` `

ما هو فقدان الذاكرة المؤقت؟

صحة
5 أبريل 2023
ما هو فقدان الذاكرة المؤقت؟
تُعرف نوبات فقدان الذاكرة المؤقتة باسم فقدان الذاكرة الشامل العابر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ربما يشير فقدان الذاكرة المؤقت إلى مشكلة صحية أكثر خطورة في بعض الأحيان، وخصوصًا إذا تكررت الأعراض عند الشخص أكثر من مرة واحدة. يُسلّط هذا المقال الضوء على الفقدان المؤقت في الذاكرة مع توضيح الأعراض وطرق العلاج المتوفرة، ويشير كذلك إلى طريقة تشخيص أسباب فقدان الذاكرة الذي يكون مؤقتًا.

ما هو فقدان الذاكرة المؤقت؟

تُعرف نوبات فقدان الذاكرة المؤقتة باسم فقدان الذاكرة الشامل العابر حسب مايو كلينيك، وربما يكون هذا النوع من فقدان الذاكرة عند الاستيقاظ من النوم أو بعد التعرض إلى الصدمات أو في غيرها. تؤدي نوبة فقدان الذاكرة إلى صعوبات في تكوين الذكريات الجديدة ومواجهة مشكلة في استحضار الذكريات الأخيرة، لكنها تكون عابرة وتنتهي بعد مدة قصيرة.

صورة متعلقة توضيحية

هل مدة فقدان الذاكرة المؤقت تصل إلى يوم كامل؟

في العادة لا تدوم نوبة فقدان الذاكرة المؤقتة أكثر من 6 ساعات إلا أنها يمكن أن تصل إلى يوم كامل في بعض الأحيان، وخلال هذه الفترة يمكن للمصابين ممارسة الأنشطة اليومية والمهمات المعقدة؛ مثل قيادة المركبة، كما أنهم يستطيعون التواصل مع الآخرين إلا أنهم لا يتذكرون بعض التفاصيل ويواجهون مشاكل في الذاكرة.

ما هي أعراض فقدان الذاكرة المؤقت؟

لا شك بأن هُناك العديد من الأعراض التي تصاحب فقدان الذاكرة المؤقت، وأبرزها الأعراض الآتية:

  • ظهور مفاجئ لفقدان الذاكرة: يعد فقدان الذاكرة والنسيان المفاجئ عند كبار السن وصغار السن من أبرز الأعراض لفقدان الذاكرة المؤقت، ويُصاحب ذلك تلبك عند المصاب، ويمكن للشهود ملاحظة هذه الأعراض.
  • الانتباه والتعرّف على الهوية: عند الإصابة بفقدان الذاكرة المؤقت لا ينسى الأشخاص هويتهم أو يواجهون صعوبةً في معرفة من هُم، وكذلك يكونوا منتبهين ومتيقظين بالرغم من فقدان الذاكرة أيضًا.
  • عدم وجود علامات على تلف الدماغ: يؤدي تلف بعض مناطق الدماغ إلى صعوبة في تحريك الذراع أو الساق، وربما يتسبب بالحركات اللإرادية والمشاكل في فهم الكلمات، وينبغي عدم وجود أي من هذه الأعراض ليكون فقدان الذاكرة مؤقتًا.
  • الإدراك الطبيعي للأشياء المُحيطة: لا يواجه المصابون بفقدان الذاكرة المؤقت صعوبةً في التعرّف على الأشياء والعناصر التي كانت مألوفة لديهم من قبل، كما أنهم يستطيعون تسمية هذه الأشياء ويتابعون التوجيهات البسيطة.
  • طرح بعض الأسئلة: من الشائع للمصابين بفقدان الذاكرة المؤقتة أن يقوموا بطرح بعض الأسئلة التي تنتج عن مشاكل الذاكرة، ومنها الأسئلة حول سبب التواجد في المكان الحالي وكيف تم الوصول إليه.

هل أسباب فقدان الذاكرة المؤقت الرئيسية معروفة؟

لا تزال أسباب فقدان الذاكرة المؤقت مجهولةً حتى الوقت الراهن، سواءً ظهرت أعراض فقدان الذاكرة عند الاستيقاظ من النوم أو خلال الأوقات الأخرى من اليوم، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هُناك بعض المحفزات الشائعة التي يمكن أن ترتبط مع فقدان الذاكرة المؤقت، ومنها ما يأتي:

  • أداء مناورة فالسالفا: تعد مناورة فالسالفا من تقنيات التنفس التي يغلق المرء خلالها فمه وقرص أنفه مع الضغط إلى الأسفل كما لو أراد إخراج البراز عند الإمساك، وربما تظهر بعضها أعراض فقدان الذاكرة المؤقت أحيانًا
  • الغمر في الماء البارد أو الساخن: تم الإبلاغ عن حالات فقدان الذاكرة بشكل مؤقت من قبل بعض الأشخاص عند غمرهم بالماء الساخن أو البارد؛ إذا كان هذا الغمر في الماء مفاجئًا.
  • ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة: من الضروري تجنب الأنشطة البدنية الشاقة التي تؤثر على الجسم بشكل سلبي، وربما ترتبط بعض حالات فقدان الذاكرة المؤقت مع ممارسة هذا النوع من الأنشطة كما أبلغ البعض.
  • الإجراءات الطبية: ترتبط بعض حالات فقدان الذاكرة بشكل مؤقت مع عدة إجراءات طبية، ومن ذلك الإصابة بفقدان الذاكرة بعد تصوير الأوعية الدموية أو التنظير الداخلي.
  • صدمات الرأس الخفيفة: من الضروري تجنب صدمات الرأس لما تتسبب به هذه الصدمات من الآثار السلبية على صحة الإنسان، وربما تؤدي صدمات الرأس الخفيفة إلى ظهور أعراض فقدان الذاكرة المؤقت أحيانًا.
  • الأنشطة الجنسية: في بعض الأحيان تؤدي الأنشطة الجنسية والجِماع إلى تحفيز ظهور أعراض فقدان الذاكرة المؤقت عند الشخص، وذلك حسب شبكة كليفلاند كلينك الطبية.
  • الضيق العاطفي: يعاني بعض الأشخاص من أعراض فقدان الذاكرة بشكل مؤقت عند الشعور بالضيق العاطفي، وربما يكون هذا الضيق العاطفي ناتجًا عن عدة عوامل؛ منها الإرهاق والأخبار السيئة.
  • تناول بعض المواد والعقاقير: في بعض الأحيان ترتبط حالات فقدان الذاكرة المؤقت مع الاستهلاك في شرب الخمور، أو استخدام العقاقير الترويجية مثل المخدرات، أو تناول بعض الأدوية المهدئة أو أدوية القلق والنوبات.

كيف يتم تشخيص فقدان الذاكرة المؤقت؟

يتم تشخيص فقدان الذاكرة المؤقت بالاعتماد على العديد من الاختبارات والفحوصات عند الحاجة إلى ذلك، وفيما يأتي قائمة تتضمن أبرز الطرق التي يتبعها الأطباء لتشخيص أعراض فقدان الذاكرة بشكل مؤقت:

  • استبعاد الحالات الأكثر خطورة: ربما يرتبط فقدان الذاكرة المؤقت مع حالات أكثر خطورة؛ مثل النوبات وإصابات الرأس والسكتات الدماغية، ويحرص الأطباء على استبعاد هذه الحالات في البداية لضمان سلامة الشخص.
  • الاختبار البدني: يهدف الاختبار البدني إلى التحقق من الردود العصبية وردود الفعل التي تظهر عند الشخص، بالإضافة إلى التأكد من قوة وتوتر العضلات والعديد من الأجزاء البدنية الأخرى.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد التصوير المقطعي المحوسب على الأشعة السينية؛ لتشكيل صورة يمكن للطبيب من خلالها رؤية الدماغ والجمجمة بشكل أفضل للتعرّف على أية مشاكل عضوية تظهر.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: من خلال تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي يحصل الطبيب على صورة مفصلة للدماغ، وتعتمد هذه التقنية على المجال المغناطيسي وموجات الراديو لتشكيل الصور، وتساعد في تشخيص فقدان الذاكرة المؤقت.
  • تخطيط كهربية الدماغ: عند إجراء هذا الاختبار يتم وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس للتحقق من نشاط الدماغ الكهربائي، وعادةً ما يتم إجراؤه عند التعرض إلى فقدان الذاكرة المؤقت أكثر من مرة أو شك الطبيب في وجود نوبة.

هل يوجد علاج لفقدان الذاكرة المؤقت؟

لا يوجد علاج لفقدان الذاكرة المؤقت، وذلك لأن الأعراض تختفي وحدها بعد مرور وقت قصير، كما أنه ليس لهذا الفقدان في الذاكرة آثارًا طويلة المدى عند الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراضه، وربما يفضل فريق الرعاية الصحية بقاء المصاب في المستشفى حتى تختفي الأعراض، وذلك للتحقق من عدم وجود حالة كامنة تستدعي العلاج.

هل يستدعي فقدان الذاكرة المؤقت زيارة الطبيب؟

إذا كان فقدان الذاكرة المؤقت مفاجئًا؛ فإن المصاب يحتاج إلى زيارة المستشفى والحصول على الرعاية الطبية الطارئة، وينبغي وجود مرافق مع المصاب عند الذهاب إلى المستشفى لمساعدته في العديد من الأمور، وأبرزها ما يأتي:

  • مشاركة التفاصيل المهمة مع فريق الأطباء: ينبغي على المرافق أن يشارك مختلف التفاصيل ذات الأهمية مع فريق الرعاية الصحية، وأبرزها الأحداث التي تتسبب بالإجهاد النفسي أو العاطفي قبل ظهور الأعراض.
  • البقاء مع المصاب خلال التقييم الطبي: من الضروري بقاء أحد المرافقين من الشخص الذي تعرض إلى فقدان الذاكرة المؤقت، حتى يدوّن كافة التفاصيل التي يدلي بها الطبيب، إلى جانب اتخاذ القرارات عن المصاب في شأن الإجراءات التالية.
  • مشاركة السجل الطبي للمصاب: لا بُد من قيام المرافق بمشاركة جميع تفاصيل السجل الطبي للمصاب مع الأطباء، ويشمل ذلك الأدوية التي يتناولها والمشاكل الصحية التي كان يعاني منها سابقًا.
  • مراقبة الأعراض المصاحبة: على المرافق أن يراقب أية أعراض أو علامات تصاحب فقدان الذاكرة المؤقت عند المصاب، ويشمل ذلك الضعف أو الارتعاش أو شعور المصاب بالتنميل.
  • طرح الأسئلة على الطبيب: حتى يتم تقديم أفضل خدمة رعاية صحية للمصاب أثناء التشخيص وفي المستشفى وبعد المغادرة؛ يجب على المرافق طرح الأسئلة المهمة ومعرفة إجابتها حتى لو يدلي بها الطبيب ابتداءً.

ما أسباب فقدان الذاكرة والنسيان المفاجئ عند كبار السن وصغار السن؟

يكون فقدان الذاكرة المؤقت مفاجئًا أحيانًا ويمكن أن يصيب الكبار والصغار في السن، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أسباب فقدان الذاكرة والنسيان المفاجئ عند كبار السن وصغار السن:

  • تناول بعض الأدوية: تؤثر بعض الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج المشاكل الصحية والنفسية على الذاكرة بشكل كبير وتؤدي إلى فقدان الذاكرة المفاجئ، ومنها أدوية كلورديازيبوكسيد للقلق.
  • الاكتئاب: يفقد بعض كبار السن الذاكرة بشكل مفاجئ نتيجةً للإصابة بالاكتئاب، وذلك لأن الاكتئاب يؤثر على التركيز مما يؤدي إلى صعوبات في التذكر، ولا بد من استشارة الطبيب المختص عند ظهور أعراض الاكتئاب.
  • نقص فيتامين بي 12: يسهم فيتامين بي 12 في حماية الخلايا العصبية عند الإنسان حتى يستطيع التفكير بشكل جيد، وربما يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى مواجهة فقدان مفاجئ للذاكرة ونسيان الأشياء.
  • إصابات الرأس: يمكن أن تكون إصابات الرأس الخفيفة مرتبطة بفقدان الذاكرة المؤقت فجأة، وربما تكون مشاكل الذاكرة المرتبة مع ضربات الرأس دائمة إذا كانت شدة الضربة قوية جدًا.
  • السكتة الدماغية: في بعض الأحيان يؤدي ضعف أحد الأوعية الدموية أو انسداده إلى انقطاع تدفق الدم إلى بعض أجزاء الدماغ، ما يتسبب بالسكتة الدماغية التي ينتج عنها النسيان وفقدان الذاكرة بشكل مفاجئ.

هل هناك مفاهيم خاطئة شائعة حول فقدان الذاكرة؟

سواءً تعرض الشخص إلى فقدان الذاكرة المؤقت أو الدائم؛ توجد الكثير من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول فقدان الذاكرة، وأبرزها: تعرّف المصاب على نفسه في معظم الحالات مع نسيانه لبعض المعلومات من الماضي، كما أن فقدان الذاكرة لا يصيب نوعًا واحدًا من الذاكرة، وإنما توجد عدة أنواع، ويتعلق بعضها بالذاكرة في المستقبل أو الماضي أو الحاضر فقط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل طرق تنشيط الذاكرة فعالة؟

هل يمكن تقوية الذاكرة والتركيز والذكاء؟

هل تعزيز الذاكرة والنشاط من فوائد القيلولة؟

هل مرض الزهايمر يسبب الوفاة من الناحية الطبية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على