` `

هل انضمّ جيسون ستاثام لتيك توك أم وقعنا مجددًا في فخ الزيف العميق؟

بيان حمدان بيان حمدان
تكنولوجيا
7 يونيو 2021
هل انضمّ جيسون ستاثام لتيك توك أم وقعنا مجددًا في فخ الزيف العميق؟
لم يخرج أي تصريح من القائمين على الحساب حتى اللحظة (Getty)

يوم السبت 5 يونيو/حزيران الجاري، نُشر مقطع فيديو قصير على منصّة تيك توك من حساب باسم jasonstathamtiktok، أثار المقطع تفاعلًا واسعًا بين جمهور المتابعين، إذ شوهد أكثر من 60 مليون مرة، وحصد أكثر من 5 ملايين إعجاب، كما بات يتابع الحساب أكثر من 2.5 مليون مستخدم خلال يومين من إنشائه. 

لكنّ اللافت كان سؤال عشرات الآلاف من مشاهدي المقطع عن حقيقته، وما إذا كان مَن يظهر في المقطع هو بالفعل الممثل الإنجليزي جيسون ستاثام أم أنّ المقطع معدّل بتقنية الزيف العميق. 

صورة متعلقة توضيحية

لو ظهر هذا المقطع قبل 5 سنوات، ما كان لأحد أن يشكّ في صحته، ولكنّ مستخدمي الإنترنت تعرّضوا سابقًا لخداع بنمط مشابه، من أبرز المقاطع التي استُخدمت فيها تقنية الزيف العميق، فيديو لانتحال شخصية الممثل الأميركي توم كروز على منصة تيك توك، إذ أنشأ خبراء تقنيين حساب deeptomcruise على المنصّة لعرض مجموعة من المقاطع صُنّفت ضمن الزيف العميق غير الضار تهدف بشكل أساسي للتسلية وتوعية المستخدمين بالتقنية.

صورة متعلقة توضيحية

المعلومات التي خرج بها القائمون على حساب كروز المزيّف، وإنشاء الممثل حسابًا موثّقًا على المنصة، ساعد المستخدمين على تمييز الحقيقة وجنّبهم الوقوع في فخ التضليل. 

ولكن حتى اللحظة لم يُعرف إذا ما كان حساب ستاثام المُنشأ حديثًا والمقطع المنشور له حقيقي أم زائف، إذ لم يخرج أي تصريح من القائمين على الحساب. 

يميل بعض الخبراء للقول بأنّ مقطع ستاثام مفبرك باستخدام الزيف العميق وليس حقيقيًّا، وقد استدلّ بعضهم بعدم توثيق الحساب، واختلاف البنية الجسمية للشخص الظاهر في المقطع عن البنية الجسمية لستاثام، إذ اعتبروا أنّ بنيته الحقيقية أكبر. 

وبالعادة يوجّه الخبراء الناس لتمييز المقاطع المفبركة إلى ملاحظة حركة الشفاه وتزامنها مع الكلمات المسموعة، ولكن ما زاد التحدّي صعوبةً هذه المرة هو أن ستاثام يظهر صامتًا في المقطع، مؤدّيًّا حركات بسيطة بجسده ويديه. 

والحقيقة أنّ جودة منتجات تقنية الزيف العميق تتقدّم بصورة مذهلة، وإن كنّا في الوقت الحالي نستعين بإشارات مثل تقطُّع الصورة ومزامنة حركات الشفاة مع صوت الكلمات، فمن المتوقع أن تزداد جودة المقاطع في الفترة القصيرة المقبلة لدرجة تمنعنا من التمييز بين الحقيقة والفبركة. 

وفي ظلّ تصاعد قلق مستخدمي الإنترنت من منتجات التقنية، وآثار استخدامها المتمثلة لانتحال الشخصيات لغايات انتقامية وابتزازية، يقول كريس أوم، صانع فيديوهات الزيف العميق الخاصة بتوم كروز على "تيك توك"، ليس على الناس القلق مما يُدعى بـ “زيف النقرة الواحدة One-Click Fakes”، لأنّ المقطع الواحد يحتاج أسابيعًا من العمل الجادّ ليتم إنتاجه، باستخدام خوارزميات الزيف العميق وأدوات تحرير الفيديو التقليدية، وأكّد على أنّه لا يمكن لهذه التقنية أن تعمل من تلقاء نفسها كما يُصوَّر لكثير من العامّة.

صورة متعلقة توضيحية

والحقيقة أنّ كلام أوم على ما فيه من محاولة لطمأنة الناس بحقيقة صعوبة إنتاج مقاطع فيديو مزيّفة بجودة عالية، لا يفي بالغرض في كلّ الحالات، إذ إنّ تزييف مقاطع إباحية لأشخاص كفيلٌ بتدمير سمعتهم، أو أذيتهم بشكل كبير يصل حد القتل، خاصةً وإن كانت المقاطع المفبركة لامرأة تنتمي لمجتمع محافظ.

والمقطع الأخير لستاثام وإن لم يصدر في حقيقته قولٌ فصل حتى اللحظة، فقد فتح المجال أمام نقاش واسع حول آثار استخدام التقنية ومخاطرها.

المصادر: 

The Verge

The verge 

الأكثر قراءة