` `

فرنسا تقول إنها كشفت عن حملة تضليل ضخمة مرتبطة بروسيا

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
14 يونيو 2023
فرنسا تقول إنها كشفت عن حملة تضليل ضخمة مرتبطة بروسيا
حملة تضليل روسية تستهدف المواقع الحكومية والإعلامية في أوروبا (Getty)

هذا المقال ترجمة لمقال منشور في النسخة الإنجليزية من “مسبار”

أعلنت فرنسا مؤخرًا اكتشافها حملةً واسعة النطاق مرتبطة بروسيا تهدف لنشر المعلومات المضللة، في كشفٍ سيكون له تداعيات بعيدة المدى، لاسيّما بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها في الغرب.

الكشف عن الاستراتيجيات: كيف تنشر روسيا المعلومات المضللة

وبحسب التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، فإنّ حملة التضليل الروسية استخدمت استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهدافها. تضمنت إحدى الأساليب البارزة إنشاء صفحات ويب مزيفة تحاكي هويات وسائل الإعلام الوطنية والمواقع الحكومية الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، استغلت الحملة قوة شبكات التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء حسابات وهمية على منصات مثل فيسبوك وتيوتر.

كانت جرأة الحملة واضحة في استخدامها نطاقات مواقع إلكترونية بأسماء مشابهة لأسماء المواقع الحقيقية، السلوك الذي يطلق عليه اسم "Typosquatting". فمن خلال استخدام هذا الأسلوب، تمكن الجناة من خداع المستخدمين وتشويه سمعة الحكومة الفرنسية.

وكانت الحملة، التي أطلق عليها اسم RNN، تعمل في الخفاء لأكثر من عام، مما خلّف أضرارًا كبيرة. ونشأت من موقع "War on Fakes"، وهو موقع روسي متعدد اللغات يزعم فحص الحقائق وينشر الدعاية الروسية. وتهدف الحملة إلى التلاعب بالسردية المحيطة بأوكرانيا. كما تجدر الإشارة إلى أنّ طول عمر الحملة يعدّ دليلًا على الحاجة إلى اليقظة المستمرة ضد حرب المعلومات هذه.

التلاعب الإعلامي: الاستيلاء على مواقع إعلامية الفرنسية

وقع المشهد الإعلامي في فرنسا فريسة للتكتيكات الخبيثة لحملة المعلومات المضللة هذه. حيث تم انتحال هوية العديد من مواقع وسائل الإعلام الفرنسية السائدة، بما في ذلك الصحف ذات السمعة الطيبة مثل لوفيغارو ولوموند. إذ استفادت الحملة من هذه المنصات المُنتحلة لنشر 49 مقالة ملفقة تهدف جميعها إلى تشكيل الرأي العام فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وعواقبها.

كما امتد نطاق حملة المعلومات المضللة الروسية إلى ما وراء الحدود الفرنسية. إذ وجدت المنافذ الإعلامية نفسها مستهدفة في مختلف البلدان، مما يشير إلى أنّ العملية امتدت على نطاق عالمي، وإلى ضخامة الجهود الروسية في التأثير على المشاعر العامة على نطاقٍ أوسع.

وركزت الحملة على أربعة أهداف: أولاً، إنشاء مواقع على شبكة الإنترنت مخصصة لتشويه سمعة المسؤولين الأوكرانيين بهدف تقويض صدقيّتهم. ثانيًا، تسجيل تلك المواقع بنطاقات ذات أسماء مشابهة لنطاقات وسائل الإعلام الوطنية والمواقع الحكومية الأوروبية، وذلك بهدف انتحال هوية تلك المواقع، وبالتالي نشر معلومات مضللة. ثالثًا، إنشاء مواقع الويب الناطقة بالفرنسية لنشر محتوى مشكوك فيه يتعلق بالأخبار الفرنسية، مما يؤدي إلى مزيد من الشك. وأخيرًا، إنشاء حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي البارزة، مثل فيسبوك وتويتر، وبذلك عملت الحملة على تضخيم وصول محتواها المزيف.

وعلى الرغم من امتناع وزارة الخارجية الفرنسية عن نسب الهجمات مباشرة إلى السلطات الروسية، فإن الأدلة تشير إلى تورط سفارات ومؤسسات ثقافية روسية. وبالتالي، فإن مشاركة تلك المؤسسات في نشر المعلومات المضللة ضمن شبكة RNN تسلط الضوء على شبكة الاتصالات المعقدة التي تغذي حملة التضليل هذه.

اتجاه مقلق: استهداف مواقع الحكومة السويسرية

ردًا على الاتهامات، استمرت موسكو بنفي أي تورط لها في عمليات القرصنة وحملات نشر المعلومات المضللة. ومع ذلك، فإن ما تم الكشف عنه من فرنسا والدول المتضررة الأخرى يرسم صورةً مقنعة، مما يثير تساؤلات حول صدقيّة هذا النفي.

ولم يقتصر تأثير حملات التضليل على فرنسا وحدها. إذ أبلغت السلطات السويسرية مؤخرًا عن وقوع العديد من المواقع الحكومية ضحية لهجوم رفض الخدمة الموزّع (DDoS). كما أعلن قراصنة مؤيدون لروسيا مسؤوليتهم عن ذلك، مؤكدين بشكلٍ أكبر على الحاجة الملحّة للتعاون العالمي لمكافحة هذا التهديد الناشئ.

مستجدات الحرب الروسية على أوكرانيا

ويأتي ذلك بعد أكثر من عام من الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ منذ  24 فبراير/شباط 2022، وتزامنًا مع استمرار المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني للسيطرة على مناطق في شرقي وجنوبي أوكرانيا.

وأعلنت وسائل إعلامية أن أوكرانيا بدأت في الأيام الأخيرة، هجومها المضاد ضد القوات الروسية لاستعادة أراضيها، كما أفادت تقارير أنّ معركة كبرى بدأت في جنوب شرقي أوكرانيا، في مدينة زابوريزهيا الأوكرانية. 

المصادر

Reuters

Yahoo News

Ouest France

اقرأ/ي أيضًا:

ماذا عن الأنباء حول تمويل الإمارات للتدخل الروسي في سوريا وتصريح السفير الروسي بذلك؟

الأخبار المضللة وحقل العلاقات الدولية

الأكثر قراءة