تحقيق مسبار
تتضمن السوق السوداء الكثير من الأنشطة الإجرامية وغير القانونية التي يتم بيعها وشراؤها، ويسلط هذا المقال الضوء على الكثير من الأضرار التي تنتشر بسبب أنشطة السوق السوداء مع بيان أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الأنشطة، ويتطرق المقال كذلك إلى بعض المعلومات حول تداول العملات في الأسواق السوداء.
هل التعاملات في السوق السوداء غير قانونية؟
إن التعاملات التي تتم في السوق السوداء ليست قانونية، وكثيرًا ما تتعلق هذه التعاملات بالأنشطة الإجرامية أو الأنشطة التي لا تسمح بها القوانين والأنظمة السارية في الدولة التي يتم إجراء هذه التعاملات فيها، وفي بعض الأحيان يلجأ الأفراد إلى السوق السوداء للتهرب من الضرائب والغرامات التي تفرضها الحكومات المحليّة عند شراء وبيع البضائع والمنتجات.
ما هي السوق السوداء؟
تُعرف السوق السوداء بأنها السوق الذي يتم إجراء الأنشطة الاقتصادية فيه خارج إطار القوانين وبعيدًا عن القنوات التي تسمح بها الحكومات حسب انفيستوبيديا، وفي بعض الأحيان تكون السلع والأنشطة المتداولة في السوق المذكورة غير قانونيّة، بينما تكون المنتجات قانونية في أحيان أخرى؛ إلا إن طريقة تداولها والتعامل بها ليست قانونيّة.
هل تختلف الأسعار في السوق السوداء للعملات عن الأسعار القانونية؟
كثيرًا ما يتم الاعتماد على السوق السوداء للعملات في عمليات صرف العملة أو بيع العملة وشرائها، وتختلف أسعار العملات في السوق السوداء عن أسعارها المعلن عنها. عادة ما يكون التداول في السوق السوداء بأسعار متدنية، وفيما يأتي بعضًا من سلبيات تداول العملات في السوق المفتوح:
- صعوبة استيعاب العملات من قبل البنك المركزيّ: مع انتشار التداول في السوق السوداء للعملات تنتشر العملة الصعبة والأجنبية داخل دولة دون أن يتمكن البنك المركزي من استيعابها أو تحويلها إلى العملة المحليّة.
- تدني التداول في السوق الرسميّة: بما أن الأسعار في السوق السوداء تكون منخفضة مقارنة بالسوق الرسميّة؛ فإن الأفراد يتوجهون إلى الصرف في السوق السوداء مما يجعل قيمة الأموال المتداولة في الأسواق الرسميّة متدنيًا.
- هروب قيمة غير معروفة من العملة الصعبة: تهرب قيمة غير معروفة من العملة الصلبة بعد خروجها من البنك المركزي عادة عند تداولها في السوق السوداء، وذلك نتيجة لأخذ العملة الصعبة ثم بيعها بالعملة المحلية في السوق السوداء.
ما هي أبرز المعلومات عن السوق السوداء؟
ينتشر التداول في الأسواق السوداء خلال الوقت الراهن للهروب من القيود والأنظمة المفروضة في الحقول المختلفة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز المعلومات عن السوق السوداء:
- الاعتماد على القنوات غير الحكوميّة: بما أن الأنشطة التي يتم إجراؤها في الأسواق السوداء غير قانونيّة؛ فلا شك بأنها تعتمد على القنوات غير الحكومية للهروب من الرقابة وضمان التهرب من العقوبات المفروضة.
- الاتجار في الممنوعات: يمكن العثور على مختلف أنواع المنتجات والأنشطة الممنوعة وشراؤها أو بيعها عن طريق السوق السوداء، ومن ذلك الاتجار بالبشر أو بيع الأسلحة أو تجارة المخدرات.
- الاعتماد على مبدأ السريّة: بشكل أساسي تعتمد الأسواق السوداء على مبدأ السرية وعدم الإعلان عن طبيعة الأنشطة التي يتم إجراؤها مع سرية طريقة إجراء هذه الأنشطة أيضًا.
- الربح السريع: لا تمر التعاملات في السوق السوداء بالإجراءات الحكومية المختلفة؛ كالتفتيش وفرض الضرائب وغيرها، ما يجعل الربح فيها سريعًا مقارنة بالسوق التقليدية.
- عدم مراعاة مصلحة المجتمع: لا تراعي أنشطة الأسواق السوداء المصلحة العامة للمجتمع ولا تلتفت إلى هذه المصلحة، وإنما تهدف إلى الحصول على المصالح الشخصية للبائعين والمشترين فحسب.
ماهي أضرار السوق السوداء؟
إن أضرار السوق السوداء كثيرة، ويشعر المجتمع والفرد بتأثيرها على حد سواء، ومنها الأضرار الآتية:
- تسهيل تداول المواد غير المشروعة: تسهم الأسواق السوداء في تسهيل تداول المواد الممنوعة غير المشروعة بين الأفراد، ويشمل ذلك المواد الإباحية والمخدرات وغيرها من المنتجات والمواد الأخرى.
- الترويج للاتجار بالبشر: في بعض الأحيان يتم الترويج لأنشطة الاتجار بالبشر ضمن الأسواق السوداء، وتهدف هذه الأنشطة إلى بيع الناس للعمل في شبكات الدعارة أو العمل في العبودية داخل دول أخرى.
- ارتفاع فرصة الاحتيال: لا توجد أية تنظيمات قانونية على الأنشطة التي يتم تداولها في السوق السوداء لأنها تتمتع بالسرية وتحرص على الابتعاد عن أنظار الحكومات، وهو ما يزيد من فرصة تعرض الأشخاص إلى الاحتيال.
- زيادة الأنشطة الإجرامية: يمكن أن تساعد الأسواق السوداء في زيادة الأنشطة الإجرامية داخل البلد أو المدينة، وذلك بسبب انتشار الأسلحة التي يتم بيعها عن طريق هذه الأسواق.
- شراء المنتجات منخفضة الجودة: في بعض الأحيان تكون المنتجات التي يتم بيعها في السوق السوداء منخفضة الجودة مقارنة بالسلع التي تتوفر في الأسواق التقليدية، مما يعود بالعديد من الأضرار على مستخدميها.
ما أبرز أسباب ظهور السوق السوداء والتعامل عن طريقه؟
تتظافر العديد من العوامل والأسباب في ظهور السوق السوداء وتزايد التعامل عن طريقه، وفيما يأتي قائمة تتضمن أبرز أسباب ظهور السوق السوداء:
- الأسعار المنخفضة للمنتجات: يجد كثير من الأشخاص المنتجات التي يرغبون بشرائها بأسعار منخفضة في السوق السوداء مما يشجّعهم على البيع والشراء عن طريق هذه السوق، ويعود سبب انخفاض الأسعار إلى الهروب من الضرائب.
- شراء الأعضاء البشرية: في بعض الأنحاء من العالم ساعدت السوق السوداء المرضى في الحصول على أعضاء بشريّة للتعافي من الأمراض التي تصيبهم، وهو ما يتسبب بانتشار أنشطة السوق السوداء فيها.
- توفير فرصة العمل: إن الأسواق السوداء مصدر أساسيّ للعمل بالنسبة إلى الكثيرين من التجار، ويتم الاعتماد عليه لتوفير الأموال التي يحتاجونها لتلبية احتياجاتهم، ويلجأ الكثير من الأشخاص إلى هذا السوق لاكتساب الأموال.
- عدم الالتزام بالأخلاقيات: عند البيع والشراء من خلال الأسواق التقليدية ينبغي الالتزام بالكثير من القيم الأخلاقية، وأما في الأسواق السوداء؛ فإنه لا يتم الالتزام بأية قيود أخلاقيّة، ويلجأ البعض إليها للبيع والشراء بعيدًا عن الأخلاقيات.
- تخلف القدرة على تلبية المتطلبات المحليّة: يعجز الإيراد والتصدير الرسميين في بعض الدول عن توفير المتطلبات التي يحتاجها الأفراد، ما يجعلهم يذهبون إلى السوق السوداء لتوفير المتطلبات التي تلبي احتياجاتهم المختلفة.
- تخلف دور القانون في إيقاف الأنشطة غير القانونية: في بعض الدول تتخلف القوانين والإجراءات القانونية عن القدرة على إيقاف الأنشطة غير القانونية التي يتم إجراؤها في السوق السوداء، وهو ما يساعد في انتشار هذه السوق وظهورها.
- ندرة المنتجات أو منع استيرادها: تفرض الحكومات حظرًا على استيراد بعض المنتجات التي يرغب بها الأفراد، أو تكون هذه المنتجات موجودة بشكل نادر، ما يجبر الفرد على التوجه إلى السوق السوداء للحصول عليها وشرائها.
ما هي الدول التي تضم أكبر سوق سوداء في العالم؟
تختلف دول العالم في انتشار أنشطة السوق السوداء داخل أراضيها على نحو كبير، وتتضمن القائمة الآتية الدول التي تحتل المرتبة الأولى حسب النسبة المئوية للسوق السوداء مقارنة بالناتج المحليّ الإجماليّ للدولة وفق جامعة بوينت بارك:
- اليونان: تحتل اليونان المرتبة الأولى بين الدول التي تعاني من أكبر انتشار للسوق السوداء؛ فإن نسبة تعاملات السوق السوداء من الناتج المحليّ تصل إلى 21.5% مما يعني أنها تزيد على الخُمس.
- إيطاليا: تبلغ نسبة أنشطة السوق السوداء إلى الناتج المحلي الإجماليّ لإيطاليا 19.8% مما يجعلها في المرتبة الثانية بعد اليونان بفارق يبلغ 1.7% تقريبًا، وهي كذلك نسبة كبيرة تقترب من الخُمس.
- إسبانيا: في المرتبة الثالثة بعد اليونان وإيطاليا تقع مملكة إسبانيا الذي تحتل أنشطة السوق السوداء فيها 17.2% بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.
- النرويج: تحتل النرويج المرتبة الرابعة بين الدول التي تعاني من أكبر نسبة للتداولات في السوق السوداء، وتبلغ نسبة أنشطة السوق الاسوداء فيها 12.2% بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجماليّ للدولة.
- ألمانيا: تبلغ نسبة أنشطة السوق السوداء إلى الناتج المحلي الإجماليّ 10.4% في الأراضي الألمانية، وهو ما يجعلها في المرتبة الخامسة، وهذا يعني أن جميع الدول التي تحتل المراتب الخمسة الأولى تقع ضمن الاتحاد الأوروبي.
متى يتم اللجوء إلى التعامل في السوق السوداء؟
يتم اللجوء إلى السوق السوداء في عدة حالات، وهي الحالات الآتية:
- التعامل بالأنشطة المخالفة للقانون: يتضمن هذا القسمم جميع المنتجات التي يتم إنتاجها بشكل مخالف للقانون، ومنها التعامل بتهريب البشر أو المخدرات أو الصور الإباحيّة أو العمل الإجباريّ.
- التعامل بالأنشطة القانونيّة على نحو غير قانونيّ: أحيانًا يتم تداول المنتجات القانونيّة في السوق السوداء إلا أن طريقة تداولها لا تكون قانونيّة، ومنه التعامل في بيع الأعضاء وشرائها لأغراض تجاريّة في الدول التي تسمح بهذه الأنشطة لغير التجارة.
- التعامل بالمنتجات المزوّرة أو المقرصنة أو المهربة: تنتشر القرصنة والسلع المزورة أو المهربة في الكثير من المجالات، ويزداد الإقبال عليها لأسعارها المنخفضة، ومنها اللوحات التي يتم تهريبها.
- التعامل بالمنتجات التي تنتهك القانون والقيم الأخلاقيّة: يشمل هذا القسم جميع الأنشطة التي تنتهك القانون والقيم الأخلاقيّة؛ مثل بيع المنتجات التي ثبت تسببها بالسرطان أو المنتجات السامة وغيرها.
هل توجد عدة أنواع من المعاملات غير القانونية في الأسواق السوداء؟
تندرج المعاملات غير القانونية في السوق السوداء ضمن العديد من الأنواع، وأبرزها: الخداع التسويقي، والأنشطة الإجرامية، والاتجار بالحيوانات، والمتاجرة في الأخشاب داخل الدول التي تمنع من قطع الأشجار مثل البرازيل، وكذلك التجارة في بيع الحيوانات المنوية، وبيع الأطفال المولودين حديثًا، وتكثر الأنواع وتتعدد بتعدد الأنشطة الإجرامية المُتداولة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الاحتياطي النقدي مهم للاقتصاد المحلي؟
هل استقال إيلون ماسك من إدارة شركة تويتر ؟
هل الدينار الكويتي يتصدر ترتيب أقوى العملات في العالم من حيث القيمة؟
