هل انخفضت نسبة التلوث في العالم بعد أزمة كورونا؟
الادعاء
نسبة التلوث انخفضت في العالم إلى ما نسبته 48%، بعد أزمة فايروس كورونا المستجد "كوفيد19" بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة في مدن العالم.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
ذكرت تقاريرٌ إخباريّةٌ متعدّدةٌ أنّ نسبة التلوث انخفضت في العالم إلى ما نسبته 48%، بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة للمصانع والمنشآت التجاريّة والمرافق العامّة في كثيرٍ من المدن بعد انتشار فايروس كورونا المستجد، كما أدَّى إلى هذا الانخفاض قلة أعداد السيّارات المستخدمة عقب الحجر المنزليّ المفروض في معظم البلاد.
وفصّلت بعض التقارير أنّ تراجع التلوث بدأ بالصين مع إجراءات حظر التجوّل، ثم انتقلت الظاهرة إلى إيطاليا حيث سجّلت الأقمار الصناعيّة صوراً بيّنت انخفاضاً حاداً في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في أعقاب عمليات الإغلاق الصّارمة في البلدين، باعتبارهما من الدول الأكثر تضرراً حتى الآن بسبب انتشار وباء فايروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من هذه المعلومات ووجدّ أنّها صحيحةٌ إلى حدٍ كبير، فإنّ نسبة التلوث انخفضت لكن لم تصل إلى نسبة 48% كما تذكر التقارير، بل انخفضت في مناطق بعينها، كمدينة ووهان في الصين، وشمال إيطاليا، وبالفعل تراجعت نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد النيتروجين إلى حدٍ كبيرٍ في هذه المناطق، بسبب إغلاق المصانع وتراجع نسبة عدد السيّارات المستخدمة، إلّا أنّه لا يمكن القول أنَّ ذلك حدث في كل مدن العالم.
وبحسب مقابلة نشرها عددٌ من المواقع الأجنبية مع لوري ميليفيرتا، كبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة النظيفة والهواء في هلسنكي بفنلندا، قال إنّ مستويات ثاني أكسيد النيتروجين انخفضت بنسبة 35٪ فوق الصين خلال فترة الإغلاق مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019، مضيفاً: "تم إغلاق معظم المصانع أو تشغيلها بقدرةٍ منخفضة، إمّا بسبب القيود المفروضة على التوظيف أو بسبب عدم قدرة الموظفين على العودة من العطلات، أو بسبب نقص الطلب"
كما نشرت وكالة الفضاء "ناسا" عدداً من الصور من داخل الصين توضّح التلوث في طبقات الهواء قبل أزمة وباء كورونا وبعدها، ما يوضّح تراجع التلوث، إلّا أنّها أشارت أنّ هذا لا يعني أن أزمة التلوث انتهت في هذه المناطق.