` `

هل يمكن علاج مرض نقص المناعة الذاتية؟

صحة
15 نوفمبر 2022
هل يمكن علاج مرض نقص المناعة الذاتية؟
من المؤسف القول أنه لا يوجد علاج نهائي لأمراض نقص المناعة الذاتية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كثيرًا ما يُسمع عن أمراض المناعة الذاتية، فما هي؟ وما هو اضطراب المناعة الذاتية؟ وهل نقص المناعة الذاتية خطير؟ وما أعراض أمراض المناعة الذاتية؟
تجيب المقالة التالية على جميع هذه الأسئلة، وتقدم معلومات حول أسباب أمراض المناعة الذاتية، وتوضح أكثرها خطورة.

صورة متعلقة توضيحية

اضطراب المناعة الذاتية

يُعرف اضطراب المناعة الذاتية بالحالة التي يُهاجم فيها جهاز المناعة الجسم أو الخلايا السليمة الموجودة فيه والتعامل معها بأنها أجسام غريبة، فيقوم بإطلاق بروتينات تسمى بالأجسام المضادة الذاتية (Autoantibodies)، ومنها ما يستهدف عضوًا واحدًا من الجسم كما يحدث في داء السكري من النوع الأول الذي يهاجم البنكرياس، ومنها ما يهاجم الجسم كله مثل الذئبة التي تطال كافة أنحاء الجسم.

أمراض المناعة الذاتية

يوجد أكثر من 80 نوعًا من أمراض المناعة الذاتية، البعض منها معروف بشكل جيد عند الأطباء وهذا ما يجعل من تشخيصه أمرًا سهلًا، مثل مرض السكري من النوع الأول والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتيدي، ومنها ما يجهله الأطباء ويكون تشخيصه صعبًا نظرًا لندرته، وهذا ما يزيد من معاناة الشخص المصاب لسنوات عدة، قبل حصوله على العلاج الذي يتناسب مع حالته، إذ إن معظم أمراض المناعة الذاتية لا يوجد لها علاج، وبعضها الآخر يحتاج للعلاج مدى الحياة في سبيل تخفيف أعراضها.

ومن الجدير بالذكر بأن أمراض المناعة الذاتية تؤثر على أنسجة الجسم، وتعمل على تغيير وظائف أعضائه وإحداث اضطرابات غير طبيعية في نموها. ومن الممكن أن يصاب الشخص خلال حياته وبنفس الوقت بواحد أو أكثر من أمراض المناعة الذاتية، والتي تؤثر بشكل أكبر على كل من:

  • الأوعية الدموية.
  • الأنسجة الضامة.
  • الغدد الصماء.
  • المفاصل.
  • الجلد.
  • خلايا الدم الحمراء.
  • العضلات. 

ما هي أمراض المناعة الذاتية؟

في ظل تعدد وطول قائمة أمراض المناعة الذاتية، فيما يلي توضيح لأهمها:

  • التهاب المفاصل الروماتيدي: التهاب يهاجم المفاصل بشكل خاص، مُحدِثًا ألمًا وتيبُّسًا في المفاصل إلى جانب احمرارها وسخونتها، وقد يصيب الأشخاص في عمر مبكر.
  • الصدفية: حالة جلدية يصاب فيها الجلد بالتقشير، إذ بطبيعة الحال تتساقط خلايا الجلد عند التوقف عن الحاجة إليها، ولكن عند الإصابة بالصدفية تزداد خلايا الجلد وتتكاثر بسرعة، حتى تتراكم وينتج عنها بقع حمراء اللون ملتهبة وفيها قشور بيضاء.
  • التهاب المفاصل الصدفي: وهو التهاب مفاصل يصيب 30% من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية.
  • التصلُّب المتعدد: ويسمى أيضًا بالتصلُّب اللويحي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يتسبب بإتلاف غمد المايلين، وهي طبقة تعمل كغلاف للخلايا العصبية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، وفيه يصبح الجسم أمام بطء في نقل الرسائل ما بين الدماغ والحبل الشوكي.
  • السكري من النوع الأول: وفيه يقوم الجهاز المناعي بإتلاف الخلايا المُنتِجة للأنسولين والموجودة في البنكرياس. إذ يقوم البنكرياس في العادة بإنتاج هرمون الأنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم، وفي هذا المرض يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا المنتجة له وتدميرها.
  • التهاب الدرقية هاشيموتو: وهو خمول في الغدة الدرقية، إذ لا تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمون الأمر الذي يُعرِّض الشخص للزيادة في الوزن، والتحسس من البرد، وتساقط في الشعر والشعور بالتعب.
  • مرض الغدة الدرقية جريفز: أحد أشكال فرط نشاط الغدة الدرقية، إذ يُنتج فيه الجسم الكثير من هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي تزداد سرعة نشاطات الجسم، وينحرف المعدل الطبيعي لضربات القلب ليصبح أسرع، كما تزداد مشاعر العصبية، ويصاب الجسم بحالة من فقدان الوزن.
  • التهاب الأوعية الدموية الذاتية: التهاب ضمن أمراض المناعة الذاتية يهاجم فيه الجهاز المناعي الأوعية الدموية، وينتح عنه ضيقٌ في الشرايين والأوردة وتدفق أقل للدم في الجسم.
  • الداء البطني: اضطراب هضمي لا يستطيع فيه الأشخاص تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والذي يتواجد في القمح ومنتجات الحبوب، وعندما يقوم جهاز المناعي بمهاجمة الغلوتين يتسبب بحدوث الالتهاب.
  • مرض أديسون: مرض يؤثر على عمل الغدة الكظرية التي تقوم بدورها بإنتاج الكورتيزول والألدوستيرون والأندروجين. فعند انخفاض مستوى هرمون الكورتيزول تتأثر الكيفية التي يستخدم الجسم فيها للكربوهيدرات والسكر وآلية تخزينهما، أما عن نقصان الألدوستيرون فهو يقلل من نسبة الصوديوم ويزيد من البوتاسيوم في الدم.
  • الوهن العضلي الوبيل، مرض يؤثر على النبضات العصبية التي تتشارك مع الدماغ في التحكم في عضلات الجسم، وفي حال كان هناك انخفاض في الامتثال ما بين الأعصاب والعضلات، يكون الأداء ضعيفًا يَحُول بين استطاعة الإشارات والعضلات على توجيه الانقباضات، وتتأثر فيها كل من عضلات العين والبلع والوجه.
  • مرض الذئبة الحمامية الجهازية: مرض مناعي ذاتي يتسبب بالضرر لمناطق معينة من الجسم، مثل المفاصل والجلد والكلى والدماغ، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية المعروفة.

أعراض أمراض نقص المناعة الذاتية

تختلف أمراض نقص المناعة الذاتية من شخص لآخر، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها تتشابه في الأعراض، وتتفاوت ما بين الشديدة والخفيفة وذلك بحسب الحالة. وفيما يلي توضيح لأهم أعراض أمراض نقص المناعة الذاتية:

  • الشعور بالإعياء.
  • آلام وتورُّم في المفاصل.
  • مُشكلات في البشرة.
  • الشعور بالألم في منطقة البطن، وبمشكلات في الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بالحمى بشكل متكرر.
  • تورم في الغدد.
  • خَدر ووخز في الأطراف.
  • تركيز ضئيل. 

ولا شك بأن أعراض أمراض نقص المناعة الذاتية تختلف بين مرض وآخر، إذ لكل مرض أعراضه الفردية الخاصة به، فعند الحديث عن أعراض مرض السكري من النوع الأول فهو يتسبب بالشعور بالعطش الشديد وفقدان الوزن، أما عن الصدفية فإن أعراضها تأتي وتختفي في فترات ما بين الهبات والسكون.

أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

تتعدد أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وأهمها:

  • الوراثة: تنتشر بعض أمراض نقص المناعة الذاتية في بعض العائلات، مثل الذئبة والتصلُّب المتعدد، فحينما يكون هناك شخص مصاب بأحدها، من الممكن أن يورثه لما بعده.
  • زيادة الوزن: تتسبب زيادة الوزن في إحداث اضطرابات في المناعة الذاتية عند الشخص، إذ يصبح أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي أو التهاب المفاصل الروماتيدي الصدفي، بسبب ما يصنعه الوزن من ضغط على المفاصل.
  • التدخين: إذ تم تسجيله كأحد أسباب الإصابة بعدد من أمراض نقص المناعة الذاتية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية والتصلب المتعدد.
  • بعض الأدوية: تتسبب بعض الأدوية بإحداث اعتلالات عضلية.
  • العِرق: إذ تتواجد أمراض المناعة الذاتية في أعراق معينة بنسبة أكبر، فعلى سبيل المثال يصاب الأمريكيون من أصول أفريقية وإسبانية بمرض الذئبة أكثر من البيض.
  • التعرّض للمواد الكيميائية: يزيد التعرض للمواد الكيميائية والمُذيبات والعدوى من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
  • النُظُم الغذائية غير الصحية: ولكنه أحد أسباب الإصابة بأمراض نقص المناعة الذاتية غير المؤكدة، وقد ينجم عن الأطعمة المليئة بالدهون والسكر اضطرابات مناعية معينة.

هل نقص المناعة الذاتية خطير؟

صحيح، من الممكن أن يكون نقص المناعة الذاتية خطيرًا لدرجة استطاعته أن يكون مُميتًا وسالبًا لحياة الشخص المريض، وذلك بحسب نوع وحالة المرض المناعي الذاتي. فعلى سبيل المثال عند تفاقم حالة مريض السكري من النوع الأول، يفقد الجسم السيطرة على تنظيم مستويات السكر في الدم، فيتسبب ارتفاع السكر في تلف الأوعية الدموية وأعضاء الجسم بما فيها القلب والكلى والعينين والأعصاب، وهذا يعبّر عن حالة خطيرة.
إلى جانب مضاعفات الإصابة بالتصلب المتعدد التي تتسبب بصعوبات في المشي والتنميل والضعف ومشكلات التوازن. أما عن مرض التهاب عضلات القلب ذات الخلايا العملاقة على سبيل المثال، فهو يعد مُميتًا ومُهَدِّدًا لصحة القلب، لدرجة أن متوسط الفترة الزمنية المهددة لحياة الشخص المصاب به والتي تتطلب زراعة قلب من لحظة ظهور أعراضه وحتى مضاعفاته هي 5 أشهر ونصف فقط.

أخطر أمراض المناعة الذاتية

هناك مجموعة لأخطر أمراض المناعة الذاتية والتي من الممكن أن تصل خطورتها لحد الوفاة وهي:

  • التهاب عضلة القلب ذات الخلايا العملاقة: وهو اضطراب قلبي وعائي نادر الحدوث، ولكنه عندما يحدث يتطور بسرعة ويكون مميتًا في أغلب الأحيان، يصيب النساء والرجال في أي مرحلة عمرية.
  • التهاب الدماغ المضاد لمستقبلات نمدا (NMDA): مرض يقوم فيه الجهاز المناعي بمحاربة مستقبلات (NMDA) الموجودة في الدماغ والهامة للذاكرة، ويصبح هناك التهاب في الدماغ على شكل تورم. ومن المهم القول أن حالات كثيرة من التهاب الدماغ المضاد لمستقبلات نمدا تُعالَج وتشفى شفاء تام، إلا أنها تكون مميتة في حالات معينة.
  • النسيج الضام المختلط: ينتج عنه آلام في مفاصل مختلفة، ويصيب على الأكثر النساء ممن هم أقل من عمر الثلاثين.
  • التهاب الأوعية الدموية الذاتية: تختلف أعراضه ما بين الخفيفة والشديدة، وتتراوح ما بين الحمى وفقدان الوزن والشهية، وفي الحالة الشديدة منه يتسبب الالتهاب في تلف الأعضاء والموت.

علاج أمراض نقص المناعة الذاتية

من المؤسف القول أنه لا يوجد علاج نهائي لأمراض نقص المناعة الذاتية، ولكن هناك علاجات مؤقتة وأنماط حياة معينة تخفف من تفاقم الأعراض ومن وطأة الآلام والأضرار الناجمة عنها، إذ يتم علاج أمراض نقص المناعة الذاتية بحسب كل حالة، فعلى سبيل المثال يتم حقن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول بالأنسولين، أما عن الأشخاص الذين يتعرضون لمرض يصيب الجلد تكون النصائح متعلقة بكيفية حماية الجلد من أشعة الشمس وطرق الاستحمام وكيفية تطبيق بعض الكريمات والمستحضرات. على غير المصابين بأمراض الاضطرابات الهضمية الذين يتوجب عليهم الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج تلف الأعصاب الطرفية؟

هل عملية التلقيح الصناعي خطيرة؟

هل عملية الرباط الصليبي خطيرة؟

هل عملية زرع بنكرياس خطيرة؟

هل عملية قص المعدة خطيرة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على