تحقيق مسبار
كان أبو الريحان البيروني من أبرز الشخصيات في الميدان العلمي، وهو من العلماء الذين حاولوا إثبات كروية الأرض، كما أن له العديد من الإسهامات في الفيزياء والرياضيات والفلك، وقام بتأليف العديد من الكتب التي وصلت إلينا بالفعل، ومنها: كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر.
ماذا اخترع أبو الريحان البيروني؟
عند البحث لمعرفة ماذا اخترع أبو الريحان البيروني يتضح بأنه مخترع للعديد من الأدوات التي تستخدم في القياسات الفلكية بالإضافة إلى أدوات القياسات الجغرافية؛ إلا أن مجموعة من هذه الأدوات ضاعت مع مرور الوقت، ولم يتبق منها سوى البيكنومتر والإسطرلاب الميكانيكي وبعض أجهزة إسقاط الخرائط حسب جامعة البيروني.
من هو أبو الريحان البيروني؟
يعتني الفلكيون بمعرفة من هو أبو الريحان البيروني؛ فإنه أحد العلماء الذين ابتكروا كثيرًا من أدوات القياس الفلكية والجغرافية، بالإضافة إلى تطوير العديد من المعادلات المفيدة في هذا المجال، ويُعرف بأنه واحد من علماء الفلك والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا المسلمين، الذين كانت لهم الكثير من الإنجازات.
حقائق ومعلومات عن أبي الريحان البيروني
يمكن العثور على العديد من أقوال أبو الريحان البيروني خلال الوقت الراهن في الأوساط العلمية، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الحقائق والمعلومات حوله:
- مكان وتاريخ الولادة: ولد أبو الريحان البيروني يوم 4 سبتمبر/أيلول من عام 973، وكانت ولادته في خوارزم من خراسان الكبرى، وهي اليوم في أوزباكستان.
- مكان وتاريخ الوفاة: كانت وفاة أبي الريحان البيروني عام 1052 في غزنة، وهي من المناطق الواقعة داخل حدود أفغانستان خلال الوقت الراهن.
- الدراسة في خوارزم: أمضى البيروني أول 25 سنة من عمره في خوارزم، وخلال هذه الفترة درس الفقه الإسلامي، بالإضافة إلى النحو والرياضيات وعلم الفلك والطب والفلسفة واللاهوت وغيرها.
- الانتقال إلى غزنة: في عام 1017 كان محمود الغزنوي حاكمًا لغزنة، وخلال هذه الفترة انتقل معظم العلماء إلى المنطقة المذكورة بمن فيهم أبو الريحان البيروني.
- الرحلة إلى الهند: صاحبَ أبو الريحان البيروني السلطان محمود الغزنوي عند ذهابه إلى الهند، وتمكّن من معرفة كافة ما يتعلق بالهند خلال تلك الفترة.
- التحدث بلغات غير العربية: لم يكن أبو الريحان البيروني من أصول عربية إلا أنه تعلّم لغة العرب، وتعلّم كذلك اللغة السنسكريتية بالإضافة إلى اللغة الهندية، مما يعني أنه كان متقنًا لعدة لغات.
- الميول اللاأدرية: كان عالم الرياضيات والفلك أبو الريحان البيروني من المسلمين الذين يعتنقون المذهب الشيعي، مع وجود بعض الميول اللاأدرية لديه أيضًا.
هل البيروني هو نفسه الخوارزمي؟
يبحث الكثيرون لمعرفة هل البيروني هو نفسه الخوارزمي أم لا، والحقيقة أنهما عالمان مختلفان؛ فإن لقب الخوارزمي عادة ما يقصد به العالم محمد بن موسى الذي تنسب إليه الخوارزميات. أما أبو الريحان البيروني؛ فإنه من خوارزم بالفعل، وينتسب إلى هذه المنطقة كذلك، ولكنه عادةً ما يُعرف بالبيروني لا بالخوارزمي.
كان لمحمد بن موسى الخوارزمي العديد من المساهمات في الهندسة، وكتب عن الهندسة الكروية بالإضافة إلى الجيب وجيب التمام في علوم المثلثات، واعتمد على الهندسة لإجراء بعض الحسابات الفلكية حول حركة الأجرام السماوية، وقام بتأليف كتاب الزيج في حسابات حركة الكواكب والنجوم، واستخدم التقويم اليهودي حتى يحسب خطوط العرض والطول للشمس والقمر.
لماذا سمي البيروني بهذا الاسم؟
تم تفسير لماذا سمي البيروني بهذا الاسم من قبل بعض العلماء؛ فإن هذا اللقب يعني الغريب بلغة أهل مدينة خوارزم، وذلك لأنه لم يكن من السكان الأصليين لها. يجدر الذكر بأن البيروني تُقرأ بكسر الباء وتسكين الياء، وذلك خلافًا لما يشتهر عند الكثيرين من قراءة هذا الاسم بفتح الباء وتسكين الياء.
من هو العالم المسلم الذي أثبت كروية الأرض؟
يظن البعض بأن البيروني هو العالم المسلم الذي أثبت كروية الأرض فحسب، ولكن هناك العديد من العلماء المسلمين الذين قاموا بتقديم الإثباتات والبراهين على كرويتها، وكان من بينهم العالم أبو الريحان البيروني، كما حاول الفلكيون العرب خلال زمن الخليفة المأمون بإثبات كرويتها، وحرص العديد من العلماء المسلمين على تفنيد كونها مسطحة.
رحلات أبو الريحان البيروني العلمية
كان لأبي الريحان البيروني العديد من الرحلات العلمية التي تلقّى فيها عدة من العلوم المختلفة، وكان من ذلك رحلته إلى الري وعبوره بديار آل سامان، كما أنه رحل إلى بخارى أيضًا، وزار جرجان واستضافه فيها الأمير شمس المعالي حسب بحث أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي حياته ورحلاته العلمية وأثرها في فكره الموسوعي.
إنجازات أبو الريحان البيروني من الكتب
يمكن العثور على الكثير من أقوال أبو الريحان البيروني في الكتب التي ألفها ووصلت إلينا؛ فإنه ألّف العديد من الكتب خلال فترة حياته، ومنها ما يأتي:
- كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية: يضم كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية العديد من التخصصات العلمية المختلفة بين سطوره، ويشمل ذلك العلوم التاريخية والثقافية والاجتماعية، ويسرد فيه عادات وتقاليد العديد من الشعوب.
- كتاب الصيدنة في الطب: دون أبو الريحان البيروني العديد من أبحاثه عن المواد الطبية وما يتعلق بها في كتابه المعروف باسم كتاب الصيدنة في الطب، وهو واحد من آخر الكتب التي قام بتأليفها خلال حياته.
- كتاب تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض: تم تأليف كتاب تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض من قبل أبي الريحان البيروني، وهو واحد من الكتب الخاصة بعلوم الجغرافيا.
- كتاب تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة: في كتاب تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة؛ قام أبو الريحان البيروني بتدوين ما عرفه من الثقافة الهندية القديمة ليصبح أحد مراجع المختصين اليوم.
- كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم: تم تأليف كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم من قبل أبي الريحان البيروني بطلب من مسعود بن محمد الغزنوي، ويتضمن هذا الكتاب عدة من التفاصيل حول الفلك والرياضيات.
- كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم: قام أبو الريحان البيروني بتأليف كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم على نمط الأسئلة والأجوبة مع توضيح أجوبته بالعديد من الرسومات والأشكال ذات العلاقة.
- كتاب مختار الأشعار والآثار: لم تقتصر إسهامات وإنجازات أبي الريحان البيروني من الكتب على المجالات العلمية، وإنما قام بتأليف كتاب مختار الأشعار والآثار في الأدب.
- كتاب الاستيعاب في تسطيح الكرة: في كتاب الاستيعاب في تسطيح الكرة؛ قام أبو الريحان البيروني بتوضيح كيفية نقل الخرائط والخطوط من الكرة إلى سطح مستوٍ والعكس؛ لتسهيل رسم الخرائط الجغرافية.
- كتاب الجماهر في معرفة الجواهر: قام أبو الريحان البيروني بتأليف كتاب الجماهر في معرفة الجواهر ثم إهدائه للملك مودود بن مسعود، وهو كتاب يبحث في علوم الأرض والأحجار الكريمة والمعادن.
أبرز الإسهامات العلمية لأبي الريحان البيروني
لم تقتصر إنجازات أبو الريحان البيروني على مجال واحد في الحقل العلمي، وإنما كان من إسهاماته تحديد خطوط الطول والعرض بدقة، بالإضافة إلى مناقشة دوران الأرض حول محورها، وتمكّن من تقدير كثافة 18 حجرًا كريمة بدقة كبيرة، وتوصّل إلى أن الضوء أسرع من الصوت، وشرح طريقة عمل الينابيع الطبيعية وغيرها.
من هو أعظم عقلية عرفها التاريخ؟
يصف البعض أبا الريحان البيروني بأنه أعظم عقلية عرفها التاريخ إلا أنه لا يوجد تصنيف موحد معتمد يوضح العقلية الأعظم في تاريخ البشرية، وإنما هناك كثير من العلماء الذين كانت لهم إسهامات وإنجازات في مجالات مختلفة، وعادة ما يبني العلماء على إنجازات بعضهم البعض للتوصل إلى إنجازات وابتكارات جديدة.
اقرأ/ي أيضًا:
من هو أول من رسم خريطة العالم؟