانات على تناقص أعدادها والتأثير على البيئة المحيطة؛ إنما يُسهم هذا الصيد كذلك في انتقال بعض أنواع الفيروسات من الحيوانات إلى البشر وانتشار الأمراض.

ما هي العقبات الأساسية لحلول الصيد الجائر؟

تواجه حلول الصيد الجائر للحيوانات والأسماك كثيرًا من التحديات المختلفة التي تحول بينها وبين الوصول إلى النتائج والثمرات المرجوّة من جهود التعامل مع هذه الأنشطة، وفيما يأتي بعضًا من هذه العقبات حسب مؤسسة الحياة البرية الأفريقية:

  • عدم القدرة على التعامل مع الصيادين: تحاول الدول اتخاذ كثيرًا من الخطوات للحد من الصيد الجائر والتعامل مع الصيادين؛ إلا إنها لا تكون قادرة على مواكبتهم في بعض الأحيان، ما يُضعف من هذه الجهود بشكل كبير.
  • نقص الفرص الاقتصادي: على الرغم من الآثار السلبية التي تنتج عن الصيد الجائر للحيوانات؛ إلا إنها تكون الفرصة الأفضل من بين الفرص السيئة المتاحة للأفراد من أجل الحصول على الأموال التي يعيلون بها أنفسهم وعائلاتهم.
  • عددم إنفاذ الحظر التجاري: هناك بعض الاتفاقيات التي تم إبرامها للحد من الصيد الجائر؛ إلا إن هذه الاتفاقيات غير نافذة بكل فعلي في العديد من الدول، وإنما يقوم المسؤولون بتغذية هذا النوع من التجارة لجني الأموال أحيانًا.
  • نقص التثقيف: يكون الصيد الجائر مدفوعًا بالتقاليد المحلية في بعض الدول أحيانًا، وإذا نقص التثقيف حول ضرورة ترك هذه التقاليد لما للصيد الجائر من الآثار السلبية؛ فإن ذلك يُشكّل عَقبةُ أمام جهود التعامل مع أنشطة الصيد المذكورة.

كيف يستطيع الأفراد المساعدة في الحد من الصيد الجائر؟

لا تقتصر حلول الصيد الجائر على الحكومات فحسب؛ إنما توجد كثير من الخطوات التي يستطيع الأفراد التزامها؛ لتقليل الطلب على المنتجات التي تستدعي الصيد الجائر للحيوانات وغيرها من الإجراءات المفيدة للحد من صيد الحيوانات بشكل غير قانوني، وفيما يأتي بعضًا من هذه الخطوات والإجراءات:

  • طرح الأسئلة قبل الشراء: يستطيع الأفراد السؤوال عن مصدر أي شيء؛ مثل المجوهرات أو الملابس، قبل الشراء إذا راودته الشكوك حول صنعها بعد ممارسة أنشطة الصيد الجائر لتوفير موادها الأساسية وتجنبها في حالة كانت كذلك بالفعل.
  • اختيار المأكولات البحرية بعناية: عند الرغبة في تناول المأكولات البحرية؛ يجب على الشخص اختيار الأسماك المستدامة وتجنب الأنواع الأخرى التي يتم الاعتماد على أنشطة الصيد الجائر غير القانوني لتوفيرها.
  • شراء المنتجات المعتمدة: في بعض الدول تقوم الهيئات الرسمية باعتماد العديد من المنتجات التي تتم صناعتها بالاعتماد على المصادر المتجددة من الحيوانات أو عناصر الحياة البرية، ويمكن الشراء من هذه المنتجات دون غيرها للحد من الصيد الجائر.
  • تقديم الدعم إلى الهيئات المعتمدة: إن وقوف الأفراد بجانب الهيئات التي تدافع عن إيقاف الصيد الجائر ضروري؛ لمساندة هذه الهيئات وزيادة قدرتها على الوصول إلى الغايات والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والوصول إليها واقعًا.
  • تجنب شراء الملابس المصنوعة من مواد حيوانية نادرة: يتم إنتاج بعض الملابس من العاج أو فراء القطط البرية أو غيرها من المواد الحيوانية النادرة، التي تتطلب الصيد غير القانوني، ومن الضروري تجنب شراء هذه الملابس.
  • نشر الوعي في المجتمع: من الجيد قياد الفرد بنشر الثقافة الصحيحة وتوعية المجتمع حول المفاهيم، أو الشائعات الخاطئة التي ترتبط بالثقافة المحلية حول بعض أجزاء الحيوانات النادرة للحد من الصيد الجائر.
  • الإبلاغ عن الأنشطة غير القانونية: إذا وقع الشخص على أي نشاط لبيع المنتجات من الصيد الجائر سواءً كان على شبكة الإنترنت أو غيرها؛ فإنه يستطيع الإبلاغ عن هذه الأنشطة فورًا للحد منها والتعامل معها بالشكل المطلوب.

هل تأثرت الكثير من الحيوانات بالصيد الجائر؟

بالفعل تأثرت الكثير من الحيوانات حول العالم بأنشطة الصيد الجائر مما أدى إلى تناقص أعدادها أو تهديدها بالانقراض، ومنها: سمكة التونة البيضاء المعروفة باسم البكورة، وسمكة التُّنّ أزرق الزعنفة، وسمكة التونة الوثابة حسب موقع الصندوق العالمي للطبيعة، وكذلك الفيل الإفريقي، ووحيد القرن الأسود، ونمر آمور المعروف كذلك باسم نمر الشمال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الإسفنج حيوان؟

هل ملوحة التربة من أسباب التصحّر؟

التضليل العلمي المنظم ضد المناخ، ما القصة؟

هل يوجد سلوكيات معينة لحماية البيئة من التلوث؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على