تحقيق مسبار
إن قصبة الجزائر واحدة من أقدم المدن داخل الأراضي الجزائرية، وفي الوقت الراهن تضم هذه المدينة العديد من المباني المهمة الحديثة، بالإضافة إلى المباني الأثرية التي تشير إلى العديد من الحقب التاريخية والأنظمة السياسية التي مرّت عليها؛ بما فيها المساجد والقصور والقلاع، كما تحيط بها العديد من الأبواب التاريخية المعروفة أيضًا.
من بنى حي القصبة في الجزائر؟
وضحت وزارة السياحة والصناعة التقليدية من بنى حي القصبة في الجزائر؛ فإنها مدينة تأسست من قبل الأمازيغ خلال فترة حكم الأسرة الزيرية، ثم قامت السلالات الأمازيغية الحاكمة الأخرى بإثراء هذه المدينة حتى أصبحت واحدة من أبرز مدن الدولة، وصارت مقر السلطة السياسية فيها خلال الوقت الراهن.
من هم الأمازيغ الذين بنوا قصبة الجزائر؟
عند البحث لمعرفة من صمم قصبة الجزائر عند تأسيسها يتضح بأنهم الأمازيغ الذين يطلق عليهم اسم البربر أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات والتفاصيل حولهم:
- أماكن توزع الأمازيغ: لا يسكن الأمازيغ دولة واحدة من الدول الحديثة، وإنما ينتشر تواجدهم في شمال قارة أفريقيا بدايةً من المغرب وحتى مصر، ومن البحر الأبيض المتوسط وحتى نهر النيجر.
- الموطن الأصلي للبربر: يتواجد البربر على نطاق جغرافي واسع داخل الأراضي الأفريقية، ويعتقد بعض المختصون بأنهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، كما يعتقد بأنهم كانوا يسافرون من الشرق إلى الغرب عبر شمال أفريقيا.
- الأبجدية الأمازيغية: تُعرف الأبجدية التي يتم استخدامها من قبل الأمازيغ وبدو الطوارق باسم تيفيناغ، وهي واحدة من أقدم الأبجديات حول العالم، وتختلف عن كل من الأبجدية العربية والأبجدية اللاتينية بشكل تام.
- شخصيات أمازيغية بارزة: هناك العديد من الشخصيات البارزة التي لديها أصول أمازيغية، ومنهم: محمد عبد الكريم الخطابي الذي خاض حربًا ضد الإسبان، والرحالة المشهور ابن بطوطة، وكذلك المقاومة لالة فطمة.
كم عمر قصبة الجزائر؟
قام الأمازيغ بتأسيس قصبة الجزائر خلال القرن العاشر الميلادي، وبما أننا اليوم في القرن الحادي عشر؛ فهذا يعني أن عمر المدينة يبلغ 11 قرنًا تقريبًا، وتعاقبت عليها الكثير من الأحداث التاريخية التي شكّلت التاريخ المعاصر للجزائر، ومنها: احتضان حركة الاستقلال التابعة لجبهة التحرير الوطني، وهي حركة ساهمت بالاستقلال عن فرنسا.
ماذا يوجد في قصبة الجزائر؟
يوجد في قصبة الجزائر كثير من المعالم التاريخية بما فيها القصور والقلاع والمساجد، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز معالم المدينة:
- مقهى طانطونفيل: إن مقهى طانطونفيل واحد من المقاهي التاريخية المشهورة في قصبة الجزائر، وبالقرب من هذا المقهى يمكن العثور على كثير من باعة العملات الأجنبية بالإضافة إلى تجار التذكارات والصناعات التقليدية.
- سوق باب عزون: يرجع تاريخ عزون إلى العهد الاستعماري في قصبة الجزائر، وهو سوق مغطى يحتوي على بعض الهيئات الإدارية بالإضافة العديد من المتاجر المحيطة بالمكان.
- مسجد كتشاوة: يعود بناء جامع كتشاوة في قصبة الجزائر إلى الحقبة التي سيطرت فيها الإمبراطورية العثمانية على المنطقة، وهو جامع خضع لبعض الترميمات التي تهدف إلى المحافظة عليه ليتمكّن السياح من رؤيته بأفضل حال.
- دار مصطفى باشا: تقع دار مصطفى باشا في القصبة السفلى، وفي الوقت الحالي تم تحويل هذه الدار إلى مقر للمتحف الوطني العمومي المتعلق بالزخرفة والخط، ويتميز هذا المعلم بالتصميم المعماري على الطراز الإسلامي.
- قصر خداوج: يقع قصر خداوج على شارع محمد أكلي مالك في قصبة الجزائر، وفي السابق كان يحيط به سوق الجمعة، بينما أصبحت المنطقة المحيطة حيًا كاملًا خلال الوقت الراهن، ويطلق على القصر اسم قصر خداوج العمياء.
هل قصبة الجزائر من مواقع التراث العالمي؟
إن قصبة الجزائر من مواقع التراث العالمي بالفعل، وتم اعتمادها ضمن القائمة 1992 مما يعني أنها آخر المواقع التاريخية التي أدرجت ضمن قائمة اليونسكو في الجزائر حتى الوقت الراهن من عام 2024. تتضمن القائمة الآتية مواقع التراث العالمي الأخرى داخل الأراضي الجزائرية:
- قلعة بني حماد: في عام 1980 أصبحت قلعة بني حماد واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو رسميًا، وهي قلعة تم تأسيسها عام 1007؛ إلا أنها تفككت عام 1152 بعد مرور 145 عامًا على بنائها، ولا تزال بعض معالمها موجودة اليوم.
- تيبازا: تقع منطقة تيبازا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وهي منطقة كانت مركزًا تجاريًا قرطاجيًا قديمًا، وفي السابق تمكّن الرومان من احتلالها وجعلها قادة استراتيجية لاحتلال العديد من الممالك في موريتانيا.
- تيمجاد: تأسست تيمجاد عام 100 على يد الأمبراطور تراجان، وتتميز هذه المدينة بتصميماتها القائمة على الأعمدة بشكل أساسي، وصارت من مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1982 قبل 10 سنوات من إدراج قصبة الجزائر.
- جميلة: يُعرف موقع جميلة باسم سويكول أيضًا، وهي مدينة تقع على ارتفاع 900 متر عن مستوى سطح البحر، وتتضمن العديد من الهياكل والكنائس وأقواس النصر، وهي من مواقع التراث العالمي منذ عام 1982 أيضًا.
- طاسيلي ناجر: تحتوي منطقة طاسيلي ناجر -التي أصبحت من مواقع التراث العالمي عام 1982- على واحدة من أكبر المجمعات الفنية المنقوشة في الصخور من حقبة ما قبل التاريخ؛ فإن الرسوم تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد تقريبًا.
- وادي مزاب: يتمتع وادي مزاب بهندسة معمارية ليست معقدة إلا أنها عملية، كما تتميز هندسة هذا الوادي بتكيفها مع البيئة المحيطة بها أيضًا، وفي عام 1982 تم اعتماده ضمن مواقع التراث العالمي في الجزائر.
من هي أقدم قصبة في الجزائر؟
بالرغم من تاريخها العريق إلا أن قصبة الجزائر ليست أقدم قصبة داخل البلاد، وإنما تحتل قصبة دلس المرتبة الأولى بين أقدم القصبات والمدن محليًا، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات والتفاصيل حولها:
- الموقع الجغرافي: من الجهة الشمالية يحد قصبة دلس العتيقة البحر الأبيض المتوسط، بينما يحدها جبل الأصواف وجبل بوعربي من الجهة الجنوبية، ومن الجهة الغربية يحدها حي البساتين ووادي سباو.
- البعد عن العاصمة: تقع قصبة دلس العتيقة على بعد 54 كيلومتر إلى الشرق من مدينة بومرداس، وتبعد مسافة 106 كيلومتر إلى الجهة الشرقية من مدينة الجزائر العاصمة في حين تبعد 47 كيلومتر إلى الشمال الغربي من تيزي وزو.
- تأسيس القصبة: تأسست قصبة دلس العتيقة على أنقاض مدينة روسوكوروس الرومانية في البداية، ثم اتسع العمران فيها خلال عهد معز الدولة بن صمادح ثم تعاقبت عليها العديد من الدول مع الاستمرار في التوسع.
- السيطرة على قصبة دلس تاريخيًا: تعاقبت العديد من الدول على عقبة دلس، ومنها: دولة الموحدين، ودولة الحفصيين، ودولة الزيانيين، وأصبحت خاضعة للعثمانيين فيما بعد، ثم احتلتها فرنسا عام 1844 قبل استقلال الجزائر.
- تأسيس الحي الأوروبي في القصبة: عندما قام الاحتلال الفرنسي بالسيطرة على قصبة دلس العتيقة خلال القرن التاسع عشر الميلاد تم تأسيس الحي الأوروبي من قبله، وذلك في الجزء الشرقي من القصبة.
هل قصبة الجزائر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان؟
لا تحتل قصبة الجزائر أية مرتبة ضمن قائمة أقدم 10 مدن في العالم المأهولة بالسكان حتى الآن على الرغم من وجود عدة من المدن العربية الأخرى ضمن القائمة، وفي المرتبة الأولى تأتي مدينة أريحا في فلسطين المحتلة، ؛ فإن عمر البشر في هذه المدينة يعود إلى تاريخ 9600-9000 قبل الميلاد، ولا تزال مأهولة بالسكان حتى الوقت الراهن.
في المرتبة الثانية بين أقدم المدن المأهولة بالسكان حتى الآن تأتي مدينة بيروت في الأراضي اللبنانية؛ فإن البشر سكنوها في الفترة بين العامين 8800-7000 قبل الميلاد، وتأتي مدينة بلوفديف البلغارية في المرتبة الثالثة، ويعود تاريخ وصول البشر إليها والاستيطان فيها إلى الفترة بين العامين 6000-5000 قبل الميلاد.
اقرأ/ي أيضًا: