` `

إلى جانب القصف والقتل.. التضليل والشائعات أدوات حرب إسرائيلية

محمد سليمان محمد سليمان
سياسة
31 مايو 2021
إلى جانب القصف والقتل.. التضليل والشائعات أدوات حرب إسرائيلية
اعتمدت منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والترويج لروايتها (Getty)

الآراء الورادة في هذا المقال لا تُعبّر بالضرورة عن رأي “مسبار”.

استهدف الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال عدوانه الأخير على أكثر من جبهة، خاصةً المدنيين منهم، فإلى جانب القصف الصاروخي الذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين العُزّل وإصابة المئات منهم، استخدم جيش الاحتلال التضليل والشائعات أدواتٍ للحرب.

وظف الاحتلال الإسرائيلي مواقع التواصل الاجتماعي كأداة حربية من خلال نشر تهديدات مُضلّلة تصل المواطنين وتطالبهم بإخلاء بيوتهم تمهيدًا لقصفها دون نية قصفها، ولكن بهدف إثارة الخوف ونشر الرعب بين الفلسطينيين، إذ وصلت عدد من سكان قطاع غزة، أبرزهم "مول العرب" وهو أكبر مكان للتسوق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، رسائل عبر حسابهم في موقع فيسبوك تطالبهم بإخلاء المكان تمهيدًا لقصفه.

وأحدثت الرسائل التي وصلت صفحة المركز التجاري حالة من الرعب، وتسببت بإخلاء العشرات من البيوت القريبة منه، ولكن دون حدوث قصف، ليتبين فيما بعد أنّ الهدف هو نشر الخوف بين السكان.

وفي السياق ذاته، انتشرت مكالمة مسجّلة بين ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وأحد سكان قطاع غزة، يدعى أبو يونس، يخبر فيها الضابط أبا يونس بأنّهم يستعدون لقصف البنك القريب من منزلهم ويطلب منه إخلاءه. 

وتخصص سلطات الاحتلال دوائر مختصة لإدارة صفحاتها الموجهة للفلسطينيين والعرب عمومًا على مواقع التواصل الاجتماعي، منها صفحة "المنسق"، وصفحات وزارة الخارجية المعروفة مثل "إسرائيل تتكلم بالعربية"، و"إسرائيل في مصر"، و"إسرائيل في الأردن".

وإلى جانب التهديدات بالقصف، وظّف كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو مضللة متعلقة بالقصف الأخير على قطاع غزة، كان أبرزها مقطع فيديو نشره أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 11 مايو/أيار الجاري، على صفحته في موقع تويتر، ادّعى أنه لإطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ من مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.

ولكن بالتحقق تبيّن أنّ المقطع قديم ومنشور على موقع يوتيوب منذ يونيو/حزيران عام 2018، على أنّه لاستهداف قوات النظام السوري بقصف صاروخي لمواقع المعارضة في حي درعا البلد بمحافظة درعا جنوبي سورية، وليس له علاقة بالأحداث الجارية في قطاع غزة.

ولم يكتفِ جندلمان بنشر هذا المقطع، بل نشر مقطعًا آخرًا ادّعى فيه أنّ حركة حماس تحاول تضليل وسائل الإعلام والرأي العام من خلال القيام بمسرحيات مفبركة، تعرض فيها شبان أحياء كأنهم جثامين، وأردف قائلًا "ولكن مستوى التمثيل عندهم متدنٍ جدًا وأحدهم لا يستطيع التوقف عن التحرك".

لكن تبيّن أنّ المقطع مضلل ولا علاقة له بأحداث فلسطين الأخيرة، بل نُشر من حساب باسم "moslemaborabea" على تطبيق تيك توك في تاريخ 26 مارس/آذار الفائت، ويظهر مجموعة شبان يمثلون أنهم أموات، وهو حساب ينشر العديد من مقاطع الفيديو الساخرة للشباب.

لا يمكن التوقُّع أن يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ممارسة التضليل والخداع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتحقيق أهداف يمكن وصفها بالتضليلية للعالم أجمع.

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة