تحقيق مسبار
تتحدث المقالة التالية عن الدب القطبي، وسيتم التعرف من خلالها على طريقة تكيُّف الدب القطبي، ووزنه وألوانه وبيئته وصفاته، وأهم المعلومات الواردة عنه، وماذا يأكل الدب القطبي؟ وتجيب على سؤال هل السبات الشتوي من صفات الدب القطبي؟
أين يعيش الدب القطبي؟
يعيش الدب القطبي في كافة مناطق المنطقة القطبية الشمالية التي تحيط بالقطب الشمالي، وتم تحديد المجال الذي تتواجد فيه الدببة القطبية في تلك المنطقة من خلال الكتلة الجليدية للمحيط المتجمد الشمالي، والجليد الذي لا يتحرك التابع للمناطق الساحلية التي تحيط بالمنطقة، كما يعيش الدب القطبي في مناطق أقصى الجنوب وأطراف كل من جرينلاند وآيسلندا، وتم العثور عليه في كل من الولايات المتحدة في ولاية ألاسكا تحديدًا، بالإضافة إلى النرويج وروسيا.
تكيّف الدب القطبي
عند الحديث عن تكيّف الدب القطبي في المناطق القطبية الباردة التي يعيش فيها، فهو لا شك أنه أحد الحيوانات القادرة على التكيّف، وهذا ما توضحه قدرته على السير على الصفائح الجليدية، والسباحة في المياه الساحلية الموجودة في القطب الشمالي، إذ بإمكان الدب القطبي السباحة من خلال الاستعانة بمخالبه الأمامية الكبيرة للتجديف، وهو تكيف مائي لا يتمتع به أي حيوان ثديي رباعي أرجل آخر غيره.
إلى جانب ما يتنعم به من طبقة سميكة من الفراء الذي يغطي طبقات الجلد والدهون لديه، غير أن تكيُّف الدب القطبي يعتمد على الفراء الذي يكسو حتى الأجزاء السفلية من أقدامه، وهذا ما يحميه من البرد والأسطح الباردة ويعطيه القدرة على الوقوف على الجليد بشكل ثابت. ولا يتوقف تكيّف الدب القطبي على ذلك فقط، فهو يمتلك فراء أبيض اللون يعتبر تمويهيًا للجليد والبيئة المحيطة به، في صورة تُمكِّنه من التعايش مع الوسط الذي يعيش فيه.
وزن الدب القطبي
هناك فرق بين وزن الدب القطبي البالغ الذكر وبين وزن الأنثى البالغة، إذ يبلغ وزن الدب القطبي الذكر البالغ ما بين 300 وحتى 800 كيلوغرامًا بطول يصل إلى 2 ونصف متر من طرف الأنف حتى طرف الذيل. أما عن أنثى الدب القطبي فهي تزن ما بين 150 وحتى 300 كيلوجرامًا، ويتراوح طولها ما بين 1.8 متر وحتى المترين.
ألوان الدب القطبي
من السهل تمييز لون الدب القطبي والمعروف بلون فرائه الأبيض الذي يميل للإصفرار كلما تقدم بالعمر. ولكن هناك مصادر تقول أن ألوان الدب القطبي ليست كذلك تمامًا، ويعود ذلك لفرائه الشفاف أو عديم اللون. إذ تبيَّن أن سبب اللون الأبيض لفراء الدب القطبي يعود للفراغات الهوائية التي توجد في كل شعرة من شعره، والتي تبدد الضوء من كافة الألوان، فتصبح عاكسة لكافة الأطوال الموجية المرئية للضوء دون امتصاصها، وهذا ما يفسِّره اللون الأبيض العاكس للضوء المرئي.
وعلاوة على ما ذكر، يُشار إلى تحوُّل ألوان فراء مجموعة من الدببة القطبية الموجودة في حدائق مختلفة للحيوانات في العالم إلى اللون الأخضر، وكان السبب طحالب مياه البرك الخضراء المتواجدة في الحظائر الخاصة بالدببة، والتي تبيَن أنها كانت داخل شعر الدببة وليست على سطحها.
أما عن لون جلد الدب القطبي فهو أسود وليس أبيض.
بيئة الدب القطبي
تُوصف بيئة الدب القطبي بالقطبية، فهو يعيش في بيئة باردة جدًا، وتعتبر أبرد بيئات كوكب الأرض في مناطق القطب الشمالي.
صفات الدب القطبي
أحد أهم صفات الدب القطبي بأنه كبير وممتلئ، ويتشابه جسمه مع جسم الدب بني اللون، إلا أنه يختلف عنه بعدم وجود حدبة الكتف. وفيما يلي توضيح أكبر لصفات الدب القطبي للتعرف عليه بشكل أفضل:
- للدب القطبي رقبة ممدودة، أما عن رأسه فهو يمتلك رأسًا أصغر نسبيًا من رؤوس الدببة الأخرى بأذنين مستديرتين قصيرتين، وذيل قصير.
- يمتلك الدب القطبي 42 سنًا، وتعتبر أسنانه مختلفة عن تلك الموجودة عند الحيوانات آكلة اللحوم، وتُعبر عن عاداته الغذائية غير المتجانسة، كون أسنانه لها أكثر من شكل واحد، وأطوال وأشكال متعددة.
ماذا يأكل الدب القطبي؟
يأكل الدب القطبي الفقمات بشكل أساسي من خلال صيدها عند حواف الجليد، ونصب الكمائن لها عند فتحات الجليد التي ينتج عنها الكسور الجليدية، كما ويأكل الطيور البحرية والأسماك والحيتان البيضاء الصغيرة وسرطان البحر، إلى جانب جثث الحيتان الميتة، فهو حيوان مفترس وآكل للحوم ويعتبر سيدًا لبيئته.
وقد يأكل الدب القطبي النباتات ولكنه لا يعتبرها المصدر الرئيسي لطعامه، مثل التوت وعشب البحر والجذور، وأحيانًا يأكل القمامة الموجودة بالقرب من المستوطنات البشرية، بما فيها من مواد خطيرة أحيانًا كزيوت المحركات والبلاستيك.
معلومات عن الدب القطبي
فيما يلي توضيح لأهم المعلومات عن الدب القطبي:
- يتمتع الدب القطبي بحاسة شم قوية مثل كافة أنواع الدببة الأخرى، ويمكنه استخدام شفاهه في استكشاف الأشياء من حوله، أما عن السمع والبصر فهما حاستان غير متطورتين كما يجب.
- يعتبر الدب القطبي حيوانًا غير نشط، فهو يقضي معظم الوقت وبنسبة 66.6% إما نائمًا أو مستلقيًا أو مُنتظرًا في سبيل إيجاد الطعام، أما عن الوقت المتبقي فهو يقضي 29.1% من وقته في السباحة والمشي، و1.2% في مطاردة الفرائس.
- للدب القطبي أسماء عدة منها: الدب البحري، الدب الأبيض، الدب الشمالي الأبيض الكبير، الدب الجليدي.
- من الممكن أن يمر ضوء الشمس إلى جلد الدب القطبي من خلال فرائه السميك، ويوجد تحت جلده طبقة سميكة عازلة للدهون.
- يتزاوج الدب القطبي في فصل الربيع، وتتراوح مدة حمل الإناث من 195 إلى 265 يومًا، والذي ينتج عنه شبل إلى أربعة أشبال، وتلد في العادة اثنين، وتكون ولادتها في فصل الشتاء في أوكار الجليد. وتزن أشبال الدب القطبي عند الولادة أقل من كيلوغرام، ويتم فطامها بعد عامين من ولادتها.
- أحد المعلومات عن الدب القطبي أنه يعيش ما يقارب 25 سنة في البرية، وقد يموت من المرض أو بسبب التعرض للإصابة، أو بسبب الجوع لعدم القدرة على اصطياد الطعام كما السابق.
هل السبات الشتوي من صفات الدب القطبي؟
يسمى سبات الدببة بالسبات غير النموذجي. ولتوضيح لمعنى السبات بشكل عام، فهو أحد الوسائل التي تستخدمها الحيوانات للحفاظ على طاقتها في ظروف معينة، كالظروف الجوية غير المناسبة وحالات نقص الطعام في سبيل الاستمرار على قيد الحياة.
وفي السبات الشتوي الذي يلجأ إليه الدب القطبي أو الدببة بشكل عام، تقوم بالالتفاف على شكل كرة كبيرة صامتة دون حركة، في حالة من التنفس البطيء مع إصدار شخير بصوت عالٍ لتبدو وكأنها نائمة، ولكن الحقيقة أنها ليست نائمة بشكل كامل وليست مستيقظة تمامًا، وهي طريقة يحافظ فيها الحيوان على طاقته في حالة تُعرف بالسُبات.
وفي توضيح أكبر لحالة السبات الشتوي عند الدب القطبي، يشار إليه بكونه سباتًا غير نموذجي، ويعود ذلك لكون الدببة حيوانات كبيرة الحجم، وغالبًا ما يعود فعل السبات إلى الحيوانات صغيرة الحجم مثل القنافذ والسناجب، فإن الحيوانات الكبيرة تتطلب وقتًا للإحماء من السبات وبالتالي فهي تحتاج لطاقة أكبر، غير أن السبات يتناسب مع الحيوانات الأصغر غير القادرة على الهجرة هربًا من المناخ الصعب، والتي يساعدها صغر حجمها في الحفاظ على درجة حرارة سطحها عندما تتحول إلى كرة خلال سباتها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل دب الماء من أكثر الحيوانات تحملًا للظروف المناخية؟
هل هناك تفسير علمي لظاهرة دوران الحيوانات بشكل دائري؟
