` `

هل يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع؟

صحة
25 أبريل 2023
هل يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع؟
يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع عن طريق اتباع عدة إجراءات وقائية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

حساسية الربيع أو ما يعرف بالتهاب الأنف التحسسي الموسمي أو حمى القش، هي عبارة عن رد فعل مناعي مفرط للجسم تجاه محرض خارجي عادةً غير ضار مثل أبواغ الفطور (العفن) أو غبار الطلع المحمول في الهواء من الأشجار أو الأعشاب أو الأزهار، ويكون هذا الأمر متعبًا ومرهقًا للمريض ويسبب له ارتباكًا فيما إذا كان مصابًا بالحساسية الموسمية أو بنزلة برد (الرشح)، وسنتعرف في هذا المقال على آلية حدوث الحساسية وأعراضها وكيف يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع وتجنب حدوثها.

صورة متعلقة توضيحية

سبب حساسية الربيع

الحساسية الموسمية مثل باقي أنواع الحساسية، وتعني رد فعل مبالغ به للجسم اتجاه عامل خارجي ما، بعبارة أخرى، عندما يتم التماس بين الجسم المتحسس والمادة التي تسبب تحسس له والتي يتعامل معها على أنها جسم غريب متطفل، يحدث رد فعل مناعي مفرط ويفرز الجسم وسائط التهابية ومواد كيميائية مثل الهيستامين واللوكترين والبروستاغلاندينات، هذه العوامل هي المسؤولة عن ظهور أعراض الحساسية، وتختلف هذه الاستجابة المناعية من شخص لآخر، فعلى سبيل المثال لا يتعتبر غبار الطلع عامل ضار ولا يسبب استجابة مناعية لدى معظم الناس، لكن هناك نسبة معينة من أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص ترى غبار الطلع على أنه أجسام غريبة وخطيرة وتعامله كعامل ممرض أو عدوى.

ويعد أكبر مسببات حساسية الربيع هو غبار الطلع، حيث تطلق الأشجار والأعشاب والنباتات البرية هذه الحبوب الصغيرة في الهواء لتخصيب النباتات الأخرى، بالإضافة إلى العفن الذي ينمو في الربيع داخل المنزل وخارجه حيث تنتشر الأبواغ الخاصة به في الهواء أيضًا، وعندما تلامس هذه المواد الأغشية المخاطية لأنف شخص لديه حساسية، تتحرض دفاعات الجسم للدفاع عنه وتظهر أعراض الحساسية.
تكون الحساسية الموسمية أقل شيوعًا خلال فصل الشتاء، كما أن المطر يزيل المواد المحسسة العالقة في الهواء على عكس الرياح في الربيع التي تنقله لمسافات بعيدة.

هل يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع

صحيح، يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع عن طريق اتباع عدة إجراءات وقائية بسيطة على الرغم من صعوبة التنبؤ بمدى سوء موسم الحساسية، وكمية المحسسات الموجودة في الهواء وشدة الرياح.

طرق تخفيف أعراض حساسية الربيع

 فيما يلي بعض النصائح المفيدة تخفيف أعراض حساسية الربيع:

أولًا: تقليل التعرض للمواد المحسسة: 

يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع من خلال تقليل التعرض للمواد المحسسة وذلك باتباع ما يلي:

  • البقاء في المنزل قدر الإمكان خاصةً في الأيام التي يكون فيها كمية غبار الطلع في ذروتها، وأفضل وقت للخروج يكون بعد المطر الذي يزيل المحسسات من الهواء.
  • من المفضل الابتعاد عن أعمال البستنة وإزالة الأعشاب الضارة.
  • ارتداء قناع الوجه (الكمامة) للحد من دخول المحسسات إلى جهاز التنفس بالإضافة للنظارات الواقية.
  • إبقاء النوافذ مغلقة خلال هذه الفترة واستعمال مكيف الهواء.
  • عدم نشر الملابس خارجًا لأن هذه المواد المحسسة تعلق ضمن خيوط وألياف الملابس.
  • غسيل الملابس بعد الدخول إلى المنزل والاستحمام، لإزالة المواد المحسسة العالقة في الملابس والشعر ولا يكفي هز أو نفض الملابس قبل الدخول، فنصف المواد المحسسة تبقى عالقة.
  • مسح الحيوانات الأليفة عند دخولها إلى المنزل من الخارج.

ثانيًا: استخدام الأدوية

يمكن تخفيف أعراض حساسية الربيع من خلال تناول الأدوية المضادة للحساسية لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تناول هذه الأدوية قبل بدء الأعراض يمكن أن يخفف شدة الأعراض، ومن هذه الأدوية مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان الفموية أو بشكل بخاخ، وبخاخات الستيروئيد الموضعي، وفي الحالات الأشد يجب استشارة الطبيب للتفكير بخطوط علاجية أخرى.

ما هي أعراض حساسية الربيع

أعراض حساسية الربيع متعددة ومزعجة جدًا للمريض ويتم الخلط بينها وبين أعراض نزلة البرد أي الرشح وتعد أشيع هذه الأعراض:

  1. احمرار العينين والدموع والحكة.
  2. احتقان الأنف والسيلان.
  3. العطاس.
  4. حكة في الأنف والحلق.
  5. التنقيط الأنفي الخلفي أي تصريف المفرزات في الحلق مما يسبب السعال.

وعلى عكس نزلات البرد، عادةً ما تستمر الحساسية الموسمية لفترة أطول من أسبوع أو أسبوعين، وتتعلق بالفترة من السنة التي تزيد فيها المحسسات مثل غبار الطلع، كما أن الحساسية الموسمية غالبًا ما تنتشر ضمن العائلات، لذلك لا بدّ من التفكير بها إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني منها أيضًا.

أما بالنسبة لتشخيص حساسية الربيع فعادةً ما يكون سهلًا، بوجود أعراض وصفية لا تظهر إلا خلال وقت معين من العام (الربيع)، بالإضافة للفحص السريري من قبل الطبيب لتمييز الحالة عن باقي الأمراض، كما يمكن أن تساعد الاختبارات الجلدية أو تحليل الدم الخاص بمسببات الحساسية في تحديد نوع المحسس للمريض، ولكن هذه الاختبارات عادةً غير ضرورية فعلاج التهاب الأنف التحسسي هو نفسه، بغض النظر عن نوع مسبب الحساسية.

أعراض الحساسية الموسمية في الربيع

تتراوح أعراض الحساسية الموسمية في الربيع من خفيفة إلى شديدة، والأعراض الأكثر شيوعًا تشمل كلًا مما يلي:

  1. عطاس وسعال.
  2. احتقان وسيلان الأنف والعين.
  3. حكة في العين والأنف والحنجرة.
  4. احتقان الأذن.
  5. السيلان الأنفي الخلفي، حيث يوجد إحساس بالمخاط يقطر أسفل مؤخرة الحلق.

أما الأعراض الأقل شيوعًا فتشمل:

  1. التعب
  2. الصداع
  3. ضيق النفس
  4. انتفاخ العينين.
  5. هالات سوداء تحت العين.

ويعاني الكثير من المصابين بالحساسية الموسمية من الربو أيضًا، وعند ترافق الحالتين قد تتطور نوبة ربو تتظاهر بسعال شديد وضيق نفس وتعب وعصبية وهياج، وفي الحالات الشديدة قد تحدث زرقة في الشفاه والوجه والأظافر مع صعوبة شديدة في الكلام أو المشي وتسرع نبض وألم صدر ثم نعاس وغياب عن الوعي.

وعدم وجود حساسية ربيع سابقة لا ينفي تطورها بشكل حديث، فحساسية الربيع تتطور في أي عمر حتى خلال البلوغ ويجب الشك بها بمجرد تطور الأعراض الوصفية من حكة في العينين والأنف والحنجرة، وانسداد الأنف مع سيلان شفاف ورقيق، واستمرار هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، فجميع هذه العلامات تدل على الحساسية الموسمية أو التهاب الأنف التحسسي.

أعراض حساسية العين

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون، تسمى حساسية العين أيضًا بالتهاب الملتحمة التحسسي وهي شائعة جدًا، تحدث عندما تتفاعل العين مع عامل محرض يزعجها (يسمى مسببات الحساسية)، عندها يستجيب جهاز المناعة لوجود هذا المحسس وتنتج العين مادة تسمى الهيستامين لمحاربة مسببات الحساسية، وهذه المادة هي المسؤولة عن أعراض حساسية العين، وعلى عكس الأنواع الأخرى من التهاب الملتحمة، لا تنتقل حساسية العين من شخص لآخر.

ولحساسية العين نوعين:

  1. حساسية العين الموسمية: يتعلق ظهورها بوقت محدد من العام غالبًا في الربيع والصيف، وتكون المحسسات عادةً خارجية ومحمولة في الهواء كغبار الطلع وأبواغ العفن والغبار.
  2. حساسية العين الدائمة: تستمر الأعراض على مدار العام، وتكون المحسسات داخلية عادةً كوبر الحيوانات الأليفة والريش وعث المنزل، بالإضافة إلى مواد أخرى أقل شيوعًا مثل العطور والدخان والكلور وتلوث الهواء ومستحضرات التجميل وبعض الأدوية، وقد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه المواد الكيميائية الحافظة الموجودة في قطرات العين الموصوفة. 

وتشمل أعراض حساسية العين ما يلي:

  1. احمرار العين والحكة والتهيج.
  2. الدماع أو السيلان الرائق الشفاف أو أبيض خيطي.
  3. تورم الأجفان.
  4. ألم أو حس حرق أو وخز.
  5. الحساسية من الضوء.
  6. عادةً يعاني المريض أيضًا من أعراض حساسية أخرى، مثل انسداد وسيلان الأنف والعطاس.

تشمل طرق الوقاية تقليل التعرض للعوامل المحسسة وتجنب فرك العينين، كما يمكن استعمال كمادات باردة وقطرات مرطبة للعين (الدمع الاصطناعي) أو الحاوية على مضاد هيستامين.

حساسية الربيع الجلدية في الربيع

عند بعض الأشخاص يحدث رد فعل مناعي عند ملامسة محرض ما للبشرة لمحاربة العامل الغريب فيقوم الجلد بإفراز مواد كيميائية تسبب ظهور طفح، وهذا ما يسمى بالتهاب الجلد التماسي وهو غير معدٍ وله نوعين:

  1. التهاب الجلد التخريشي: سببه تعرض الجلد لمواد كيميائية مثل المنظفات القوية وتكون الأعراض نفسها عند جميع الأشخاص عند التعرض لنفس العامل المؤذي للجلد (أي العامل المخرش ضار).
  2. التهاب الجلد الأرجي: حيث يتفاعل الجسم مع أحد مسببات الحساسية، وهي عادةً أشياء لا تزعج معظم الناس، فقد يكون أي شيء من النباتات مثل اللبلاب السام إلى الأصباغ أوالعطور الموجودة في المنتجات اليومية (العامل المحسس عادةً غير ضار).

وعند حدوث رد فعل تحسسي تجاه شيء ما في الهواء يستقر على البشرة، مثل غبار الطلع، يسمى التهاب الجلد التماسي الأرجي المحمول بالهواء، ويحدث غالبًا على الجفون والرأس والرقبة، وقد يكون صعب التشخيص.

أما بالنسبة لحساسية الربيع الجلدية في الربيع أو التهاب الجلد التماسي الأرجي في سياق حمى القش، يحدث عند ملامسة غبار الطلع أو المحسسات الأخرى التي تسبب حساسية الربيع بشكل عام للجلد، فيبدي الجلد رد فعل مناعي وتحدث حكة مع ظهور بقع حمراء أو اندفاعات تشبه الشري، مع حواف محددة بوضوح ويكون سطح الجلد منتفخًا، كما لو كان قد تعرض للحرق.

وتكون الوقاية أفضل من العلاج في هذه الحالة وقد تفيد الكمادات الباردة ومضادات الهيستامين، وعندما تكون الأعراض مزعجة بشدة يجب استشارة طبيب الأمراض الجلدية لوصف مرهم ستيروئيدي.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج التهاب الجيوب الأنفية بطرق طبيعية؟

هل يمكن تحديد أسباب ضيق التنفس والكتمة بدقة؟

هل فوائد الزعتر للسعال مثبتة علميًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على