` `

هل جزر القمر دولة عربية؟

ثقافة وفن
25 أكتوبر 2022
هل جزر القمر دولة عربية؟
تتمتّع دولة جزر القمر بعضوية في جامعة الدول العربية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

أين تقع جزر القمر؟ وهل جزر القمر دولة عربية؟ تجيب المقالة التالية على هذه الأسئلة، وتُقدم معلومات عن جزر القمر، وعن الحياة والسياحة فيها، وعاصمتها وتاريخها.

أين تقع جزر القمر؟

جزر القمر هي أرخبيل أو مجموعة من الجزر تقع في الطرف الشمالي من قناة موزمبيق الواقعة على المحيط الهندي، وتقع بين مدغشقر وجنوب شرق أفريقيا على بُعد 290 كم مقابل ساحل شمال أفريقيا الشرقي، وهي دولة مستقلة وذات سيادة.

تتكون جُزر القمر من ثلاث جزر رئيسية في المحيط الهندي، وهي جزيرة نغازيدجا الكبرى وجزيرة موهيلي وجزيرة أنجوان، وتطالب بجزيرة رابعة من أرخبيل جزر القمر اسمها مايوت، ولكن تديرها فرنسا بحيث لا تُشارك في حكومة جزر القمر.
أما عن علم جزر القمر، فهو يتكون من أربعة خطوط مُلوَّنة، كل خط يمثل جزيرة بما فيها جزيرة مايوت، أما عن الهلال الأبيض والنجوم البيضاء الأربعة في العلم، فهم يمثلون دين الإسلام، وهو دين أغلبية سكان جزر القمر.

صورة متعلقة توضيحية

عاصمة جزر القمر

في عام 1958 أصبحت موروني عاصمة جزر القمر، والتي تقع في الجزيرة الكبرى نغازيدجا (N’gazidja) بعدما كانت دزاوودزي (Dzaoudzi) العاصمة السابقة لها.

وتوجد مدينة موروني عاصمة جزر القمر عند سفح بركاني نشط يُعرف بجبل كارتالا، وتعني كلمة موروني (في قلب النار)، وهو اسم مستوحى من طبيعة موقعها. وتتميز بمناخها الاستوائي وساحلها الصخري، كما يوجد فيها ميناء يقع على الجانب الغربي منها يستخدم لتصدير الفانيليا والكاكاو والقهوة.

الحياة في جزر القمر

يمكن وصف الحياة في جزر القمر بالريفية، إذ يعيش أكثر من ثلثي سكان جزر القمر في المناطق الريفية، ويعتمد السكان في غذائهم على الزراعة كزراعة البطاطا الحلوة والأرز الجبلي والموز، إلى جانب تربية الدجاج والماعز والماشية والأغنام. ولأن جزر القمر عبارة عن جزر، فلابد من احتراف سكانها مهنة الصيد.

أما عن الشعب الذي يعيش في جزر القمر، فهو يجمع بين شعوب وأصول عدة مختلطة ما بين المهاجرين الملايو والتجار العرب والفرس، إلى جانب شعب مدغشقر وعدد من شعوب أفريقيا، وهذا ما أوجد تنوع في اللغات المُتَحَدَّث بها وفي الثقافة العامة للبلاد.

هل جزر القمر دولة عربية؟

صحيح، تعتبر جزر القمر دولة عربية، كونها أحد أعضاء جامعة الدول العربية التي تعد حاضنة للدول الأفريقية والآسيوية الناطقة بالعربية.

معلومات عن جزر القمر

فيما يلي أهم المعلومات الواردة عن جزر القمر:

  • تسمى الجُزُر البركانية لأرخبيل جزر القمر بالجزر العطرية، لوفرة الحياة النباتية العطرة ولكثرة ما تنعم به من جمال.
  • تعتبر جزر القمر دولة فقيرة، وفيها حالات كثيرة من النزوح للعمال والمتعلمين وأصحاب المهارات منها إلى فرنسا. ويعيش 50% من سكانها تحت خط الفقر، ويعتمدون على مساعدات فرنسا المالية وغيرها من الدول.
  • يبلغ عدد سكان جزر القمر 900 ألف نسمة، وتعتبر أقل دول العالم كثافة سكانية. ولكن في المقابل، وبالنسبة لمساحة أرضها، فهي تعد أكثر البلدان اكتظاظًا.
  • يتوزع السكان في جزر القمر ما بين 5% في العاصمة موروني، وأكثر من ثلثيهم في المناطق الريفية أي في الجزيرتين الكبيرتين، ويعيش في الجزيرة الكبرى أكثر من نصف السكان وفي موهيلي أقل من عُشرهم.
  • يوجد في جزر القمر ارتفاع في معدل المواليد والوفيات إلى جانب ارتفاع في معدل الوفيات الرضع، وتتراوح أعمار ما يقارب خُمسَي السكان 15 عامًا وما أقل.
  • يوجد في جزر القمر ثلاث لغات رسمية، وهي اللغة القمرية واللغة الفرنسية واللغة العربية.

السياحة في جزر القمر

تجذب السياحة الكثير من العوائد الاقتصادية والسياسية لأي بلد، وفي جزر القمر يوجد عدد من المناطق التي تعتبر جذبًا للسياح. وفيما يلي أهم المناطق الحيوية والتي تزيد من نمو السياحة في جزر القمر: 

  • جبل كارتالا، مَعلَم طبيعي بارز يمكن زيارته والصعود عليه والوقوف من أعلاه، لرؤية المناطق الطبيعية بما فيها من نباتات وحيوانات.
  • جزيرة القمر الكبرى (Grande Comore)، والتي يوجد فيها مسجد Vendredi، والشواطئ الجميلة الأخَّاذة. 
  • دزياني بوندوني، وهي بحيرة فُوهة كبريتية تقع في جزيرة موهيلي.
  • جزيرة موهيلي، أحد جزر القمر وأصغرها، يوجد فيها الكثير من مناطق الجذب، مثل قرية صيد Fomboni، إلى جانب متعة النظر للسفن العربية التي يتم صنعها على الشاطئ بشكل مباشر. ومنتزه موهيلي البحري الذي يوجد فيه السلاحف الخضراء والشعاب المرجانية.

تاريخ جزر القمر

يُشاع بأن جزر القمر كانت مأهولة بشعب الملايو بولينيزي في القرن الخامس أو السادس ميلادي، حتى جاء أشخاص من السكان الأفريقيين ومدغشقر، بالإضافة لمجموعة من العرب، والذين شكَّلوا جميعًا السكان الأوائل لجزر القمر. ورسم رسام الخرائط البرتغالي دييغو ريبيرو خريطة العالم الأوروبية عام 1527، وكان أول من رسم جزر القمر على الخارطة، الأمر الذي يوضَّح احتمالية أن يكون البرتغاليون هم أول الأوروبيين الذين زاروا جزر القمر في القرن السادس عشر.
وفي عام 1591 زار الإنجليزي السير جيمس لانكستر الجزيرة الكبرى من جزر القمر، ولكن هذا لم يمنع من أن يظل العرب هم المهيمنون على الجزر حتى القرن التاسع عشر. واستولت فرنسا على جزيرة مايوت عام 1843، وأصبحت الجزر الثلاثة المتبقية تحت حمايتها عام 1886، حتى انضمت إدارة جزر القمر لمدغشقر عام 1912.

وبعد سنة من استقلال مدغشقر، أي عام 1961، تم استقلال جزر القمر داخليًا، وتم إعلان استقلال أرخبيل جزر القمر في 6 يوليو 1975 على يد رئيس جزر القمر أحمد عبد الله الذي تم الإطاحة به. ومن ثم تم قبول جزر القمر في الأمم المتحدة كأمة واحدة، حتى أصبح علي صويلح رئيسًا للجزر، وحاول تحويل الجزر لجمهورية اشتراكية علمانية. وفي عام 1978 تم إعادة الرئيس السابق المنفي عبد الله للسلطة بعد انقلاب أنشأه مواطن فرنسي يدعى روبرت دينارد، ومجموعة من الأوروبيين.
في أواخر عام 1978 تم انتخاب الرئيس عبد الله رئيسًا لجزر القمر، بعدما وُضع الدستور الجديد، وأُعيد انتخابه مرة أخرى عام 1984، ولكن تم اغتياله عام 1989.
في عام 1990 تم انتخاب سعيد محمد جوهر رئيسًا لجزر القمر، وتم الإطاحة به سنة 1995 في انقلاب أداره دينارد، حتى تدخلت فرنسا للتخلص على الانقلاب من خلال تخلصها من دينارد وأعوانه.
في عام 1996 تم إجراء انتخابات جديدة، وانتُخب محمد تقي عبد الكريم رئيسًا للجزر، وتم إنشاء دستور جديد، ومحاولات لزيادة الإيرادات وتقليل إنفاق الحكومة. وفي شهر أغسطس عام 1997 أعلن قادة كل من جزيرة أنجوان وموهيلي الانفصال عن الجمهورية، وبعد شهر حاولت الحكومة الاتحادية قمع الحركة الانفصالية ولكن هزمت القوات التي أُرسلت لجزيرة أنجوان، وفي النهاية لم يتم الاعتراف باستقلال الجزيرتين من قِبَل أي نظام سياسي خارج الجزر.

وفي عام 1998 توفي الرئيس تقي بشكل مفاجئ، ووُضِع مكانه بشكل مؤقت تاج الدين بن سعيد مسوندي رئيسًا. وتمت إطاحته عام 1999 قبل إجراء انتخابات في انقلاب عسكري على يد العقيد غزالي عثماني، الذي سيطر وقتها على الحكومة. وتم التوقيع على اتفاقية بين الجزر الثلاث في عام 2001 على رئاسة تناوبية بين الجزر الثلاث، وفي عام 2002 تمت أول انتخابات أُحادية بدستور جديد، وتم انتخاب عثماني رئيسًا، وتم انتقال الولاية الرئاسية لجزيرة أنجوان عام 2006، وفاز أحمد عبد الله محمد سامبي في الانتخابات الرئاسية الاتحادية.

وفي 2007 أمرت الحكومة الاتحادية حكومة أنجوان بتأجيل الانتخابات الرئاسية المحلية لأنجوان، ودَعت رئيسها العقيد محمد بكار للتنحي، ولكنه تجاهل ذلك، وأُجري في نفس العام انتخابات وفاز فيها. وتمت المطالبة بانتخابات جديدة من قبل الاتحاد الأفريقي، ورفض بكار إجراءها. وفي 25 مارس 2008 فرَّ بكار من البلاد بعدما غزة قوات الاتحاد الأفريقي وجزر القمر أنجوان.
وافق 95 بالمئة من المنتخِبِين في الجزيرة على تغيير الجزيرة من مجموعة إقليمية مع فرنسا لإدارة خارجية عام 2011، ولكن رفض كل من الاتحاد الأفريقي وجزر القمر نتيجة التصويت. وفي 26 مايو من عام 2016، فاز العثماني بالانتخابات الرئاسية وتم تنصيبه رئيسًا للجزر.

اقرأ/ي أيضًا:

هل تتكون جزر هاواي من 132 جزيرة؟

هل تضم مدينة فينيسيا الإيطالية 118 جزيرةً؟

هل يؤثر مكان جزر المالديف على مناخها؟

هل السفر إلى أبخازيا سهل؟

هل القمر كوكب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على