تحقيق مسبار
لا يتم استخدام سلاح المنجنيق في الحروب خلال الوقت الراهن، ولكنه كان من أهم الأسلحة الفتاكة قديمًا، وتم الاعتماد عليه في تحطيم حصون العدو وتحصيناته المختلفة. لم تقتصر المقذوفات التي استُخدمت في المنجنيق على الحجارة وحدها، وإنما شملت العقارب والحيات والقاذورات والكرات النارية وغيرها.
لماذا سمي المنجنيق بهذا الاسم؟
بالرغم من وجود العديد من المصادر التي تطرقت إلى اشتقاق الكلمة إلا أنها لم توضح لماذا سمي المنجنيق بهذا الاسم؛ فإنها كلمة فارسية تم تعريبها من جِي نِيكْ لتصبح منجنيق، وتعني بالفارسية: أنا ما أجودني كما ذكر العديد من أصحاب المعاجم، وهي من أبرز الآلات التي تم استخدامها في الحروب منذ القدم.
ما هو سلاح المنجنيق؟
عند البحث لمعرفة ما هو سلاح المنجنيق يتضح بأنه سلاح حربي ثقيل تم استخدامه لقذف الحجارة وغيرها باتجاه العدو، وتمكّن هذا السلاح من تدمير الحصون والقلاع، بالإضافة إلى إحداث الكثير من الأضرار بالأعداء عند التحصن فيها، وتم استخدامه من قبل الفرس والروم، بالإضافة إلى استخدامه من قبل العرب والحضارات الأخرى أيضًا.
هل وضحت المعاجم العربية إلى معنى المنجنيق؟
لم يتم توضيح من أول من استخدم المنجنيق من العرب إلا أن المعاجم اعتنت بتوضيح معنى هذه الكلمة بالفعل، ومنها ما يأتي:
- القاموس المحيط: في معجم القاموس المحيط نصّ مجد الدين الفيروزآبادي على أن المنجنيق آلة يتم رمي الحجارة بها، وذكر بأنها من الكلمات المعربة، وتُجمع على منجنيقات أو مجانق أو مجانيق.
- الغني: نصّ عبد الغني أبو العزم في معجم الغني على أن المنجنيق تُجمع على مجانق ومنجنيقات ومجانيق، وهي آلة حربية قديمة تم استخدامها لتدمير أسوار المدن والقلاع.
- المعجم الوسيط: ذكر المعجم الوسيط بأن المنجنيق آلة قديمة من آلات الحصار، ونصّ على أنه استخدم في رمي الأحجار الثقيلة على الأسوار لتهديمها، وتطرّق إلى صيغ جمع هذه الكلمة.
- لسان العرب: نصّ لسان العرب لابن منظور على أن المنجنيق تُنطق بفتح الميم وكسرها، وهي كلمة مؤنثة مشتقة من كلمة جي نيك الفارسية حسب هذا المعجم.
من هو أول من صنع المنجنيق؟
لم يتفق المختصون على تحديد من هو أول من صنع المنجنيق وفق بحث المجانيق وأثرها في المعارك الحربية في الدولة الإسلامية في العصر الأموي، ويرى بعض المختصين بأنه سلاح عربي بينما يرى آخرون بأنه من الأسلحة الأعجمية، ويحتج كل فريق من الفريقين بعدة من الأدلة والبراهين التي تؤيد موقفه ورأيه.
أنواع المجانيق التي تم استخدامها قديمًا
في السابق تم استخدام عدة أنواع من المجانيق في معارك العرب وغيرهم من الأمم الأخرى، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه الأنواع:
- المنجنيق العربي: كان المنجنيق العربي أحد الأنواع التي تميزت بدقة الصناعة، واعتمد بشكل أساسي على الخشب الجيد، واستخدم العرب هذا النوع في قذف الحجارة بشكل أساسي خلال معاركهم.
- المنجنيق الفرنجي: ينسب هذا النوع من المجانيق إلى الفرنجة، وهو نوع تمّت صناعته من الخشب الجيد، وشمل ذلك حشب الجراسيا، وخشب الأرز.
- المنجنيق الفارسي: يُطلق على سلاح المنجنيق الفارسي اسم المنجنيق التركي أيضًا، وتمتع بتكلفة منخفضة مقارنةً بالمنجنيق العربي، وتم نصبه مائلًا مع قاعدة تمسكه في ربع القائمة من الأعلى.
- المنجنيق اللولبي: يُعرف المنجنيق اللولبي باسم المنجنيق الدائري في بعض الأحيان، وهو نوع تميّز بثقّالات من الرصاص، ويعمل من خلال دوران الرجال لتدوير الثقالات، ثم رمي الأسهم بمجرد ترك هذه الثقالات.
- العرادة: إن العرادة من أنواع سلاح المنجنيق ذات الحجم الصغير، وتم حملها في السفن لرمي السهام الكبيرة دفعة واحدة عوضًا عن رميها سهمًا سهمًا، وتميزت بقدرتها على الرمي لمسافات بعيدة أيضًا.
الأسلحة مستخدمة في العالم القديم غير سلاح المنجنيق
كان المنجنيق واحدًا من الأسلحة المدمرة التي استخدمتها شعوب العالم القديم في الحروب، وهناك الكثير من الأسلحة الفتاكة الأخرى التي كانت دارجة في العالم القديم أيضًا، ومنها: فيل الحرب الذي بدأ استخدامه منذ 4 آلاف عام تقريبًا، وكذلك القسي -جمع قوس- والسهام، واستخدمت بعض الشعوب سلاحًا يُعرف باسم أورومي، وهو سلاح يتضمن عشرات الشفرات اللينة، ويتم استخدامه مثل السوط في المعركة.
الأجزاء التي يتكون منها سلاح المنجنيق
لا شك بأن سلاح المنجنيق يتكون من عدة أجزاء كما هي حالة الأسلحة الأخرى التي يتم استخدامها منذ القدم وحتى الوقت الراهن، وفيما يلي توضيح لجميع أجزاء المنجنيق الأساسية:
- الدلو: إن الدلو من أهم أجزاء المنجنيق، وهو الجزء الذي تم الاعتماد عليه بشكل أساسي حتى يحمل الحجارة أو غيرها من أنواع الحمولة، ثم قذفها فيما بعد.
- الذراع: تتصل الذراع مع الدلو الذي يحمل الحجارة أو غيرها، وفي الجزء الآخر يتصل مع القاعدة، ويكون هذا الجزء طويلًا بالقدر الكافي لقذف الحمولة بعيدًا.
- الإطار والقاعدة: تم بناء القاعدة والإطار في المنجنيق جيدًا حتى تحمل هذه الأجزاء وزن المنجنيق، بالإضافة إلى دعم الحركة المستمرة لهذا السلاح الكبير.
- الحبل الأساسي: يتولى الحبل مهمة تخزين الطاقة الكامنة في المنجنيق عن طريق التمدد، أو اللف أثناء توصيله بالذراع سواءً كان هذا التوصيل مباشرًا أو غير مباشر.
- حبل التقييد: يختلف حبل التقييد بمهمته عن الحبل الأساسي في سلاح المنجنيق؛ فإنه فإنه جزء مسؤول عن تحفي عمل المنجنيق وإلقاء المقذوفات بمجرد تحريره.
هل يتم استخدام المنجنيق في الحروب اليوم؟
كان سلاح المنجنيق من الأسلحة التي تلحق بالعدو الكثير من الأضرار قديمًا، وعلى الرغم من إمكانية استخدامها اليوم كذلك للإضرار بالعدو؛ إلا أنها غير مستخدمة بالفعل، وهذا لوجود الكثير من الأسلحة المتفوقة التي تعمل بكفاءة أكبر خلال المعارك، ومنها: الصواريخ التي يمكن قذفها من أماكن بعيدة جدًا، وتحدث أضرار هائلة مقارنةً بالأضرار التي يتسبب بها المنجنيق.
لماذا يستخدم المنجنيق؟
من السهل معرفة لماذا يستخدم المنجنيق؛ فإنه أحد الأسلحة التي استُخدمت لإلقاء المقذوفات المختلفة مسافة بعيدة خلال الحرب، ومن أنواع مقذوفات المنجنيقات أو المجانيق ما يأتي:
- الحجارة: عادةً ما ينصرف الذهن إلى الحجارة مباشرةً عند الحديث عن سلاح المنجنيق، وهي من المقذوفات التي تم إلقاؤها من خلال هذا السلاح قديمًا، وشمل ذلك الحجارة الصغيرة والحجارة المتوسطة والحجارة الكبيرة.
- القذائف المعدنية: في بعض الأحيان تم استخدام المنجنيق لإلقاء القذائف المعدنية عوضًا عن قذف الحجارة، وكانت هذه القذائف أسطوانات تزن كل واحدة منها 1-2 كيلوجرام تقريبًا.
- السهام: تم استخدام سلاح المنجنيق لقذف السهام بسرعة وقوة إلى مسافات بعيدة، واعتمدت المسافة التي يقطعها السهم على لينه وقساوته؛ فإن المسافة تكون أبعد كلما كان السهم أكثر ليونة.
- النشّاب: قامت الشعوب قديمًا باستخدام سلاح المنجنيق لإطلاق ما يُعرف باسم النشاب، وهي مقذوفات تشبه السهم إلى حد كبير، وفي بعض الأحيان تكون مع النيران، في حين تكون بدون النيران أحيانًا أخرى.
- الكرات النارية: بالاعتماد على المنجنيق تمكّن المحاربون قديمًا من رمي الكرات النارية والنفط، وغيرها من المواد القابلة للاشتعال بعيدًا على قلاع وجنود العدو لإلحاق الأضرار بهم.
- القنابل: لم تكن القنابل قديمًا كما هي عليه اليوم من التطور، وإنما كانت مقذوفات من النحاس أو الحجر أو الزجاج، هي من المقذوفات التي تم إلقاؤها من خلال المنجنيق.
- الأفاعي والعقارب: كانت العقارب والأفاعي من المقذوفات التي تم إلقاؤها على العدو بسلاح المنجنيق قديمًا، وذلك بعد وضعها في سلاسل من القش والعيدان أو داخل جرار من الفخار المخرم، ولا شك بأنها من المقذوفات الخطيرة.
- القاذورات والجثث: تم إلقاء القاذورات والجثث باستخدام المنجنيق قديمًا لهدفين أساسيين، وهما: إرباك جنود العدو، بالإضافة إلى نشر الأمراض بينهم.
اقرأ/ي أيضًا: