` `

هل الفطر الأسود معدي؟

صحة
28 نوفمبر 2022
هل الفطر الأسود معدي؟
يُعاني المُصابون بمرض الفطر الأسود من أعراض عدوى تنفسية أو عدوى جلدية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

انتشر في الآونة الأخيرة مرض الفطر الأسود أو ما يُعرف بالفُطار العفني (Mucormycosis)؛ وهو عدوى فطرية خطيرة ولكنها نادرة الحدوث، وتُسببها مجموعة من الفطريات تُسمى العفنيات، وعلى الرغم من تسمية المرض باسم الفطر الأسود، إلّا أن الفطريات المُسببة له متعددة الألوان، وفي هذا المقال سنتحدث بشيءٍ من التفصيل عن مرض الفطر الأسود من حيث أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.

صورة متعلقة توضيحية

ما هو الفطر الأسود؟

يعيش الفطر الأسود في جميع أنحاء البيئة بما في ذلك التربة، والمواد العضوية المتحللة كالأوراق، أو أكوام السماد، أو الخشب الفاسد، وينتقل للأشخاص عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، مما يُمكن أن يُسبب لهم عدوى تؤثر في الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ، والتي عادةً ما يُعاني  منها الأشخاص المُصابون بحالات صحية، أو يتناولون الأدوية التي تُقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم ومُسببات الأمراض.

مرض الفطر الأسود

هناك أنواع عديدة من مرض الفطر الأسود الناتج عن عدوى فطرية خطيرة ونادرة، وفيما يلي توضيحًا لها:

  • الفُطار العفني الأنفي الدماغي: عدوى تُصيب الجيوب الأنفية ويُمكن أن تنتشر إلى الدماغ، ويشيع كثيرًا لدى الأشخاص المُصابين بمرض السكري غير المنضبط، وفي الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة الكلى.
  • الفُطار العفني الرئوي: النوع الأكثر شيوعًا من الفُطار العنفي، ويُعاني منه الأشخاص المُصابين بالسرطان، والذين خضعوا لعملية زراعة أعضاء أو زراعة خلايا جذعية.
  • الفُطار العفني المعدي المعوي: النوع الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الصغار منه لدى البالغين، كما يُعد الأطفال الخدج ومنخفضي الوزن عند الولادة، والذين تقل أعمارهم عن شهر واحد الأكثر عرضة لخطر الإصابة به إذا تناولوا المضادات الحيوية، أو خضعوا للجراحة، أو تناولوا الأدوية التي تُقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم ومُسببات الأمراض.
  • الفُطار العفني الجلدي: يحدث بعد دخول الفطريات الجسم من خلال شق أو جرح في الجلد، أو بعد الحروق، أو الكشط، أو الجراحة، أو أنواع أخرى من الصدمات الجلدية، يشيع بين الأشخاص الذين لا يُعانون من ضعف في جهاز المناعة.
  • الفُطار العفني المنتشر: يحدث عندما تنتشر العدوى عبر مجرى الدم وتؤثر في جزء آخر من الجسم عادةً ما يكون الدماغ ، كما يُمكن أن تؤثر في أعضاء أخرى بما في ذلك الطحال، والقلب، والجلد.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود؟

يُمكن أن يُعاني أي شخص وفي أي عمر من عدوى الفطر الأسود؛ إذ من الشائع أن يتعامل معظم الأشخاص مع الفطريات عمومًا خلال مرحلة ما من مراحل حياتهم، ولكن من المرجح أن يُصاب به الأشخاص الذين لهم جهاز مناعي ضعيف بسبب الأدوية التي يتناولونها، أو يُعانون من حالة صحية ما بما في ذلك:

  • مرض السكري خاصةً عندما لا يكون تحت السيطرة.
  • فيروس نقص المناعة البشرية المُسبب لمرض الإيدز.
  • السرطان.
  • زراعة الأعضاء.
  • زراعة الخلايا الجذعية.
  • قلة العدِلات؛ وهي حالة صحية ينخفض فيها عدد خلايا الدم البيضاء.
  • استخدام الأدوية الستيرويدية على المدى الطويل.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
  • مستويات عالية من الحديد في الجسم، والذي يُسبب حالة صحية تُعرف بداء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis).
  • تدهور الصحة العامة بسبب سوء التغذية.
  • مستويات غير متساوية من الحمض في الجسم، وهو ما يُعرف بالحماض الأيضي أو الاستقلابي (Metabolic Acidosis).
  • الولادة المبكرة أو نقص الوزن عند الولادة.
  • وجود إصابة جلدية بما في ذلك الحروق أو الجرح.
  • فيروس كوفيد 19 (COVID-19).

أعراض الفطر الأسود

يُعاني المُصابون بمرض الفطر الأسود من أعراض عدوى تنفسية أو عدوى جلدية، وقد تتضمن أعراض التهاب الجيوب الأنفية أو عدوى الجهاز التنفسي الشائعة ما يلي:

  • السعال.
  • الحُمى.
  • صداع الرأس.
  • إحتقان الأنف.
  • ألم الجيوب الأنفية.

أما فيما يتعلق بالعدوى الجلدية فإنها يُمكن أن تحدث في أي جزء من الجسم، وتبدأ أعراضها بالظهور في موقع إصابة الجلد، إلّا أنها يُمكن أن تنتشر سريعًا إلى منطقة أخرى، وتشمل أعراضها الشائعة ما يلي:

  • تغيّر في لون أنسجة الجلد بحيث تُصبح سوداء اللون.
  • ظهور البثور وتقرّحات الجلد.
  • الحُمى.
  • احمرار الجلد وتورّمه.
  • طراوة الجلد ورقته.

تشخيص الفطر الأسود

لتشخيص الفطر الأسود يقوم الطبيب بزيارة عينات من الأنسجة المُصابة لفحصها تحت المجهر، والتحقق من وجود العدوى الفطرية المُسببة للحالة، ومن الجدير بالذكر يُمكن أن تكون نتيجة الزراعة سلبية على الرغم من رؤية العدوى الفطرية في الأنسجة بوضوح، مما يجعل من الصعب على الطبيب تأكيد التشخيص، بالإضافة لذلك يُمكن استخدام التصوير بالأشعة المقطعية والأشعة السينية كاختبار تشخيصي للتحقق من بُنية العظام وما إذا كانت قد تعرّضت للضرر.

علاج الفطر الأسود

كما أُسلف الذكر؛ يُعد الفطر الأسود عدوى خطيرة، وبالتالي فإن المُصابين بها بحاجة ماسة للعلاج بالأدوية المضادة للفطريات التي تُصرف بوصفة طبية، وعادةً ما تشمل الأمفوتريسين ب (Amphotericin B) أو بوساكونازول (Posaconazole) أو أيسافوكونازول (Isavuconazole)، ويُمكن الحصول على هذه الأدوية عن طريق الوريد أو الفم. ومن الجدير بالذكر لا تُساعد بعض الأدوية المضادة للفطريات بما في ذلك فلوكونازول (Fluconazole) وفوريكونازول (Voriconazole) وإكينوكاندين (Echinocandins) على علاج مرض الفطر الأسود، في المقابل تتطلب بعض الحالات إجراء عملية جراحية لقطع الأنسجة المُصابة بالحالة.

هل الفطر الأسود معدي 

لا يُعد مرض الفطر الأسود مُعديًا.

هل يُمكن الوقاية من عدوى الفطر الأسود؟

في الواقع يُعد منع استنشاق جراثيم العفن المُسببة لمرض الفطر الأسود أمرًا صعبًا كونها شائعة في البيئة، إلّا أن الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة يُمكنهم تقليل فرصة إصابتهم بهذه الحالة من خلال الالتزام بالنصائح والاستراتيجيات الوقائية التالية:

  • تجنّب المناطق التي بها الكثير من الغبار بما في ذلك مواقع البناء.
  • تجنّب الأنشطة التي تتطلب العمل بالتربة بما في ذلك البستنة.
  • تجنّب الاتصال المباشر بالمباني المتضررة بالمياه.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على