تحقيق مسبار
خلال تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي لقيت قضية دريفوس رواجًا كبيرًا بين السياسيين في الجمهورية الفرنسية، وذلك بعد إدانة ألفريد دريفوس بالجاسوسية، ثم العثور على العديد من الأدلة التي تبرئه من هذه التهمة فيما بعد. واستمرت أصداء هذه القضية حتى مرور أكثر من 10 سنوات قبل إغلاقها بشكل كامل.
في أي سنة حدثت قضية دريفوس؟
وضّح مركز مدار للدراسات في أي سنة حدثت قضية دريفوس؛ فإنها وقعت عام 1894، بعد اتهام أحد الضباط اليهود في الجيش الفرنسي بالخيانة، وتمت محاكمة المتهم من قبل المحكمة العسكرية وقتها. وبالرغم من اكتشاف بعض الأدلة التي تثبت براءة المتهم؛ إلا أن المحكمة أصرّت على حكمها بسجنه مدى الحياة.
ما المقصود بقضية دريفوس؟
يعتني السياسيون بمعرفة ما المقصود بقضية دريفوس، وهي قضية سياسية بدأت عام 1894 واستمرت حتى عام 1906 في الجمهورية الفرنسية، وهذا يعني أن أحداثها استمرت قرابة 12 عامًا، وتضمنت جدلًا كبيرًا حول إدانة الضابط ألفريد دريفوس، أو تبرئته من تهمة الجاسوسية وبيع الأسرار العسكرية إلى الألمان.
من هو دريفوس؟
كان ألفريد دريفوس ضابطًا يهوديًا في جيش الجمهورية الفرنسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، واشتهر بعد قضية اتهامه بالخيانة والجاسوسية لصالح الألمان، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:
- العمر عند الاتهام بالخيانة: بدأت أحداث قضية دريفوس واتهامه بالخيانة عام 1894، بينما كانت ولادته عام 1859 في مدينة مولوز الفرنسية، وهذا يعني أن عمره كان يبلغ قرابة 35 عامًا عند الاتهام.
- العمل العسكري: قرّر ألفريد دريفوس عام 1882 الالتحاق بالمدرسة المتعددة التقنيات، ثم اتخذ القرار بالعمل في المجال العسكري، وبحلول عام 1889 وصل إلى رتبة نقيب في جيش الجمهورية الفرنسية.
- القبض على دريفوس: في يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1894 تم إلقاء القبض على ألفريد دريفوس بتهمة الجاسوسية والخيانة، وأودع في سجن ديفلز آيلاند قبالة سواحل غيانا الفرنسية.
- العمر عند الوفاة: ولد ألفريد دريفوس يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1859 في مدينة مولوز، بينما توفي يوم 12 يوليو/تموز من عام 1935 في باريس، وكان عمره عند الوفاة 76 عامًا تقريبًا.
ما هو عقاب ألفريد دريفوس؟
بيّن موقع هيستوري ما هو عقاب ألفريد دريفوس؛ فإنه كان متهمًا بالخيانة والجاسوسية، ولذلك تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأدى ذلك إلى جدل واسع جدًا في الجمهورية الفرنسية، وتسبب بتأجيج الكثير من القضايا الأخرى، سواءً كانت سياسية أو دينية أو وطنية، دون الاقتصار على القضايا السياسية وحدها.
من عفا عن دريفوس؟
إن الرئيس الفرنسي السابق إيميل لوبيه هو من عفا عن دريفوس عام 1899 الذي تولى الرئاسة خلاله، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المحطات في حياته حسب موقع رئاسة الجمهورية الفرنسية:
- ولادة إيميل لوبيه: ولد الرئيس الفرنسي السابق إيميل لوبيه يوم 31 ديسمبر/كانون الأول من عام 1838 في مقاطعة دروم الفرنسية، وكانت عائلته من عائلات المزارعين.
- عمدة مونتيليمار: أصبح إيميل لوبيه عمدة لمونتيليمار عام 1870 عندما كان عمره 32 عامًا تقريبًا، ولم يزل في هذا المنصب حتى أصبح رئيسًا للجمهورية الفرنسية مع تولي عدة مناصب خلال هذه الفترة.
- مستشار مقاطعة مارسان ومقاطعة جريجنان: أصبح إيميل لوبيه مسشارًا لمقاطعة مارسان عام 1870 بعد انتخابه، ثم صار مستشارًا لمقاطعة جيجنان بداية من عام 1871 وحتى عام 1883.
- وزير الأشغال العامة: في يوم 12 ديسمبر/كانون الأول من عام 1887 أصبح إيميل لوبيع وزيرًا للأشغال العامة في الجمهورية الفرنسية، وشغل هذا المنصب حتى يوم 2 أبريل/نيسان من عام 1888.
- رئيس الوزراء: أصبح إيميل لوبيه رئيسًا للوزراء ووزيرًا للداخلية يوم 27 فبراير/شباط من عام 1889، ولم يزل في هذا المنصب حتى يوم 5 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
- رئاسة الجمهورية الفرنسية: في يوم 18 فبراير/شباط من عام 1899 تم انتخاب إيميل لوبيه رئيسًا للجمهورية الفرنسية، ودعمه في ذلك المؤيدون لمراجعة قضية دريفوس مرة أخرى.
- انتهاء فترة الرئاسة: في يوم 18 فبراير/شباط من عام 1906 انتهت فترة رئاسة إيميل لوبيه، ولم يرغب بالترشح لهذا المنصب مرة أخرى بعدها، واعتزل الحياة السياسية، وتوفي في ذات العام.
كم سنة قضى دريفوس في السجن؟
يمكن تحديد كم سنة قضى دريفوس في السجن بعد معرفة السنة التي سُجن فيها والسنة التي خرج من السجن خلالها؛ فإنه سُجن عام 1894، بينما تم إطلاق سراحه عام 1899 بعفو صدر عن رئيس الجمهورية الفرنسية وقتها، وهذا يعني أن مجموع المدة التي قضاها داخل السجن بلغت 5 سنوات تقريبًا.
التسلسل الزمني لقضية دريفوس
لا شك بأن قضية دريفوس مرّت بالعديد من الأحداث المهمة بداية من عام 1894 وحتى إطلاق سراحه، وتتضمن القائمة الآتية أبرز هذه الأحداث:
- إدانة ألفريد دريفوس: في يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1894 تمت إدانة ألفريد دريفوس ببيع الأسرار العسكرية لألمانيا، وتم إرساله إلى السجن في إحدى الجزر ليقضي فيها الحكم.
- الشكوك حول الرائد والسين إسترهازي: في عام 1896 اشتبه رئيس الأركان الفرنسي بجاسوسية الرائد والسين إسترهازي، وساورته الشكوك حول حقيقة اتهام ألفريد دريفوس بهذه التهمة عوضًا عنه.
- اتهام الحكومة الفرنسية بتزوير الأدلة: في أول شهرين من عام 1898 قام إميل زولا بتوجيه رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي عبر الصحافة، ودافع في هذه القضية عن دريفوس، واتهم الحكومة الفرنسية بالتزوير.
- اعتقال العقيد هنري: خلال شهر أغسطس/آب من عام 1898 تم اعتقال العقيد هنري بعد اعترافه بتزوير الأدلة في قضية دريفوس، ولكنه انتحر في زنزانته بعد ذلك.
- اعتراف والسين إسترهازي بتزوير الدليل الأصلي في القضية: في شهر سبتمبر/أيلول من عام 1898 اعترف والسين إسترهازي بتأليف الدليل الأصلي، الذي استخدمه القضاء ضد دريفوس لإدانته بتهمة الجاسوسية.
- إعادة المحاكمة العسكرية: في شهر أغسطس/آب وشهر سبتمبر/أيلول من عام 1899 تمت إعادة محاكمة دريفوس، وبالرغم من الأدلة التي تم العثور عليها لتبرئته إلا أنه حوكم وتمت إدانته مرة أخرى، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.
- العفو عن دريفوس: بعد وصول إيميل لوبيه إلى السلطة وانتخابه رئيسًا للجمهورية الفرنسية عام 1899 أصدر عفوًا عن ألفريد دريفوس، وهو العام الذي أطلق فيه سراحه.
- تبرئة ألفريد دريفوس: في عام 1906 ألغت محكمة الاستئناف العليا إدانة ألفريد دريفوس مما يعني تبرئته بشكل كامل، وبذلك انتهت قضية دريفوس بشكل كامل.
ما هو قانون دريفوس؟
لا يوجد قانون يطلق عليه اسم قانون دريفوس، وإنما كان دريفوس ضابطًا فرنسيًا أدين بتهمة التجسس لصالح الألمان خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، ثم تمت تبرئته من هذه التهمة بشكل كامل في العقد الأول من القرن العشرين، ولم يصدر قانون خاص بهذا الضابط الفرنسي.
أهمية قضية دريفوس للحركة الصهيونية
كانت قضية دريفوس مهمة كثيرًا للحركة الصهيونية؛ فإن المحاكمة التي انتهت بإدانة ألفريد دريفوس أقنعت ثيودور هرتزل بما يطلق عليه اسم معاداة السامية، واقتنع بأن اليهود لن تكون لهم القدرة على التمتع بالأمان إلا في بلد خاص لهم، وهو ما جعل من القضية قضية حاسمة في تطوير الإيديولوجية الصهيونية حسب موقع ستدي.
ما هي أصعب قضية في العالم؟
لا يمكن تحديد ما هي أصعب قضية في العالم نظرًا لعدم وجود معايير واضحة لترتيب القضايا حسب صعوبتها، وربما تكون قضية دريفوس واحدة من أصعبها على الإطلاق، ولذلك تمت إعادة المحاكمة مرة أخرى للمتهم ألفريد دريفوس، ثم تم إطلاق سراحه في عفو عام بعد مرور سنوات على سجنه.
اقرأ/ي أيضًا:
