` `

هل تمارين السيطرة على الغضب مفيدة فعلًا؟

صحة
24 فبراير 2023
هل تمارين السيطرة على الغضب مفيدة فعلًا؟
هناك مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على الغضب وأضراره (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعاني بعض الأشخاص من مشكلة عدم السيطرة على الغضب، والتي قد تكلفهم خسارة الكثير من الأشخاص والعلاقات والأشياء من حولهم، فهل يمكن السيطرة على الغضب؟ وماذا تعني السيطرة على الغضب في علم النفس؟ وما أهم النصائح الواردة في السياق؟
تجيب المقالة التالية على جميع هذه الأسئلة، وتُقدِّم معلومات حول آلية السيطرة على الغضب مع الأطفال.

صورة متعلقة توضيحية

السيطرة على الغضب في علم النفس

يُعرِّف الدكتور وعالم النفس تشارلز سبيلبيرجر الغضب بكونه حالة عاطفية تختلف شدتها من التهيُّج الخفيف إلى الشديد. وهو رد فعل تكيُّفي على التهديدات، وشعور يتشابه مع المشاعر الأخرى فيما يرافقه من تغيرات فسيولوجية وبيولوجية، فعلى سبيل المثال عندما يتعرض الشخص لفقدان السيطرة على الغضب يواجه مشكلة في ارتفاع مستويات السكر، وضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الطاقة والأدرينالين والنُورأدرينالين.

وبحسب عالمة النفس في المركز الطبي بجامعة كولومبيا إيرين إنجل، فإن السيطرة على الغضب في علم النفس طريقة مُصَمَّمَة لإدارة الإثارة العاطفية والفسيولوجية المُصاحِبة للغضب، من خلال التعرف على أسباب الغضب لدى الشخص، وكيفية التعامل معه بشكل أكثر فعالية.

السيطرة على الغضب والانفعالات السلبية

تكمن أهمية السيطرة على الغضب والانفعالات السلبية في تقليل مساحة المشاعر العاطفية والإثارة الفسيولوجية التي يتسبب فيها الغضب، إذ يصعب التخلص أو تجنب أو تغيير الأشياء المسببة للغضب، سواء ذكريات أو أشخاص أو أحداث أو أشياء، ولكن يتوجب تعلُّم كيفية السيطرة على الغضب والانفعالات السلبية والسلوكيات العدوانية الناتجة عنه، والتي تبدو ظاهرة في ردود أفعال الشخص الغاضب.

كيفية السيطرة على الغضب

هناك مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على الغضب وأضراره، وفيما يلي توضيح لكيفية السيطرة على الغضب والتعامل معه:

  • من المهم معرفة اللحظة التي يدخل فيها الشخص بموجة الغضب، ومحاولة الذهاب لمكان هادئ يمكن من خلاله تخفيف مشاعر الغضب قدر الإمكان.
  • ضرورة منح النفس القليل من التفكير قبل الرد على المشكلات التي تسببت بالغضب، عن طريق محاولة العد للرقم 10، والقيام بتمارين التنفس للحصول على أكبر قسط من الاسترخاء.
  • يمكن الاستعانة بأشخاص يسهُل التحدث معهم عن المشاعر الداخلية الكامنة مثل الغضب، ومحاولة البحث عن استشارة في كيفية السيطرة على الغضب، على أن يكون الأشخاص المُستَشارين غير مرتبطين بالموقف الذي تسبب بموجة الغضب، ويُفضل في أحسن الأحوال أن يكون مصدر الاستشارة طبيب مختص.
  • تعلُّم الطرق التي تزيد من الثقة بالنفس، وضرورة عدم التخلي عن التعامل مع المواقف بحزم.
  • اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي، وهو علاج نفسي الهدف منه مساعدة الشخص الغاضب التعرف على الآثار السلبية للغضب، والبحث عن السبب خلف الأفكار السلبية التي تزيد من حدة الغضب. ويتم من خلاله تعلُّم كيفية إدارة الظروف الحياتية المُتعِبة بطريقة أكثر نجاحًا وسلاسة، إلى جانب تعلُّم كيفية التعامل مع الحزن، والتغلب على الآلام والصعاب التي يمكن للمرء مواجهتها خلال حياته.
  • تحسين مهارات الاتصال والتواصل، وعدم قول كل ما يخطر في البال، إلى جانب تفادي ردود الأفعال الفورية.
  • التركيز على حل المشكلات، والإيمان بعبارة لكل مشكلة حلها.
  • تجنب المواقف التي بإمكانها أن تزيد المشكلات.

هل تمارين السيطرة على الغضب مفيدة فعلًا؟

صحيح، تعتبر تمارين السيطرة على الغضب مفيدة وقادرة على التخفيف من حدة الغضب بشكل ملحوظ، وأهمها تمارين التنفس، إذ يُلاحَظ أن عملية التنفس عند الشخص الغاضب سريعة ولاهثة، ومن خلال تمارين التنفس يمكن الحصول على أكبر قدر من الهدوء والاسترخاء.

تمارين للسيطرة على الغضب

هناك بعض التمارين المخصصة للسيطرة على الغضب والتخفيف من حدة التوتر، وتزويد الجسم بمشاعر الاسترخاء والراحة. وتوجد أغلب التمارين للسيطرة على الغضب في الأنشطة اليومية والعادية والمحببة لدى معظم الناس ويتمثل أهمها في:

  • المشي.
  • رياضة الجري.
  • السباحة.
  • اليوغا.
  • ركوب الدراجة.
  • تمارين التنفس العميق والتخيُّل المريح، على أن يكون التنفس من الحجاب الحاجز أو البطن وليس من الصدر، مع الاستعانة بالصور التخيُّلية التي تجلب للشخص الراحة والهدوء.
  • تمارين تماسك القلب، ويتم فيه تعلم تقنيات معينة لمراقبة ومتابعة تغيُّر إيقاعات القلب بشكل واعٍ، ويفيد في تحسين استقرار الجهاز العصبي اللاإرادي، وتقليل التأثيرات التي تزيد من الغضب.
  • تمارين الاسترخاء التدريجي للعضلات عن طريق شد وإرخاء كل مجموعة عضلية موجودة في الجسم بالتدريج ابتداءً من الرأس وحتى القدمين ويمكن العكس.

نصائح للسيطرة على الغضب

فيما يلي مجموعة من النصائح للسيطرة على الغضب:

  • يتوجب عدم التركيز على الأشياء التي يصعب تغييرها، ومحاولة الاهتمام أكثر في توجيه الطاقة نحو مساعدة النفس وتوجيهها للأفضل في سبيل الشعور بالتحسن والهدوء.
  • وضع الأهداف بصورة مرتبة وصغيرة من أجل تحقيقها في وقت أسرع وأكثر سهولة، وتجنب محاولة تحقيقها دفعة واحدة للتخفيف من مشاعر الغضب التي من الممكن أن تسيطر على الشخص عند الشعور بالإحباط.
  • تخفيف المشاعر الحادة تجاه الشعور بالوحدة، إذ إن الشعور بالإحاطة بالآخرين يمكن أن يولِّد قدرة السيطرة على الغضب.
  • من المهم الحفاظ على الصحة العقلية للتقليل من الغضب من خلال تجنُّب لعب القمار، وعدم شرب الكحول أو المخدرات أو السجائر.
  • محاولة إعادة توجيه الغضب نحو الخارج من خلال التماسك، والتركيز على الأشياء الإيجابية، مع ضرورة مراعاة تجنب كبت وتوجيه الغضب إلى الداخل.
  • محاولة التعامل مع بعض الظروف بشكل فكاهي وأكثر سلاسة.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء وممارستها مثل تكرار كلمة "استرخ" عند الشعور بالغضب.
  • من المهم إعادة هيكلة المفاهيم المتعلقة بالغضب، وتجنب استخدام الكلمات التي تزيد من حدته مثل السب والحيادية المطلقة بالألفاظ التي تميل للاستحالة مثل مطلقًا، وأبدًا. ومحاولة ضبط المصطلحات المستخدمة مرارًا وتكرارًا لأن من شأن الكلمات التحكم في مستويات الغضب، وعند إعادة هيكلتها يصبح من الممكن حل المشكلات وتبسيطها، وزيادة رغبة الآخرين في المشاركة لحلها دون خوف.

السيطرة على الغضب مع الأطفال 

من المهم تبني موضوع السيطرة على الغضب مع الأطفال بشكل جاد، لتجنب كافة الأمراض النفسية والعقلية والعصبية التي من الممكن أن تنتقل للأطفال، فتؤثر عليهم لفترات طويلة من الوقت وعلى المدى البعيد، ولكن كيف يمكن السيطرة على الغضب مع الأطفال؟

يعتبر الشعور بالغضب طبيعي ونابع كرد فعل على بعض المشكلات التي تواجه الفرد خلال حياته، ولكنه قد يكون معيقًا لنمو أدمغة الأطفال وسببًا في إصابتهم بالأمراض العقلية في وقت ما من حياتهم، عندما يكون موجهًا إليهم، ولذلك ينصح الآباء والأمهات وجميع الأشخاص الذين ينخرطون في التعامل مع الأطفال تعلُّم أساليب معينة، وطرقًا للسيطرة على الغضب مع الأطفال والتي تكون كالتالي:

  • محاولة الكبار التعامل مع مشاعرهم بطريقة تمكنهم التقليل من الغضب، وخاصة المشاعر التي يجهل الأطفال فهمها دون مد أصابع الاتهام على الأطفال، وتجنُّب بعض العبارات السلبية مثل: "أنت شقي جدًا".
  • يمكن السيطرة على الغضب مع الأطفال من خلال التحلي بالصبر قد الإمكان وتوقع العواقب التي من الممكن أن يجنيها الغضب على الأطفال.
  • في حال تم فقدان السيطرة على الغضب مع الأطفال من الممكن تقديم الاعتذار لهم، فقد يتفهَّم الطفل أنه من الممكن أن يفقد الإنسان قدرته على التحمل في أوقات معينة.
  • بعد مواجهة لحظة الغضب وإفلاتها، من الضروري مراجعة النفس وإعادة ترتيب الأحداث وأخذ الاستفادة لمعرفة الكيفية التي سيتم اعتمادها في المرة القادمة للسيطرة على الغضب مع الأطفال.

اقرأ/ي أيضًا:

هل حقائق علم النفس تفسر تصرفات الإنسان؟

هل يؤثر الضغط النفسي على الجسم؟

هل يمكن علاج الإرهاق والتعب النفسي؟

هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟

هل يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على الزواج؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على