` `

هل يمكن تطوير مهارة الاستماع؟

علوم
7 يناير 2023
هل يمكن تطوير مهارة الاستماع؟
يمكن تعريف مهارة الاستماع بأنها الانتباه والإصغاء إلى المسموعات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ينبغي على المرء السعي إلى تطوير مهارة الاستماع بشكل مستمر حتى يتمكن من بناء العلاقات مع الآخرين والتوصل إلى حل المشكلات المختلفة بشكل أفضل بعد استيعاب الكلام وفهمه جيدًا، ويسلط هذا المقال الضوء على العديد من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها لتحسين الاستماع مع ذكر عدة من فوائد مهارة الاستماع.

هل يمكن تطوير مهارة الاستماع؟

توجد العديد من الأساليب والتقنيات والإرشادات التي تساعد في تطوير مهارة الاستماع عند الإنسان بالفعل، ومن الجيد السعي لتطوير هذه المهارة التي تُعزز من التواصل الفعال مع الآخرين؛ فإن التواصل مع الآخرين يتم بطرق معروفة، وهي: التحدث والكتابة والاستماع والقراءة، وهذا يعني أن الاستماع من الطرق الأساسية للتواصل بشكل جيد.

صورة متعلقة توضيحية

ما هو مفهوم مهارة الاستماع؟

يمكن تعريف مهارة الاستماع بأنها الانتباه والإصغاء إلى المسموعات، ويشمل مفهوم مهارة الاستماع كلًا من إدراك الأصوات وفهم معانيها واستيعابها والتفاعل معها، وتمر عملية الاستماع عند الإنسان بعدة مراحل، وهي المراحل الآتية:

  • الاستقبال: يكون الاستقبال من خلال التركيز على ما يقوله الآخرين بشكل متعمد، وتكون الأذن الوسيلة الأساسية لهذه المرحلة من مراحل الاستماع.
  • الفهم: يشار إلى هذه المرحلة بشكل الدماغ، وهي المرحلة التي يحاول فيها المرء معرفة المعنى الذي تتضمنه الرسالة مع تحديد ما تعنيه هذه الرسالة بالنسبة إليه.
  • التذكّر: يشير التذكر إلى الاستماع الفعال، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الرسائل المعقدة التي يصعب فهمها تحتاج إلى مهارة استماع متطورة لتذكرها فيما بعد.
  • التقييم: ربما يتم تقييم الرسالة نفسها بشكل مختلف بين شخص وآخر، وتعتمد هذه المرحلة كذلك على الدماغ بشكل كبير، وهو الجزء الرئيسي كذلك في التذكر والفهم، وهذا يعني أنه له دورًا كبيرًا في الاستماع.
  • الاستجابة: تكون الاستجابة في المرحلة الأخيرة من مراحل الاستماع، وذلك من خلال رد الفعل الذي يتعلق بالرسالة المسموعة سواءً كان ردًا عاطفيًا أو عقلانيًا.

ما هي إرشادات تطوير مهارة الاستماع؟

يتم تطوير مهارة الاستماع عند الإنسان لاستقبال الرسائل والتفاعل معها بشكل أفضل، وتتضمن القائمة الآتية عدة من إرشادات تطوير مهارة الاستماع:

  • تحديد سبب الاستماع: هُناك الكثير من الأسباب التي يستمع المرء إلى الآخرين نتيجة لها، ولا بُد من تحديد السبب قبل الدخول في المحادثة حتى يتم التفاعل معها بالشكل المناسب الذي يضمن الاستماع الجيد.
  • التواصل من خلال العين: إن التواصل بالعين يشير إلى إعارة الاهتمام والإصغاء إلى كلام المتحدث، وهو ما يحفز الطرف الآخر على الكلام وقول جميع ما لديه، ويُعد التواصل بالعين أبرز مثال على مهارة الاستماع الفعال.
  • تجنب الإلهاءات: من المهم مقاومة الأفكار الداخلية وتجنب الملهيات الخارجية على حد سواء حتى يتمكن المرء من الاستماع جيدًا؛ فإن المشتتات والملهيات تقلل من القدرة على الاستماع ومعرفة مقصود الكلام. 
  • التركيز في لغة الجسد: في كثير من الأحيان تستطيع لغة جسد الطرف المتحدث نقل العديد من الرسائل التي لا تنقلها الكلمات، وهو ما يُعزز القدرة على الفهم، ولذلك كان التركيز في لغة الجسد من إرشادات تطوير مهارة الاستماع.
  • تشجيع الفضول: عادة ما تزداد الرغبة في معرفة المزيد عندما يزداد الفضول من المرء لشيء ما، ولذلك من الجيد تعزيز الفضول الإيجابي لتطوير مهارات الاستماع الفعال عند التواصل مع الآخرين والانخراط في الحديث معهم.
  • الإصغاء بقصد المعرفة: بدلًا من الإصغاء إلى الآخرين بقصد التعرف على كيفية الرد ينبغي على المرء الإصغاء حتى يستوعب ما يريد الآخر إيصاله، ويُعد الاستماع بقصد الرد وحده من عادات الاستماع السيئة.
  • استيعاب الكلام جيدًا: حتى يكون المرء مستمعًا جيدًا لا بُد عليه من الإصغاء إلى جميع الكلام وعدم الحكم عليه وتقييمه إلى بعد انتهاء الكلام، وينبغي تجنب العجلة في إطلاق الأحكام المسبقة على الشخص أو الكلام.
  • التعاطف مع المتكلم: من الجيد إظهار التعاطف مع المتكلمين، وذلك لأن الشخص يستطيع معرفة ما يريد الطرف الآخر إيصاله من خلال الكلام بشكل أفضل مع القدرة على تقييم كلامهم بشكل أفضل.
  • التدرب على مهارات الاستماع: يتطلب الاستماع الفعال النشط التدرب على المهارات التي تتعلق بذلك، وهذا يعني أنه من الضروري الاستمرار في التدرب على مهارات الاستماع عند التحدث مع الآخرين.
  • تجنب تقديم الحلول الفورية: في بعض الأحيان يبادر المصغي إلى تقديم الحلول الفورية، ولكنه ينبغي الانتظار حتى ينتهي المتكلم من الحديث كاملًا وتجنب تقديم الحلول قبل قيام الطرف الآخر في المحادثة بطلب ذلك.
  • مراعات إرشادات الإنصات الفعال: إن إرشادات الإنصات الفعال مهمة في تطوير مهارات الاستماع، وذلك لأنها من الممارسات الإيجابية التي تشجع نزعات الاستماع الجيد.

ما هي أبرز أغراض مهارة الاستماع؟

يحاول كثير من الأشخاص تطوير مهارة الاستماع لعدة أغراض مختلفة، وفيما يأتي قائمة ببعض من أبرز أغراض مهارة الاستماع حسب أحد الأبحاث:

  • الحصول على المعلومات: لا شك بأن الاستماع من المصادر المهمة للحصول على المعلومات، ويعتني البعض بتطوير هذه المهارة لضمان الحصول على المعلومات وربطها مع بعضها البعض بالطريقة الجيدة.
  • النقد والتحليل: يُعد النقد والتحليل من أبرز الأغراض لمهارات الاستماع، ولكنها تحتاج إلى اليقظة والانتباه من قبل المستمع حتى يستطيع التحليل جيدًا ثم النقد.
  • الاستنتاج: يستمع البعض إلى الكلام حتى يتم استخلاص الأفكار العامة منه، ثم محاولة استنتاج معاني جميع الكلمات غير المتضحة بالاعتماد على السياق.

هل توجد عدة أنواع لطريقة الاستماع؟

هُناك 4 أنواع أساسية لطريقة الاستماع إلى الآخرين، وهي كما يأتي:

  • الاستماع الانتقائي: عند الاستماع الانتقائي يقوم الشخص بالإنصات إلى جزء معين من الحديث وتذكره دون غيره، وعادة لأن الموضوع لا يكون ضمن المواضيع التي تنال إعجابه.
  • الاستماع الفعال: يتسم الاستماع الفعال بمحاولة فهم الكلام كاملًا دون اجتزاء، بالإضافة إلى التفاعل مع الكلام بشكل سليم وتقديم التغذية الراجعة الصحيحة، وهُناك عدة أنواع فرعية للاستماع الفعال كما يأتي حسب موقع جامعة ماريفيل:
    • الاستماع العميق: ينطوي هذا النوع من الاستماع إلى ملاحظة الإشارات اللفظية وغير اللفظية عند المتحدث بما في ذلك لغة الجسد ونبرة الصوت.
    • الاستماع الكامل: من خلال هذا النوع يحرص الشخص على إيلاء الاهتمام الوثيق لما يرغب المتحدث بقوله، وهو مفيد في الفصل الدراسي عند محاولة الآخرين توجيه الطالب لمعرفة طريقة القيام بالمهمات وغيرها.
    • الاستماع النقاد: يعتمد هذا النوع من أنواع الاستماع على خطوات منهجية للتفكير وفهم الكلام وتحليله بشكل دقيق لفصل الحقائق عن الآراء.
    • الاستماع العلاجي: يختص هذا النوع من الاستماع النشط بالإنصات إلى الزملاء أو أفراد الأسرة لمناقشة مشاكلهم، ويتضمن التركيز على الإشارات اللفظية وغير اللفظية.
  • الاستماع الوجداني: يكون الاستماع الوجداني عند الإنصات إلى الآخرين مع التعاطف حتى يتم استيعاب ما يشعر به الطرف الآخر من المحادثة، ويتطلب ذلك تمييزًا دقيقًا للإشارات العاطفية في طيّات الكلام.
  • الاستماع التجاهلي: يتسم هذا النوع من الاستماع بتجاهل الآخرين بشكل كامل بالإضافة إلى الإهانة أحيانًا، ويمكن أن يتسبب بتوتر العلاقات بين طرفي الحديث لما فيه من عدم الاحترام.

ما هي أبرز تقنيات مهارة الاستماع الفعال؟

توجد العديد من التقنيات التي يعتمد عليها الاستماع النشط، وأبرزها ما يأتي:

  • الحضور بشكل كامل: عند الرغبة بالاستماع النشط ينبغي على المرء أن يكون حاضرًا في المحادثة بشكل كامل مع التركيز على جميع ما يُقال وتجنب الوجود بالبدن دون الإصغاء إلى كل كلمة جيدًا.
  • التركيز على الإشارات غير اللفظية: تنتطوي الإشارات غير اللفظية على قرابة 65% من عناصر التواصل غير المعلن عنها من قبل الطرف الآخر وتستطيع إخبار المستمع عما يريد المتكلم قوله بطريقة أفضل.
  • الأسئلة المفتوحة: عند طرح الأسئلة التي تتم إجابتها بقول المتحدث نعم أو قوله لا يكون طريق المحادثة مسدودًا، ولذلك من الجيد طرح الأسئلة المفتوحة بدلًا من ذلك حتى يصبح تدفق الكلام من الطرف الآخر أفضل.
  • الصبر: يُعد الصبر عنصرًا أساسيًا في مهارة الاستماع النشط، ويعني ترك الطرف الآخر ليتكلم كما يريد دون مقاطعته، وتجنب ملء أوقات الصمت بالأفكار والقصص خارج إطار كلام المتحدث.

ما هي معوقات الاستماع الفعال؟

لا شك بأن هُناك العديد من المعوقات التي تقف في وجه مهارة الاستماع الفعال، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:

  • التركيز المنخفض: في بعض الأحيان يكون التركيز مع المتحدث منخفضًا أو لا يكون المصغي مهتمًا بالكلام المطروح، وهو ما يُضرّ بالاستماع الفعال ويعيقه، ويمكن أن تكون هذه التصرفات بسبب المواقف النفسية أو عدم الراحة الجسدية أو غيرها.
  • الخطأ في الأولويات: تنتج أخطاء الاستماع الفعال أحيانًا عن التكريز على التفاصيل الأقل أهمية بدلًا من التركيز على التفاصيل المهمة بشكل أكبر، ولحل هذه المشكلة تجب العناية بالتفاصيل الأكثر أهمية.
  • الاعتناء بالأسلوب: في الاستماع الفعال ينبغي التركيز على الأسلوب بشكل أكبر مع مراعاة الأسلوب، ويُعد التركيز بالأسلوب دون جوهر الكلام من العوائق التي تقف في وجه مهارة الاستماع الفعال.

هل فوائد مهارة الاستماع كثيرة؟

إن فوائد الاستماع كثيرة بالفعل، ومنها: تقليل التوتر أثناء الجدل باللإضافة إلى بناء العلاقات الأكثر قوة والفهم الجيد والأوضح للكلام عند المناقشة، كما أن تطوير مهارة الاستماع يساعد في بناء الثقة على نحو أفضل إلى جانب زيادة مستويات المعرفة التي يتمتع بها المرء، ويسهم في تمكين المرء من تحديد المشاكل أو توقعها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تنمية مهارات الأطفال في المنزل؟

هل المهارات الشخصية جزء مهم من السيرة الذاتية؟

هل يوجد مهارات لتنظيم وإدارة الوقت بشكل فعّال؟

هل هنالك مهارات معينة لتخصص العلوم السياسية والعلاقات الدولية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على