` `

هل يمكن التدخّل في أسباب الكوارث الطبيعية؟

علوم
14 فبراير 2023
هل يمكن التدخّل في أسباب الكوارث الطبيعية؟
يمكن التقليل من آثار الكوارث الطبيعية من خلال التكاثف الدولي والمجتمع (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ما هي الكوارث الطبيعية؟ وما أسبابها وأنواعها ونتائجها؟ تجيب المقالة التالية على جميع هذه الأسئلة، وتقدم معلومات حول فوائد الكوارث الطبيعية، وتوضح مدى إمكانية التدخل في أسباب الكوارث الطبيعية.

ما هي الكوارث الطبيعية؟

تُعرف الكوارث الطبيعية بالأحداث الكارثية التي يكون مصدرها الطبيعة وليس الإنسان، بما فيها من أصول جوية أو جيولوجية أو هيدرولوجية، والتي عندما تحدث تتسبب في كثير من الأضرار، كارتفاع مُعدل الوفيات وتدمير المباني والممتلكات، وإحداث اضطرابات بيئية واجتماعية.

صورة متعلقة توضيحية

أسباب الكوارث الطبيعية

تتنوع أسباب الكوارث الطبيعية وأهمها:

  • أنشطة قشرة الأرض الطبيعية: هناك الكثير من النشاطات التي تحدث داخل القشرة الأرضية، بما فيها توترها الذي كلما تزايد ينجم عنه الزلازل.
  • حركة الصفائح التكتونية: تتكون الأرض من الصفائح التكتونية التي قد تصطدم ببعضها، مُحدثة الزلازل أو البراكين أو موجات تسونامي.
  • إزالة الغابات: والتي يعمل تواجدها على موازنة موارد المياه الجوفية الطبيعية في الأرض من خلال كبحها، وعند إزالة الغابات تزداد الكوارث الطبيعية كالفيضانات والجفاف.
  • تآكل التربة: والذي يُعتبر سببًا في حدوث الانهيارات الأرضية، بسبب فقدان التربة وتدهورها.
  • ظاهرة الاحتباس الحراري: تستمد الأعاصير قوتها من مياه البحر التي ارتفع منسوبها بعد تعرضها للاحترار، وبالتالي زيادة الأعاصير الاستوائية.

هل يمكن التدخّل في أسباب الكوارث الطبيعية؟

تعتبر الطبيعة المُسبِّب الرئيسي للكوارث الطبيعية، ولكن قد يُشارك الإنسان في حدوث بعضها، فعلى سبيل المثال تعتبر البراكين والزلازل ضمن الكوارث الطبيعية التي لا يتدخل الإنسان في أسباب حدوثها، ولكن هذا لا ينفي أنه يساهم في وقوع كوارث طبيعية أخرى بطريقة ما، فكيف يمكن التدخل في أسباب الكوارث الطبيعية؟
تُعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري التي يقودها الإنسان في حالةٍ من الازدياد، وهي ظاهرة تنجم عن انبعاث الغازات مثل الغازات الناتجة عن الدفيئة واحتراق الوقود الأحفوري، والتي من شأنها زيادة الكوارث الطبيعية المتعلقة بالطقس والمناخ، كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وارتفاع مستوى سطح البحر، وبالتالي زيادة حدة الأعاصير والفيضانات.

كما ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري في زيادة الظواهر الجوية المتطرِّفة مثل زيادة هطول الأمطار في مناطق معينة غير معتادة على هذا الكم من الأمطار وبالتالي تعرضها للفيضانات، وفي المقابل ندرة سقوط الأمطار في مناطق أخرى اعتادت على الأمطار فتصاب بالجفاف.

ويجدر القول أن أحد أخطر خصائص الكوارث الطبيعية هو عدم القدرة على التحصين ضد أضرارها، على الرغم من اتخاذ بعض الدول إجراءات وتدابير معينة لتفادي الخسائر الناجمة عنها قبل وقوعها.

وكيفما لا توجد بقعة على وجه الأرض مُحصنة ضد الكوارث الطبيعية، إلا أن هناك مناطق جغرافية معينة تتكرر فيها أنواع معينة من الكوارث الطبيعية من وقت إلى آخر، وأحيانًا تحدث بشكل موسمي مثل موسم الأعاصير الربيعية في الولايات المتحدة وموسم الأعاصير في الصيف والخريف في منطقة المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وخليج المكسيك.

أنواع الكوارث الطبيعية

فيما يلي ذكر لأنواع الكوارث الطبيعية:

  • الزلازل: وتحدث في جميع أنحاء العالم بشكل يومي، وتكون في معظم الأحيان صغيرة جدًا دون إحداث أضرار، إلا أن الضرر الكبير الذي ينجم عن الزلازل كأحد أنواع الكوارث الطبيعية ينجم عن الزلازل الكبيرة.
  • البراكين: توجد مجموعة كبيرة من البراكين النَشِطة التي تحدث في البلدان في سنوات معينة.
  • الجفاف: والذي يتم قياسه من خلال مؤشر بالمر للجفاف.
  • شدة ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة: وهي حالات جوية يتأثر فيها الإنسان بشكل كبير وتُشكل خطرًا على صحته وقد تودي بحياته، وتتمثل بحدوث ارتفاعات كبيرة وانخفاضات في درجات الحرارة.
  • شدة هطول الأمطار والفيضانات: إذ تُصاب مناطق معينة بارتفاع في مستويات هطول الأمطار، الأمر الذي يتسبب بحدوث الفيضانات.
  • الانهيارات الأرضية: وتزداد مخاطر حدوثها في المناطق الجبلية العالية التي يكثر بجوارها السكان، وينجم عنها أضرار كبيرة.
  • حرائق الغابات.
  • البرق.
  • الأعاصير، الأعاصير الدوامية والمدارية.

نتائج الكوارث الطبيعية

كثيرة هي نتائج الكوارث الطبيعية التي قد تؤثر على دول بأكملها. فيما يلي ذكر لأهم نتائج الكوارث الطبيعية:

  • تتسبب الكوارث الطبيعة بمقتل آلاف الأشخاص كل سنة، وبخسائر مادية تُقدر بمليارات الدولارات، فعلى سبيل المثال تسببت كارثتان طبيعيتان حدثتا عام 1989 والمتمثلتان بإعصار هوغو وزلزال لوما بريتا في سان فرانسيسكو بخسائر مباشرة تُقدَّر ب15 مليار دولار، وخسائر غير مباشرة ما بين 30 و45 مليار دولار، إلى جانب مقتل 90 شخص، واستمرار آلاف دون مسكن أو مأوى لنفس السبب. وبحسب تقدير منظمة الصحة العالمية فإنه ما بين عامي 1964 و1983 فإن الكوارث الطبيعية تسببت بمقتل ما يقارب 2 ونصف مليون نسمة، و750 مليون شخص آخر من المتضررين والجرحى والذين بلا مأوى.
  • من نتائج الكوارث الطبيعية حدوث أضرار في الطرق والمواصلات والاتصالات، واضطرابات في مصادر الطاقة.
  • تزيد الكوارث الطبيعية من مستويات الفقر وزعزعة الاقتصاد على الصعيد الفردي والدولي.
  • تؤدي الكوارث الطبيعية إلى إحداث مظالم اجتماعية بسبب ندرة الموارد، وبالتالي نشوب صراعات داخل المجتمعات، وقد تكون الدراسات التي تتحدث في هذا المجال قليلة، إلا أنه لا مفر من حقيقة تواجدها في المجتمعات التي تتعرض للكوارث طبيعية كانت أو صناعية، ومن وجود المشكلات التي تعرقل عملية التعافي.
  • قد تزيد الكوارث الطبيعية من الاضطرابات السياسية في بعض الدول.

فوائد الكوارث الطبيعية

على الرغم من الأضرار الكبيرة التي تُخلِّفها الكوارث الطبيعية، إلا أن فوائد الكوارث الطبيعية حاضرة، وفيما يلي عرض لفوائد الكوارث الطبيعية:

  • يستفيد المزارعون من الفيضانات على المدى الطويل بسبب قدرتها على زيادة خصوبة التربة، من خلال توفيرها لعناصر غذائية لم تكن موجودة من قبل، وبالتالي زيادة الإنتاج الزراعي. كما ومن الممكن أن تستفيد الأسماك من فوائد الكوارث الطبيعية من خلال العناصر الغذائية التي تنتقل إليها عن طريق البحار والأنهار، إلى جانب إعادة توطينها وتحقيق التوازن السمكي بين التجمعات المائية.
  • تؤثر البراكين على التربة فتجعلها غنية بالعناصر المغذية، وتنقل الأحجار الكريمة الموجودة داخل الأرض إلى خارجها والتي تحسن من اقتصاد البلدان، إلى جانب ما تنتجه البراكين من مواد كيميائية تساهم في تحسين الدورة البيئية مثل ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين.
  • يعمل حرق الغابات على تجديد النظام البيئي، من خلال قتل النباتات المريضة، وخلق ظروف مناسبة لنمو نباتات وشتلات جديدة وعودة المغذيات إلى تربة الغابة.

كيف يمكن الحد من آثار الكوارث الطبيعية؟

بحسب الأكاديمية الوطنية الأمريكية فإنه يمكن الحد أو التقليل من آثار الكوارث الطبيعية من خلال التكاثف الدولي والمجتمعي والفردي للتصدي لآثار الكوارث الطبيعية، والتي سيتم توضيح كيفية الحد منها فيما يلي:

  • قيام السلطات القضائية بمراجعة وتحديث احتماليات حدوث المخاطر، من خلال تطوير أنظمة المعلومات الجغرافية المحوسبة والتدقيق في معرفة العوامل الفيزيائية والبيولوجية، التي تتسبب بحدوث الكوارث الطبيعية والتنبؤ بها كالقدرة على التنبؤ بوعد وقوع الزلازل.
  • دراسة العوامل الاجتماعية وطريقة استجابة الإنسان للكوارث، وتقييم الاستراتيجيات المجتمعية والتكنولوجية للحد من حدوث الكوارث الطبيعية.
  • نشر التعليم بالكوارث الطبيعية ومخاطرها وأضرارها وكيفية التعامل معها على نطاق واسع، والوصول إلى شرائح المجتمع التي لم تتمكن من الحصول على التعليم بما فيهم كبار السن والأطفال وذوي الإعاقة.
  • تقديم معلومات بشكل مستمر عن الكوارث الطبيعية والإجراءات الاحترازية وخطط التعامل معها في المنزل وخارجه.
  • مراقبة الحكومة لكيفية إنشاء المباني المقاومة للمخاطر من حيث التصميم والمتانة والموقع.
  • تخصيص فرق للتعامل مع الكوارث الطبيعية والتعافي منها وإعادة إعمار ما نتج عنها.

اقرأ/ي أيضًا:

لم يتوقع مركز بريطاني مختص بالأرصاد حدوث زلزال في الخليج واليمن

أبرز الأخبار الزائفة حول زلزال تركيا وسورية

هل طبقات الأرض أربعة؟

صورة أثارت الجدل لمبنى في كهرمان مرعش صمد أمام الزلزال المدمر .. ما قصتها؟

هل يمكن تحديد المواقع عبر حركة الأقمار الصناعية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على