` `

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا عند الأطفال؟

صحة
8 نوفمبر 2022
هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا عند الأطفال؟
يمكن الشفاء من التهاب السحايا عند الأطفال في حال التشخيص المبكر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعد التهاب السحايا أحد الأمراض المُثيرة للقلق، كون مضاعفاته لا يُحمد عقباها، فما هو التهاب السحايا وما أنواعه؟ وما أعراض التهاب السحايا عند الأطفال والبالغين؟
تجيب المقالة التالية على جميع هذه الأسئلة، وتقدم معلومات حول كيفية علاج التهاب السحايا عند الأطفال، وأكثر الأطفال عُرضة للإصابة به، وأخيرًا طرق وقاية الأطفال من الإصابة بالتهاب السحايا.

صورة متعلقة توضيحية

ما هو التهاب السحايا؟

التهاب السحايا هو التهاب يطرأ على السائل والأغشية الثلاثة التي تُعرف بالسحايا وتحيط جميعها بالدماغ والحبل الشوكي، ويصيب الأشخاص في كافة الأعمار لكنّه يصيب فئات معينة بالأكثر مثل الرضع والأطفال في عمر ما قبل المدرسة والشباب.

أنواع التهاب السحايا

تتعدد أسباب الإصابة بالتهاب السحايا والتي على أثرها نتج أنواع عدة بأعراض مختلفة ودرجات متفاوتة من الخطورة. ويمكن توضيح أنواع التهاب السحايا وطرق انتقالها للجسم كما يلي:

  • التهاب السحايا البكتيري، هو التهاب مُعدٍ ينتج عن عدوى بكتيرية، وهناك حالة وفاة واحدة من بين كل 10 أشخاص مصابين بالتهاب السحايا البكتيري، وشخص واحد من بين 5 أشخاص يعاني من مضاعفات خطيرة. ومن أمثلة على أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا البكتيري: الجرثومة العقدية الرئوية، والنيسرية السحائية، والمكورة العنقودية الذهبية.
  • التهاب السحايا الفيروسي، وهو أكثر أنواع التهاب السحايا شيوعًا، خاصة في فصلي الصيف والخريف، إذ تصيب الفيروسات المعوية البالغين ولكن فئة قليلة منهم تصاب بالتهاب السحايا. بالإضافة لمجموعة أخرى من الفيروسات التي من الممكن أن تتسبب بالإصابة بالتهاب السحايا مثل: الانفلونزا، النكاف، الحصبة، الهربس. وقد يكون التهاب السحايا الفيروسي أقل خطورة من التهاب السحايا البكتيري، ولكن هذا لا ينفي خطورته، كما وينتقل من خلال اتصالات الأشخاص الوثيقة بين بعضهم البعض.
  • التهاب السحايا السرطاني، والذي يكون مرتبطًا بوجود سرطان معين، وهو أقل أنواع التهاب السحايا شيوعًا.
  • التهاب السحايا الفطري، أحد الأنواع النادرة، وينتج عن فطر يصيب الجسم وينتشر من مجرى الدم إلى النخاع الشوكي أو الدماغ. ويصيب هذا النوع على الأغلب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي أو من خلال استنشاق الأبواغ الفطرية التي تتواجد في البيئة، وفي حالات طبية معينة مثل مرضى السكري أو السرطان. وأمثلة على الفطريات التي تتسبب بالتهاب السحايا الفطري المكورات الخفية والهستوبلازما.
  • التهاب السحايا الطفيلي، أقل شيوعًا من التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري، ويحدث بسبب طفيليات موجودة في البراز والأوساخ وبعض الحيوانات والقواقع والأسماك النيئة. وهو الالتهاب الأكثر ندرة ويسمى بالتهاب السحايا اليوزيني، وأمثلة على أهم الطفيليات المسببة بالتهاب السحايا الطفيلي: Baylisascaris procyonis، وGnathostoma spinigerum.
  • التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي، أحد الأنواع النادرة والمدمرة للدماغ، تتسبَّب فيها أميبا مجهرية توجد في الماء الدافئ والتربة.
  • التهاب السحايا غير المعدي، التهاب سحايا ناتج عن وجود حالة طبية أو علاجات معينة، مثل التعرض لجراحة في الدماغ أو الإصابة في الرأس أو الذئبة.

أسباب التهاب السحايا عند الأطفال

تعود أسباب الإصابة بالتهاب السحايا عند الأطفال وخاصة حديثي الولادة للإصابة بالعدوى في مجرى الدم، والتي تعود لبكتيريا تم اكتسابها من قناة الولادة. أما عن أسباب التهاب السحايا عند الأطفال الرضع والأكبر سنًا، فهي تعود لعدوى جرّاء ملامستهم إفرازات الجهاز التنفسي لشخص آخر كاللعاب والمخاط، والتي يتواجد فيها البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا، التي منها المكورات العقدية الرئوية والنيسرية السحائية.

أعراض التهاب السحايا عند الأطفال

عندما يصاب الأطفال بالتهاب السحايا، فلابد من ظهور أعراض معينة يمكن من خلالها الاستدلال على وجوده، يظهر عدد منها وقد لا تظهر جميعها. وفيما يلي توضيح لأعراض التهاب السحايا عند الأطفال الرضّع:

  • حمى.
  • قلة الشهية.
  • التقيؤ.
  • الإسهال.
  • التهيج.
  • أعراض في الجهاز التنفسي.
  • تصلب في الجسم والرقبة.
  • مص ضعيف أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • التهاب في اليافوخ.
  • يرقان وجلد أصفر.
  • بكاء حاد وعالي النبرة.
  • شحوب في لون الجلد.
  • طفح جلدي أرجواني أو أحمر.

أما عن أعراض التهاب السحايا عند الأطفال غير الرضع، فهي تتشابه مع الأعراض التي تصيب البالغين. وهم الأكثر عرضة للإصابة به، وأهم هذه الأعراض:

  • الحمى المفاجئة.
  • الشعور بالصداع.
  • آلام في الرقبة والجسم.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الشعور بالتعب والإرهاق والنعاس.
  • التحسس من الضوء.
  • طفح جلدي.
  • آلام في العضلات والمفاصل.
  • فقدان للشهية.

أعراض التهاب السحايا عند البالغين

كيفما توجد أعراض لالتهاب السحايا عند الأطفال، هناك أعراض تصيب البالغين عند الإصابة بالتهاب السحايا بمختلف أنواعها.

أعراض التهاب السحايا الفيروسي عند البالغين:

  • الصداع.
  • الحمى.
  • تصلب في الرقبة.
  • التحسس من الضوء القوي.
  • الشعور بالنعاس والخمول.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • قلة في الشهية.
  • تغيُّر في الحالة العقلية. 

أعراض التهاب السحايا البكتيري عند البالغين:

  • ظهور الأعراض فجأة.
  • غثيان وتقيؤ.
  • تحسُّس للضوء.
  • تهيُّج وصداع في الرأس.
  • تغيُّر في الحالة العقلية.
  • قشعريرة وحمى.
  • خمول ونعاس.
  • مناطق بلون أرجواني على الجلد تشبه الكَدَمَات.

أعراض التهاب السحايا الفطري عند البالغين:

  • غثيان وتقيؤ.
  • تحسُّس للضوء.
  • تصلُّب في الرقبة.
  • حمى.
  • الشعور بالصداع.
  • التوعُّك العام والارتباك. 

أعراض التهاب السحايا المزمن

يُشخِّص الطبيب التهاب السحايا المُزمن في حال استمرّت الأعراض مدة تفوق الأربعة أسابيع.

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا عند الأطفال؟

هناك فرصة للشفاء من التهاب السحايا عند الأطفال في حال تم تشخيص الحالة في وقت مبكر، والامتثال للعلاج بشكل فوري، إذ يتعافى 7 أطفال من بين 10 مصابين من التهاب السحايا البكتيري. في المقابل هناك احتمالية تعرّضهم لمخاطر المضاعفات، إذ يوجد حالتان من كل 10 حالات تتعرض لخطر المضاعفات التي تؤثر على الجهاز العصبي، وتصيب الطفل بشلل الذراعين أو الساقين وصعوبات في التعلم.
كما أصبح هناك لقاحات ضد التهاب السحايا البكتيري، وهذا ما يحمي الأطفال من مخاطر الإصابة به، ولكن الأطفال ممن هم دون سن العامين يكونون أكثر عرضة بشكل عام لخطر المضاعفات.
أما عن التهاب السحايا الفيروسي فهو لا يتسبب بكثير من المخاطر، إلا عند الأطفال الرُضَّع ممن هم أقل من سن الثلاثة شهور، ومن يعانون من فيروسات معينة كالهربس والتي تزيد من مضاعفات العدوى. وعندما يُشخِّص الطبيب الحالة بأنها بسبب فيروسي فلن يكون هناك داعٍ للمضادات الحيوية، ويصبح من الممكن الشفاء بسهولة.

علاج التهاب السحايا عند الأطفال

بمجرد تشخيص الطبيب حالة الطفل بأنها التهاب سحايا، وتحديده لنوع الالتهاب سواء بكتيري أو فيروسي، يصبح من السهل تحديد آلية العلاج، والتي تكون كالتالي:

  • في حال كان التهاب السحايا عند الأطفال ناتج عن عدوى فيروسية، سوف يتمكن الطفل من التعافي في غضون أسبوع وحتى 10 أيام، دون الحاجة للمضادات الحيوية، وتناول الأدوية التي تمنع الشعور بالألم، إلى جانب الراحة وشرب السوائل، وقد تتطلب بعض الحالات البقاء في المستشفى لتلقي العلاج.
  • في حال كان التهاب السحايا ناتجًا عن عدوى بكتيرية، يحتاج الطفل المكوث في المستشفى لتناول المضادات الحيوية والسوائل عن طريق الوريد، وسيكون تحت الملاحظة منعًا من حدوث أي مضاعفات. وسيكون غير قادر على تناول الطعام والشراب، ولكن ستكون السوائل التي تصله عبر الوريد كافية لتوفير العلاج والغذاء الذي يحتاجه.
    وقد يحتاج الطفل لتناول المضادات الحيوية لمدة أسبوع وحتى أسبوعين، اعتمادًا على عمر الطفل وحالته، وفي حال استمرت فترة العلاج مدة أطول، سيكون من الممكن استمرار الطفل في تلقي العلاج الخاص به في المنزل.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا؟

ليس هناك معرفة كافية حول سبب إصابة بعض الأطفال بالتهاب السحايا وعدم إصابة الآخر، لكن هناك مجموعة من الأطفال الأكثر عرضة للإصابة به أكثر من غيرهم وهم:

  • الأطفال ممن هم أقل من عمر الشهرين، كونهم يملكون أجهزة مناعية غير متطورة بما يكفي لحمايتهم من الأمراض، مما يسهل من وصول البكتيريا إلى مجرى الدم لديهم.
  • الأطفال ممن لديهم التهابات في الجيوب الأنفية.
  • الأطفال الذين خضعوا لعملية جراحية في الدماغ.
  • الأطفال المصابين بإصابة في الرأس أو الدماغ.
  • الأطفال الذين يستخدمون غرسات القوقعة الصناعية.
  • الأطفال المصابون بفقر الدم المنجلي، والذين فقدوا طحالهم.
  • الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية معينة، كالموجودة في الوجه والجمجمة فهي تسمح للبكتيريا بالوصول للسحايا.
  • الأطفال ممن لديهم ضعف في جهازهم المناعي كمرضى الإيدز، أو متلقي العلاج الكيميائي.

متى يتوجب طلب الرعاية الطبية؟

من المهم طلب العناية الطبية في حال كان الطفل أو الشخص يعاني من أعراض معينة، يُستَدَل من خلالها على وجود التهاب السحايا أو التهاب السحايا بالمكورات السحائية وأهمها:

  • حُمى غير مبررة.
  • صداع دائم.
  • التهاب في منطقة الرقبة.
  • الشعور بوجود أضواء قوية وساطعة تضيء في عينيه.
  • تصلُّب وآلام في الرقبة.
  • طفح جلدي وبقع حمراء لا تتحول للون الأبيض بمجرد الضغط عليها.

طرق وقاية الأطفال من التهاب السحايا

يحتاج الأطفال بشكل خاص لأسلوب حياة نظيف يحميهم من الأمراض، ومن خطر الإصابة بالتهاب السحايا. وفيما يلي مجموعة من الطرق المعتمدة للوقاية:

  • التأكد من تقديم التطعيمات للطفل في مواعيدها، فهي قادرة على منع عدد من البكتيريا المُسببة بالتهاب السحايا، ومحاولة توعية الأطفال حول أهمية التطعيمات ودورها في الحفاظ على الجسم من الأمراض.
  • عدم تعريض الأطفال للتدخين السلبي الذي يجعلهم عُرضة للإصابة بالتهاب السحايا.
  • الاهتمام بنظافة الأطفال فهي من شأنها التقليل من الفيروسات والجراثيم، وذلك من خلال المحافظة على غسل اليدين بشكل منتظم، وعدم مشاركة أدوات طعام وشرب الآخرين، وتعليم الأطفال كيفية السعال على مرفق اليد، ورمي المناديل الورقية بعد استخدامها في سلة القمامة مباشرة ومن ثم غسل اليدين.

اقرأ/ي أيضًا:

هل التهاب الكبد خطير؟

هل التهاب الكبد مُعدي؟

هل يمكن علاج التهاب المفاصل بالأعشاب؟

هل يمكن علاج التهاب العصب السابع طبيعيًا؟

هل يمكن علاج التهاب اللثة الشديد في المنزل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على