تحقيق مسبار
تشتهر قبائل المرسي بألواح الشفاه التي تضعها النساء، وهي ألواح فخارية دائرية يصل قطرها إلى أكثر من 10 سنتيمتر، كما أن قبيلة مرسي أصبحت مشهورة لدى البعض بسبب عادات الحياة والمعيشة البدائية التي لا زالت تمارسها خلال الوقت الراهن، وحتى اليوم تعتمد هذه القبيلة على الرعي والزراعة لتوفير الموارد الأساسية التي تحتاجها بنفسها.
هل تشرب قبائل المرسي الدماء؟
لا تشرب قبائل المرسي دماء البشر أو تعتمد على الدماء في نظامها الغذائي الرئيسي، وإنما تقوم هذه القبائل بشرب دماء البقر كل صباح حسب بعض العادات والاعتقادات السائدة لديهم، وهي واحدة من القبائل التي تعيش حياة بدائية، ويفتقر نمط حياتها إلى جميع مظاهر التطور والتقدم التي وصل إليها العالم اليوم.
لماذا تشرب قبائل المرسي الدماء؟
تشرب قبائل المرسي الدماء من البقر في الصباح لتمنحهم حسب اعتقادهم نوعًا معينًا من القوة التي تساعدهم على طرد الخوف بالإضافة إلى طرد ما يطلقون عليه اسم الأرواح الشريرة، وهي من العادات التي يتوارثها أفراد هذه القبيلة حتى اليوم حسب ثقافتهم، ولكنها ربما تتسبب بالعديد من الأضرار الصحية إذا كان الدم ملوثًا أو حاملًا لناقلات الأمراض.
من هي قبيلة مرسي؟
يمكن تعريف قبيلة مرسي بأنها واحدة من القبائل التي تعيش في أجزاء من قارة أفريقيا بالقرب من حدود إثيوبيا مع جنوب السودان، ولا تتجاوز أعدادهم 10 آلاف نسمة في الوقت الراهن. تمارس هذه القبيلة أساليب الحياة القبلية القديمة، كما أن المناطق التي يعيشون فيها معزولة عن غيرها.
من أي بلد تنتمي قبيلة المرسي؟
وضحت عدة مصادر من أي بلد تنتمي قبيلة المرسي؛ فإنها من القبائل التي تعيش قرب الوادي السفلي لنهر أومو في أراضي إثيوبيا، وهي واحدة من دول أفريقيا التي تتمتع بمساحة كبيرة وتعداد سكاني مرتفع، وفيما يأتي بعض الحقائق عنها:
- المساحة الإجمالية: تبلغ المساحة الإجمالية لإثيوبيا 1,104,300 كيلومتر مربع، وتحتل اليابسة 1,096,570 كيلومتر مربع منها، بينما تشغل اليابسة 7,730 كيلومتر مربع تقريبًا.
- التعداد السكاني: يصل عدد السكان في إثيوبيا عام 2024 إلى 118,550,298 نسمة حسب وكالة سي آي إيه الأمريكية، ولا تشكل قبائل المرسي سوى نسبة ضئيلة من التعداد السكاني الإجمالي
- التوزيع السكاني: تتمتع المناطق الشمالية والمناطق الوسطى من إثيوبيا بأعلى كثافة سكانية على الإطلاق، وخصوصًا المناطق الواقعة حول العاصمة، وتنخفض كثافة السكان في الشرق الأقصى والجنوب الشرقي.
- طول الشريط الحدودي: يصل طول الشريط الحدودي الإجمالي لإثيوبيا إلى 5,925 كيلومتر، وهي من الدول الداخلية التي لا يوجد لها شريط ساحلي.
- الدول المجاورة: لإثيوبيا حدود مشتركة مع 6 دول مجاورة، وهي: جيبوتي، وإرتيريا، وكينيا، والصومال، بالإضافة إلى السودان وجنوب السودان، وهذا يعني أنها تشترك في حدودها مع ثلاثة من دول الوطن العربي.
- الارتفاع عن مستوى سطح البحر: يبلغ متوسط ارتفاع إثيوبيا عن مستوى سطح البحر 1,330 متر، ويصل ارتفاع أعلى نقطة على أراضيها 4,550 متر، بينما يبلغ انخفاض أدنى نقطة 125 متر تحت مستوى سطح البحر.
- البحيرات الكبرى: تتضمن إثيوبيا 3 بحيرات كبرى للمياه العذبة بمساحة 5,310 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى بحيرتين اثنتين من المياه المالحة بمساحة 7,180 كيلومتر مربع.
كيف تعيش قبيلة المرسي؟
تعيش قبيلة مرسي أسلوب حياة بدائي لا يتضمن أية وسيلة من وسائل الراحة المتقدمة التي توصل إليها العالم اليوم، ويتكسب الأفراد في هذه القبيلة عن طريق تربية الماشية بشكل أساسي، ولذلك توجد قيمة كبيرة للماشية عندهم، ويقومون كذلك بزراعة المحاصيل قرب الأماكن التي يعيشون فيها لتوفير مصدر غذاء نباتي.
يتم اختيار كبار السن الذين يتمتعون بمهارات الخطابة والمناظرة الجيدة في مناصب الزعامة داخل قبائل المرسي، وذلك لأن العمر من العوامل المهمة في تحديد القوة السياسية لهذه القبائل، وتتضمن أساليب العيش لهذه القبائل كثيرًا من التدريب والتعليم للشباب حتى يصبحوا أعضاء مسؤولين عند الكبر.
ماذا يأكل شعب المرسي؟
تشرب قبائل المرسي حليب الماشية وتأكل اللحوم ضمن النظام الغذائي الأساسي لها، كما أن هذه القبائل تستكمل نظامها الغذائي بالاعتماد على المحاصيل الزراعية الصالحة للأكل، وهذا يعني أن لديهم نظامًا غذائيًا متنوعًا كغيرهم من البشر حول العالم، ولا تُشكّل دماء البقر مصدرًا للغذاء حسب معتقداتهم، وإنما يتم شربها للحصول على القوة وطرد الأرواح الشريرة فحسب.
اللغة التي تتحدث بها قبائل المرسي
تتحدث قبيلة مرسي باللغة التي تحمل اسمها للتواصل مع بعضها البعض خلال الحياة اليومية، وهي إحدى اللغات التي ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع اللغات المنتشرة في المناطق الحدودية ضمن الأجزاء الجنوبية الغربية من إثيوبيا، ويتم تصنيفها ضمن اللغات السومرية، وهي من عائلة اللغات النيلوصحراوية.
في البداية لم تكن لغة المرسي مكتوبة، وتناقل الأفراد قصصهم وثقافتهم مشافهة من الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد، وفي الوقت الراهن استطاعت قبيلة مرسي تطوير قواعد إملائية لكتابة الكلمات، ويعمل بعض المختصين في جامعة أديس أبابا على تطوير كتابة قائمة على الحروف اللاتينية لهذه اللغة عوضًا على الحروف الأمهرية.
ألواح الشفاه عند قبائل المرسي
تضع النساء في قبائل المرسي ألواحًا أو أقراصًا فخارية أو خشبية كبيرة في الشفاه السفلى، وأصبحت هذه الألواح أو الأقراص من العلامات المميزة لهذه القبائل بالإضافة إلى بعض القبائل الأفريقية الأخرى خلال الوقت الراهن، وصارت من عوامل الجذب الرئيسية للسياح في المنطقة لرؤيتها والتعرف على الثقافة المرتبطة بها.
تضع النساء في قبيلة مرسي ألواح الشفاه عند الوصول إلى عمر 15 عامًا أو 16 عامًا، وذلك من خلال قطع الشفة السفلى في البداية وترك الجرح مفتوحًا باستخدام سدادة خشبية، وبعد الالتئام توضع الألواح الفخارية، وربما تفضل بعض النساء الاستمرار بزيادة الجرح لوضع ألواح ذات قُطر أكبر أحيانًا.
هل قبائل المرسي من أكثر المجموعات العرقية في إثيوبيا؟
إن قبيلة مرسي ليست واحدة من أكثر المجموعات العرقية تواجدًا داخل الأراضي الإثيوبية، وذلك بسبب عددها القليل، وتتضمن القائمة الآتية المجموعات العرقية الأكبر في إثيوبيا حسب وورلد أطلس:
- شعب الأورومو: تصل أعداد شعب الأورومو في الأراضي الإثيوبية إلى 34,216,242 نسمة، وهو ما يجعله الشعب الأكثر تواجدًا داخل الدولة على الإطلاق، وذلك بما يقترب من ثلث العدد الإجمالي للسكان.
- شعب الأمهره: بعدد يصل إلى 26,855,771 نسمة يحتل شعب الأمهره المرتبة الثانية بين المجموعات العرقية الأكثر تواجدًا داخل الأراضي الإثيوبية، بفارق يتجاوز 26,855,760 نسمة عن عدد قبائل المرسي.
- شعب الصومال: يعيش ما يصل إلى 6,186,774 نسمة من شعب الصومال داخل حدود إثيوبيا، وبهذا العدد تكون هذه المجموعة العرقية ثالث أكثر المجموعات العرقية تواجدًا على الأراضي الإثيوبية.
- شعب التغراي: يعيش 6,047,522 نسمة من شعب التغراي داخل أراضي إثيوبيا، وهو ما يجعلها المجموعة العرقية صاحبة المرتبة الرابعة ضمن القائمة بفارق 139,252 نسمة عن شعب الصومال.
- شعب سيداما: في المرتبة الخامسة ضمن قائمة المجموعات العرقية الأكثر تواجدًا في إثيوبيا يأتي شعب سيداما، وذلك بعدد يصل إلى 3,978,633 نسمة تقريبًا.
نزاعات قبائل المرسي على الأرض
بعد قيام الحكومة الإثيوبية بإنشاء منتزه أومو الوطني تعرضت قبيلة مرسي إلى فقدان جزء من أراضيها لصالح هذا المنتزه، وهو ما تسبب بقيام العديد من النزاعات بين القبيلة من جهة والحكومة من جهة أخرى، وذلك فيما يتعلق بحقوق قبائل المرسي بملكية الأرض، وحتى الوقت الراهن يعيش أفراد هذه القبائل ضغوطًا بسبب المنتزه المذكور.
اقرأ/ي أيضًا: