أزالت صحيفة "جويش كرونيكل" في المملكة المتحدة، سلسلة من المقالات التي يُزعم أنها تحتوي على مزاعم ملفقة من مسؤولين إسرائيليين بخصوص الحرب الجارية على قطاع غزة.
ونشرت الصحيفة، التي تعد أقدم مصدر إخباري يهودي في المملكة المتحدة، عدة مقالات لمراسل يُدعى إيلون بيري. وزعمت إحدى المقالات اكتشاف وثيقة في قطاع غزة تكشف عن مخطط لزعيم حركة حماس يحيى السنوار للهروب مع الرهائن الإسرائيليين الذين أُخذوا خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، باستخدام ممر فيلادلفيا كطريق إلى إيران، زاعمًا أن الكلام نقلًا عن "مصادر استخباراتية".
وجاء هذا المقال مع ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي استخدم فيها تأكيدًا مشابهًا لتبرير إبقاء القوات الإسرائيلية على الحدود بين قطاع غزة ومصر، على الرغم من المعارضة السياسية الشديدة، حيث خشي الكثيرون أن يؤدي هذا إلى تعطيل صفقة إطلاق سراح الرهائن.
ونظرًا للتشابه بين ادعاءات بيري والتصريحات التي أدلى بها نتنياهو، تكهن البعض بأن هذا قد يكون جزءًا من حملة تضليل إسرائيلية واسعة النطاق.
تحقيق صحيفة جويش كرونيكل حول إيلون بيري
ونشرت صحيفة "جويش كرونيكل" بيانًا أعلنت فيه أنها أنهت "تحقيقًا شاملًا" مع الكاتب المستقل إيلون بيري.
وقالت دون مزيد من التوضيح "بينما نفهم أنه خدم في الجيش الإسرائيلي، فإننا لم نكن راضين عن بعض ادعاءاته". مضيفة "لذلك قمنا بإزالة قصصه من موقعنا على الإنترنت وأنهينا أي ارتباط بالسيد بيري".
وأضافت الصحيفة “نأسف بشدة لسلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه النقطة. ونعتذر لقرائنا وقمنا بمراجعة عملياتنا الداخلية حتى لا يتكرر هذا”.
مؤخرًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري تحقيقًا داخليًّا بعد تسريب وثائق مزورة، يُزعم أنها استُعيدت من قطاع غزة، إلى وسائل الإعلام الأجنبية في محاولة لتشكيل الرأي العام بشأن مفاوضات الرهائن.
عندما سُئل عن هذا الادعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، إنه لا علم له بأي معلومات استخباراتية تفيد بأن السنوار يخطط للهروب مع الرهائن.
وحققت قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية وأفادت بأن جميع "المصادر ذات الصلة في المؤسسة الأمنية"، لم تكن على علم بالمعلومات الاستخباراتية التي استندت إليها قصة بيري.
شكوك حول خلفية إيلون بيري
في غضون ذلك، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في التحقيق في خلفية بيري. وعلى الرغم من أن ملفه الشخصي على موقع صحيفة جويش كرونيكل على الإنترنت، كان ينص على أنه عمل كصحفي لمدة 25 عامًا، إلا أنه كان من الصعب العثور على أي أثر يثبت ذلك.
وقالت صحيفة ذا غارديان البريطانية، إنه قبل عدة أشهر، وصف إيلون بيري نفسه بأنه صحفي إسرائيلي مقيم في بريطانيا، وبدأ في المساهمة بسلسلة من التقارير التي تستند إلى مصادر استخباراتية إسرائيلية. وكانت مقالاته مثيرة للغاية، إذ إنها كانت تصف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة خطوة بخطوة، بما في ذلك ما قد يُعدّ تفاصيل حساسة والمعلومات الاستخباراتية التي يُزعم أن إسرائيل جمعتها عن زعيم حماس يحيى السنوار وخططه.
وأفادت ذا غارديان، أنه لم يتمكن الصحفيون الذين يغطون الصراع في غزة، والذين كانوا بالفعل يشككون في صحة مقالاته، من إنشاء سجل ذي مغزى لصدق نية بيري.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك اقتراحات في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن القصص قد تم نشرها في الصحف الأوروبية، بما في ذلك واحدة في صحيفة بيلد الألمانية، والتي تستند إلى معلومات استخباراتية مزيفة أو محرفة، وأنه تم زرعها كجزء من جهد لدعم موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التفاوضي بشأن الحرب على غزة.
كما أثبت تحقيق أجراه صحافيون في إسرائيل وأماكن أخرى أن مزاعم بيري بشأن خلفيته، بما في ذلك عمله المفترض كصحفي وأكاديمي، وأجزاء من سجله العسكري، كانت كاذبة أو مشكوك فيها.
نتنياهو يتمسك بوجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا
في مؤتمر صحفي عقده نتنياهو في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري لوسائل الإعلام الأجنبية، قال نتنياهو إنه إذا لم تكن هناك منطقة حدود غزة مع مصر المعروفة باسم محور فيلادلفيا، تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، فإن السنوار قد يستخدمها للهروب، وربما يصطحب معه رهائن.
وتعدّ منطقة محور فيلادلفيا نقطة خلاف في المفاوضات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن. وأشار نتنياهو سابقًا إلى أن أهداف الحرب الجارية على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مرتبطة بالبقاء في محور فيلادلفيا، وأكد على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب منها. في المقابل، يتعرض هذا الموقف لانتقادات حادة من قبل المعارضة ومسؤولين أمنيين، الذين يرون أن إصرار نتنياهو على البقاء في المحور يعرقل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى.
اقرأ/ي أيضًا
كيف تؤدي شروط وتعديلات نتنياهو إلى إفشال المحاولات المتجددة لوقف إطلاق النار في غزة؟
السنوار لم يُعلن مطالبته بضمانات إسرائيلية لعدم اغتياله ضمن أي صفقة لوقف إطلاق النار
