` `

هل هناك أضرار لعصير قصب السكر؟

صحة
30 نوفمبر 2022
هل هناك أضرار لعصير قصب السكر؟
يحظى عصير قصب السكر بشعبيةٍ كبيرةٍ كمشروبٍ مُعزِّزٍ للطاقة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يشيع استخدام عصير قصب السكر حول العالم كشرابٍ منعشٍ ومُعزّزٍ للطاقة، وخصوصًا عند الرياضيين. لذلك قد يتساءل البعض هل هناك أضرار لعصير قصب السكر، وهل يوجد له فوائدٌ حقًّا. يستعرض هذا المقال استعراض فوائد عصير قصب السكر وأضراره المحتملة.

صورة متعلقة توضيحية

نبات قصب السكر

نبات قصب السكر (Saccharum officinarum) هو أحد النجيليات المُعمّرة الذي يتبع للعائلة النجيلية Poaceae، وتكون الأجزاء الرئيسية لنبات قصب السكر هي الساق والأوراق والمجموع الجذري. ويُنتِج نبات قصب السكر عددًا من السيقان يصل ارتفاعها إلى 3 إلى 7 أمتار، وتحمل أوراقًا طويلةً على شكل سيفٍ.

وتتكون الساق أو القصبة الواحدة في نبات قصب السكر من عدة مقاطعٍ أو أجزاءٍ تدعى المفاصل، حيث يتكون كلّ مفصلٍ بدوره من عقدةٌ واستطالةٍ بين العقدتين، وتكون العقدة في سيقان نبات قصب السكر هي المكان الذي تتثبّت وتتعلّق فيه الورقة بالساق بمكان وجود البراعم وبداية الجذر. ويختلف طول وقطر المفاصل بشكلٍ كبيرٍ باختلاف الأصناف وظروف النمو؛ وبالتالي محتوى سيقان نبات قصب السكر من العُصارة السكرية.

ويشكّل نبات قصب السكر محصولًا استراتيجيًا واقتصاديًا مهمًّا في كثيرٍ من الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وغيرها، حيث يتمّ زراعته أساسًا لإنتاج سكر القصب والمعروف بسكر المائدة، إضافةً إلى الاستخدامات الأخرى المتعددة.

ويتم إكثار نبات قصب السكر خُضريًّا عن طريق زراعة أجزاءٍ من السيقان التي تحتوي على البراعم (بذور القصب) بدلًا من البذور الحقيقية. ولكونه من المحاصيل النجيلية التي تتطلب الرعاية والاحتياجات المائية العالية، يتأثر نبات قصب السكر سلبًا بمجموعةٍ من الأمراض التي تسببها البكتيريا الممرضة والفطريات والفيروسات، وبعض أهم الأمراض تكون ناتجةً عن مسببات الأمراض الجهازية في النبات، أي أنّها تنتشر في جميع أجزاء النبات وبالتالي تتسبب في خسائرٍ كبيرةٍ للمزارعين. لذلك فإنّه من الضروري زراعة براعم (بذور) القصب السليمة وغير المصابة بالعوامل الممرضة، لتقليل الخسائر الناجمة عن تلك الأمراض.

استخدامات قصب السكر

تتعدّد استخدامات قصب السكر وتختلف بحسب المناطق التي يُزرع ويُصنَّع فيها، وفيما يلي أهمّ استخدامات قصب السكر:

  • إنتاج سكر المائدة: يُزرع قصب السكر في المناطق شبه الاستوائية والاستوائية أساسًا لعصيره السكري، الذي تتم معالجته لاستخلاص السكر منه والذي يُعرف بسكر القصب أو السكر المُكرّر أو سكر المائدة.
  • السُّكر البني: وهو السكر الناتج عن تجفيف عصير قصب السكر قبل تكريره كما هو الحال في السكر الأبيض المكرر.
  • الدبس أو المولاس: وهو ناتجٌ ثانويٌّ لتكرير السكر، ويستخدم في عدة مجالات مثل الأعلاف الحيوانية أو كوسطٍ لتنمية خميرة عليه وإنتاجها، أو حتى في الصناعات الغذائية.
  • الجاغري "Jaggery": يُعدّ الجاغري من أبرز استخدامات قصب السكر شيوعًا في الهند، حيث يُطلق على السكر غير المستخلص بالطرد المركزي، الذي يتم تحضيره من عصير قصب السكر اسم "الجاغري"، كما يُعرَف أيضًا بأسماءٍ مختلفةٍ حول العالم. ويتمّ زيادة قيمة المغذيات للجاغري أثناء تحضيره بطرائقٍ مختلفةٍ من عصير قصب السكر الخام. حيث تحوي المغذيات الدقيقة الموجودة في الجاغري على العديد من الفوائد الغذائية والطبية. وقد أثبت الجاغري أنّه أفضل بالمقارنة مع السكر الأبيض، حيث يُعرف سكر الجاغري بإنتاجه للحرارة وإمداد جسم الإنسان بالطاقة الفورية.
  • إنتاج الوقود الحيوي والكحول: إضافةً إلى استخدامات قصب السكر الغذائية، يتمّ زراعته أيضًا لإنتاج الوقود الحيوي خاصةً في البرازيل، حيث تكون إحدى استخدامات قصب السكر المباشرة لإنتاج الكحول الإيثيلي (الإيثانول). ويمكن أيضًا استخدام المنتجات الثانوية الناتجة من معالجة وتصنيع قصب السكر، أي القش وتفل قصب السكر (ألياف القصب)، لإنتاج الإيثانول السليلوزي، وهو وقودٌ حيويٌّ من النوع أو الجيل الثاني.
  • تصنيع المشروبات الكحولية: تشمل استخدامات قصب السكر الأخرى صنع مشروب الرَّم (أحد المشروبات الكحولية) والكاشاكا (مشروب كحولي برازيلي).
  • علف حيواني: يمكن استخدام النبات نفسه كقشٍ وعلفٍ للماشية وليس فقط المولاس الناتج من تصنيع السكر.

عصير قصب السكر

يُشير مصطلح عصير قصب السكر أو "شراب القصب" كما هو معروفٌ إلى السائل الذي يتم الحصول عليه من عصر قصب السكر طبيعيًا. ومن أجل فهم ما هو عصير قصب السكر بصورةٍ أوضح؛ فهو عبارةٌ عن سائلٍ حلوٍ وشرابٍ يتم عصره واستخلاصه من سيقان قصب السكر المُقشَّرة.

وغالبًا ما يتواجد عصير قصب السكر ويُباع عند الباعة الجوالين الذين يخلطونه بالليمون أو غيره من العصائر. كما أنّه منتشرٌ بكثرةٍ حول العالم وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية والمناطق التي تتمّ فيها معالجة قصب السكر، حيث يتمّ بيعه بصورةٍ معبأةٍ ضمن عبواتٍ مختلفة الأحجام والأشكال والأصناف التجارية، لاستخدامه في الفطائر والبسكويت والحلويات وفي الطهي أيضًا.

ومن الناحية الصناعية، فإنَّ عصير قصب السكر يستخدم أساسًا لإنتاج السكر المنزلي المكرّر، عبر عصر سيقان القصب وغلي وتنقية وتبريد عصير قصب السكر المُستخرج منها، ثمّ تنقيته ومُعالجته وتجفيفه. ومن ناحية الاستخدام في الصناعات الغذائية، يتمّ إنتاج عصير قصب السكر في مصانع قصب السكر، حيث يتمّ الجمع بين مزيجٍ من العصارة ذات اللون البني والذهبي لإنتاج عصير القصب. لذلك يتميّز شراب أو عصير القصب بلونه الذهبي المائل للبني الغامق، مع تركيزٍ وكثافة متوسطةٍ للنكهة.

حيث يأتي عصير قصب السكر المباع بصورته السائلة من منتصف عملية إنتاج السكر. فبمجرد أن يتم عصر قصب السكر وتصفيته، فإنّه يُبرَّد إلى قوامٍ سائلٍ شرابيٍّ والذي يُعرف حينها بشراب أو عصير قصب السكر. وتحوي عادةً مشروبات قصب السكر الطازجة على عصير قصب السكر والماء كأساسٍ لها، لكن يمكن إضافة بعض النكهات لها حسب الرغبة مثل الزنجبيل أو غيره.

فوائد عصير قصب السكر

يحظى عصير قصب السكر بشعبيةٍ كبيرةٍ كمشروبٍ مُعزِّزٍ للطاقة في المناطق الآسيوية الاستوائية، لذلك من المهم معرفة فوائد عصير قصب السكر لجسم الإنسان. حيث أنّه عبر الزمن وحول العالم، اعتقد الناس أنّ هناك الكثير من فوائد عصير قصب السكر لصحتهم. وفيما يلي أبرز فوائد عصير قصب السكر المُثبتة علميًّا:

  • مشروب منشط ومفيد للكلى والجهاز البولي: غالبًا ما كان سكان المجتمعات الريفية يعتقدون تقليديًا أنّ عصير قصب السكر مفيدٌ في تعزيز التبوّل السليم وصحة الكلى، ويمكن استخدامه كمليّنٍ، كما أنّه يُقلل الالتهاب ويكون جيدًا بشكلٍ عامٍّ كمنشطٍ طبيٍّ شاملٍ. ومع كل هذه الفوائد المحتملة، كان لا بدّ من دراسته من خلال الأبحاث العلمية لتأكيد تلك الاعتقادات أو نفيها، لذلك تبيّن أنَّ فوائد عصير قصب السكر كثيرةٌ وذلك لأنَّ عصير قصب السكر ليس سكرًا نقيًا فقط، بل يتكون من حوالي 70-75% ماء، وحوالي 10-15% ألياف، و13-15% سكر سكروز مثل سكر المائدة.
  • غنيٌّ بالعناصر المفيدة لصحة الجسم: يُعدّ أيضًا عصير قصب السكر في صورته غير المعالجة مصدرًا جيدًا لمضادات الأكسدة الفينولية والفلافونوئيدية. وتكون مضادات الأكسدة هذه هي السبب الرئيسي وراء اعتقادات الناس بفوائد عصير قصب السكر العديدة. إضافةً إلى ذلك، فإنّه نظرًا لعدم معالجته مثل معظم المشروبات السكرية الأخرى، فإنّ عصير قصب السكر يحتفظ بالفيتامينات والمعادن الموجودة فيه. كذلك نظرًا لاحتوائه على إلكتروليتات، مثل البوتاسيوم، فقد تمت دراسته لتأثيراته المُرطّبة أي المعززة لسوائل الجسم.
  • مشروب مُعزّز للطاقة عند الرياضيين: في إحدى الدراسات التي أُجريت بهدف تقييم الأداء الرياضي والتمثيل الغذائي للرياضيين الذين يستهلكون عصير قصب السكر مقارنةً بالمشروبات التجارية والمياه العادية، أشارت النتائج إلى أنَّ عصير قصب السكر له نفس فعالية المشروبات الرياضية التجارية أثناء ممارسة التمارين الرياضيةٍ في بيئةٍ معتدلةٍ ومريحةٍ (<30 درجة مئوية)، كما أنّه تفوّق في فعاليّته على المشروبات التجارية والمياه العادية كمشروبٍ لتعويض سوائل الجسم بعد التمرين. وقد لُوحِظَ أنَّ عملية إعادة تخليق الغليكوجين العضلي قد تعزَّزت بواسطة عصير قصب السكر. لذلك ارتبطت فوائده إلى حدٍّ كبيرٍ بمحتواه من الكربوهيدرات وقدرته على استعادة احتياطيات الطاقة في عضلات الرياضيين بعد التمرين.

هل هناك أضرار لعصير قصب السكر؟ 

بعد التعرُّف على أهمّ فوائد عصير قصب السكر، قد يتساءل العديد من الناس هل هناك أضرار لعصير قصب السكر، أم أنّه خالٍ تمامًا من المضار. لذلك ينبغي معرفة أنّه في الحقيقة نعم، يوجد هناك أضرار لعصير قصب السكر. حيث أنّه مثله مثل جميع المنتجات النباتيّة والمشروبات الطبيعية، ينطوي عصير قصب السكر على بعض المساوئ أو الأضرار المحتملة عند زيادة الكمية المتناولة منه، نظرًا لارتفاع محتواه من السكر، لذلك يبدو أنّه خيارٌ غير صحيٍّ لجميع الناس وخصوصًا المصابين بالسكري أو الذين يعانون من السمنة.

أضرار قصب السكر

صحيحٌ أنّه ثبُتَ أنّ عصير قصب السكر مصدرٌ فعّالٌ للمغذيات، إلّا أنّ أضرار قصب السكر محتملةٌ خصوصًا أنّه ليست كل مشروبات قصب السكر متشابهةٌ. لهذا السبب من المهم قراءة ملصقات التغذية الخاصة بهذه المنتجات.

وتحوي بعض مشروبات قصب السكر على قائمةٍ بسيطةٍ فقط من المكونات، وهي عصير قصب السكر والماء والنكهات الطبيعية. لكن من جهةٍ أخرى لن تحوي مشروبات قصب السكر الأخرى التي يمكن شراؤها من متاجر البقالة على عصير قصب السكر فحسب، بل إنّها تحوي أيضًا على موادٍ حافظةٍ ونكهاتٍ مضافةٍ وسكرٍ مضافٍ، والتي تُعدّ من أضرار قصب السكر المحتملة.

من جهةٍ أُخرى، فإنَّ عصير قصب السكر قد يكون محظورًا على مرضى السكري، وذلك لاحتوائه على نسبةٍ عاليةٍ من السكر الطبيعي السكروز. كما لا يُنصَح على الأرجح بإضافة مزيدٍ من السكر إلى النظام الغذائي للإنسان، وهذا ما يجعل الناس يتساءلون.

لهذا إذا كان الشخص مُصابًا بمرض السكري، يمكنه تجنّب أضرار قصب السكر من خلال الابتعاد عن شرب عصير قصب السكر، فهو كغيره من المشروبات الأخرى الحاوية على نسبةٍ عاليةٍ من السكر، يُعدّ خيارًا سيئًا حينها.

ويحتوي كوبٌ واحدٌ فقط من عصير قصب السكر (240 مل) على 50 غرامًا من السكر؛ أي ما يُعادل 12 ملعقةً صغيرةً من سكر المائدة. وهذا مقدارٌ أكبر بكثير من الكمية اليومية الموصى بها من قبل جمعية القلب الأمريكية لإجمالي السكريات التي يمكن للإنسان تناولها يوميًا؛ والتي تعادل وهي 9 ملاعقٍ صغيرةٍ للرجال و6 ملاعقٍ صغيرةٍ للنساء.

ويمكن أن ترفع كمية السكر الكبيرة من مستويات السكر في الدم بشكلٍ خطيرٍ، وهذه أكبر أضرار قصب السكر. وبالتالي، يجب تجنب هذا المشروب تمامًا لمرضى السكري. إلّا أنّ هناك العديد من المواقع التي تشجّع مرضى السكري على استهلاك عصير قصب السكر، مستندين إلى نتائج بعض الدراسات المخبرية ضمن الأنابيب على مستخلص قصب السكر، والتي تشير إلى أنّ مضادات الأكسدة فيه (مادة البوليفينول تحديدًا) قد تُساعد خلايا البنكرياس في إنتاج المزيد من الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم. لكن في الحقيقة لا تزال هذه الدراسات تمهيديةً وغير نهائيةٍ، لذلك لا يمكن القول أنّ عصير قصب السكر آمنٌ لمرضى السكري.

عسل قصب السكر

يكون عسل قصب السكر عبارة عن شراب قصب السكر الذي يتم معالجته ليصبح شرابًا أسود اللون، ويتمّ إنتاجه بصورةٍ شائعةٍ في جزيرة ماديرا البرتغالية، وهو معروفٌ على نطاقٍ واسعٍ بجودته الممتازة نتيجة استخدامه في المعجنات والحلويات التقليدية. ومع ذلك، فقد يكون هناك تقلّباتٌ في جودة هذا المنتج نتيجة عدّة عواملٍ.

ويعدّ عسل قصب السكر مميّزًا برائحته الفريدة والمميّزة، والتي ترتبط بالمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) المتولدة خلال المراحل الخمس المحددة جيدًا من عملية التصنيع التقليدية له. وقد تمّ تحديد 187 من المركبات العضوية المتطايرة في عسل قصب السكر، والتي تكون مرتبطةً بالعديد من الأصول ومسارات التصنيع، التي تختلف بين المصنّعين مما يجعل جودة المنتج تختلف بينهم.

ويتملك عسل قصب السكر مجموعةً من الفوائد من أهمها:

  • مصدر لمضادات الأكسدة: فقد يكون لعسل قصب السكر تأثيرٌ مضادٌ للأكسدة أعلى مقارنةً بعصير قصب السكر.
  •  مصدرٍ محتملٍ للبوليفينولات: وهي موادٌ كيميائيةٌ تحدث بشكلٍ طبيعيٍ في النباتات؛ والتي تعدّ كنوعٍ من مضادات الأكسدة التي بدورها يمكن أن تساعد في حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي المرتبط بالسرطان وأمراضٍ أخرى.

وفي بعض المناطق يشير مصطلح عسل قصب السكر إلى الدبس أو المولاس الناتج من عملية تصنيع قصب السكر. حيث ينتج دبس أو مولاس قصب السكر من معالجة عصير قصب السكر لتصنيع السكر المكرر. فأثناء عملية التكرير، يتم فصله عن بلورات السكر عن طريق تدوير السكر في جهاز طرد مركزي، لذلك يدعى السكر الناتج بالسكر المكرر أو المستخرج بالطرد المركزي، على خلاف السكر الذي يُصنَّع دون طردٍ مركزٍّ والذي يعرف بـ "الجاغري". وينتج عن الدوران الأول دبس قصب السكر الخفيف، بينما ينتج عن الدوران اللاحق دبسًا أغمق. حيث يكون دبس قصب السكر على هيئة شرابٍ بنيٍّ غامقٍ سميكٍ، وقد يكون متوفرًا للشراء في محلات البقالة.

ومن أبرز استخدامات عسل قصب السكر صنع السكر البني، ولإضفاء النكهة على العديد من وصفات الخبز والمأكولات، وكذلك كمكونٍ رئيسيٍّ في تقطير مشروب الرّم الكحولي، إضافةً إلى تصنيع بعض أنواع البيرة.

فوائد دبس قصب السكر

قبل الحديث عن فوائد دبس قصب السكر، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ دبس قصب السكر يأتي في مجموعةٍ متنوعةٍ من مستويات الحلاوة، من النكهة الحلوة والمعتدلة للحلويات إلى دبس قصب السكر متعدد الأغراض وحتى دبس السكر الأسود ذو النكهة القوية. وقد وضعت وزارة الزراعة الأمريكية معاييرًا ودرجات لأنواعٍ مختلفةٍ من دبس السكر حسب اللون والنكهة والقوام، وهي المستويات أو الدرجات A وB وC، إضافةً إلى مستوى الجودة المتدني الذي يفشل في تلبية متطلبات الدرجة الأمريكية C.

وهناك عددٌ من فوائد دبس قصب السكر، فهو مادةٌ كثيفةٌ ذات لونٍ داكنٍ تكون مليئةً بالمعادن، ونتيجةً لمحتواه المرتفع من العناصر المعدنية، فقد أُشير إلى خصائصه العلاجية على نطاقٍ واسعٍ. لكن توجد أدلةٌ علميةٌ قليلةٌ أو معدومةٌ لتأكيد الفوائد الصحية المقترحة لهذه المادة. وإليكم أبرز فوائد دبس قصب السكر:

  • مصدر ممتاز للطاقة والمُغذّيات: حيث يتكون دبس قصب السكر في الغالب من السكريات (حوالي 46% وزن / وزن) ومن المواد العضوية غير السكرية (مثل المركبات الفينولية) إضافةً إلى المركبات الأخرى التي يتم اصطناعها أثناء عملية التصنيع (مثل الميلانويد). لذلك تقليديًّا يجري استخدام دبس قصب السكر كبديلٍ للسكر وكمصدرٍ للطاقة؛ ويتمّ إدراجه كعنصرٍ مشتركٍ في العديد من المنتجات الغذائية.
  • مصدر ممتاز لبعض المعادن والأحماض الأمينية: في الواقع، يحتوي دبس قصب السكر على كميةٍ من حديد أكثر من البيض، وكميةٍ من الكالسيوم أكثر من الحليب، وبوتاسيوم أكثر من أيّ طعامٍ آخر. إضافةً إلى ذلك، يوفر دبس قصب السكر 18 من الأحماض الأمينية.
  • قد يساعد في منع حدوث فقر الدم: يُعدّ دبس قصب السكر غنيًّا بالحديد. لذلك غالبًا ما يستخدم كمكملٍ غذائيٍّ لعلاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهي حالة ناتجة عن سوء الامتصاص أو سوء تناول الحديد في النظام الغذائي. حيث يحتوي دبس السكر الأسود الداكن على كميةٍ من الحديد تبلغ 2 - 3.5 أضعاف كمية الحديد التي يحتويها دبس السكر الفاتح والبني الداكن، واللذان يتم إنتاجهما بعد الغليان الأول والثاني من دبس السكر، على التوالي.
  • مصدر غنيّ بمضادات الأكسدة: يعدّ دبس قصب السكر مصدرًا غنيًا لمضادات الأكسدة من مادة البوليفينول والتي تكون مسؤولةً عن حماية الجسم من الجذور الحرة، وهي جزيئاتٌ ضارةٌ قد تتلف الخلايا عند وجودها بكمياتٍ كبيرةٍ. وقد يؤدي وجود الكثير من الجذور الحرة إلى الإجهاد التأكسدي والعديد من الأمراض ذات الصلة.
  • إضافة غنيّة لأعلاف المجترات: في جميع أنحاء العالم، يستخدم دبس قصب السكر في المقام الأول كعلفٍ للماشية لأنّه يُعزّز نمو الميكروبات في كرش الحيوانات ممّا يُعزّز هضم الألياف والنيتروجين غير البروتيني عند تلك الحيوانات.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد أكثر من طريقة لصناعة السكر؟

هل يمكن جمع كلمة سكر؟

هل يمكن معرفة عدد السعرات الحرارية في ملعقة السكر؟

هل الامتناع عن السكر الأبيض مفيد للصحة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على