تحقيق مسبار
توجد الكثير من الاختلافات بين السامريين في نابلس من جهة واليهود من جهة أخرى، بالرغم من ادّعاء كل منهما أنه يتبع نبي الله موسى؛ فإن السامريين يرون بأن التوراة التي يؤمن بها اليهود مُحرّفة، كما أن الخلافات بينهما تشمل الصيام والصلاة وغيرها، ويرى السامريون بأن المكان المقدس يتمثّل في جبل جرزيم لا في جبل صهيون كما يعتقد اليهود.
كم يبلغ عدد السامريين في نابلس؟
إن عدد السامريين في العالم قليل جدًا مقارنة بالعديد من الطوائف الأخرى، ويصل عددهم في نابلس 400 نسمة تقريبًا خلال الوقت الراهن، وهو ما يساوي نصف عدد السامريين حول العالم. يجدر الذكر بأن أفراد الطائفة السامرية يعيشون داخل الأراضي الفلسطينية فحسب، ولا يوجد لهم أي تجمع آخر خارج فلسطين.
لماذا عدد السامريين قليل حول العالم؟
لا يتواجد أفراد الطائفة السامرية بكثرة حول العالم خلال الوقت الراهن؛ فإن أعدادهم لا تتجاوز 800 نسمة فحسب، وذلك بسبب الحرب التي نشبت بينهم وبين البيزنطيين بدايةً من عام 531 قبل الميلاد وحتى عام 529 قبل الميلاد، كما أن وصول الإسلام إلى المنطقة تسبب بتناقص أعدادهم كثيرًا أيضًا.
أين يعيش السامريون في الوقت الراهن؟
تضم منطقة جبل نابلس السامريين بأعداد كبيرة؛ فإنه جبل مقدس يطلق عليه السامريون اسم جبل جرزيم، ويعيش قرابة نصف السامريين في نابلس داخل هذه المنطقة. أما النصف الآخر من السامريين؛ فإنهم يعيشون في منطقة معروفة باسم مدينة حولون، وهي واحدة من المدن التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي.
من هم السامريون في نابلس؟
وضحت العديد من المصادر من هم السامريون وما هي ديانتهم؛ فإنها واحدة من الديانات التي قاربت على الانقراض، وتدعي بأنها تتصل مع بني إسرائيل في السامرة القديمة بالدم، وهي طائفة دينية لديها الكثير من المعتقدات الخاصة بها، كما أن لديهم صلاة يؤدونها أيضًا، ويعتقدون بأن الإسلام أقرب الديانات التوحيدية إليهم.
هل توجد أركان للديانة السامرية؟
لا شك بأن هنالك عدة أركان للديانة السامرية بالفعل، وهي: وحدانية الله؛ فإنها واحدة من الديانات الإبراهيمية، كما أن السامريين في نابلس يؤمنون بنبوة موسى ابن عمران، ويعتقدون بأنه رسول من عند الله، كما أنه كليم الله عند السامريين أيضًا، وهو ما يعتقده المسلمون كذلك عن موسى نبي الله ورسوله.
إن الشريعة المقدسة من أركان الديانة السامرية، وتتشكّل هذه الشريعة من خمسة أسفار جاء بها موسى رسول الله، ويطلقون عليها اسم التوراة كما هي حالة اليهود، ويعتقد السامريون بقدسية جبل جرزيم داخل نابلس، وأما الركن الخامس لديانة السامريين؛ فإنه الإيمان باليوم الآخر والعقاب والحساب.
ما الفرق بين اليهود و السامريين؟
هناك فرق كبير بين السامريين في نابلس واليهود؛ فإن كلًا منهما يرى الديانة الأخرى ديانة مختلفة، وفيما يأتي عدة من الفروق الأساسية بين الديانتين:
- الاختلاف على التوراة: يعتقد السامريون بأنهم يحتفظون بنسخة التوراة الأقدم، وهي نسخة مكتوبة باللغة العبرانية القديمة، ويرون بأن التوراة اليهودية محرفة، وهناك كثير من الخلافات بينها وبين التوراة التي يؤمن بها السامريون.
- الصيام: يصوم جميع السامريين في نابلس عند حلول يوم الصوم، ويشمل ذلك الصغار والرضع وغيرهم، وأما اليهود؛ فلا يفرضون الصوم إلا عند تجاوز سن 16 عامًا فحسب.
- المكان المقدس: يقدس السامريون جبل جرزيم في نابلس، ويرون بأنه مذبح إسحق ابن إبراهيم، كما أن هذا الجبل قبلتهم ومكان حجهم، وأما اليهود؛ فيرون بأن القدسية للقدس لا لجبل جرزيم.
- الأنبياء بعد موسى: خلافًا لليهود يؤمن السامريون بأن موسى آخر الأنبياء كما نصّت توراتهم على ذلك، ويعتقدون بأن من بعد موسى كانوا ملوكًا لا أنبياء ورسلًا، كما يعتقدون بأن بعض الرسل الذين بعد موسى كانوا لأقوامهم خاصة.
- ظهور المسيح: يؤمن السامريون بأن المسيح يظهر في آخر الزمن انطلاقًا من منطقة جبل جرزيم المقدس لديهم، وأما اليهود؛ فإنهم يعتقدون ظهوره من جبل صهيون لا جبل جرزيم.
- الصلاة: يصلي السامريون صلاة فيها ركوع وسجود بالإضافة إلى طهارة ووضوء، وأما اليهود؛ فإن صلاتهم تختلف اختلافًا كبيرًا عن الصلاة التي يؤديها السامريون.
- اللغة: يحافظ السامريون على اللغة العبرانية القديمة، ويرون بأنها لغة التوراة، ولغة بني أسرائيل القدماء، وليست هي العبرية الحديثة، ولذلك يزدادون يقينًا بصحة عقيدتهم خلافًا لليهود.
هل يؤمن السامريون بالمسيح؟
يؤمن السامريون بالمسيح فعلًا، ويعتقدون بأنه يظهر من جبل جرزيم بداية عند نزوله، كما أن السامريين ذُكِروا في العهد الجديد عند المسيحيين عدة مرات، وكان الموقف الذي اتخذه المسيح منهم إيجابيًا حسب العهد الجديد، وأما عن أهم ما يجمع بين المسيحية والسامرية؛ فإنه النزوع نحو المحبة والسلام حسب وكالة وفا الفلسطينية.
لماذا يقدس السامريون جبل جرزيم في نابلس؟
يعتقد السامريون بأن الله خلق آدم من تراب جبل جرزيم، كما أنه المكان الذي نزل فيه آدم عندما أكل من الشجرة، ويعتقدون بأن إبراهيم عليه السلام أقام عليه معبدًا أيضًا، ومن هنا يكتسب مكانة مقدسة كبيرة. فيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذا الجبل:
- مكان الجبل: يُعرف الجبل الجنوبي لمدينة نابلس الفلسطينية باسم جبل جرزيم؛ فإن نابلس تقع بين اثنين من الجبال، وهما: جبل جرزيم الجنوبي الذي يرتفع عن البحر 885 متر، وجبل عيبال الذي يرتفع 940 متر.
- تحديد موقع الجبل في الشريعة: تم تحديد موقع جبل جرزيم المقدس عند السامريين في نابلس ضمن كتاب الشريعة؛ ومما جاء شاهدًا على المكان كونه وراء طريق غروب الشمس، وبجانب بلوطات موره، وأمام شيكم، وهي نابلس.
- معنى اسم الجبل: عند ترجمة اسم جبل جرزيم من العبرية إلى العربية يصبح اسمه جبل الفرائض؛ فإنه المكان الذي يجب أن تُقدم فيه القرابين والذبائح وغيرها إلى الله حسب اعتقاد السامريين في نابلس.
- جبل الطور عند السامريين: إن السامريين في نابلس ومدينة حولون يطلقون على جبل جرزيم في مدينة نابلس اسم جبل الطور، وذلك تيمنًا بجبل الطول المعروف الذي أنزل الله تعالى على موسى فيه الوصايا العشر حسب اعتقادهم.
- ترديد اسم الجبل في الصلوات: لا يتخذ السامريون جبل جرزيم قبلة لهم في صلاتهم فحسب، وإنما يتم ترديد اسم هذا الجبل في الصلوات؛ فإنهم يقولون: جبل جرزيم كل أيام حياتنا خلال صلاتهم.
- ذكر الجبل في الشريعة: نص كتاب الشريعة المقدس عند السامريين في نابلس على جبل جرزيم 13 مرة بأسماء مختلفة، ومنها: باب السماء، وجبل ميراثك، والجبل الجيد، والمكان المختار، وبيت الله، وأخص الجبال، ومنية الآكام الدهرية.
هل توجد تحديات وصعوبات تواجه السامريين؟
هناك العديد من الصعوبات والتحديات التي تواجه السامريين خلال الوقت الراهن، ومنها: العدد القليل لأفراد هذه الطائفة؛ فإن عددهم لا يتجاوز 800 نسمة فحسب، ولكنهم يحاولون التكاثر بشكل أكبر، وكانوا يميلون إلى منع التزاوج من غيرهم سابقًا للتعامل مع هذه المشكلة، وأدى ذلك إلى زيادة العدد بالفعل؛ فإنه كان أقل من ذلك سابقًا.
إن عدد الذكور في الطائفة السامرية مرتفع مقارنة بالإناث، وهو ما أدى إلى بعض التحديات نظرًا لمنع الزواج من خارج الطائفة للإناث سابقًا، وعلى الرغم من السماح بذلك اليوم إلا أن من تفعله تكون منبوذة إجمالًا، ومن التحديات والصعوبات الأخرى: وجود السامريين في نابلس ومدينة حولون مما يعني أنهم يعيشون في منطقتين منفصلتين.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هو الفرق بين التوراة والتلمود؟