تحقيق مسبار
تمكّن لويس باستور من التوصل إلى العديد من الإنجازات المهمة في علم الجراثيم خلال فترة حياته، وكان من أبرزها: نظرية الجراثيم التي غيّرت المفهوم السائد وقتها عن طريقة تشكُّل الجراثيم المُتسببة بالأمراض أو التعفّن، وكذلك تمكّن من تطوير اللقاحات بعض الأمراض القاتلة للإنسان.
كيف اكتشف لويس باستور الجراثيم؟
وضحت عدة مصادر كيف اكتشف لويس باستور الجراثيم وطوّر نظريته حولها، ويجدر الذكر بأن الجراثيم كانت معروفة قبله إلا أن المختصين كان يظنونها تتولّد تلقائيًا، ولكن لويس باستور اكتشف بأنها تنتقل وتنمو من كائنات حية بالفعل لا أنها تتولد من كائنات غير حية مثل الأوساخ أو الغراب، وكان اكتشافه لذلك من خلال استخدام المجاهر وإجراء التجارب المعملية.
من هو أول من اكتشف البكتيريا؟
عند النظر لمعرفة ماذا اخترع لويس باستور بالإضافة إلى التعرف على اكتشافاته وإسهاماته يتضح بأنه ليس أول من اكتشف البكتيريا، وإنما اكتشفها الهولندي أنطوني فان ليفينهوك قبل 146 عامًا من ولادة باستور حسب موقع بيجوس التعليمي، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حوله:
- العمر عند اكتشاف البكتيريا: ولد الهولندي أنطوني فان ليفينهوك خلال عام 1632، بينما تمكن من اكتشاف البكتيريا عام 1676، مما يعني أن عمره عند اكتشافها كان يبلغ 44 عامًا تقريبًا.
- العمل في الأقمشة: بدأ أنطوني فان ليفينهوك حياته المهنية في العمل بالنسيج، وربما تكون مواجهته للعدسة أول مرة خلال هذه الفترة؛ فإنها تستخدم لحساب كثافة الخيوط بالإضافة إلى مراقبة الجودة.
- العمل مع الشرطة: تم تعيين أنطوني فان ليفينهوك حاجبًا لشرطة دلفت عام 1660، مما يعني أن عمره كان يبلغ 28 عامًا وقتها، ثم أصبح مساحًا بعد مرور قرابة 9 سنوات.
- الاطلاع على كتاب ميكروجرافيا: عندما زار أنطوني لندن -عاصمة المملكة المتحدة- للمرة الوحيدة في حياته ربما استطاع الوصول إلى كتاب ميكروجرافيا لروبرت هوك، وتضمّن هذا الكتاب بعض الصور للمنسوجات.
- اكتشاف البكتيريا: خلال عام 1676 تمكّن أنطوني من ملاحظة الماء عن كثب ليرى بعض الكائنات الدقيقة عليه، وكانت هذه أول مرة يلاحظ فيها الإنسان وجود البكتيريا.
- اكتشاف الحيوانات المنوية: لم يكن اكتشاف البكتيريا الإنجاز الوحيد في حياة ليفينهوك، وإنما تمكّن من اكتشاف الحيوانات المنوية، وتوصل إلى أنها تؤدي إلى الإخصاب عندما تخترق بويضة الأنثى.
من هو لويس باستور؟
إن لويس باستور من الكيميائيين وعلماء الأحياء الدقيقة فرنسيي الجنسية، وكان واحدًا من أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة الطبي أيضًا بعد تطوير ما أطلق عليه اسم نظرية الجراثيم، وعلى الرغم من عدم قبول هذه النظرية في البداية ضمن الوسط العلمي؛ إلا أنها كانت النظرية الصحيحة بالفعل كما تبين لاحقًا.
هل عرفت البسترة بهذا الاسم نسبة إلى لويس باستور؟
عرفت البسترة بهذا الاسم نسبةً إلى الهولندي لويس باستور بصفته المكتشف لهذه العملية، وهي عملية تتضمن تسخينًا وتبريدًا سريعًا للمنتج الغذائي بهدف منع انتشار الأمراض بالإضافة إلى إطالة مدة الصلاحية، وهي واحدة من العمليات المهمة في التصنيع الغذائي خلال الوقت الراهن؛ نظرًا لفائدتها في الحد من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأطعمة.
ما اللقاح الذي اكتشف لويس باستور؟
عند معرفة ما هي قصة لويس باستور يتضح بأنها اكتشف لقاحات لعدة من الأمراض التي تصيب الإنسان وغيره، وفي القائمة الآتية أبرز الأمراض التي تمكن من الوصول إلى لقاحاتها:
- الجمرة الخبيثة: توجد البكتيريا التي تتسبب بمرض الجمرة الخبيثة بشكل طبيعي في التربة حول العالم، وهو مرض يصيب الحيوانات البرية والماشية بشكل شائع، وينتقل منها إلى البشر، واستطاع لويس باستر اكتشاف لقاح له.
- كوليرا الدجاج: خلال فترة حياته تمكّن لويس باستور من تطوير لقاح لكوليرا الدجاج، وهو مرض بكتيري يصيب الطيور ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الموت فيها إذا كانت الإصابة شديدة، وربما يؤدي إلى العرج أو غيرها من العاهات الدائمة.
- داء الكَلَب: عادةً ما ينتقل داء الكلب إلى الإنسان عن طريق العض، وهو مرض يسبب الوفاة إذا ظهرت الأعراض، ولكن اللقاحات تقي من ذلك عند الحصول عليها قبل ظهور الأعراض، وتمكّن لويس باستور من اكتشاف لقاح هذا المرض.
ما هي أهم إنجازات لويس باستور؟
وضحت موسوعة بريتانيكا ماذا اخترع لويس باستور بالإضافة إلى توضيح إنجازاته المختلفة في الحقل العلمي، وتتضمن القائمة الآتية أهم هذه الإنجازات:
- عدم التناظر الجزيئي: عندما قام لويس باستور بدراسة تارترات الصوديوم والأمونيوم تبيّن له بأن تشابه التركيب الكيميائي لهما لا يعني بالضرورة التشابه في البُنية، وإنما حدث الترتيب بشكل مختلف بينهما.
- التخمير: قام لويس باستور بإجراء سلسلة من الدراسات التي تتعلق بالتخمير الكحولي في أحد المعامل المحلية خلال خمسينيات القرن العشرين، وقدّم أدلة على كون التخمير ناتجًا عن كائنات حية دقيقة في النهاية.
- البسترة: أثناء عمله في التخمير استطاع الهولندي لويس باستور من اكتشاف عملية أطلق عليها اسم البسترة، واعتمد عليها حتى يحافظ على بعض المنتجات ويقتل الميكروبات، كما أن البسترة كانت تمنع التخمير.
- دحض نظرية التولد الذاتي: قبل لويس باستور اعتقد الناس بأن الحياة يمكن أن تنشأ تلقائيًا فيما يتعلق بظهور اليرقات وغيرها، ولكن لويس باستير قام بدحض ذلك، وبيّن أن الكائنات الحية الدقيقة لا تتولد ذاتيًا.
- نظرية الجراثيم: في نظرية الجراثيم وضح لويس باستور بأن بعض الأمراض تنشأ عن غزو جسم الإنسان من قبل الكائنات الحية الدقيقة لا أن الأمراض تأتي من داخل الجسم كما في نظرية التولد الذاتي.
- اكتشاف بعض الأمراض المُعدية: تمكّن لويس باستور خلال فترة حياته من الوصول إلى العديد من الكائنات الحية التي تسببت في مرض غامض أصاب ديدان القز، مما هدّد صناعة الحرير الفرنسية، واستطاع إحراز تقدم في علم الأوبئة.
- تطوير اللقاحات: استطاع لويس باستور من إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بمجال التطعيم من خلال اكتشاف اللقاحات المضادة لعدة أمراض قاتلة، وعلى رأسها: داء الكَلَب الذي يُشكّل خطورةً كبيرةً على حياة الإنسان.
أهم المحطات في حياة لويس باستور
يعتني المختصون بتوضيح ما هي قصة لويس باستور خلال مراحل مختلفة من حياته؛ نظرًا للاكتشافات التي توصل إليها والإسهامات المهمة التي قدمها في مجالات علم الأوبئة والجراثيم والبكتيريا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أهم المحطات في حياته:
- العمر عند الوفاة: ولد لويس باستور يوم 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 1822، بينما توفي يوم 28 ديسمبر/كانون الأول من عام 1895، مما يعني أن عمره كان يبلغ 72 عامًا عند الوفاة.
- الالتحاق بكلية أربوا: في عام 1831 التحق لويس باستور للدراسة في كلية أربوا، وفي هذه الفترة لاحظ تفشي داء الكلب عن طريق عضات الحيوانات المصابة بهذا المرض.
- الدراسة في الكلية الملكية: عام 1839 انتقل لويس باستور للدراسة في الكلية الملكية داخل بيزانسون، وتمكّن من الحصول على شهادة دبلوم الآداب منها في عام 1940، وفي عام 1942 نال شهادة البكالوريوس في جامعة أخرى.
- الحصول على شهادة في العلوم: في عام 1843 تم قبول لويس باستور في المدرسة العليا المرموقة، وبحلول عام 1845 تمكّن من التخرج والحصول على شهادة في العلوم، وتم تعيين مدرسًا للفيزياء عام 1846.
- الدكتوراه في العلوم: لم يتوقف لويس باستور عن الدراسة بعد الحصول على شهادة في العلوم، وإنما تابع دراسته حتى حصل على شهادة الدكتوراه عام 1847.
- كتابة الأبحاث: بعد حصوله على شهادة الدكتوراه بدأ لويس باستور بكتابة الأوراق البحثية والدراسات، وكان من أولها الورقة البحثية عن باراتارترات الصوديوم والأمونيوم عام 1848.
- جائزة جيكر من أكاديمية العلوم: في عام 1860 حصل لويس باستور على جائزة جيكر من أكاديمية العلوم بسبب أبحاثه حول التخمير، وتم نشر أبحاثه عن الخل في جمعية الكيمياء الباريسية خلال ذات العام أيضًا.
- نشر البحث عن نظرية الجراثيم: في عام 1878 قام لويس باستور بنشر بحث حمل اسم نظرية الجراثيم وتطبيقاتها في الطب والجراحة، كما أنه طوّر لقاح الكوليرا للدجاج خلال هذا العام، وحصل على وسام جوقة الشرف برتبة ضابط كبير.
- افتتاح معهد باستور: في عام 1888 تم افتتاح معهد باستور، مما يعني أن افتتاح هذا المعهد كان قبل وفاته بقرابة 7 سنوات، وكان ذلك من آخر الأعمال التي قدمها خلال فترة حياته.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن معرفة اختراعات ابن سينا؟
هل يمكن معرفة شروط براءة الاختراع؟