` `

لماذا سميت حرب النكبة بهذا الاسم؟

سياسة
7 يونيو 2023
لماذا سميت حرب النكبة بهذا الاسم؟
يعود إلى التهجير الجماعي والهزيمة التي أصابت الجيوش العربية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا تزال آثار النكبة الفلسطينية ظاهرةً في أراضي فلسطين والوطن العربي حتى الوقت الراهن؛ فإن جيش الاحتلال استطاع الاستحواذ على نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية بعد النكبة، وقام بالكثير من العمليات التي ألحقت بالمواطنين الفلسطينيين أضرارًا بالغة، وتسببت بإخراجهم من أرضهم إلى غيرها من الأراضي داخل فلسطين وخارجها.

لماذا سميت حرب النكبة بهذا الاسم؟

عند البحث لمعرفة لماذا سميت حرب النكبة بهذا الاسم يتبيّن بأن السبب وراء ذلك يعود إلى التهجير الجماعي والهزيمة التي أصابت الجيوش العربية بعد الحرب مع جيش الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، فإنّ نتائج نكبة فلسطين 1948 كانت قاسية على الشعب الفلسطيني خصوصًا والوطن العربي عمومًا، وأدّت إلى تهجير عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين.

صورة متعلقة توضيحية

متى كان تاريخ نكبة فلسطين؟

كان تاريخ النكبة يوم 15 مايو/أيار من عام 1948 بعد الإعلان عن دولة إسرائيل المحتلة على الأراضي الفلسطينية، وهو العام الذي شهد حربًا بين الجيوش العربية من جهة وجيش دولة الاحتلال من جهة أخرى، ولكن هُناك العديد من الأسباب التي أدت إلى هزيمة الجيوش العربية خلال حرب النكبة الفلسطينية؛ بما فيها الهدنة التي أخلت دولة الاحتلال بها.

ما أبرز نتائج نكبة فلسطين 1948؟

من خلال تعريف النكبة الفلسطينية يتضح بأن نتائجها كانت سلبية على الشعب الفلسطيني والوطن العربي. تتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز نتائج نكبة فلسطين 1948:

  • التطهير العرقي: حاولت دولة الاحتلال تهجير الفلسطينيين والقضاء عليهم والتخلّص منهم بالعديد من عمليات التطهير العرقي، التي راح ضحيتها مئات الألوف من الفلسطينيين الذين خسروا مساكنهم.
  • الاستحواذ على جزء كبير من فلسطين: أدت النكبة الفلسطينية إلى استحواذ جيش الاحتلال على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية؛ فإن نسبة استحواذ الاحتلال وصلت إلى 78% من مساحة فلسطين التي كانت منتدبة من قبل بريطانيا.
  • تدمير القرى والمدن: لم يكتف جيش الاحتلال بالتهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين من المناطق المختلفة، وإنما قام بتدمير الكثير من القرى والمدن، ووصل عددها إلى أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية.
  • إقامة المستوطنات في الأماكن المدمرة: حرصت دولة الاحتلال على إقامة المستوطنات في القرى والمدن التي قامت بتدميرها في فلسطين، ليسكنها اليهود بدلًا من المواطنين الأصليين الفلسطينيين.
  • تغيير أسماء الأماكن: بعد النكبة الفلسطينية والاستحواذ على مساحة كبيرة قامت دولة الاحتلال بتغيير أسماء الأماكن وإطلاق أسماء جديدة عبرية، حتى تطمس أي معالم تشير إلى المواطنين الأصليين.
  • الاعتداء على المقدسات: لم تسلم المقدسات من اعتداءات دولة الاحتلال في فلسطين على إثر النكبة الفلسطينية، وإنما قام جيش الاحتلال بالتعدي على الكثير من المقدسات الإسلامية والمسيحية والسطو عليها وإحراقها.

كيف تزايد عدد اليهود في فلسطين قبل النكبة؟

ازداد عدد اليهود المستوطنين في فلسطين قبل النكبة بشكل كبير منذ العقد الثاني من القرن العشرين وحتى النكبة الفلسطينية، وفيما يأتي بعضًا من الإحصائيات حول تزايد عدد اليهود في فلسطين منذ عام 1914 وحتى عام 1948 وفق إحدى الدراسات:

  • عدد المستوطنين عام 1914: وصل عدد المستوطنين اليهود في فلسطين عام 1914 إلى 55,142 نسمة، وكان عددهم يشكّل 8% من مجموع السكان داخل الأراضي الفلسطينية، بينما شكّل العرب ما نسبته 92% من مجموع السكان.
  • عدد المستوطنين عام 1918: في عام 1918 انخفض عدد السكان اليهود إلى 50,000 نسمة داخل الأراضي الفلسطينية، وهذا يعني أن نسبتهم انخفضت وبلغت 7.2% من مجموع السكان خلال هذا العام.
  • عدد المستوطنين عام 1922: تزايد عدد المستوطنين اليهود بشكل ملحوظ عام 1922 حتى بلغت نسبتهم 11.1% من مجموع السكان، ووصلت أعدادهم إلى 83,794 نسمة، ولكنهم كانوا أقلية عددية في هذا العام أيضًا.
  • عدد المستوطنين عام 1931: وصلت نسبة المستوطنين اليهود في فلسطين إلى 178,610 نسمة عام 1931 مما جعل نسبتهم تزداد إلى 16.86% من مجموع السكان، بينما شكّل العرب 83.14 من مجموع السكان.
  • عدد المستوطنين عام 1944: بلغت أعداد المستوطنين اليهود في فلسطين قبل النكبة الفلسطينية بقرابة 4 سنوات إلى 528,702 نسمة، ووصلت نسبتهم إلى 30.4% من مجموع السكان.
  • عدد المستوطنين عام 1947: قبل النكبة الفلسطينية بعام واحد وصلت نسبة المستوطنين اليهود في فلسطين إلى 31% وبلغت أعدادهم 614,239 نسمة، وشكّل العرب ما نسبته 69% من مجموع السكان في هذا العام.
  • عدد المستوطنين عام 1948: وصلت أعداد المستوطنين اليهود في فلسطين عام النكبة إلى 650,000 نسمة، وبلغت نسبتهم 31.5% من مجموع السكان، وهي زيادة كبيرة مقارنةً بعام 1914.

هل مر استيطان اليهود في فلسطين بعدة مراحل قبل النكبة؟

قبل النكبة الفلسطينية مر استيطان اليهود في فلسطين بعدة مراحل، ويمكن تقسيم هذه المراحل كما يأتي حسب إحدى الدراسات:

  • المرحلة الأولى: بدأت هذه المرحلة بعد هزيمة محمد علي باشا في أراضي الشام وانعقاد مؤتمر لندن عام 1840، إلا إن هذه المرحلة لم تشهد إقبالًا كبيرًا من اليهود أنفسهم فيما يتعلق بالهجرة إلى الأراضي الفلسطينية.
  • المرحلة الثانية: في عام 1882 بدأت ثاني مراحل استيطان اليهود في فلسطين، واستمرت حتى الانتداب البريطاني عام 1920، وشهدت العديد من موجات الهجرة لليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
  • المرحلة الثالثة: بعد الانتداب البريطاني على فلسطين بدأت المرحلة الثالثة من استيطان اليهود في فلسطين، وشهدت هذه المرحلة تكثيفًا في منح الأراضي الفلسطينية لليهود، وتدفق اليهود إلى فلسطين بأعداد أكبر مقارنةً بالمراحل السابقة.

مع إعلان قيام دولة الاحتلال في عام النكبة الفلسطينية بدأت المرحلة الرابعة من مراحل استيطان اليهود داخل الأراضي الفلسطينية، واستمرت هذه المرحلة حتى عام النكسة، وهي مرحلة استطاعت دولة الاحتلال فيها الاستحواذ على الكثير من الأراضي، ما شجع اليهود على الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية بشكل أكبر مقارنةً بالمراحل التي سبقت النكبة.

هل وُجدت أية مقاومة في فلسطين قبل النكبة؟

لم تكن المقاومة لليهود في فلسطين بعد النكبة فحسب، وإنما شهدت الأراضي الفلسطينية الكثير من أشكال المقاومة قبل النكبة رفضًا للانتداب البريطاني وهجرة اليهود إلى فلسطين، وكان من ذلك: تشكيل الجمعية الفدائية التي قامت بكثير من العمليات، وكذلك انتفاضة يافا، وثورة موسم النبي موسى، وتشكيل عصابة الكف الأخضر.

ما هي أسباب نكبة فلسطين 1948؟

إن أسباب نكبة فلسطين 1948 وهزيمة الجيوش العربية كانت عديدة، ومن أبرزها عدم التزام جيش الاحتلال ببنود الهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة، ومن الأسباب الأخرى انسحاب القوات الأردنية بأمر من القيادة السياسية، ما تسبب بخسارة الكثير من الأراضي، وكذلك فارق الخبرات العسكرية بين الجيوش العربية وجيوش الاحتلال، وقلة التنظيم عند الجماعات الفلسطينية المقاومة، ووجود مساندة للاحتلال من القوى العظمى بما فيها الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا.

هل حققت الجيوش العربية أي انتصارات في حرب النكبة؟

إن الجيوش العربية حققت العديد من الانتصارات في حرب النكبة الفلسطينية بالفعل؛ فإن الجيش المصري تمكّن من السيطرة على الجزء الجنوبي من فلسطين، كما أن الجيش الأردني تمكّن من اجتياح المناطق التي كانت محددة له بسرعة كبيرة مع الجيش العراقي، وتمكّن الجيش السوري من السيطرة على معظم منطقة الجليل مع جيش الإنقاذ.

على الرغم من الانتصارات المؤقتة التي تمكّنت الجيوش العربية من تحقيقها في بداية حرب النكبة؛ إلا إنّ الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة طلبتا من مجلس الأمن التدخل لوقف إطلاق النار بين الاحتلال والجيوش العربية، وهو ما منح اليهود فرصة لإعادة ترتيب جيوشهم وتوريد المزيد من الأسلحة خلافًا لاتفاقية وقف إطلاق النار، واستطاع جيش الاحتلال بعدها هزيمة الجيوش العربية.

اقرأ/ي في مدونة مسبار: تضليل الرواية الإسرائيلية حول الجيوش العربية في نكبة فلسطين 1948

ما الفرق بين النكبة والنكسة؟

لا شكّ بأنّ الفرق بين النكبة والنكسة كبير جدًا؛ فإن حرب النكبة بين الجيوش العربية وجيش الاحتلال كانت عام 1948، في حين كانت حرب النكسة عام 1967، وكانت الهزيمة من نصيب الجيوش العربية في الحربين. تُعرف النكسة باسم حرب الأيام الست، كما أنها تُعرف باسم نكسة حزيران، وهو الاشتباك الثالث بين الجيوش العربية وجيش الاحتلال.

متى كانت أول هزيمة تلحق بالاحتلال بعد النكبة؟

كانت هزيمة جيش الاحتلال في معركة الكرامة أولى الهزائم التي لحقت به بعد النكبة الفلسطينية، وهي معركة نشبت بين قوات الجيش الأردني وجيش الاحتلال الذي أراد التعدي على الضفة الشرقية لنهر الأردن. وقعت هذه المعركة عام 1968، ما يعني أنها كانت في العام التالي لعام النكسة، وكان الجيش الأردني بقيادة الملك الحسين بن طلال وقتها.

هل نشبت عدة حروب مع الاحتلال بعد النكبة؟

بالفعل هُناك عدة حروب نشبت مع الاحتلال بعد النكبة الفلسطينية إلى جانب حرب النكسة ومعركة الكرامة، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من هذه المعارك:

  • العدوان الثلاثي: يُطلق على حرب العدوان الثلاثي اسم أزمة السويس أيضًا، وهي حرب نشبت بين جمهورية مصر العربية وجيش الاحتلال بعد تأميم قناة السويس في مصر، وانتهت الحرب باستيلاء الاحتلال على القناة وقتها.
  • حرب أكتوبر: تُعرف حرب أكتوبر باسم حرب يوم الغفران عند جيش الاحتلال، وهي حرب نشبت عام 1973 بين القوات السورية والمصرية من جهة والإسرائيلية من جهة أخرى، واستطاعت القوات العربية في هذه الحرب مفاجأة الاحتلال إلا أنها هُزمت في النهاية.
  • الحروب مع حماس: خاض جيش الاحتلال العديد من الحروب مع حركة المقاومة الإسلامية المعروفة باسم حماس اختصارًا، وكان من بينها حرب عام 2008 وحرب عام 2012 وحرب عام 2014.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتب بارزة عرضت حقائق عن النكبة الفلسطينية

اللغة الاستعمارية كأداة تضليل: النكبة الفلسطينية مثالًا

ادعاءات مضللة لوزير المالية الإسرائيلي عن تاريخ الشعب الفلسطيني

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على