` `

هل هناك شروط قبل تحليل السكر التراكمي؟

صحة
15 نوفمبر 2022
هل هناك شروط قبل تحليل السكر التراكمي؟
لا يحتاج تحليل التراكمي الطبيعي لأي استعدادات خاصة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

من المهم الحفاظ على مستويات السكر التراكمي في الدم ضمن نطاق معين قدر الإمكان، للمساعدة في منع أو تأخير المشكلات الصحية الخطيرة طويلة المدى، مثل أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى، كما يمكن أن يساعد بقاء السكر التراكمي في مستوى معتدل على تحسين الطاقة والمزاج.

يستعرض هذا المقال أهمية هذا التحليل، وفيما إذا كان هناك شروط قبل إجراء تحليل السكر التراكمي. 

صورة متعلقة توضيحية

ما هو السكر التراكمي؟

يتم إنتاج HbA1c، المعروف أيضًا باسم الهيموجلوبين السكري أو السكر التراكمي، عندما يلتصق الجلوكوز في الدم بالهيموجلوبين، والهيموجلوبين بروتين موجود داخل خلايا الدم الحمراء اللازمة لنقل الأكسجين، وهو الذي يعطي الخلايا لونها الأحمر. بينما جلوكوز الدم هو السكر الذي يحمله مجرى الدم إلى جميع خلايا الجسم لتزويده بالطاقة، ويأتي من الأطعمة التي يتناولها الشخص.

ويساعد هرمون يسمى الأنسولين على وصول الجلوكوز إلى الخلايا، إلا إذا كان الشخص مصابًا بداء السكري، فإن جسمه لا ينتج كمية كافية من الأنسولين، أو أن خلاياه لا تستخدمه جيدًا، نتيجة لذلك، لا يتمكن الجلوكوز من الوصول إلى الخلايا، وبالتالي لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح، ويلتصق الكثير منه بالخلايا الدموية ويتراكم في الدم، ونتيجة لذلك تزداد مستويات سكر الدم. وكقاعدة عامة كلما زاد مستوى الجلوكوز في الدم، زاد إنتاج HbA1c، وهذا يعني أن الشخص أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري، مثل المشاكل الخطيرة في العينين والقدمين، لذا يحتاج الشخص إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق آمن، لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

معدل السكر التراكمي الطبيعي

في المتوسط يكون معدل السكر التراكمي HbA1c الطبيعي لغير مرضى السكري أقل من 36 مليمول/مول (5.5٪). أما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، يجب أن يكون مستوى HbA1c المثالي هو 48 مليمول/مول (6.5٪) أو أقل، وإذا كان السكر التراكمي HbA1c بين 36 و 48 مليمول/مول يعني أن الفرد معرض لخطر كبير للإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، ويسمى "ما قبل السكري".

ومع ذلك من المهم تذكر أن كل شخص مختلف، وأن كل مريض يجب عليه استشارة طبيبه لتحديد المعدل المستهدف الشخصي الذي يسعى لتحقيقه فرديًا، على أن يأخذ في الاعتبار مستواه الحالي وموعد الاختبار التالي، حتى تتم عملية تخفيض مستوى السكر التراكمي على مراحل بدلًا من أن يكون هبوطًا كبيرًا مفاجئًا.

كما يوجد هناك بعض الحالات الطبية التي تغير خلايا الدم الحمراء، وتؤثر على نتيجة HbA1c لدى الشخص مثل فقر الدم، وغالبًا ما يستخدم الأطباء أكثر من اختبار لتشخيص مرض السكري، لذا إذا كانت نتيجة اختبار الفرد أعلى من المعتاد، قد يطلب منه إجراء اختبار A1C آخر أو نوع مختلف من اختبارات السكري، وعادةً ما يكون إما اختبار جلوكوز الدم أثناء الصيام أو اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT).

أسباب ارتفاع السكر التراكمي

كما ذكر سابًا، إن اختبار A1C يستند إلى ارتباط الجلوكوز بالهيموجلوبين، وكلما ارتفع مستوى الجلوكوز في مجرى الدم، زاد ارتباط الجلوكوز بالهيموجلوبين، وبالتالي يرتفع السكر التراكمي. وإذا كان الشخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني، قد يكون على دراية جيدة بكيفية تأثير أنشطته اليومية على نسبة السكر في الدم، وحتى إن لم يكن مصابًا بالسكري قد يلاحظ تحولًا كبيرًا في مستويات الهيموجلوبين وارتفاع نسبة السكر التراكمي. وقد يعود ذلك إلى عدة أسباب، ففي بعض الأحيان الأشياء التي قد لا يفكر فيها الشخص حتى يمكن أن تؤثر على نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. ومن أسباب ارتفاع السكر التراكمي:

  • داء السكري: قد تكشف مستويات HbA1c المرتفعة عن مرض السكري المستمر، في حين أن المستويات الأعلى قليلًا من المعدل الطبيعي تتنبأ بمرض السكري في المستقبل.
  • التشخيص الخاطئ: قد يرتفع مستوى السكر التراكمي لدى الفرد حتى ولو بذل جهدًا في محاولة السيطرة عليه، وبالتالي يتم تشخصيه بالإصابة بداء السكري من النوع الثاني. لكن ظهرت دراسة جديدة كشفت أنه من المحتمل أن الشخص لا يعاني من مرض السكري من النوع 2 على الإطلاق، بل إن ما بين 4 إلى 12 في المائة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بداء السكري من النوع 2 يعانون بالفعل من مرض السكري الذاتي الكامن (LADA).
  • أمراض النوم: حيث أوجدت الدراسات أن فترات النوم القصيرة والطويلة قد تؤدي إلى زيادة HbA1c، كما أن جودة النوم السيئة ارتبطت بارتفاع نسبة السكر التراكمي HbA1c، لذا قد يكون من المفيد تحديد جدول نوم منتظم وتجنب الكافيين في وقت متأخر من اليوم، وتقليل وقت الشاشات قبل النوم لضمان الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة. كما ارتبط وجود مرض انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو اضطراب يتميز بتوقف التنفس أو فترات من التنفس الضحل أثناء النوم وبالتالي انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مع ارتفاع مستويات HbA1c لدى مرضى السكري من النوع 2.

أعراض ارتفاع السكر التراكمي

تختلف المستويات الطبيعية للسكر في الدم من شخص لآخر، ولكن بشكل عام لدى مرضى السكري يكون المستوى الطبيعي هو 4-7 ملمول/لتر قبل الأكل وأقل من 8.5-9 ملمول/لتر بعد ساعتين من تناول الوجبة. وإذا كان الشخص يجري الاختبار كل بضعة أشهر، فيكون عندها المستوى الطبيعي أقل من 48 ملمول/مول (أو 6.5٪). وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص المصابين بداء السكري، فإن وجود A1C بنسبة 9٪ أو أعلى يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.

وبما أن ارتفاع السكر التراكمي يعني ارتفاع نسبة السكر في الدم، بالتالي فإن أعراض ارتفاع السكر التراكمي هي نفسها أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعادةً ما تظهر الأعراض تدريجيًا وقد تبدأ فقط عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير، و تشمل الأعراض الشائعة المشابهة لأعراض مرض السكري ما يلي:

  1. الشعور بالعطش الشديد وجفاف الفم.
  2. التبول كثيرًا.
  3. الشعور بالضعف أو التعب.
  4. عدم وضوح الرؤية.
  5. خسارة الوزن.
  6. الالتهابات المتكررة مثل القلاع والتهابات المثانة والتهابات الجلد.
  7. الشعور بالجوع الشديد.
  8. إعياء.
  9. خدر أو وخز في القدمين أو اليدين.
  10. جفاف الجلد.
  11. تأخر التئام الجروح.

تحليل السكر التراكمي

يقيس تحليل السكر التراكمي A1c أو (HbA1c) كمية السكر في الدم (الجلوكوز) المرتبطة بالهيموجلوبين، وهو اختبار دم مهم يعطي مؤشرًا جيدًا لمدى السيطرة على مرض السكري لدى المصاب، حيث يمكن التحقق من متوسط ​​مستويات السكر في الدم في المنزل، عن طريق شراء مجموعة أدوات، بينما يمكن أن يقوم الطبيب أو المخبري الخاص بك بذلك.

ويختلف تحليل السكر التراكمي عن اختبار وخز الإصبع، فهو عبارة عن التقاط مستويات السكر في الدم في وقت معين وفي يوم معين، حيث يتم أخذ عينة دم من وريد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة، وبعد إدخال الإبرة يتم جمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب اختبار، وقد يشعر الشخص بلسعة صغيرة عندما تدخل الإبرة أو تخرج، ويستغرق هذا عادة أقل من خمس دقائق، ويتم الخضوع للاختبار كل ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن بعض الحالات تتطلب إجراؤه بفواصل أقل، مثل المرأة إذا كانت تخطط لإنجاب طفل، أو إذا كان هناك تغيير في العلاج مؤخرًا، أو إذا كان الشخص يواجه مشاكل في ضبط مستويات السكر في الدم.

كما أن تحليل السكر التراكمي لا يحتاج إلى أي استعدادات خاصة، ويعتبر اختبار غير خطير، فقد يتم الشعور بألم خفيف أو كدمات في المكان الذي تم إدخال الإبرة فيه، ولكن معظم الأعراض تختفي بسرعة.

شروط تحليل السكر التراكمي

على عكس العديد من الاختبارات الأخرى لتشخيص مرض السكري أو تقييمه، مثل اختبار تحمل الجلوكوز الفموي، فإن الصيام غير مطلوب في اختبار A1c ولا يوجد شروط لتحليل السكر التراكمي، والسبب وراء ذلك بسيط حيث أن اختبار جلوكوز الدم هذا يقيس متوسط ​​مستوى الجلوكوز في الدم على مدار التسعين يومًا الماضية، بدلًا من الحصول على نظرة سريعة على مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام في لحظة معينة، لهذا السبب لا يتعين على من يريد إجراء اختبار A1c صيامًا، ويمكنه تناول الطعام والشراب كما يفعل عادةً قبل الاختبار، دون التقيد بأي شروط لتحليل السكر التراكمي. ومع أنّ مستويات الجلوكوز لا تبقى ثابتة في الدم أو البلازما كما هي طوال اليوم، وبدلًا من ذلك فإنها تتقلب خاصة بعد الوجبات، ومع ذلك هذا لا يؤثر على اختبار السكر التراكمي HbA1c، ف

ومن المهم ملاحظة أن اختبار HbA1c ليس بديلًا عن المراقبة المنتظمة لنسبة الجلوكوز في الدم (باستخدام مقياس السكر) لدى مرضى السكري، ومع ذلك يمكن أن يسأل الشخص طبيبه عما إذا كان سيتم إجراء اختبارات أخرى في نفس الوقت، وما إذا كان بحاجة إلى الاستعداد لها.

كيفية خفض السكر التراكمي

من المهم فهم أن خفض مستويات السكر التراكمي هي عملية تدريجية وبطيئة، لأن السكر التراكمي يقيس على متوسط ​​نسبة السكر في الدم على مدار فترة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، هذا يعني أنه قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 3 أشهر لملاحظة التغييرات المهمة في A1C الخاص بالشخص. ويمكن خفض السكر التراكمي عن طريق:

  1. النظام الغذائي الصحي: تناول الطعام المناسب هو أهم خطوة في عملية خفض السكر التراكمي، والنظام الغذائي هو عامل مهم عندما يتعلق الأمر بالسكر في الدم. وبشكل عام الكربوهيدرات (السكريات) يمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم، لكن الجسم يحتاج أيضًا إلى كمية معينة من الكربوهيدرات ليعمل بشكل صحيح، لذا يجب أن تتم تلبية احتياجات الجسم مع الحفاظ على تناول الكربوهيدرات بكميات معقولة، وتناول المزيد من البروتين والخضروات غير النشوية والفواكه منخفضة السكر.
  2. خسارة الوزن: نظرًا لأن كل شخص لديه بنية جسم مختلفة، فإن فقدان الوزن أمر خاص بالفرد، وأظهرت دراسة أن خفض الوزن بنسبة 5٪ إلى 7٪ قد يكون كافيًا لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لدى الأشخاص المعرضين لخطر كبير و/أو المصابين بما قبل السكري.
  3. التمارين الرياضية.
  4. أخذ الأدوية المناسبة.
  5. المكملات الغذائية والفيتامينات.

مخاطر السكر التراكمي

أظهرت الدراسات أن مخاطر السكر التراكمي عديدة، وارتفاع نسبته في الدم أو تقلبها بشكل عام قد تؤدي إلى أضرار متعددة في عمل بعض أعضاء الجسم المختلفة. ومن مخاطر السكر التراكمي ما يلي:

  1. مضاعفات مرض السكري: أظهرت دراسة أن حدوث ضعف في وظائف العين والكلى لدى مرضى مصابين بداء السكري من النوع الأول، زاد بشكل حاد وحدث في وقت سابق مع زيادة HbA1c، ولم يصب أي من المرضى بهذه المضاعفات عندما كان HbA1c أقل من 7.6٪. وارتبط ارتفاع HbA1c أيضًا باعتلال الأعصاب، كما أن مستويات HbA1c المرتفعة وتقلبها يمكن أن يتنبأ بتطور أمراض الكلى لدى مرضى السكري من النمط الأول T1DM والثاني T2DM. ونتيجة لذلك نجد أن مستويات HbA1c غير المستقرة أو المرتفعة تشكل خطرًا أكبر للإصابة بمضاعفات مرض السكري، مثل أمراض الكلى وأمراض العين وآلام الأعصاب المزمنة.
  2. أمراض القلب والأوعية الدموية: ارتبطت مستويات السكر التراكمي HbA1c المرتفعة بنسبة <7.5٪ أو من (58.5 ملي مول/مول)، بزيادة وتكرار وشدة أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة، أي أن ارتفاع السكر في الدم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يساهم في تراكم اللويحات في الشرايين، مما قد يؤدي في النهاية إلى تقييد تدفق الدم إلى أعضاء الجسم الحيوية مثل الدماغ، وبالتالي يمكن أن يحدث نتيجة لذلك أمراض تصيب القلب بما فيها النوبة القلبية، أو حتى السكتة الدماغية. وعلى هذا النحو فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب.

اقرأ\ي أيضًا: 

هل أعراض مرض السكر عند الأطفال تختلف عن الكبار؟

هل كافة الفحوصات المخبرية تتطلّب الصيام؟

هل يوجد أضرار وفوائد لسكر الفركتوز؟

هل يمكن معرفة السعرات الحرارية في ملعقة سكر؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على