` `

هل يرجع تاريخ المقابر الفرعونية إلى العصر الحجري؟

ثقافة وفن
25 ديسمبر 2022
هل يرجع تاريخ المقابر الفرعونية إلى العصر الحجري؟
يُعد وادي الملوك واحدًا من أبرز معالم مصر القديمة المعروفة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تحتوي المقابر الفرعونية على الكثير من النقوش المختلفة التي مثّلت الاعتقادات السائدة في مصر القديمة حول الحياة الآخرة بعد الموت. يسلط هذا المقال الضوء على كثير من المعلومات حول المقابر الفرعونية، بالإضافة إلى توضيح أشهر هذه المقابر وأبرزها، وينتهي ببيان كيفية التحنيط عند الفراعنة قبل استكمال الدفن في المقابر أيضًا.

هل يرجع تاريخ المقابر الفرعونية إلى العصر الحجري؟

استمر العصر الحجري إلى عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا، وهذا يعني أنه كان سابقًا على المقابر الفرعونية المنتشرة في العديد من الأنحاء داخل الأراضي المصرية خلال الوقت الراهن. ويعود تاريخ بعض المقابر الفرعونية إلى 2150 قبل الميلاد تقريبًا، وتم استخدامها لدفن الفراعنة وأفراد الأسرة المالكة في ذلك الوقت، وعادة ما يتم الاعتماد على معالم ودلائل المقابر الفرعونية للعثور عليها؛ بما في ذلك المصاطب والأهرامات.

صورة متعلقة توضيحية

هل يحتوي وادي الملوك على العديد من المقابر الفرعونية؟

يُعد وادي الملوك واحدًا من أبرز معالم مصر القديمة المعروفة، ويعود تاريخ هذا الوادي إلى قرابة 1550 قبل الميلاد، وهو الوادي الذي استُخدم لدفن مُعظم الملوك في الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة والأسرة العشرين، ولم يقتصر الدفن في هذا الوادي على الملوك فحسب، وإنما دُفن فيه بعض أفراد العائلة المالكة أيضًا، ومن القبور الفرعونية الموجودة في الوادي ما يأتي:

  • مقبرة رمسيس السادس: تميزت هذه المقبرة بتصميمها البسيط؛ فإنها تضمنت عدة ممرات هابطة في خط مستقيم يمكنها أن تؤدي إلى الحجرة المستخدمة في الدفن، وتحتوي المقبرة على الكثير من النقوش التي لا تزال بحالة جيدة.
  • مقبرة سيتي الأول: إن الملك سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وعرفت المقبرة التي دُفن فيها كذلك باسم مقبرة بلزوني نسبة إلى الشخص الذي اكتشفها، وهي أعمق وأطول قبور وادي الملوك.
  • مقبرة توت عنخ آمون: اكتسبت مقبرة توت عنخ آمون شهرتها العالمية؛ لأنها المقبرة الملكية الوحيدة التي تضمنت محتويات كاملة وسليمة تقريبًا ضمن وادي الملوك، وعلى الرغم من شهرتها إلا أنها ذات حجم متواضع مقارنة بالمقابر الأخرى.

هل تم اكتشاف الكثير من المقابر الفرعونية حتى الآن؟

حتى الوقت الراهن تم اكتشاف عدد كبير من المقابر الفرعونية بالفعل، ومنها المقابر الآتية:

  • مقبرة مريروكا: عمل مريروكا وزيرًا في عهد الملك تتي كما أنه زوج ابنة الملك أيضًا، وتم دفنه في هذه المقبرة الفرعونية التي على شكل مسطبة، وهي إحدى المقابر الأكبر في عهد الملك المذكور.
  • مقبرة حورمحب: تُعد مقبرة حورمحب واحدة من المقابر الواقعة في سقارة، وتم بناؤها من قبل آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وهو الملك حورمحب الذي كان قائد الجيش قبل أن يصبح ملكًا، ولكنه دفن في وادي الملوك.
  • مقبرة أمنمحات: تم العثور على هذه المقبرة في منطقة جبّانة بني حسن، وهي مقبرة تتمتع بمدخل على شكل رواق يتضمن عمودين، وتضمنت هذه المقبرة رسومًا تمثّل أشكالًا من أنشطة الحياة اليومية؛ مثل الزراعة والصيد وغيرها.
  • مقبرة مرس عنخ الثالثة: تقع مقبرة مرس عنخ الثالثة في منطقة هضبة الجيزة، وهي زوجة الملك خفرع  كما أنها حفيدة الملك العظيم خوفو، وكانت واحدة من الملكات في مصر القديمة، وتم تزيين جدران مقبرتها بكثير من الأشكال المتنوّعة.
  • مقبرة حِسي مين: في منطقة جبانة الحواويش تم العثور على مقبرة حِسي مين، التي يرجع تاريخها إلى أواخر الأسرة الخامسة، ولم يكن حِسي مين أحد الملوك وإنما هو أحد الشخصيات الكبيرة في مصر القديمة.
  • مقبرة حم مين: إن مقبرة حم مين أكبر المقابر في منطقة جبانة الحواويش، ويعود تاريخها إلى أكثر من 2,300 سنة قبل الميلاد، وتتضمن هذه المقبرة 13 بئرًا، واحتضنت قبرًا واحدًا من الشخصيات ذات النفوذ في جنوب مصر القديمة.
  • مقبرة باقت الثالث: تقع هذه المقبرة في منطقة جبانة بني حسن، وهي من المقابر الفرعونية التي يعود تاريخها إلى الأسرة الثانية عشرة في مصر القديمة، واحتضنت المقبرة قبر باقت الثالث، الذي كان من حكام المقاطعة السادسة عشر في مصر العليا.

كيف تبدو أشكال أبواب المقابر الفرعونية؟

تمت صناعة أبواب مقابر مصر القديمة من الخشب، وكانت عادة من مصراع واحد للأبواب الصغير خلافًا للأبواب الكبيرة التي كانت من مصراعين، وتضمنت هذه الأبواب الكثير من النقوش، كما وُجدت بعض الأبواب الكاذبة وهي أبواب اعتقد المصريون بأنها تساعد في الاتصال بين عوالم الأحياء وعوالم الأموات، وربما تختلف أشكال أبواب المقابر الفرعونية حسب النقوش المرسومة عليها.

هل تعددت أشكال المقابر الفرعونية القديمة؟

لا شك بأن أشكال المقابر الفرعونية القديمة كانت مختلفة بشكل كبير، ومنها الأشكال الآتية حسب موسوعة بريتانيكا:

  • القبور البسيطة: في البداية تم استخدام القبور البسيطة التي تميزت بالشكل البيضاوي أو المستطيل مع وضع الجثة فيها على الجانب الأيسر، وتم استخدامها في الفترات المبكرة من مصر القديمة.
  • المصاطب: مع بدء عصر الأسرات في مصر القديمة تم استخدام المصاطب للدفن بدلًا من القبور البسيطة، وكانت المصاطب بمثابة الموطن الأبدي للجسد، وتم العثور على كثير منها في مصر.
  • الأهرامات المدرجة: تم استخدام الأهرامات المدرجة بدلًا من المصاطب المعروفة في مصر لدفن الملوك، وبدأ استخدام هذا النوع من الأهرامات بداية من عصر زوسر، وهو ثاني ملوك الأسرة الثالثة.
  • الأهرامات الحقيقية: تُعد أهرامات الجيزة الثلاثة من أشهر الأهرامات الحقيقية التي تم استخدامها لاحتضان المقابر الفرعونية، واختلفت هذه الأهرامات بشكل كبير في أحجامها.
  • المقابر داخل الحجر الجيري: أصبحت الأهرامات من دلائل المقابر الفرعونية الواضحة لنباشي القبور؛ مما أدى إلى الاعتماد على المقابر المحفورة داخل الحجر الجيري بدلًا منها في العصور الوسطى من السلالات الحاكمة في مصر القديمة.
  • المقابر في المعابد: تم دفن الملوك في آخر سلالات مصر الفرعونية المعروفة داخل مقابر بسيطة موجودة في معبد مدينة تانيس، وهي واحدة من المدن الواقعة ضمن منطقة الدلتا في مصر.

هل كانت كيفية بناء المقابر الفرعونية متشابهة؟

بما أن أشكالها كانت مختلفة على نحو كبير فلا شك بأنّ كيفية بناء المقابر الفرعونية لم تكن متشابهة، وإنما احتاج بعضها إلى بناء المصاطب أو الأهرامات التي تضمنت مقابر الملوك، بينما احتاج بعضها الآخر إلى الحفر في الحجر الجيري. في النهاية تم الاعتماد على قبور بسيطة في هياكل معبد تانيس بدلًا من المصاطب والأهرامات المدرجة أو الحقيقية.

كم يبلغ عمق المقابر الفرعونية؟

لم يكن عمق المقابر الفرعونية واحدًا؛ فإن المقابر كانت ضحلة في بعض الأحيان، بينما احتاجت بعض المقابر إلى الحفر في الحجر الجيري بعمق 100 متر تقريبًا، ما يشير إلى الفارق الكبير في العمق، ونتج ذلك عن اختلاف الآليات والتصميمات التي اعتمد عليها المصريون في بناء المقابر الفرعونية مع التقدم في عمر الدولة.

كيف تم التحنيط قبل الدفن في المقابر الفرعونية القديمة؟

عادة ما يتم تحنيط الملوك قبل الدفن في المقابر الفرعونية القديمة، ومرّت عملية التحنيط بالعديد من الخطوات، وفيما يأتي تفاصيل طريقة التحنيط في مصر القديمة:

  • غسل الجسد: في البداية وقبل البدء بأي من خطوات التحنيط تم غسل الجسد الميت بمياه نهر النيل، وذلك لأنه كان نهرًا مقدسًا يساعد على نمو المحاصيل في مصر القديمة حسب الاعتقادات التي كانت سائدة.
  • تصفية الدم: تمت تصفية دم الميت بالكامل من خلال شق في الجانب الأيسر، وذلك لمنع دخول البكتيريا وغيرها من الآفات إلى الجثة والمحافظة عليها.
  • إزالة الدماغ: تمت إزالة دماغ الجثة أثناء عملية التحنيط في مصر القديمة، واعتمد المختصون على خطافات يتم إدخالها من الأنف بعناية لإزالة أجزاء الدماغ من الرأس.
  • التخلص من الأعضاء الداخليّة: بعد الانتهاء من إزالة الدماغ وإخراجه قام الكهنة المختصون بإزالة الأعضاء الداخلية الأخرى، وكان القلب أهم الأعضاء في الجسم لأنه مكان الروح حسب اعتقادهم، وهو العضو الذي تم إبقاؤه.
  • الشطف بالنبيذ: عند الانتهاء من التخلص من الأعضاء الداخلية التي تتحلل بسرعة تم شطف جسم الميت بالنبيذ، وذلك حتى يتم قتل أية بكتيريا متبقية.
  • وضع الأعضاء في أواني كانوبية: تم استخدام 4 أواني كانوبية بوجوه مختلفة تمثل أبناء حورس لوضع الأعضاء الداخلية كما يأتي حسب ناشونال جيوغرافيك:
    • الآنية الكانوبية بوجه الإنسان: تم استخدام الآنية التي تتمتع بوجه الإنسان لحماية الكبد.
    • الآنية الكانوبية بوجه القرد: تم استخدام الآنية التي تتمتع بوجه القرد لحماية الرئتين.
    • الآنية الكانوبية بوجه ابن آوى: تم استخدام الآنية التي تتمتع بوجه ابن آوى لحماية المعدة.
    • الآنية الكانوبية بوجه الصقر: تم استخدام الآنية التي تتمتع بوجه الصقر لحماية الأمعاء.
  • استخدام النطرون: تمت تغطية الجسم من الداخل والخارج بالنطرون بعد إزالة الأعضاء الداخلية بالكامل، وهو ملح طبيعي يمكنه امتصاص الرطوبة والدهون، وتم استبدال النطرون كل أسبوعين لمدة 40 يومًا.
  • لف المومياء: قام الكهنة في مصر القديمة بلفّ المومياء عند الانتهاء من التحنيط، وقرأ الكهنة الكثير من التعاويذ لحماية المومياء حسب الاعتقاد السائد وقتها، وتم استخدام الكتان للف الجثة.
  • وضع التمائم: استُخدمت التمائم بشكل كبير في جثث المومياوات القديمة، وتم لفها في الكتان، وذلك لضمان مرور الجثة إلى الحياة الآخرة بأمان وفق اعتقاداتهم السائدة، وعثر على أكثر من 140 تميمة في بعض المومياوات.
  • وضع قناع على وجه المومياء: اعتقد المصريون القدماء بأن روح المومياء المُحنطة لن تستطيع التعرف على الجسد لأن الوجه كان ملفوفًا ومُغطّى، ولذلك تم استخدام القناع بعد التحنيط وقبل الدفن في المقابر الفرعونية حتى تتعرف الروح على الجسد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تم اكتشاف تمثال أبو الهول عام 1817؟

حقيقة ادعاء لعنة الفراعنة: بين الخرافة والخيال

هل الملك توت عنخ أمون أصغر فرعون مصري؟

هل هرم زوسر المدرج هو أقدم أهرامات مصر القديمة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على