تحقيق مسبار
كانت حارة اليهود في مصر مليئة بأتباع الديانة اليهودية في السابق، ولكنها اليوم شبه خالية من السكان بعد هجرة اليهود من جمهورية مصر العربية إلى أراضي فلسطين. الجدير بالذكر أنه لا تزال هناك العديد من المعالم اليهودية الموجودة في الحارة حتى الوقت الراهن، ومن أبرزها: معبد موسى بن ميمون.
أين تقع حارة اليهود في مصر؟
تقع حارة اليهود في مصر وتحديدًا في محافظة القاهرة، وهي واحدة من الأحياء التي كان يسكنها اليهود بأعداد كبيرة سابقًا؛ إلا أن كثيرًا منهم غادرها مما جعل فيها كثيرًا من البيوت والمباني الفارغة. على الرغم من إطلاق اسم الحارة عليها إلا أنها تتضمن مئات الأزقة، ولم يقتصر السكن في هذه الحارة على اليهود وحدهم؛ إلا أن معظم سكانها كانوا من اليهود.
هل تقطع حارة اليهود الموسكي في القاهرة؟
لا تقطع حارة اليهود شارع الموسكي في القاهرة، وإنما تمر قربه، وهي حارة تقع ضمن حدود الحي الذي يحمل اسم الموسكي، وينسب هذا الاسم إلى الأمير عز الدين موسك الذي لديه صلة قرابة مع السلطان صلاح الدين الأيوبي، وإليه تنسب قنطرة الموسكي أيضًا، وشارع الموسكي حسب كتاب شوارع لها تاريخ سياحة في عقل الأمة.
هل الموسكي من شوارع القاهرة القديمة؟
بدأ إعمار شارع الموسكي -الذي يمر بحارة اليهود في مصر- خلال عهد محمد علي باشا الكبير، واستمر إعماره على عدة مراحل بعدها، وهذا يعني أنه من شوارع القاهرة القديم بالفعل، وهناك عدة شوارع أخرى قديمة في القاهرة أيضًا، ومنها ما يأتي حسب البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة:
- شارع الألفي: يقع شارع الألفي بين شارع الجمهورية وميدان عرابي، وتم إطلاق هذا الاسم عليه نسبةً إلى الأمير المملوكي محمد بيك الألفي، وهو من الشوارع التي لا تعبرها السيارات حاليًا، وإنما يمر به المشاة.
- شارع الخرنفش: كان شارع الخرنفش من الشوارع ذات الأهمية الكبيرة خلال عهد الدولة الفاطمية، وأخذ هذا الشارع اسمه من كلمة الخرنفش، التي تعني إسطبل الخيول أو الميدان الصغير أو المادة التي تتحجر من وقود الحمامات.
- شارع ابن سندر: أخذ شارع ابن سندر اسمه من اسم الصحابي مسروح بن سندر، وهو شارع يبدأ من عند حديقة في حي حدائق القبة، ويستمر حتى سور قصر الظاهر، وهو أحد الشوارع القديمة في القاهرة.
- شارع القلعة: يقع شارع القلعة في حي الدرب الأحمر، الذي يعد واحدًا من أقدم أحياء جمهورية مصر العربية، وأطلق عليه قديمًا اسم شارع محمد علي نسبةً إلى محمد علي باشا.
- شارع الفجالة: يُطلق على شارع الفجالة اسم شارع الطبالة، ويبدأ هذا الشارع من شارع رمسيس، ويستمر حتى الوصول إلى بداية شارع باب الشعرية، وهو واحد من الشوارع القديمة في القاهرة.
- شارع الصليبة: أطلق على شارع الصليبة هذا الاسم نظرًا لشكله الذي يشبه الصليب، وهو شارع يبدأ من ميدان القلعة وينتهي مع بداية شارع عبد المجيد اللبان، ومن معالمه المشهورة مدرسة قانيباي المحمدي.
- شارع بورسعيد: في السابق أطلق على شارع بورسعيد اسم شارع الخليج المصري، ويبدأ هذا الشارع من مدينة الخصوص، ويمتد حتى الوصول إلى ميدان فم الخليج، وهو من الشوارع الواقعة قرب منطقة الأزهر في مدينة القاهرة.
هل يوجد يهود في حارة اليهود حاليًا؟
بالفعل يوجد يهود في حارة اليهود حاليًا إلا أن أعدادهم قليلة جدًا، ويمكن القول بأن هذا الحي شبه خالٍ من اليهود في الوقت الراهن مقارنةً بأعداد اليهود التي كانت تسكنه سابقًا؛ فإن معظم اليهود الذين أقاموا في هذا الحي هاجروا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من هجرتهم؛ إلا أنهم تركوا بعض المعالم التي لا تزال شاهدة على الحارة حتى الآن.
ما هي أبرز المحطات في تاريخ اليهود داخل القاهرة؟
كانت الهجرة من حارة اليهود في مصر إلى أراضي الاحتلال الإسرائيلي واحدة من المحطات البارزة في تاريخ اليهود داخل القاهرة، وهناك العديد من المحطات البارزة الأخرى، ومنها ما يأتي:
- استقرار اليهود في القاهرة القديمة: تم تأسيس القاهرة القديمة عام 641 -حسب المكتبة اليهودية الافتراضية- على يد الصحابي عمرو بن العاص، ومن شبه المؤكد أن اليهود قاموا بالاستقرار في المدينة منذ تأسيسها.
- إنشاء كنيس يهودي: في عام 882 قام بطريرك قبطي ببيع كنيسة داخل مدينة القاهرة القديمة إلى اليهود، وبدورهم حوّل اليهود هذه الكنيسة إلى كنيس يهودي.
- الاستقرار في القاهرة الجديدة: في عام 969 قام الفاطميون بالسيطرة على الأراضي المصرية، وتم تأسيس مدينة القاهرة الجديدة وقتها، ومنذ ذلك الوقت استقر اليهود في هذه المدينة مع بناء بعض المعابد.
- زيادة عدد المعابد اليهودية في القاهرة: وصل عدد المعابد اليهودية في القاهرة إلى 5 معابد خلال النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي، ولم تكن هذه المعابد لطائفة واحدة من طوائف اليهود.
- ارتفاع أعداد اليهود في القاهرة: مع بداية فترة حكم محمد علي باشا ازداد عدد اليهود في مدينة القاهرة كثيرًا، واستمرت زيادة الأعداد حتى العقود الأولى من القرن العشرين.
- الهجرة من القاهرة: كان عدد سكان حارة اليهود في مصر -داخل القاهرة- كبيرًا في بدايات القرن العشرين، ولكن هذا العدد بدأ بالتناقص شيئًا فشيئًا؛ نظرًا للهجرة إلى دولة الاحتلال، وأصبح وجود اليهود في القاهرة قليلًا جدًا.
هل يوجد يهود في مصر حاليًا؟
يوجد يهود في مصر حاليًا بالفعل إلا أن عددهم يبلغ 100 نسمة تقريبًا حسب الإحصائيات المتوفرة لعام 2022، مما يعني أنهم يشكلون نسبة قليلة جدًا من سكان جمهورية مصر العربية، الذين يزيدون عن 100 مليون نسمة في الوقت الراهن، ويسكن عدد قليل منهم داخل حارة اليهود في مصر ويتوزع العدد الباقي على الأماكن الأخرى في مصر.
هل تاريخ اليهود في مصر قديم؟
إن تاريخ اليهود في مصر قديم فعلًا؛ فإن تاريخهم يعود إلى فترات مبكرة قبل الميلاد، واستمر وجودهم في العديد من الحقب التاريخية بعدها حتى وصل عددهم إلى عشرات الآلاف خلال فترة حرب النكبة عام 1948، ثم تناقص عددهم بعد ذلك ليصبح أثرًا من بعد عين بعدد لا يتجاوز 100 يهودي حاليًا.
هل يقع معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود؟
إلى جانب سوق حارة اليهود في مصر توجد الكثير من المعالم الأخرى التي لا تزال موجودة من هذه الحارة، ويشمل ذلك معبد موسى بن ميمون حسب البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة، وهو معبد تم تشييده مع نهاية القرن التاسع عشر في ذات المكان الذي كان يقيم فيه موسى بن ميمون عند وصوله إلى مصر.
إلى أين ترجع أصول اليهود الذين عاشوا في مصر؟
كانت حارة اليهود في مصر من الأماكن المكتظة بأتباع الديانة اليهودية قديمًا، وترجع أصول كثير من اليهود الذين عاشوا في هذه الحارة إلى مصر، ويطلق عليهم اسم اليهود المستعربين، ولكن هناك بعض اليهود الذين عاشوا في مصر من أصول غير مصرية، ويمكن تقسيمهم على النحو الآتي تقرير التراث اليهودي بمصر من المعهد المصري للدراسات:
- اليهود السفارديم: يعرف اليهود السفارديم باسم اليهود السفارة أيضًا، وهم الذين جاؤوا إلى الأراضي المصرية من البرتغال وإسبانيا بعد الحروب التي شهدتها هذه البلاد منذ القرن الحادي عشر.
- اليهود المغاربة: قَدِم هذا القسم إلى الأراضي المصرية من المغرب العربي خصوصًا ودول شمال أفريقيا عمومًا، وكان ذلك خلال القرن السادس عشر الميلادي.
- يهود فلسطين: على الرغم من إطلاق هذا الاسم عليهم، إلا أن يهود فلسطين جاؤوا إلى مصر من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق، واستقروا حول معبد ابراهام بن عزرا.
- اليهود الاشكناز: جاء اليهود الاشكناز إلى أراضي مصر من أوروبا خلال القرن السابع عشر الميلادي، واشتغل معظمهم في حقل الصناعة أو حقل التجارة.
اقرأ/ي أيضًا:
