` `

إلى أين وصلت حدود اتساع الدولة العثمانية؟

ثقافة وفن
17 مايو 2023
إلى أين وصلت حدود اتساع الدولة العثمانية؟
في أقصى مداها إلى البلقان من الجنوب الشرقي لأوروبا (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كان اتساع الدولة العثمانية كبيرًا في بعض الفترات، إلا إنه انحسر وانتهى بالقضاء على هذه الدولة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. يُسلّط هذا المقال الضوء على أكبر اتساع للدولة العثمانية، والدول العربية التي خضعت لسيطرتها، والحدود التي وصلت إليها الدولة في هذه الفترة، مع توضيح بعضٍ من أبرز الفتوحات التي أسهمت في اتساع رقعتها على الخريطة أيضًا.

إلى أين وصلت حدود اتساع الدولة العثمانية؟

وصلت حدود اتساع الدولة  العثمانية في أقصى مداها إلى البلقان من الجنوب الشرقي لأوروبا وامتدت حتى آسيا الوسطى وشبه الجزيرة العربية والجزء الشمالي من أفريقيا عبر الأناضول، وذلك نظرًا للتطور والقوة التي كان يتمتع بها الجيش العثماني واستخدامه للبارود والأسلحة التي ساعدت في هزيمة الجيوش المُعادية خلال فتوحات الدولة العثمانية.

صورة متعلقة توضيحية

هل وصل أقصى اتساع للدولة العثمانية إلى أكثر من قارة؟

لا شك بأن أقصى اتساع للدولة العثمانية وصل إلى أكثر من قارة على النحو الآتي:

  • قارة آسيا: تعد قارة آسيا أكبر القارات على الإطلاق بالنسبة إلى المساحة وعدد السكان، واستطاعت الدولة العثمانية في أقصى اتساع لها الوصول إلى شبه الجزيرة العربية ودول آسيا الوسطى على هذه القارة.
  • قارة أفريقيا: تحتل قارة أفريقيا المرتبة الثانية بين القارات الأكبر مساحة، كما أنها في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد قارة آسيا، ووصلت فتوحات الدولة العثمانية في اتساعها الأقصى إلى الجزء الشمالي من هذه القارة.
  • قارة أوروبا: كان للدولة العثمانية الكثير من المعارك ضد دول أوروبا، ووصلت حدود الدولة العثمانية في هذه القارة إلى هنغاريا الوسطى ودول البلقان، وهي ثالث أكبر القارات من حيث عدد السكان إلا إنها الخامسة من حيث المساحة.

متى كان أكبر اتساع للدولة العثمانية؟

شهد العالم أكبر اتساع للدولة العثمانية في التاريخ عام 1683، ثم بدأت أراضي الدولة العثمانية تنحصر بعد ذلك حتى القضاء عليها بشكل كامل، وتخليها عن الكثير من الأراضي الخاضعة لسلطتها وتحويلها إلى الجمهورية التركية الجديدة في القرن العشرين، وهذا على الرغم من محاولات الدولة العثمانية الكثيرة للمحافظة على أراضيها وزيادة اتساعها في هذه الفترة.

في أي فترة كانت ذروة فتوحات الدولة العثمانية؟

كانت ذروة فتوحات الدولة العثمانية بين العامين 1520-1566 خلال عهد السلطان سليمان القانوني، وتميّزت هذه الفترة بالعديد من العوامل، ومنها: القوة، والاستقرار. شمل اتساع الدولة العثمانية في هذه الفترة العديد من مناطق أوروبا الشرقية، واستمر توسع الدولة العثمانية وفتوحاتها حتى الثمانينيات القرن السابع عشر.

هل كانت فتوحات الدولة العثمانية في البلاد العربية كثيرة؟

لا شك بأن فتوحات الدولة العثمانية في البلاد العربية كانت كثيرة بالفعل، وشملت أجزاء من الجمهورية المصرية العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، والجمهورية اللبنانية، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، والعراق، والجمهورية العربية السورية، ومعظم الدول العربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال أفريقيا.

ما هي أبرز حروب فتوحات الدولة العثمانية في البلاد العربية والغربية؟

خلال فترة اتساع الدولة العثمانية وفتوحاتها خاضت الكثير من الحروب البارزة في الدول العربية والغربية على حد سواء، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه الحروب:

  • معركة مرج دابق: نشبت حرب مرج دابق في بلاد الشام عام 1516؛ نظرًا للرغبة باتساع الدولة العثمانية في دول المشرق العربي، وانتهت هذه المعركة بهزيمة المماليك والقضاء عليهم.
  • معركة نيقوبوليس: انتهت معركة نيقوبوليس بهزيمة القوى الأوروبية من قبل السلطان العثماني بايزيد الأول، وهي معركة نشبت عام 1396 ومكّنت العثمانيين من ترسيخ أقدامهم في دول البلقان، التي وصل إليها أقصى اتساع للدولة العثمانية.
  • معركة الريدانية: كانت معركة الريدانية من المعارك التي خاضها جيش الدولة العثمانية لفتح مصر في العقد الثاني من القرن السادس عشر، واستطاع العثمانيون دخول القاهرة بعد هذه المعركة وإخضاع مصر لسيطرتها.

هل كانت الدولة العثمانية من أكبر الدول في التاريخ؟

بعد اتساع الدولة العثمانية بشكل كبير حتى ثمانينيات القرن السابع عشر أصبحت واحدةً من أكبر الدول في التاريخ بالفعل. تتضمن القائمة الآتية بعضًا من أكبر الدول في التاريخ إلى جانب الدولة العثمانية حسب موسوعة بريتانيكا:

  • الإمبراطورية الفارسية: في عهد قورش العظيم امتدت الإمبراطورية الفارسية من إيران حتى وصلت إلى دول آسيا الوسطى ومصر، ما جعلها واحدة من أكبر الدول على مر التاريخ.
  • دولة الخلافة الأموية: تأسست دولة الخلافة الأموية في وقت مبكر من تاريخ الإسلام، وامتدت أراضيها بشكل واسع جدًا حتى وصلت مساحتها إلى أكثر من 10.36 مليون كيلومتر مربع، مما جعلها واحدةً من أكبر الدول على مر التاريخ.
  • إمبراطورية سلالة هان الحاكمة: كانت إمبراطورية سلالة هان الحاكمة واحدةً من السلالات الحاكمة في الصين، واستمر حكمها أكثر من 400 عام ووصلت حدودها إلى كوريا وفيتنام، وهو ما يعني أنها إحدى أكبر الدول في التاريخ.
  • الإمبراطورية البريطانية: شملت الإمبراطورية البريطانية في أكبر اتساع لها قُرابة ربع الكرة الأرضية، وعلى الرغم من استقلال الكثير من الدول عنها إلا أن هناك الكثير من الدول التي لا تزال تابعة لها حتى الآن، ومنها كندا.
  • الإمبراطورية الروسية: في أقصى اتساع لها وصلت مساحة الإمبراطورية الروسية إلى 23.05 مليون كيلومتر مربع، وكانت ذات تأثير كبير في أوروبا، ما جعلها ذات دور محوري في وقف الغزو النابليوني لأوروبا وقتها.

هل شاركت الدولة العثمانية في الحرب العالمية؟

بالفعل كانت الدولة العثمانية من الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا ودول المحور، وانتهت هذه الحرب بهزيمة الدولة العثمانية. لم تكن هذه المعركة سببًا في إيقاف اتساع الدولة العثمانية فحسب، وإنما كانت سببًا في القضاء عليها أيضًا، ولم تشارك الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية. فيما يأتي بعضًا من الحقائق والمعلومات حول الحرب العالمية الأولى ومشاركة الدولة العثمانية فيها:

  • بداية ونهاية الحرب: بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914 واستمرت حتى حلول عام 1918، ما يعني أنه مدتها 4 سنوات فحسب، وهي فترة أقصر من الحرب العالمية الثانية.
  • الدول المشاركة في الحرب: كانت جميع الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى ضمن أحد تحالفين، عُرف أحدهما باسم تحالف دول المحور والآخر باسم تحالف دول الحلفاء، وكانت الدول المشاركة على النحو الآتي:
    • دول المحور: كانت الدولة العثمانية واحدةً من دول المحور في الحرب العالمية الأولى، وشمل هذا التحالف كلًا من ألمانيا والنمسا والمجر وبلغاريا أيضًا.
    • دول الحلفاء: شملت دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى كلًا من فرنسا وروسيا وإيطاليا وكندا واليابان والولايات المتحدة ورومانيا والمملكة المتحدة.
  • الدول المنتصرة في الحرب: انتصر دول الحلفاء على دول المحور بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وهذا يعني أن الدولة العثمانية كانت من الدول التي تعرضت إلى الهزيمة في الحرب.
  • دخول الدولة العثمانية في الحرب: لم تدخل الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول المحور حتى أواخر عام 1914، ما جعلها هدفًا لدول المحور بشكل كبير بعد دخول الحرب حسب موقع هيستوري.
  • معارك الدولة العثمانية: واجهت الدولة العثمانية قوات المملكة المتحدة في كل من مصر وبلاد ما بين النهرين، بينما واجهت القوات النمساوية والإيطالية في شمال إيطاليا، وخاضت العديد من المعارك.
  • توقيع معاهدة مع الحلفاء: قامت الدولة العثمانية بتوقيع معاهدة مع الحلفاء عام 1918 بعد هزيمتها في العديد من المعارك، وتضرر اقتصادها والكثير من أراضيها تم تدميرها من قبل قوات الحلفاء.

أسباب الضعف وتوقف اتساع الدولة العثمانية

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ضعف وتوقف اتساع الدولة العثمانية مع مرور الوقت، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه الأسباب:

  • ضعف السلاطين: اعتنى الكثير من سلاطين الدولة العثمانية المتأخرين بشؤونهم الشخصية على حساب الدولة، وهو ما تسبب بالضعف التدريجي للدولة مع مرور الوقت، واستلم الصدر الأعظم قيادة الجيوش بدل السلطان.
  • خسارة الحرب العالمية الأولى: لا شك بأن لخسارة الحرب العالمية الأولى أثرٌ كبيرٌ على تفكك الدولة العثمانية وضعفها، إلى جانب خسارة الكثير من أراضيها وتحطيم اقتصادها وإيقاف أي اتساع لها.
  • اتساع الدولة العثمانية: كان اتساع الدولة العثمانية سببًا من أسباب الضعف وتوقف امتداد الأراضي مع مرور الوقت، وذلك لأن الدفاع عن حدودها أصبح صعبًا، كما أن السيطرة على الأراضي الخاضعة لسلطة العثمانيين صار صعبًا.
  • الثورات الداخلية: عانت الدولة العثمانية من بعض الثورات الداخلية التي أدت إلى إثارة الفوضى، كما أنها فرضت على الدولة العثمانية دفع تكاليف باهظة حتى تتمكن من إعادة الاستقرار، وتسببت بضعف الدولة.
  • تراجع قوة الجيش العثماني: كان الجيش العثماني من أقوى الجيوش في العالم خلال فترة، ثم أصبح يضعف تدريجيًا مع مرور الوقت، وذلك نظرًا لدخول بعض الجنود غير المدربين جيدًا وتراجع التسليح وغيرها من الأسباب.
  • الحركات الانفصالية: شهدت الدولة العثمانية الكثير من الحركات الانفصالية، التي أراد الولاة من خلالها الانفصال عن الدولة والانفراد بالحكم، ومنها: حركة أحمد باشا الجزار وحركة علي بك الكبير.

أشهر سلاطين الدولة العثمانية

خلال تاريخها حكم الدولة العثمانية عددٌ كبيرٌ من السلاطين، وأسهم بعضهم في اتساع الدولة العثمانية بشكل كبير، في حين انحسرت حدود الدولة في عهد البعض الآخر حتى انتهت في عهد السلطان عبد المجيد الثاني. كان سليمان القانوني من أشهر سلاطين الدولة العثمانية، وكذلك السلطان محمد الثاني الذي عُرف باسم الفاتح، والسلطان بايزيد الثاني، والسلطان سليم الأول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد فرق بين البيزنطيين والرومان؟

هل حدثت الثورة الجزائرية عام 1954؟

هل عدد خلفاء الدولة العباسية 9 خلفاء؟

هل تعود حضارة الأنباط إلى القرن الرابع قبل الميلاد؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على