تحقيق مسبار
كانت مجزرة مستشفى المعمداني غزة مروعة بالنسبة إلى كافة المواطنين في دول العالم، كما أنها شهدت استنكارًا وتنديدًا واسعًا على مستوى العالم أيضًا؛ فإن جيش الاحتلال تعمّد قصف هذا المستشفى الذي يقدم خدماته إلى الجرحى من المدنيين، وقام بتوجيه أصابع الاتهام إلى المقاومة الفلسطينية بالرغم من حجم الانفجار الكبير الذي يشير إلى تورط إسرائيل بهذه المجزرة.
أين يقع مستشفى المعمداني في غزة؟
يقع مستشفى المعمداني غزة داخل إحدى المناطق السكنية في حي الزيتونة، وبالقرب منه يقع مسجد الشمعة، وكذلك يقع هذا المستشفى قرب مقبرة الشيخ شعبان، وكنيسة القديس برفيريوس. ازدادت شهرة هذا المستشفى بشكل كبير بعد القصف الذي تعرض إليه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة طوفان الأقصى، التي أطلق عليها الاحتلال اسم السيوف الحديدية وتسببت بقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة.
هل كان ضحايا مستشفى المعمداني كبيرًا؟
لا شك بأن عدد ضحايا مستشفى المعمداني في قطاع غزة كان كبيرًا جدًا؛ فإن القصف أدى إلى وقوع أكثر من 500 ضحية، ومعظم هذه الضحايا من النساء والأطفال، وذلك سوى عدد الإصابات الكبير الذي أدى إليها هذا القصف، وكانت من أكبر المجازر التي شهدها المواطنون في قطاع غزة خلال عدوان الاحتلال الصهيوني.
لماذا كانت لحظة قصف مستشفى المعمداني صادمة للجميع؟
كانت لحظة قصف مستشفى المعمداني غزة صادمة للجميع من الكادر الطبي والأفراد، وذلك لأن لجوؤهم إلى المستشفى كان لظنهم بأنه مكان آمنٌ من القصف المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن الاحتلال فاجأهم بقذيفة أدت إلى مئات الضحايا. إلى جانب قصف هذا المستشفى تقوم قوات الاحتلال بقصف منازل الأطباء والكوادر الطبية وآليات الإسعاف أيضًا على الرغم من استخدامها لغايات إنقاذ المدنيين.
هل وقعت مجزرة مستشفى المعمداني بقصف من الاحتلال؟
ينفي الاحتلال الصهيوني قيامه بمجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة حسب تصريحات نتنياهو -نقلًا عن وكالة الأناضول التركية- متزعّمًا بأن المقاومة الفلسطينية أطلقت صاروخًا سقط على المستشفى مما أدى إلى هذه المجزرة، ولكن هناك الكثير من الخبراء الذين ينفون هذه الرواية.
اقرأ/ي على مسبار: مؤشرات تنافي رواية إسرائيل حول عدم مسؤوليتها عن مجزرة مستشفى المعمداني
هل تمت إدانة قصف موقع مستشفى المعمداني غزة؟
تمت إدانة قصف موقع مستشفى المعمداني غزة على نطاق واسع، إلا أن بعض الجهات والدول وجهت أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في بياناتها، بينما قام بعضها الآخر بالإدانة دون التطرق إلى جهة محددة، وكانت الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان من الدول التي أدانت دولة الاحتلال بهذا القصف.
إلى جانب الإمارات وسلطنة عُمان تمت إدانة قصف مستشفى المعمداني في غزة من قبل الأمم المتحدة بشكل رسمي دون ذكر الجهة المتسببة بالمجزرة، وكذلك أدان أحمد أبو الغيط -أمين عام جامعة الدول العربية- مجزرة المستشفى في غزة، وأدانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المجزرة مع اتهام الاحتلال الصهيوني بها أيضًا.
ما هي أبرز تفاصيل قصف مستشفى المعمداني في غزة؟
كانت مجزرة مستشفى المعمداني من أكبر الجرائم التي قام بها جيش الاحتلال خلال الحرب الأخيرة الدائرة بينه وبين فصائل المقاومة، وراح ضحيتها الكثير من المدنيين، وفيما يأتي بعضًا من أبرز التفاصيل حول هذه المجزرة:
- القصف السابق للمجزرة: لم يكن القصف الذي أدى إلى مجزرة مستشفى المعمداني غزة الأول خلال حرب طوفان الأقصى، وإنما استهدفت طائرات الاحتلال مركز تشخيص السرطان ومبنى العيادات الخارجية قبل القصف بعدة أيام.
- تلقي الاتصالات من الاحتلال: قامت دولة الاحتلال بالاتصال مع إدارة مستشفى المعمداني في قطاع غزة لاستنكار بقاء المستشفى ضمن العمل وعدم إخلائه؛ على الرغم من تهديده بالقصف سابقًا خلال اليوم السابق.
- التواصل مع السفارة الأمريكية: تواصلت إدارة مستشفى المعمداني مع السفارة الأمريكية إلى جانب التواصل مع المطران والصليب الأحمر بعد الاتصال من الاحتلال، إلا أن هذه الجهات أكدت عدم إصابة المستشفى بأذى.
- يوم مجزرة مستشفى المعمداني: اختار طيران دولة الاحتلال الصهيوني مساء يوم الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2023 للقيام بمجزرة مستشفى المعداني، وذلك بعد مرور 10 أيام على بدء الحرب.
- سبب العدد الكبير من الضحايا: أدى قصف مستشفى المعمداني إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، وذلك لأن المستشفى لم يضم المرضى فحسب، وإنما كان بمثابة ملجأ للمواطنين الخائفين من تعرض منازلهم إلى القصف أيضًا.
- مفاجأة الأطباء في المستشفى: بعد سماع دوي الانفجار تفاجأ الأطباء في مستشفى المعمداني غزة بدخول أعداد كبيرة من الجرحى مما تسبب بفوضى كبيرة، وامتلأ المكان بالأشلاء المتناثرة من الضحايا.
- استخدام قنابل خاصة: يؤكد بعض الأطباء في المستشفى بأن القنابل التي استخدمها جيش الاحتلال كانت من نوع خاص عند قصف مستشفى المعمداني، وذلك نظرًا للجروح القطعية المميزة التي تسببت بها.
- العثور على رؤوس أطفال فوق المباني: أدت مجزرة المعمداني إلى كثير من الأشلاء، وتم العثور على رؤوس أطفال فوق بعض المباني أيضًا مما يعني أنها كانت مشاهد مؤلمة بالنسبة إلى الأطباء وفرق الإنقاذ.
ما هي أهم الأحداث التي شهدها مستشفى المعمداني في تاريخه؟
مرّ مستشفى المعمداني بالعديد من الأحداث المهمة خلال تاريخه قبل قصفه من قبل قوات جيش الاحتلال الصهيوني، وفيما يأتي بعضًا من أهم هذه الأحداث:
- تأسيس المستشفى: تم تأسيس مستشفى المعمداني في قطاع غزة عام 1882 من قبل البعثة التبشيرية التي كانت تابعة للإنجليز، وهذا يعني أنه من أقدم المستشفيات في القطاع، ويزيد عمره على 140 عامًا.
- التدمير خلال الحرب العالمية الأولى: تم تدمير مستشفى المعمداني في الأحداث التي دارت خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن بناءه أعيد مرة أخرى مع تغيير اسمه إلى المستشفى الأهلي العربي.
- اتخاذ القرار بإغلاق المستشفى: أصبح قطاع غزة تابعًا لمصر بعد انتهاء فترة الانتداب البريطاني على فلسطين مما أدى إلى اتخاذ قرار بإغلاقه من قبل البعثة التبشيرية الإنجليزية، ولكن البعثة المعمدانية تكفلت به؛ فلم يتم إغلاقه.
- الخلاف حول الملكية: وقع خلاف حول ملكية مستشفى المعمداني غزة خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، إلا أن المشرفين استمروا بتقديم الخدمات الطبية دون توقف حتى عند وقوعه تحت الاحتلال.
- إيقاف مساعدات الأونروا: قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -المعروفة باسم الأونروا اختصارًا- قطع المساعدات عن مستشفى المعمداني في غزة عام ،1976 مما تسبب بانخفاض عدد الأطباء والممرضين بشكل كبير.
- تطور المستشفى من جديد: مع نهاية سبعينيات القرن العشرين عادت ملكية مستشفى المعمداني إلى أبرشية القدس الأسقفية، واستمر بتقديم خدماته مع بناء المزيد من المرافق وتوفير المزيد من المعدات التي أسهمت بتطوره كثيرًا.
هل يقوم الاحتلال بتهديد مستشفيات غزة؟
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بقطع الإمدادات عن مستشفيات قطاع غزة -مما أدى إلى انهيارها فعلًا- خلال حرب طوفان الأقصى، كما أنه لم يتوقف بعد قيامه بمجزرة مستشفى المعمداني غزة التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين، وإنما يستمر بتهديد مستشفيات القطاع دون توقف خلال هذه المعركة مع استهداف المناطق المحيطة بها، ووصل عدد المستشفيات التي طالبت قوات الاحتلال بإخلائها إلى 20 مستشفى تقريبًا إلا أن الكوادر الطبية ترفض الانصياع لهذه المطالبات.
اقرأ/ي أيضًا:
الرواية الإسرائيلية حول مجزرة المستشفى المعمداني: من التبني إلى الإنكار
كوهين يسارع لاستخدام مشهد متداول لاتهام حماس بارتكاب مجزرة المعمداني
مؤشرات تنافي رواية إسرائيل حول عدم مسؤوليتها عن مجزرة مستشفى المعمداني
مجزرة مستشفى المعمداني: رواية هشة تقدمها إسرائيل وأدلة تشير إلى مسؤوليتها
