` `

هل طول الأمعاء الدقيقة ثابت عند جميع الأشخاص؟

علوم
24 أكتوبر 2022
هل طول الأمعاء الدقيقة ثابت عند جميع الأشخاص؟
تُصنّف الأمعاء الدقيقة على أنّها جزء طويل من الجهاز الهضمي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُمكن أن تتسبب العديد من العوامل والظروف الأخرى في حدوث خللٍ وظيفيٍّ في الأمعاء الدقيقة، مما يترتب عليه الإصابة بعددٍ من الحالات الطبية المتفاوتة في شدتها وطرق علاجها، وفي هذا المقال سنتحدث بشيءٍ من التفصيل عن الأمعاء الدقيقة، وظائفها، أجزائها، خصائصها، والحالات الطبية الشائعة المرتبطة بها.

الأمعاء الدقيقة

تُعرَّف الأمعاء الدقيقة على أنّها المسار الطويل والمُستمر الذي يمر به الطعام عبر الجهاز الهضمي؛ إذ يتحلل خلاله الطعام إلى سائل، وتُمتص معظم العناصر الغذائية المُفيدة منه، وفيما بعد تنتقل الفضلات منها إلى الأمعاء الغليظة.

صورة متعلقة توضيحية

وظيفة الأمعاء الدقيقة

تُصنّف الأمعاء الدقيقة على أنّها جزء طويل من الجهاز الهضمي يُشبه الأنبوب، وتصل ما بين المعدة والأمعاء الغليظة، وتتمثل وظيفة الأمعاء الدقيقة الأساسية في المساعدة على هضم الطعام القادم من المعدة، إلى جانب امتصاص العناصر الغذائية المهمة منه؛ مما يُساعد بدوره الجسم على استخدامها والاستفادة منها في أداء وظائفه الحيوية المختلفة. وفيما يلي بيانًا لأبرز الوظائف التي تقوم بها الأمعاء الدقيقة في الجسم:

  • خلط أو مزج الطعام المبلوع معًا وتحويله إلى ما يُعرف بالكَيموس.
  • نقل الطعام على امتداد الأمعاء الدقيقة وداخل جزء منها يُعرف بالقولون.
  • خلط الطعام المبلوع ومزجه مع المخاط، والهدف منه جعل الطعام سهل الحركة داخل الأمعاء الدقيقة.
  • الحصول على إنزيمات خاصة تُعرف بإنزيمات الهضم من البنكرياس والكبد، عن طريق البنكرياس والقنوات الصفراوية المشتركة.
  • تكسير الطعام بواسطة إنزيمات الجهاز الهضمي، مما يجعله سهل الهضم.
  • امتصاص العناصر الغذائية بما في ذلك الدهون والكربوهيدرات والبروتينات، والفيتامينات والمعادن في مجرى الدم.
  • المساعدة في الحفاظ على توازن السوائل من خلال قدرتها على امتصاص الكثير من الماء الذي يبتلعه الجسم، وكذلك الأملاح بما في ذلك الصوديوم.
  • المساعدة على محاربة البكتيريا المُسببة للأمراض التي يتم تناولها مع الطعام عن طريق خلايا الجهاز المناعي للجسم.

أجزاء الأمعاء الدقيقة

تُقسم الأمعاء الدقيقة إلى 3 أجزاء أساسية أحدها في البداية، والثاني في الوسط، والآخر في الطرف أو النهاية. وفي حين أنّه لا وجود فاصل حقيقي بين الأجزاء الثلاثة الأساسية للأمعاء الدقيقة، إلّا أنّها تتمتع بخصائص وأدوار مختلفة قليلًا تقوم بها كلًا على حدة. وفيما يلي توضيحًا لأجزاء الأمعاء الدقيقة الأساسية والدور الأساسي لكلٍ منها:

  • الاثني عشري: الاثني عشر هو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة التي تُغذيها المعدة، وهو عبارة عن شلال قصير منحدر يبلغ طوله ما يقرب من الـ 0.254 مترًا، وينحني حول البنكرياس في شكل حرف "C" قبل الاتصال ببقية الأمعاء الملتفة، وتتمثل وظيفته الأساسية في استقبال الطعام المهضوم جزئيًا أو الكَيموس من خلال البواب، وتلقّي الإنزيمات الهضمية من البنكرياس والكبد لمواصلة عملية هضم الطعام وتكسيره، بالإضافة إلى ذلك يُمتص الحديد في الاثني عشر.
  • الصائم: يُعد الصائم جزء الأمعاء الدقيقة الأوسط الذي يأتي على شكل التفافات وثنايا داخل تجويف البطن السفلي، ويتميز الصائم بالعديد من الأوعية الدموية التي تمنحه اللون الأحمر الغامق، بينما تتمثل وظيفته الأساسية في استقبال الطعام غير المهضوم من الاثني عشر، وامتصاص العناصر الغذائية بما في ذلك السكر والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية عبر نتوءات تُشبه الأصابع تُسمى الزغابات، كما أنّ أكثر من 95% من امتصاص الجسم للكربوهيدرات والبروتين يحدث في الصائم.
  • الدقاق: الجزء الأخير من أجزاء الأمعاء الدقيقة، وفيه تُمتص الأحماض الصفراوية وفيتامين ب12، والتي يحتاجها الجسم لأداء وظائف مختلفة.

طول الأمعاء الدقيقة

في الواقع يبلغ طول الأمعاء الدقيقة بالمتوسط 20 قدمًا؛ أي 6 أمتار، علمًا أنها تنطوي على بعضها عدة مرات لتتناسب داخل تجويف البطن.

الامتصاص في الأمعاء الدقيقة

بمجرد تكسير العناصر الغذائية يبدأ الامتصاص في الأمعاء الدقيقة عن طريق الجدران الداخلية للأمعاء في مجرى الدم. وللتوضيح أكثر؛ تُكسّر العناصر الغذائية لتُصبح صغيرة بما يكفي بحيث يُمكن أن تمر أو تُنقل عبر الخلايا الظهارية في الجهاز الهضمي، ويحدث امتصاص العناصر الغذائية عن طريق عمليات الانتشار البسيط، أو الانتشار المُيسّر، أو النقل النشط الأولي، أو النقل النشط الثانوي. وتُعد الأمعاء الدقيقة جزءًا جيدًا للامتصاص بسبب احتوائها على مساحة داخلية كبيرة، والتي تتكون من الثنيات الدائرية التي تُظهر العديد من الهياكل الصغيرة والتي تُعرف بالزغبات، كما تحتوي الخلايا الظهارية الفردية على نتوءات تُشبه الإصبع تُسمى زُغيبات، وبعد أن يُستخرج معظم الماء من الطعام ويُوزّع السائل في الجسم، تنتقل المادة المتبقية عبر القولون وتخرج من الجسم على شكل براز.

التهاب الأمعاء الدقيقة

تُصاب الأمعاء الدقيقة حالها كحال أيٍ من أعضاء وأجزاء الجسم الأخرى بالعديد من العوامل والظروف التي تتسبب في إمراضها، وإحداث خللٍ في قدرتها على أداء وظائفها بفعاليةٍ كالمعتاد، ومن الحالات الطبية الشائعة التي تُعاني منها الأمعاء الدقيقة هي التهاب الأمعاء الدقيقة، وتشمل الأسباب المحتملة لحدوثه ما يلي:

  • العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
  • التعرّض للإشعاع.
  • استهلاك الكحول أو المخدرات.
  • التهاب الأمعاء المرتبط بضعف تدفق الدم.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، بالإضافة إلى الكوكايين.
  • التهاب الأمعاء المرتبط بالحالات الالتهابية بما في ذلك مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.
  • الإصابة بعددٍ من الحالات الطبية بما في ذلك مرض الاضطرابات الهضمية، والذرب أو الإسهال المداري، ومرض ويبل.
  • وجود بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بالحالة، ويُذكر منها ما يلي:
    • الإصابة بأنفلونزا المعدة في الآونة الأخيرة وانتشارها بين أفراد الأسرة.
    • السفر مؤخرًا.
    • التعرّض لمياه غير نظيفة.

أعراض التهاب الأمعاء الدقيقة

يُعاني المصابون بالتهاب الأمعاء الدقيقة من عددٍ من الأعراض والعلامات الدالة عليه، ومن الجدير بالذكر؛ يُمكن أن تبدأ أعراض التهاب الأمعاء الدقيقة بالظهور بعد ساعاتٍ إلى أيامٍ من الإصابة بالعدوى، وفيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الأمعاء الدقيقة: 

  • ألم البطن.
  • الإسهال الحاد والشديد.
  • فقدان الشهية.
  • التقيؤ.
  • وجود دم في البراز.

علاج التهاب الأمعاء الدقيقة

لحُسن الحظ لا تتطلب الحالات الخفيفة من التهاب الأمعاء الدقيقة في كثيرٍ من الأحيان إلى علاجٍ مُحدد، بينما تتطلب بعض الحالات الأكثر حدة تلقّي العلاج. ويُذكر من طرق وخيارات علاج التهاب الأمعاء الدقيقة المتاحة ما يلي:

  • تناول الدواء المضاد للإسهال في بعض الأحيان.
  • علاج الجفاف الناجم عن الإسهال، من خلال المحاليل الملحية في حال افتقر الجسم للسوائل بكمياتٍ كافية.
  • الترطيب الكافي، خاصةً في حالات التهاب الأمعاء الخفيفة وكذلك للصحة العامة.
  • تلقّي الرعاية الطبية والسوائل الوريدية في حالات الإسهال التي لا يُمكن خلالها الحفاظ على السوائل في الجسم، وعادةً ما يحتاجها الأطفال الصغار.
  • في حال كان المصاب بالتهاب الأمعاء الدقيقة يتناول مدرات البول أو مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين ومصابًا بالإسهال، فقد يحتاج إلى التوقف عن تناول مدرات البول، ويجدر التنويه هنا إلى تجنّب التوقف عن تناول أي دواء دون التحدث أولًا إلى الطبيب.
  • في بعض الحالات هناك حاجة لتناول المضادات الحيوية.
  • قد يحتاج أي شخص يُصاب بالتهاب الأمعاء الدقيقة الناجم عن التعرّض للإشعاع إلى إعادة تحديد موعد العلاج الإشعاعي أو حتى إيقافه.
  • قد تكون الجراحة ضرورية في حالة حدوث تلف شديد في الأمعاء الدقيقة.

هل طول الأمعاء الدقيقة ثابت عند جميع الأشخاص؟

لا، إذ يبلغ متوسط طول الأمعاء الدقيقة حوالي 20 قدمًا؛ أي 6 أمتار، أو ثلاثة أضعاف ونصف طول جسم الأنسان، وبالتالي فإنه لا يُعد طولًا ثابتًا عند جميع الأشخاص.
 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي؟

هل يمكن علاج الإمساك المزمن بالأعشاب؟

هل أعراض القولون العصبي عند النساء تختلف عن الرجال؟

هل الإسهال المائي من أعراض الأميبا في القولون؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على