` `

كم عمر الإنسان على الأرض؟

علوم
30 أبريل 2024
كم عمر الإنسان على الأرض؟
لم نستطع حتى وقتنا هذا معرفة عمر الأرض بشكل دقيق (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتبر الإنسان من أقدم الكائنات التي تسكن الأرض، وقد تبادر إلى ذهن الكثير من الناس والعلماء على مدى عقود من الزمن السؤال الهام؛ كم عمر الإنسان على الأرض؟

صورة متعلقة توضيحية

كم عمر الإنسان على الأرض؟

إن عمر الإنسان على الأرض هو موضوع نقاش بين العلماء، حيث كان يعتقد بعض الباحثين في البداية أن الإنسان الحديث تطور في شرق أفريقيا منذ حوالي 130 ألف سنة، بناءً على حفريات تمت في إثيوبيا واكتشف فيها بقايا إنسان. إلا أنه في عام 2005 نصت دراسة أجريت باستخدام تقنيات أحدث بأن التاريخ الحقيقي للبقايا التي وجدت تعود إلى ما قبل 195 ألف سنة.

ليعود فيما بعد عالم التنقيب جان جاك هوبلين من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا (علم الإنسان) التطورية في لايبزيغ بألمانيا، مع بقايا لإنسان قديم في المغرب، وتدل هذه البقايا التي وجدت حديثًا في عام 2017 إلى أن عمر الإنسان على الأرض يعود إلى 315 ألف سنة، مما يجعلها أقدم العينات المعروفة للإنسان.

علاوة على ذلك، تشير الدراسات الجينية إلى أن البشر تزاوجوا مع أنواع أخرى من أشباه البشر، مثل إنسان النياندرتال والدينيسوفان، الذين عاشوا في أوراسيا قبل وبعد هجرة الإنسان العاقل خارج أفريقيا. وحدثت هجرة الإنسان تلك منذ حوالي 70 إلى 100 ألف سنة مضت، حيث كانت الوجهة إلى أجزاء من أوروبا وآسيا، إضافة إلى وصولهم إلى إستراليا عن طريق الزوارق. 

ولذلك، فإن الأصل الدقيق للجنس البشري وعمره لا يزال لغزًا يتطلب المزيد من البحث والاستكشاف.

متى كان أول إنسان على الأرض؟

البشر هم كائنات في المجموعة البيولوجية المعروفة باسم الرئيسيات، والتي تشمل أيضا القرود والشمبانزي وغيرها من الحيوانات وأشباه البشر.

ويعود تاريخ ظهور أسلاف البشر الأوائل إلى مدة ما بين 5 مليون و7 مليون سنة، حيث سبق وجود أول إنسان طبيعي على الأرض بملايين السنين أشباه البشر الآخرين، مثل أرديبيثيكوس، وأسترالوبيثيكوس، وأنواع أخرى من البشر.

وحدث ذلك عندما تطورت أنواع من الكائنات التي تشبه القردة الموجودة في إفريقيا وأصبحت تمشي على القدمين فقط لتتطور هذه الكائنات أكثر فيما بعد وتنتشر في قارات أخرى من العالم، وتلك كانت المواضيع الأساسية الكبرى التي اتفق عليها العلماء. 

أما بالنسبة للفترة التي تلت ذلك، فقد وجد خلاف كبير بين العلماء لتحديد متى كان أول إنسان على الأرض أي عمر الإنسان على الأرض، وأين وجد ذلك الإنسان، وكيف تطور ليصبح الإنسان الحالي تشريحيًا وفكريًا وإبداعيًا. 

لكن اعتقد معظم العلماء أن الإنسان العاقل الحديث تشريحيًا، تطور قبل 315 ألف سنة على الأقل، تاركًا أسلافه في أفريقيا بمراحل أقل تطورًا منه، لينتقل هؤلاء الأقارب بعدها أيضًا إلى خارج أفريقيا ومثال عنهم هو:

  • إنسان النياندرتال في أوروبا وأجزاء من آسيا الذي تزامن مع وجود الإنسان الحالي.
  • الإنسان المنتصب في الشرق الأقصى.

وبعد مرور عدة سنوات على ذلك أخذت أشباه البشر بالانقراض، ليبقى الإنسان الحالي المعروف هو الوحيد على قيد الحياة من هذا الجنس، والذي انتشر في كل القارات وطور ثقافات وحضارات متنوعة.

كم عمر الأرض؟

إضافة إلى السؤال كم عمر الإنسان على الأرض؟، فإن السؤال الشائع المطروح منذ القدم الذي يواجه العلماء هو كم عمر الأرض؟، ولم يتمكن العلماء من تحديد عمر كوكب الأرض بدقة حتى وقتنا هذا. 

حيث يقدر عمر الأرض بـ 4.54 مليار سنة، (زائد أو ناقص حوالي 1٪ أي حوالي 50 مليون سنة)، وقد تم الوصول إلى عمر الأرض التقريبي من خلال التأريخ الإشعاعي، إضافة إلى عدة من الفرضيات والأدلة الموجودة.

وللحصول على تلك النتيجة بذل العلماء جهودًا كبيرة في البحث عن أقدم الصخور الموجودة حاليًا على الأرض وقياس تاريخها إشعاعيًا، فوجدوا في شمال غرب كندا صخورًا بعمر 4.03 مليار سنة، وفي إستراليا معادن يعود عمرها إلى حوالي 3.4 مليار سنة.

ولكن لا يمكن الاعتماد على هذه المعلومات كليًا، وذلك بسبب خضوع هذه الصخور إلى التجدد بسبب دورة الصخور، وبالتالي بدء بحث العلماء عن أجسام وجدت في النظام الشمسي ربما بأوقات مماثلة.

فكان الخيار الأمثل هو دراسة صخور القمر التي تم جمعها سابقًا، إضافة إلى أجزاء من النيازك التي تحطمت على الأرض، وكانت نتائج تلك الدراسات تقدر أن تاريخهما يعود إلى الفترة بين 4.4 و4.5 مليار سنة. 

ويعتقد بأن تاريخ ظهور الحياة على الأرض يعود إلى 3.7 مليار سنة، وعمر الإنسان على الأرض يعود إلى الفترة بين 5 إلى 7 مليون سنة.

عمر الأرض جيولوجيًا

يقدر عمر الأرض جيولوجيًا بحوالي 4.6 مليار سنة، بناءً على "التأريخ الإشعاعي" للنيازك وأقدم الصخور على الأرض.

و"التأريخ الإشعاعي" هو تقنية تقيس نسبة النظائر المشعة ومنتجات اضمحلالها في العينة، مما يشير إلى المدة التي مضت منذ تشكلت العينة. والوقت له معنى محدد عند علماء الجيولوجيا، حيث يسعون إلى حساب الوقت واللحظة المحددة التي وصلت بها الأرض إلى كتلتها الحالية أي حساب عمر الأرض جيولوجيًا، وتلك اللحظة ذاتها تمثل النقطة التي تشكلت فيها القشرة الصلبة للأرض لأول مرة.

ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد العمر الدقيق للأرض مباشرة من صخور الأرض لأن أقدم صخور الأرض من القشرة البدائية المبكرة قد أعيد تدويرها وتدميرها من خلال عملية تكتونية الصفائح.

وإن كان يوجد على سطح الأرض أي من الصخور الأصلية المتبقية والتي ستشير إلى عمر الأرض، فلم يستطع أحد العثور عليها بعد. ومن أقدم الصخور المعروفة على وجه الأرض هي صخور الزركون من غرب أستراليا، والتي يبلغ عمرها 4.404 مليار سنة على الأقل. وتوفر هذه الزركون دليلًا على التمايز المبكر لقشرة الأرض ووشاحها، فضلًا عن وجود الماء السائل والقشرة القارية على الكوكب. بينما تعد صخور Acasta Gneiss في كندا كذلك من أقدم الصخور المعروفة على سطح الأرض، ويبلغ عمرها حوالي 4.03 مليار سنة.

وتُظهر هذه الصخور علامات التحول والتشوه، مما يشير إلى أن الصفائح التكتونية وبناء الجبال كانت نشطة في التاريخ المبكر للأرض.

كيف عرفنا عمر الأرض؟

لم نستطع حتى وقتنا هذا معرفة عمر الأرض بشكل دقيق، ولا عمر الإنسان على الأرض، لكن تم وضع عمر تقديري للأرض من قبل العلماء والجيولوجيين.

ويعتمد هذا التقدير على طرق مختلفة لتأريخ الصخور والنيازك، وهي أقدم المواد الصلبة التي يمكن دراستها، وإحدى الطرق الأكثر موثوقية هي التأريخ الإشعاعي، الذي يقيس اضمحلال العناصر المشعة في العينة.

حيث تتحلل العناصر المختلفة بمعدلات مختلفة، ومن خلال مقارنة نسب العناصر الأصلية والعناصر المتحللة، يمكننا حساب مدة وجود العينة.

على سبيل المثال يستخدم التأريخ باليورانيوم والرصاص (تحلل اليورانيوم إلى رصاص) والذي يحدث بمعدل معروف مسبقًا، ومن خلال قياس كمية اليورانيوم والرصاص الموجودة في صخرة أو نيزك ما، يمكن تحديد عمره.

كما تم استخدام هذه الطريقة لتأريخ بعض أقدم الصخور على الأرض، بالإضافة إلى صخور القمر والكواكب الأخرى وذلك لمعرفة عمر الأرض بشكل تقريبي.

وهناك طريقة أخرى وهي "التأريخ بالكربون"، والذي يستخدم تحلل الكربون 14 إلى الكربون 12، حيث يتم إنتاج الكربون 14 في الغلاف الجوي وتمتصه الكائنات الحية، ولكن عندما تموت، يتوقف عن تجديده ويبدأ في التحلل.

ومن خلال قياس كمية الكربون-14 والكربون-12 في الحفرية أو قطعة أثرية، يمكن تقدير المدة التي مضت على وجودها على قيد الحياة، وهذه الطريقة مفيدة في تأريخ المواد العضوية التي يصل عمرها إلى حوالي 50000 سنة. 

وقد قدمت هذه الأساليب وغيرها من طرق التأريخ أدلة متسقة ومتقاربة لعمر الأرض، فضلا عن تاريخها الجيولوجي والبيولوجي.

عمر الأرض وعمر الإنسان

يقدر عمر الأرض بشكل تقريبي عن طريق الاعتماد على طرق مختلفة لدراسة الصخور والنيازك والحفريات على الأرض والعينات القمرية، إضافة إلى النصوص الكتابية والدينية المتنوعة.  ووفقا للأدلة العلمية، يقدر عمر الأرض بحوالي 4.54 مليار سنة، ويستند هذا التقدير على التأريخ الإشعاعي.

بينما وفقًا للتقاليد الدينية، فإن عمر الأرض يختلف اختلافًا كبيرًا، وذلك بالاعتماد على كيفية تفسير النصوص، فعلى سبيل المثال يقول بعض العلماء اليهود والمسيحيين أنه بتفسير الكتاب المقدس كما هو مكتوب يتم الإشارة إلى أن عمر الأرض يبلغ حوالي 6000 عام.

ومع ذلك، يرى علماء آخرون أن أيام الخلق الكتابية ليست فترات حرفية مدتها 24 ساعة، ولكنها تمثيلات رمزية لعصور أطول. حيث يشير بعض العلماء المسلمين إلى أن القرآن الكريم يلمح إلى أن كل يوم من أيام الخلق الستة المذكورة في سفر التكوين التوراتي استمر ما بين 1000 إلى 50000 سنة.

ووفقًا لبعض النصوص الهندوسية كانت الأرض موجودة منذ أكثر من 150 تريليون سنة وهي أطول بكثير من التقدير العلمي.

أما بالنسبة إلى عمر الإنسان فهو أصغر بكثير من عمر الأرض، فالبشر هم جزء من جنس الإنسان، الذي يضم العديد من الأنواع المنقرضة التي تشبه الإنسان الحالي.

ويبلغ عمر أقدم حفريات الإنسان العاقل حوالي 315000 سنة، وتشير تلك المدة إلى عمر الإنسان على الأرض، ومع ذلك إن الأصل الدقيق للبشر وتطورهم لا يزال موضوعًا مطروحًا للنقاش بين العلماء، حيث قد تتحدى الاكتشافات والتحليلات الجديدة النظريات الموجودة أو تراجعها.

كما أن البشر قد تغيروا أيضًا بمرور الوقت، فقد تكيفوا مع بيئات وثقافات وتقنيات مختلفة، على سبيل المثال طور البشر الزراعة واللغة والفن والدين والعلوم، وهي الأمور التي شكلت تاريخ ومجتمع الإنسان الحالي.

اقرأ/ي أيضًا:

ماذا كانت لغة الإنسان القديم؟

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات بالفعل؟

هل الأرض كوكب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على