` `

هل المخلفات الإلكترونية ضارة؟

تكنولوجيا
7 سبتمبر 2022
هل المخلفات الإلكترونية ضارة؟
لا شك بأن المخلفات الإلكترونية ضارة بالفعل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُشكّل المخلفات الإلكترونية مشكلةً كبيرةً في العالم خلال الوقت الراهن لما لها من آثار على الإنسان والبيئة؛ لذلك تسعى الكثير من الدول إلى التعامل معها وإدارتها بشكل حثيث. يعتني هذا المقال ببيان أبرز الأضرار التي تنتج عن المخلفات والنفايات الإلكترونية مع توضيح بعض الإرشادات للتقليل منها.

هل المخلفات الإلكترونية ضارة؟

لا شك بأن المخلفات الإلكترونية ضارة بالفعل، ولا يقتصر ضررها على الإنسان فحسب؛ إنما يتعدى ذلك ليؤثر على البيئة المُحيطة أيضًا، وذلك لأن كثيرًا من النفايات الإلكترونية تحتوي على مواد أو عناصر أو مركبات كيميائية ذات آثار سلبية؛ منها: أنابيب أشعة الكاثود غير العاملة التي توجد في الشاشات وأجهزة التلفزيون.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي النفايات الإلكترونية؟

تُعرف النفايات الإلكترونية بأنها مجموعة من المعدات والأجهزة الإلكترونية التي لم يعد المالك بحاجة إليها أو توقفت عن العمل، ويتم تصنيفها بأنها من النفايات الخطرة وفق موقع جامعة‏ ولاية كاليفورنيا في تشيكو. تسعى الدول إلى وضع الكثير من اللوائح والأنظمة التي تهدف إلى إدارة أيّة نفايات إلكترونية؛ للتقليل من آثارها السلبية وأضرارها التي تصيب البيئة والإنسان.

ما هي أضرار النفايات الإلكترونية؟

تكمن خطورة النفايات الإلكترونية في المواد الخطرة التي تتضمنها، وفيما يأتي بعضًا أضرار النفايات الإلكترونية:

  • أضرار الرصاص: يتوفر الزئبق في الألواح الزجاجية وحشيات شاشات الحاسوب وغيرها، ويؤدي إلى تلف الكلى، ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي وأنظمة الدم، كما أنه يتسبب بالضرر على نمو الأطفال أيضًا.
  • أضرار الكاديميوم: يمكن العثور على أضرار الكاديميوم في أشباه الموصلات والمقاومات الرقائقية، ويؤدي إلى التلف العصبي، كما أنه ذو آثار سامة لا يمكن علاجها إذا أصابت الإنسان.
  • أضرار الزئبق: يتم العثور على الزئبق في المرحلات والمفاتيح ولوحات الدوائر وغيرها، ويمكن أن يتسبب باضطرابات في الجهاز التنفسي والجلد، وهو من العناصر التي تتراكم في الأسماك وتدخل في جسم الإنسان.
  • أضرار الكروم: يُعد الكروم من المواد التي تدخل في إنتاج ألواح الصلب المجلفن، ويُمكن أن يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية عند الإنسان؛ مما يجعله من العناصر الضارة التي تتواجد في المخلفات الإلكترونية.
  • أضرار النحاس: يُستخدم النحاس في صناعة الأسلاك ومسارات لوحات بعض الدوائر، ويتسبب بالعديد من الأضرار الصحية؛ منها: تقلصات المعدة والغثيان وتلف الكبد ومرض ويلسون.
  • أضرار النيكل: يدخل النيكل في صناعة بعض أنواع البطاريات، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بحساسية الجلد والتهابه، كما أن حساسية الرئة التي يتسبب بها النيكل تؤدي إلى الإصابة بالربو أيضًا.
  • أضرار الليثيوم: يتم استخدام الليثيوم في إنتاج البطاريات المعروفة باسم ليثيوم أيون، ويمكن أن ينتقل هذا العنصر إلى حليب الثدي ويؤثر على صحة الرضيع، كما أن استنشاقه يتسبب بوذمة في الرئة.
  • أضرار البيريليوم: عند إنتاج اللوحات الأم يتم استخدام البيريليوم، وهو من العناصر الكيميائية التي تتسبب بسرطان الرئة، ويؤدي كذلك إلى الإصابة بمرض البريليوم المزمن أو مرض البريليوس.

كيف يتم تصنيف أنواع المخلفات الإلكترونية؟

يُمكن تصنيف المخلفات والنفايات الإلكترونية ضمن الأنواع الآتية:

  • الأجهزة المنزلية الكبيرة: هُناك الكثير من أنواع المخلفات الإلكترونية التي تندرج في هذا القسم؛ منها: الثلاجات، الغسالات، مجففات الملابس، أجهزة الميكرويف، المكيفات والمراوح الكهربائية.
  • الأجهزة المنزلية الصغيرة: يتم استخدام هذه الأجهزة في المنزل بكثرة؛ منها: المكانس الكهربائية، أجهزة الحلاقة، التجفيف، آلات تنظيف الأسنان، المحامص وآلات تحضير القهوة.
  • أجهزة تكنولوجيا المعلومات ومعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية: تتضمن هذه الأجهزة كلًا من الحواسيب ذات الحجم الصغير والكبير، بالإضافة إلى أجهزة الحاسوب الشخصية ومختلف أنواع الحواسيب الأخرى والطابعات والهواتف وغيرها.
  • المعدات الاستهلاكية: توجد الكثير من الأجهزة الإلكترونية التي تندرج في نفايات المعدات الاستهلاكية؛ منها: أجهزة الراديو والتلفاز وكاميرات الفيديو ومكبرات الصوت ومسجلات الاستيريو.
  • معدات الإضاءة: تشتمل معدات الإضاءة على المصابيح الفلورية المستقيمة، بالإضافة إلى المصابيح الفلورية المضغوطة ومصابيح التفريغ عالية الكثافة وغيرها.
  • الأدوات الكهربائية والإلكترونية: كثيرًا ما يستخدم الحرفيون هذا النوع من الأدوات؛ منها: المثاقيب والمناشير ومعدات الخراطة وآلات الخياطة وآلات اللحام وأجهزة الطحن والثني وغيرها.
  • الألعاب والمعدات الترفيهية والرياضية: في هذا القسم يندرج كل من سيارات السباق، والمعدات الرياضية التي تتضمن عناصر كهربائية، وأجهزة ألعاب الفيديو، والقطارات الكهربائية الترفيهية.
  • الأجهزة الطبية: هُناك الكثير من نفايات الأجهزة الطبية في العالم؛ أبرزها: أجهزة العلاج الإشعاعي، أجهزة غسيل الكلى، أجهزة التحاليل، أجهزة التنفس الرئوية، كذلك أجهزة أمراض القلب.
  • أدوات المراقبة والتحكم: يتم الاعتماد على هذه الأجهزة لمراقبة البيئة المحيطة والتحكم ببعض العناصر الإلكترونية، ومنها كاشفات الدخان بالإضافة إلى معدات تنظيم الحرارة.
  • الموزعات الأوتوماتيكية: تقدم هذه الأجهزة مجموعةً متنوعةً من المنتجات إلكترونيًا؛ ومنها الأجهزة الإلكترونية للمشروبات الساخنة، وكذلك أجهزة المشروبات الساخنة والباردة وغيرها.

ما هي خطوات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

تمر عملية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بالعديد من الخطوات الأساسية، وهي الخطوات الآتية:

  • استخراج المواد السامة: في البداية يتم استخراج المواد السامة التي تدخل في إنتاج الأجهزة الإلكترونية؛ ذلك لضمان تجنب التلوث، ومن هذه المواد عنصر الرصاص ومركب غازات الكلورفلوركربون.
  • تفكيك النفايات: عندما يتم الانتهاء من استخراج المواد السامة يتم تفكيك الأجهزة إلى عدة أجزاء، وبعد الانتهاء من التفكيك يتم الاحتفاظ بالقطع التي يمكن إصلاحها.
  • عملية التقطيع للنفايات: تهدف عملية التقطيع إلى فصل المواد الخطيرة والحصول على أجزاء مركزة من المواد التي يمكن تكريرها واستخدامها من جديد؛ لصناعة الأجهزة الإلكترونية أو غيرها من المنتجات.
  • عملية التكرير: يُعد التكرير آخر خطوات إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، وفي هذه المرحلة يتم الاعتماد على نواتج عملية التقطيع في صناعة المنتجات الجديدة التي يستفيد منها المستهلك النهائي.

ما هي أهمية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

إن إعادة التدوير الصحيحة للنفايات الإلكترونية تضمن المحافظة على البيئة من الآثار السلبية للملوثات المختلفة التي تنتج عن هذا النوع من النفايات، كما أنها تُسهم في المحافظة على الموارد الثمينة التي يتم استخراجها من الأرض بدلًا من استنزافها وإتلافها دون فائدة، وكذلك تقلل إعادة التدوير من الحاجة إلى استخراج الموارد وإتلاف كثير من العناصر البيئية المحيطة بالمناجم وغيرها.

هل يستطيع الأفراد المساهمة في تقليل المخلفات الإلكترونية؟

توجد العديد من الخطوات التي يستطيع الأفراد القيام بها لتقليل المخلفات الإلكترونية والحد من آثارها السلبية الضارة، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإرشادات:

  • شراء ما يحتاجه الفرد فحسب: بدلًا من شراء الأجهزة الإلكترونية دون الحاجة إليها؛ فإن شراء هذه الفئة من الأجهزة يُسهم في زيادة كمية النفايات والمخلفات الإلكترونية فيما بعد.
  • عدم شراء الأجهزة الجديدة: إذا كان المرء بحاجة إلى شراء الأجهزة الإلكترونية؛ فعليه التفكير في شراء الأجهزة المستعملة بدلًا من الأجهزة الجديدة لتقليل كميات الأجهزة التي يتم إتلافها.
  • إجراء عملية الصيانة: في كثير من الأحيان يُمكن إصلاح الأجهزة الإلكترونية التي تعرضت إلى التلف، وإلى جانب الأموال التي يتم توفيرها تساعد الصيانة في تقليل كمية النفايات الإلكترونية بشكل كبير.
  • التبرع بالأجهزة: يمكن للمرء البحث عن الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأجهزة الإلكترونية التي لم يعد بحاجة إليها، وهو ما يضمن الحد من إتلاف الأجهزة ويزيد من القدرة على إدارة النفايات الإلكترونية.
  • إطالة عُمر الأجهزة: توجد الكثير من الإرشادات التي يستطيع الأفراد الاعتماد عليها لإدارة عُمر الأجهزة وإبطاء تلفها، ومن ذلك استخدام الحافظة، الحرص على نظافة الجهاز والابتعاد عن الشحن الزائد للبطاريات.
  • اختيار الأجهزة بعناية: يجب على الشخص البحث عن الأجهزة الإلكترونية الصديقة للبيئة وشرائها وتجنب شراء الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ويمكن شراء الأجهزة التي تحمل اعتماد إنيرجي ستار لهذه الغاية.
  • قراءة دليل المستخدم: يتضمن دليل المستخدم كثيرًا من الإرشادات التي يستطيع الفرد الاعتماد عليها؛ لاستكشاف الأخطاء والتعامل معها وحلها بدلًا من إتلاف الجهاز وشراء غيره عندما يتعرض إلى الأعطال المختلفة.
  • البحث عن استخدامات جديدة: يمكن الاعتماد على بعض الأجهزة في استخدامات جديدة عوضًا عن التخلص منها، ومن ذلك استخدام الهواتف الذكية القديمة في تشغيل الملفات الصوتية أو التحكم في التلفاز.
  • الإرسال إلى مؤسسات إعادة التدوير: إذا رغب المرء بإتلاف الجهاز الإلكتروني ولم يُرد التبرع به؛ فيُمكنه البحث عن المؤسسات المرخصة التي تقوم بإعادة التدوير لإرسال الجهاز إليها والتخلص منه بطريقة صحيحة.

ما هي أبرز الحقائق حول المخلفات الإلكترونية؟

توجد الكثير من الحقائق التي تتعلق بالمخلفات الإلكترونية ومدى تأثيرها على البيئة والبشر بشكل سلبي، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه الحقائق:

  • متوسط النفايات الإلكترونية للفرد: حسب إحصائيات عام 2020 بلغ متوسط حصة الفرد الواحد في العالم من النفايات الإلكترونية 7.3 كيلوجرام، وذلك لكل رجل وطفل وامرأة على الكرة الأرضية.
  • القارة الأكثر توليدًا للنفايات: احتلت أوروبا المرتبة الأولى فيما يتعلق بإنتاج النفايات مقارنةً بالأفراد؛ حيث بلغ متوسط النفايات في هذه القارة 16.2 كيلوجرام لكل فرد واحد، واحتلت آسيا وإفريقيا المرتبتين الأخيرتين على التوالي.
  • زيادة محاربة المخلفات الإلكترونية: منذ عام 2014 وحتى عام 2020 ازداد عدد الدول التي قامت باعتماد السياسات أو التشريعات أو اللوائح، التي تهدف إلى محاربة المخلفات الإلكترونية من 61 دولة إلى 78 دولة حول العالم.
  • الأساليب الخطيرة في المكبات غير النظامية: حسب منظمة الصحة العالمية تم توثيق العديد من الأساليب الخطيرة في مكبات النفايات الإلكترونية غير النظامية، ومن ذلك تفكيك المواد السامة باستخدام الأيدي مباشرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل مخاطر الألعاب الإلكترونية صحية فقط؟

هل أول هارد ديسك في العالم من إنتاج شركة IBM؟

هل أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال سلبي فقط؟

هل ينتج عن تعدين البيتكوين آلاف الأطنان من النفايات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على