` `

هل يمكن أن يحدث تزاوج بين الأسد مع أنثى النمر؟

علوم
28 يناير 2023
هل يمكن أن يحدث تزاوج بين الأسد مع أنثى النمر؟
تم بالفعل تزاوج الأسد مع أنثى النمر في المحميات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى صور لحيوان يبدو كأنه أسد، لكنه يشبه النمر في نفس الوقت، مما دفع البعض للتساؤل عن ماهية هذا الحيوان الهجين، وهل يمكن فعلًا أن يكون ناتجًا عن تزاوج بين الأسد مع أنثى النمر؟

في هذا المقال سنتعرف على أنثى النمر وصفاتها وقابليتها للتزاوج مع ذكور الأسود، كما سيتم التعرف على الحيوان الهجين الذي ينتج عن تزاوج الأسد مع أنثى النمر.

صورة متعلقة توضيحية

ما اسم أنثى النمر؟

أنثى النمر ليس لديها اسم علمي تعرف به مثل الَلبُؤَة أنثى الأسد، فيتم ذكرها في الكتب العلمية باسم أنثى النمر وأحيانًا يتم ذكرها باسم النمرة بوضع تاء التأنيث على الاسم المذكر، لكن اشتهرت أنثى النمر بأسماء مختلفة تم إطلاقها عليها من قبل العرب ومن أهمها:

  1. كعثم
  2. أم فارس
  3. خنيمة
  4. عسبرة.

والنمور بشكل عام هي أكبر نوع من القطط الآسيوية الكبيرة وتتمتع بالصفات التالية:

  • تنتشر النمور من الشرق الأقصى الروسي عبر أجزاء من كوريا الشمالية والصين والهند وجنوب شرق آسيا إلى جزيرة سومطرة الإندونيسية.
  • تعتمد هذه الحيوانات بشكل أساسي على البصر والصوت بدلًا من الرائحة للصيد، فهم عادةً ما يصطادون بمفردهم ويطاردون الفريسة.
  • يمكن للنمر أن يتناول أكثر من 80 رطلًا من اللحم في وقت واحد.
  • تكون ذكور النمور عادة أكبر من الإناث من حيث الحجم وقد يصل ارتفاع الكتفين إلى حوالي المتر والطول إلى حوالي 2.2 مترًا، ويتراوح وزنها بين 160 و230 كغ (350-500 رطلًا)، في حين أن وزن الذكور من نوع النمر القاري قد يصل إلى 660 رطلًا، كما أن النمور الموجودة في الجنوب تكون أصغر من تلك الموجودة في الشمال، وفي كلا النوعين الفرعيين، يكون الذكور أثقل من الإناث.
  • تنقسم النمور إلى عدة أنواع منها:
    1.  النمر السيبيري أو آمور: يصل طوله الإجمالي إلى 4 أمتار (13 قدمًا) ويصل وزنه إلى 300 كغ (660 رطلًا) لذا يعد أكبر نوع من النمور.
    2. النمر الهندي أو البنغالي: هو الأكثر عددًا ويمثل حوالي نصف مجموع النمور.

صفات أنثى النمر

على الرغم من أن صفات أنثى النمر تتشابه مع صفات الذكور منها، حيث تظهر النمور الذكور والإناث العديد من السلوكيات نفسها، إلا أن هناك بعض الاختلافات، ومن أهم صفات أنثى النمر:

  • بشكل عام تعد أنثى النمر أصغر حجمًا مقارنة بالذكور.
  • تزن أنثى النمر ما بين 100 إلى 167 كغ (200 إلى 370 رطلًا) 
  • يبلغ طول أنثى النمر حوالي 2.6 مترًا (8.5 قدمًا)
  •  تتجول إناث النمور في مناطق أقل من الذكور، وبالتالي من خلال قياس النطاق الذي يتجول فيه النمر، يمكن تخمين جنسه، وعلى الرغم أن كلًّا من الذكور والإناث يقاتلون النمور الأخرى التي تتجول في أراضيهم (ما لم يكن موسم التزاوج)، إلا أن الذكور تميل إلى تحديد منطقتهم أكثر من الإناث.
  • عادة ما تتداخل أراضي الذكر البالغ مع العديد من مناطق الإناث، حيث تقوم النمور بتحديد أراضيهم عن طريق توزيع إفرازات من البول على جذوع الأشجار والأحجار والأشياء الموجودة في المنطقة، رائحة الرذاذ تلك تحذر النمور الأخرى من الاقتراب من المنطقة، كما تحتوي المساحة تلك على ما يكفي من الغذاء والماء وموارد المأوى، وتكون أكبر من ناحية الاستيعاب من مناطق الإناث، لذلك تعد الإناث أكثر الموارد المرغوبة للذكور، وقد تمضي الإناث عدة أيام دون رش البول على أراضيها، بينما يرش الذكور مرة واحدة على الأقل يوميًا.
  • لا تساعد النمور الذكور في تربية أشبالها، فإذا شوهد نمر بري مع شبل في الطبيعة، فمن المؤكد أن النمر أنثى، حيث تقوم الإناث بتربية صغارها بمفردها حتى يبلغ عمر الأشبال 24 إلى 30 شهرًا.
  • تُعرف أنثى النمر بأنها شرسة إلا أنها أقل عدائية مع باقي الإناث مقارنة بالذكور، فعادة ما تذهب أنثى النمور الصغيرة التي غادرت أمهاتها لتجد مناطق غير مأهولة تمامًا، على عكس الذكور التي تشيع بينها النزاعات الإقليمية، حيث قد يذهب الذكور اليافعين إلى منطقة محتلة بالفعل لتحدي المالك الحالي من الذكور، فإذا لوحظ وجود نمر يقاتل كثيرًا، من المحتمل أنه ذكر.

مدة حمل أنثى النمر

تمر النمور بعدة مراحل منذ التزاوج حتى الولادة وصولًا إلى نضوج صغار النمور ووصولها لمرحلة الاستقلال، ويمكن اختصار هذه المراحل وسماتها بما يلي:

  • النمور ليس لديها فترة تكاثر محددة ويمكن أن تتزاوج على مدار العام، حيث يتم الإعلان عن الاستعداد للتزاوج من خلال رائحة البول.
  • يحدث التزاوج في الغالب خلال فصل الشتاء، بالتالي تولد معظم الأشبال من آذار إلى حزيران وتبلغ ذروتها في أيلول.
  • يمكن أن يحدث الحمل فقط في غضون ستة أيام من التزاوج المتكرر والصاخب، ينتهي بولادة النمرة ما بين واحد إلى ستة أشبال (اثنان أو ثلاثة في المتوسط) في كل حمل.
  • تبلغ مدة حمل أنثى النمر حوالي ثلاثة أشهر ونصف أي ما بين 93 و114 يومًا.
  • من الصعب التعرف على أنثى النمر الحامل لأنها لا تبدأ في إظهار الانتفاخ حتى آخر 10 إلى 12 يومًا من الحمل، حيث تقضي الأيام القليلة الأخيرة من حملها في البحث عن مكان آمن للولادة يوفر غطاءً كافيًا لإخفاء الصغار حديثي الولادة، فتختار الإناث أماكن مخفية مثل الغابة الكثيفة وبين العشب الطويل والكهوف والشقوق الصخرية.
  • صغار النمور يولدون مكفوفين ويظلون كذلك لمدة تتراوح بين 6 و14 يومًا، وتتبع الأشبال حرارة جسم أمهاتهم للعثور على حليبها والرضاعة، وتقبل الأم فقط الأشبال الذين يتمكنون من القيام بذلك، بينما يعتبر الآخرون مواليد موتى وسرعان ما يتم التخلي عنهم.
  • إذا ماتت جميع الأشبال في الولادة نفسها، فقد يتم حصول ولادة ثانية في غضون خمسة أشهر.
  • تتغذى الصغار على حليب أمهاتهم لمدة ثمانية أشهر، ويتذوق الأشبال أول طعم للحوم فقط عندما يكون عمرهم بين 40 و60 يومًا.
  • تكتسب النمور عمومًا استقلالها في حوالي عامين من العمر وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي في سن ثلاث أو أربع سنوات للإناث وأربع أو خمس سنوات للذكور،
  • معدل وفيات الأشبال مرتفع فحوالي نصف جميع الأشبال لا يعيشون أكثر من عامين، ومدة عيش النمور بشكل عام تصل إلى 25 عام.

هل يمكن أن يحدث تزاوج بين الأسد مع أنثى النمر؟

نعم، ونتيجة لحدوث تزاوج بين ذكر الأسد مع أنثى النمر فإنه ينتج حيوانات هجينة تسمى "اللايجر" أو (السدبر)، وفي حال تزاوج ذكر نمر مع أنثى أسد فإن الحيوان الهجين الناتج يسمى بالتايجون أو (البرسد)، ويُعتقد أن معظم ذكور اللايجر والتايجون، إن لم يكن كلها عقيمة، لكن الإناث منها قادرة على إنجاب الصغار.

تزاوج الأسد مع أنثى النمر

قد تبدو حقيقة الأمر غريبة بعض الشيء، لكن بالفعل يمكن أن يتم تزاوج الأسد مع أنثى النمر، على الرغم من أن الأسود والنمور نوعان مختلفان من الحيوانات ويمكن تمييزهم عن بعضهم بما يلي:

  • تبدو النمور مختلفة بالشكل عن الأسود
  • لدى النمور والأسود أنماط حياة مختلفة.
  • يصدر النمور والأسود الأصوات بشكل مختلف.
  • يعيش النمور والأسود بشكل عام في قارات مختلفة.

 ومع ذلك تم بالفعل تزاوج الأسد مع أنثى النمر في المحميات عندما تم جمعهم معًا بشكل مصطنع، وتسمى الأطفال الناتجة عن هذا التزاوج باللايجر، ولم يتم العثور على القطط الهجينة في الطبيعة، فلا تتداخل الأسود والنمور في البرية (باستثناء غابة جير في الهند، حيث لم يتم العثور على أي لايجر حتى الآن)، والقطط الكبيرة في نفس المنطقة لا تتجاوز الأنواع فهي غير مهتمة ببعضها البعض.

حيوانات اللايجر الهجينة الناتجة عن التزاوج بين الأسد وأنثى النمر تعد من أكبر أنواع القطط في العالم فهي أكبر من الأسود، وأكبر من النمور، إضافة إلى امتلاكها سماة متنوعة مستمدة من والديها، ويتم تربية هذه اللايجر الهجينة في حديقة الحيوانات، مثله مثل التايجون والذي ينتج عن تزاوج ذكر نمر مع أنثى أسد، ويُعتقد أن معظم ذكور اللايجر والتايجون ، إن لم يكن كلها عقيمة، لكن الإناث منها قادرة على إنجاب الصغار.

صفات اللايجر

اللايجر هو حيوان هجين ينتج عن تزاوج ذكر الأسد مع أنثى النمر، ويتميز اللايجر بالصفات التالية:

  • اللايجر حيوان سريع، فقد تم تسجيل أقصى سرعة له والتي تصل إلى 50 ميلًا في الساعة، وبالتالي حجمه الكبير لا يعيق سرعته في الجري، فهو سريع مثل الأسد ويعتبره الخبراء عمومًا أسرع.
  • غالبية اللايجر الذين ولدوا حتى العقود الأخيرة، كانوا في الواقع نتيجة للحوادث، وهذا يعني أن التكاثر لم يكن مقصودًا، ومع ذلك فقد تم تربيتها مؤخرًا بشكل هادف من أجل جذب الانتباه.
  • تميل اللايجر إلى أن تكون أكبر وأثقل من أفراد الأنواع الأم جميعها، ويقترح العلماء والباحثين أن السبب في كبر حجم اللايجر هو خلل في النمو، ناتج عن عدم وجود جينات معينة تحد من النمو، وغالبًا ما ينمو اللايجر إلى أكثر من 3.3 متر (10.8 قدمًا) ويزن أكثر من 400 كغ (900 رطلًا)
  • من المحتمل أن يكون أول تكاثر معروف لأسد ونمرة قد حدث في وقت ما خلال أواخر القرن الثامن عشر.
  • يقدر أن هناك ما يقرب من 100 لايجر وأقل من 100 تايجون في العالم، حيث تنظر العديد من الحكومات الوطنية ومنظمات حقوق الحيوان إلى ممارسة تربية اللايجر والتايغون على أنها غير أخلاقية، لأن اللايجر غالبًا ما يصاب بتشوهات خلقية تؤدي إلى الوفاة بعد الولادة بفترة وجيزة وتكون عرضة للسمنة والنمو غير الطبيعي الذي يضغط على أعضائها الداخلية، بالإضافة إلى أن صفات اللايجر والتايغون وسماتهم السلوكية والتفاعلية هي عبارة عن خليط بين سماة الأسود والنمور، وبالتالي تواجه مشاكل في التفاعل مع أفراد الأنواع الأم.

هل حياة النمور في خطر؟

تعتبر حياة النمور في خطر بسبب عدة عوامل، ولعل التهديد الأكثر إلحاحًا للنمور البرية هو الصيد الجائر للأسباب التالية:

  • يوجد طلب كبير على أجزاء من أجساد النمور للطب التقليدي وهي رموز مكانة في بعض الثقافات الآسيوية، فغالبًا ما يتم العثور على أجزاء من النمور، من الرأس إلى الذيل، في أسواق الحياة البرية غير القانونية، وبالتالي يعتبر الصيد غير المشروع والاتجار غير المشروع بلا شك أكبر تهديد يواجه ما تبقى من النمور البرية في العالم وأكثرها إثارة للقلق.
  • التمويل المنظم للصيد غير المشروع والاتجار، كان له تأثير سريع على مجموعات النمور الفرعية وأسفر عن انقراضات محلية، حيث يؤدي الطلب المستمر إلى وضع الأنواع تحت ضغط هائل وتقريبها من الانقراض أكثر فأكثر.
  • يُنظر إلى الجلود على أنها رموز وتماثيل تُستخدم في الديكور المنزلي، بينما تُستخدم العظام في المقويات والأدوية، ويتم تداول كلاهما من قبل العصابات الإجرامية غير المشروعة لتحقيق أرباح ضخمة.
  • عادةً ما تكون الموارد اللازمة لحماية المناطق التي تعيش فيها النمور محدودة، وقد فقدت النمور 93 في المائة من مداها التاريخي بسبب النشاط البشري والتنمية حيث تقلصت مساحة الغابات وندرت فرائس هذه الحيوانات، مما دفعها إلى الاعتماد على أكل المواشي الخاصة بسكان المناطق، وهذا ما دفع هؤلاء السكان إلى قتل النمور أو أسرها.
  • بالإضافة إلى أن تغير المناخ وتدمير وتجزئة محميات النمور الطبيعية هو تهديد آخر للنمور البرية، ومن الأمثلة على ذلك ارتفاع مستوى الماء وقطع الأشجار وتغير درجات الحرارة، فجميع هذه العوامل تساهم بجعل حياة النمور في خطر.

اقرأ/ي أيضًا:

الصورة مفبركة ولم يحمل الفيل شبلًا في خرطومه

بقرة بلون النمر في غابات أستراليا.. حقيقة الصورة

هل هناك تفسير علمي لظاهرة دوران الحيوانات بشكل دائري؟

هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على