` `

هل يمكن تعريف مفهوم التنمية البشرية على أساس علمي؟

ثقافة وفن
4 أكتوبر 2022
هل يمكن تعريف مفهوم التنمية البشرية على أساس علمي؟
نشأت التنمية البشرية من المناقشات العالمية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعدّ التنمية البشرية بأشكالها الشغل الشاغل لكثيرٍ من الناس في أيامنا الحالية، فكثيرٌ من مراكز التدريب ومواقع الإنترنت والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تروّج لدورات التنمية البشرية ودورات تطوير الذات وغيرها. لكنّ العديد من الناس لديهم فهمٌ خاطئٌ لمفهم التنمية البشرية وماهيّته، حيث أنّهم يخلطون بين التنمية البشرية كعلمٍ من علوم الإدارة وبين التطوير الذاتي أو الشخصي كنوعٍ من الدورات التدريبية، والتي تحظى بتسويقٍ كبيرٍ حاليًّا، ويقال عنها أنّها من أكثر المتطلّبات في سوق العمل. لذلك في هذا المقال سيتمّ تأكيد هل يمكن تعريف مفهوم التنمية البشرية على أساس علمي أم لا، وكذلك التعرّف على مفهوم التنمية البشرية وأقسامها ومواردها بصورةٍ دقيقةٍ.

هل يمكن تعريف مفهوم التنمية البشرية على أساس علمي؟

لكون الكثير من المواقع والكتب والمراكز التدريبية تُسيء استخدام مصطلح التنمية البشرية لتروّج لنفسها، مستخدمةً علومًا زائفةً وغير مدرجةٍ ضمن العلوم الحقيقية (على سبيل المثال تدريبات ما يُسمى البرمجة اللغوية العصبية أو قانون الجذب وما إلى ذلك)، فلا بدّ من معرفة هل يمكن تعريف مفهوم التنمية البشرية على أساس علمي.

والإجابة هي نعم، حيث أنّه ضمن الاعتبارات الأكاديمية والعلمية ومفهوم التنمية من مدخلات المكون البشري، لا يمكن استبعاد التركيز على تنمية المجال البشري، حيث تم التأكيد على أهمية التمييز بين الاحتياجات وتلبية هذه الاحتياجات ضمن مفهوم التنمية البشرية.

وقد نشأت التنمية البشرية من المناقشات العالمية حول الروابط بين النمو الاقتصادي والتنمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وبحلول أوائل الستينيات من القرن الماضي، كانت هناك دعواتٌ على نحوٍ متزايد للتخلص من مفهوم الهدف الوحيد لها وهو "الناتج المحلي الإجمالي"، حيث أنّ النمو الاقتصادي قد ظهر كهدفٍ رئيسيٍّ ومؤشرٍ للتقدم الوطني في العديد من البلدان. ونظرًا للنقاش الحاصل بعد ذلك، فقد تمّ التركيز على استخدام نقاط تركيزٍ بديلةٍ لتجاوز الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك التركيز بشكلٍ أكبر على التوظيف، يليه إعادة التوزيع مع النمو، ثم ما إذا كان الناس قد لبّوا احتياجاتهم الأساسية.

وبهذا، فإنّه إلى جانب إثراء الاقتصادات التي يعيش فيها الناس، تعدّ التنمية البشرية في الوقت الحالي مفهومًا يؤكّد ازدهار الحياة البشرية. والتنمية البشرية من الناحية العلمية نهجٌ يركز على الناس أنفسهم والفرص المتاحة لهم. ومع اكتشاف أنّ النمو الاقتصادي لا يجلب النمو التلقائي للثروة للجميع، فالنمو في الدخل ليس سوى أداةٍ لتحقيق الأهداف وليس هدفًا نهائيًا. كما أنّ علم إدارة الموارد البشرية الذي يندرج ضمن علوم الإدارة، هو الأساس الحقيقي للتنمية البشرية ضمن المؤسسات والشركات، والذي يكون الغرض منه تحقيق أهداف التنمية البشرية سابقة الذكر.

ما هي التنمية البشرية؟

تُعرَّف التنمية البشرية وفقًا للأمم المتحدة أنّها: "عمليةٌ تتضمّن توسيع خيارات الناس، ويتم تحقيق ذلك عن طريق زيادة وتمكين القدرات البشرية وإكساب الأشخاص جميع المهارات المطلوبة على كافة مستويات التنمية، وبالتالي توسيع المجالات لهم في حياتهم وعملهم. حيث أنّه لفهم ما هي التنمية البشرية بصورةٍ أكثر تفصيلًا، يتوجّب معرفة القدرات الأساسية الثلاث للتنمية البشرية، وهي أن يحيا الناس حياةً مديدةً وصحيةً، وأن يحظوا بالمعرفة والتعلّم، وأن يتمتعوا بمستوىً لائقٍ من المعيشة. وإذا لم يتم تحقيق هذه القدرات الثلاث، فإنّ العديد من الخيارات لن تكون ببساطةٍ مُتاحةً أمامهم، وستبقى العديد من الفرص لا يمكن الوصول إليها. كما أنّ مجال التنمية البشرية يشمل أيضًا تمكين الأفراد لأن يكونوا مبدعين ومنتجين، وصولًا إلى التمتع باحترام الذات والتمكين والتمتع بإحساس الانتماء لمجتمعهم".

كذلك فإنَّ التنمية البشرية هي فرعٌ من فروع علم النفس، الذي يهدف إلى جعل الناس يفهمون كيف يتطورون وينمون ويتغيرون طوال حياتهم. ويكون هذا الانضباط الذي يمكن أن يساعد الأفراد في فهم أنفسهم وعلاقاتهم بشكلٍ أفضل، وبالتالي يمكن الاستفادة منه وتطبيقه في مختلف الإعدادات المهنية والمسارات الوظيفية.

مفهوم التنمية البشرية

يُعدّ مفهوم التنمية البشرية متعدد الأبعاد، حيث تشكّل المتغيرات الثلاثة التي تستخدمها الأمم المتحدة في مؤشر التنمية البشرية (HDI) الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية. وهذه الأبعاد الرئيسية هي حياةٌ طويلةٌ وصحيةٌ والحصول على المعرفة والمستوى المعيشيّ اللائق. لذلك عندما يتم توفير هذه الأبعاد الرئيسية في البداية، فإنّ فرص التقدم والتحسين والتطوير في مجالاتٍ أخرى من حياة الإنسان ستزداد أيضًا.

كذلك يشمل مفهوم التنمية البشرية بشكلٍ أساسيٍّ وجود المزيد من البدائل والمزيد من الفرص؛ وهذا يجب أن يكون المرجع الرئيسي في التنمية البشرية. فلا أحد يستطيع أن يضمن سعادة الإنسان وأن الخيارات التي يتخذها الناس في حياتهم تتعلق فقط بأنفسهم، الأمر الذي يتم ترويجه في بعض دورات التنمية البشرية، حيث لا يكون ذلك مبنيًّا على معرفةٍ أكاديميةٍ أو مستندٍ إلى العلم. وفي جميع الأحوال، فإنّ التنمية البشرية تهدف على الأقل إلى توفير الظروف اللازمة لجميع الناس بشكلٍ فرديٍّ أو جماعيٍّ، لتحسين إمكاناتهم والحصول على حياةٍ منتجةٍ وإبداعيةٍ.

وتعدّ التنمية البشرية عمليةً ديناميكيةً يتم فيها تنمية وتطوير الناس من خلال توسيع خياراتهم، بحيث يكتسبون المزيد من القدرات ويتمتعون بمزيدٍ من الفرص لاستخدام هذه القدرات في بناء حياتهم. وحيث أنّ التنمية البشرية هي الهدف أيضًا، فهي عمليةٌ ونتيجةٌ في نفس الوقت. ويعني مفهوم التنمية البشرية أيضًا أنّ الناس يجب أن يشاركوا ويؤثروا في العملية التي تؤسس وتحدد شكل حياتهم، لذلك يعدّ النمو الاقتصادي وسيلةً مهمةً للتنمية البشرية، ولكن ليس هو الهدف. ويمكن القول أنّ نهج التنمية البشرية أوسع وأشمل من النُّهُج الأخرى، مثل نهج الموارد البشرية، أو نهج الاحتياجات الأساسية أو نهج رفاهية الإنسان.

أقسام التنمية البشرية

يختلف مفهوم أقسام التنمية البشرية باختلاف مفهومها، حيث تتضمّن أقسام التنمية البشرية باعتبارها إحدى فروع علم النفس ما يلي:

المرحلة الأولى (الطفولة): الإحساس بالثقة مقابل عدمه

يتعلّم الأطفال في المرحلة الأولى من التطور والتنمية البشرية الإحساس بالثقة، بناءً على مدى تلبية الأهل أو من يقدّمون لهم الرعاية، لاحتياجاتهم الأساسية واستجابتهم لهم عندما يبكون. لذلك عندما يتم تلبية احتياجات الأطفال، يتعلمون أن الاعتماد على الآخرين أمرٌ آمنٌ ويشعرهم ذلك بالثقة؛ بينما عندما لا يتم تلبية احتياجاتهم، يكبرون ويصبحون أقل ثقةً بالآخرين.

المرحلة الثانية (الطفولة): الشعور بالاستقلالية مقابل الإحساس بالعار والشك أو التبعية

حيث يمر الأطفال الصغار بهذه المرحلة استجابةً لأهلهم أو لمقدمي الرعاية لهم. فإذا شجعوهم على أن يكونوا مستقلين وأن يحاولوا استكشاف العالم بمفردهم، فإنّ هؤلاء الأطفال الصغار سيكبرون بشعورٍ من الكفاءة الذاتية والاعتماد على أنفسهم، وبالتالي الاستقلالية. أمّا في حال العكس، فإنّ هؤلاء الأطفال الصغار سيكبرون ولديهم ثقةٌ أقلّ في قدراتهم وشعورٌ بتبعيتهم للغير والاعتماد التام عليه.

المرحلة الثالثة (سنوات ما قبل المدرسة): المبادرة مقابل الشعور الذنب

خلال السنوات التي تسبق المدرسة، يتعلم الأطفال تأكيد ذاتهم ومخاطبة الآخرين عندما يحتاجون إلى شيءٍ ما. لذلك إذا تم الترحيب بما يقولونه بشكلٍ إيجابيٍّ، فإنّهم يتعلمون أنّ أخذ المبادرة هو سلوكٌ جيّدٌ ومفيدٌ لهم. أمّا إذا تم جعلهم يشعرون بالذنب أو الخجل بسبب إصرارهم على مطلبهم، فقد يكبروا ليصبحوا خجولين، ويقل احتمال توليهم زمام المبادرة.

المرحلة الرابعة (سنوات الدراسة المبكرة): الجدّ والمثابرة مقابل الدونية

عندما يبدأ الأطفال في الذهاب للمدرسة، فإنّهم يشرعون في مقارنة أنفسهم مع أقرانهم، فإذا شعر الأطفال أنّهم حققوا إنجازًا مقارنةً بأقرانهم، فإنّهم يطوّرون احترامًا قويًا لذاتهم. في المقابل، إذا لاحظوا أنّ الأطفال الآخرين قد حققوا إنجازات لم يحققوها، فقد يعانون من قلّة احترام الذات والشعور بالنقص والدونية. 

المرحلة الخامسة (المراهقة): الهوية مقابل تخبّط الأدوار

ينشأ في مرحلة المراهقة مصطلح "أزمة الهوية"، حيث أنّ فترة المراهقة تشمل كل شيءٍ عن تنمية الشعور بالذات. فالمراهقون الذين يمكنهم تحديد هويتهم ومن هم، سيكبرون بوضوحٍ مع أهدافٍ ومعرفةٍ أقوى بذواتهم من أولئك المراهقين الذين يكافحون للتخلص من تأثيرات آبائهم أو أصدقائهم على حياتهم وقراراتهم. حيث أنّ المراهقين الذين لا يزالون يعتمدون بشدةٍ على آبائهم للتفاعل الاجتماعي والتوجيه، قد يعانون من ارتباكٍ وتخبطٍ في أدوارهم في المجتمع والعائلة، أكبر من أولئك المراهقين الذين يسعون وراء اهتماماتهم بشكلٍ أكثر استقلاليةً.

المرحلة السادسة (مرحلة الشباب): المودّة والألفة مقابل العزلة

في مرحلة الشباب، والتي تبدأ تقريبًا في سن العشرين، يبدأ الناس في ترسيخ روابطهم ويستمر ذلك طيلة الحياة؛ حيث يدخل الكثير من الناس في علاقاتٍ أو زيجاتٍ ملتزمةٍ أو صداقاتٍ دائمةٍ. لذلك فإنّ الأشخاص الذين يمكنهم إنشاء هذه العلاقات والحفاظ عليها، يكتسبون المنافع العاطفية والشعور بالألفة والمودة، في حين أنّ أولئك الذين يكافحون للحفاظ على العلاقات قد يعانون من العُزلة.

المرحلة السابعة (منتصف البلوغ): القدرة على الاستمرار بالعطاء مقابل الركود

في منتصف مرحلة البلوغ، يميل الناس إلى السعي بجدٍّ من أجل تحقيق مساهماتهم في المجتمع وإثبات مكانتهم، فقد يكونون مشغولين في تربية الأطفال أو السعي وراء الوظائف أو المناصب الاجتماعية وغيرها. وحيث أنّ الذين يساهمون في العطاء وتحقيق المساهمات الفعالة يشعرون بترك بصمتهم في المجتمع، بينما قد يعاني أولئك الذين لا يشعرون بأن عملهم أو حياتهم غير مهمة من مشاعر الركود. 

المرحلة الثامنة (مرحلة البلوغ المتأخرة): الرضا مقابل اليأس

عندما يصل البالغون إلى الجزء الأخير من حياتهم، فإنّهم ينظرون إلى حياتهم ويتأملون فيها، ولذلك قد يشعرون بالرضا عن حياتهم، سواءً من خلال عائلةٍ ناجحةٍ أو مهنةٍ ذات قيمةٍ ومكانةٍ في المجتمع، حيث يمكنهم مواجهة الشيخوخة، أو أنّهم قد يشعرون بالإحباط واليأس، إذا كانوا قد عاشوا حياةً غير سعيدةٍ أو غير مقتنعين بما حققوه خلالها.

صورة متعلقة توضيحية

موارد التنمية البشرية

تشير موارد التنمية البشرية بشكلٍ أساسيٍّ إلى البشر، وتكون محور التنمية حولهم. وبشكلٍ عام، تقوم التنمية البشرية على ستّ ركائزٍ أو موارد أساسيةٍ وهي المساواة والاستدامة والإنتاجية والتمكين والتعاون والأمان والإنصاف.

  1. المساواة: وهي فكرة الإنصاف والمساواة لكلّ شخصٍ، خصوصًا بين الرجل والمرأة؛ بأن يكون لكلٍّ منهم الحق في التعليم والرعاية الصحية.
  2. الاستدامة: وتعني أنّ لدى الجميع الحق في العمل وكسب لقمة العيش، التي يمكنها أن تحافظ على الحياة والوصول إلى توزيعٍ أكثر عدالةً للسلع والموارد.
  3. الإنتاجية: وتنصّ على المشاركة الكاملة للناس في عملية توليد الدخل، وهذا يعني أيضًا أن الحكومة بحاجةٍ إلى برامج اجتماعيةٍ أكثر كفاءة لشعبها.
  4. التمكين: هو حرية الناس في التأثير على تطورهم وقراراتهم التي تؤثر في صنع حياتهم.
  5. التعاون: ينص على المشاركة والانتماء إلى الجماعات والمجتمعات كوسيلةٍ للإثراء المتبادل ومصدرٍ للمعنى الاجتماعي.
  6. الأمان: يوفر فرصًا لتنمية الأفراد بحريةٍ وأمانٍ مع الثقة في أنهّم لن يختفوا فجأةً في المستقبل.

ويعدّ المورد البشري أو "رأس المال البشري" في الأعمال التجارية الهدف الذي يدور حوله نجاح الشركة أو المؤسسة. فمن دون التركيز الصحيح على الموارد البشرية، لن تتمكن الشركات والمؤسسات من جلب أو الاحتفاظ أو تطوير الأشخاص اللازمين لنقل الشركة إلى المستوى التالي.

ويدور نهج التنمية البشرية الذي اقترحه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول قياس أداته الخاصة، والتي تُعرف باسم مؤشر التنمية البشرية (HDI)، حيث أنّه تحت هذا المؤشر، يُنظر إلى التنمية على أنها مفهومٌ يمثّل أكثر من مجرد التباين في دخل البلد؛ حيث تسعى التنمية البشرية وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى ضمان حاجة الأفراد والجماعات إلى تطوير إمكاناتهم ومتابعة حياة إبداعية ومنتجة لتلبية احتياجاتهم واهتماماتهم، وإمكانية توسيع الخيارات المتاحة للناس، لتنفيذ نمط الحياة الذي يرغبون فيه. وبهذه الطريقة، فإنّ موارد النمو الاقتصادي والاستهلاك والدخل المستدامين صالحين فقط طالما أنهم يقودون إلى توليد فرصٍ أكبر وأفضل للناس. ولتوسيع هذه الخيارات، من الضروري بناء القدرات البشرية.

هدف التنمية البشرية

يعدّ هدف التنمية البشرية الأساسي هو تحسين وتطوير رفاهية الإنسان ومستوى حياته، إضافةً إلى تنمية قدراته وفتح الباب أما فرصٍ ومجالاتٍ أوسع أمامه، كي يعيش حياةً مستقرّةً وسعيدةً، فالإنسان ضمن هدف التنمية البشرية هو الأساس والجوهر والوسيلة. ويمكن تلخيص أهداف التنمية البشرية بشكلٍ عام فيما يلي:

  1. تمكين الإنسان من خلال بناء الإنسان القادر على مواجهة صعوبات ومتغيرات الحياة، والتأقلم والتفاعل بشكلٍ فعالٍ مع جميع التغيرات التي قد تحدث من حوله.
  2. مساعدة الأفراد على التفكير بصورةٍ إيجابيّةٍ وخلّاقةٍ، وتوسيع مداركهم كي تتغيّر نظرتهم من مجرد كونها سطحية إلى نظرةٍ أكثر عمقًا لجميع مفاصل الحياة وتداعياتها، وبشكلٍ مختلفٍ لما حوله من متغيرات.
  3. مساعدة الأفراد في تطوير أدائهم وتمكين قدراتهم، وذلك من أجل إيجاد الوظيفة المناسبة لميولهم وطموحاتهم؛ والتي تلبّي تطلّعاتهم المستقبلية.
  4. توفير المعرفة للأفراد وتعليمهم إتقان مهارات التواصل الفعّال، وذلك بغرض إثراء وتعزيز التواصل الفعال في المجتمع بشكلٍ أخلاقيٍّ ومؤثرٍ، بحيث يعبر فيه جميع الأفراد عن أنفسهم دون خوفٍ أو قلقٍ.
  5. تعليم الأفراد قيمة وأهمية الوقت، وتدريبهم على مهارات وفنون إدارة الوقت والتعامل مع الضغوط، وكذلك كيف يمكنهم استغلال طاقاتهم وإمكانياتهم ومواهبهم في تحسين نمط حياتهم ورفع مستواها، إضافةً إلى قدرتهم على وضع أهدافٍ لحياتهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع المشكلات التي تواجههم وحلّها بصورةٍ فعالةٍ وإيجابيةٍ.

وبالتالي يمكن تلخيص هدف التنمية البشرية الأساسي بأنّه توسيع خيارات الناس، لكي يحيا الجميع حياةً طويلةً وصحيةً، ويتعلم الجميع بصورةٍ جيدةٍ ويستمتعون بمستوىً معيشيٍّ لائقٍ. كما تشمل الخيارات الإضافية الحرية السياسية وحقوق الإنسان المضمونة، واحترام الذات للجميع. ويُصّر نهج التنمية البشرية على أنّ الهدف الأساسي لسياسة التنمية يجب أن يكون توسيع الفرص التي يجب أن يعيشها الناس، من أجل تحقيق حياةٍ ذات قيمةٍ ومعنىً.

اقرأ/ي أيضًا:

هل من السهل تنمية وتطوير الموارد البشرية؟

هل التنمية البشرية وتطوير الذات علمين منفصلين؟

هل يمكن تنمية مهارات الأطفال في المنزل؟

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على