` `

النقد الدولي لم يشطب 14.1 مليار دولار من ديون السودان ثمنًا لإلغاء القاعدة العسكرية الروسية

محمد العتر محمد العتر
سياسة
17 يوليو 2021
النقد الدولي لم يشطب 14.1 مليار دولار من ديون السودان ثمنًا لإلغاء القاعدة العسكرية الروسية
لم يشطب صندوق النقد الدولي 14.1 مليار دولار من ديون السودان (Getty)

الادعاء

قرر صندوق النقد الدولي إلغاء 14.1 مليار دولار نهائيًا من ديون السودان، وإعادة هيكلة 23 مليار دولار أخرى، بفترة سماح 10 سنوات كاملة. ثمنًا لإلغائه القاعدة العسكرية الروسية.

الخبر المتداول

شارك خالد رفعت صالح، الأستاذ الجامعي المصري ومدير مركز طيبة للداراسات السياسية، في حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، منشورًا جاء فيه أن صندوق النقد الدولي ألغى 14.1 مليار دولار نهائيًا من ديون السودان، وأعاد هيكلة 23 مليار دولار أخرى، مع فترة سماح تمتد لعشر سنوات، وذلك مقابل إلغاء السودان للقاعدة العسكرية الروسية.

وادعى رفعت أيضًا أن ما يهم السودان هو سلامة السد (سد النهضة) فقط لا غير، مدعيًا أن السد مفيد للسودان لمنع الفيضانات وانتظام الري حتى يتمكن من الزراعة مرتين في السنة، مع وعد إثيوبي بإمداده بكهرباء رخيصة من السد.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من ادعاءات المنشور المتداول ووجد أنّها مضللة، إذ لم يشطب صندوق النقد الدولي 14.1 مليار دولار من ديون السودان. بل شطب 1.4 مليار دولار، في 29 يونيو/حزيران الفائت، بعد الموافقة على دخول السودان ضمن المبادرة المعنية بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون (هيبيك).

أما الطرف الذي وافق على إعفاء السودان من 14.1 مليار دولار من الديون، فهو نادي باريس. ونشر الحساب الرسمي لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية، على موقع فيسبوك، مساء أمس الجمعة 16 يوليو/تموز، بيانًا أعلن فيه توقيع اتفاق مع نادي باريس يُعفي السودان من 14.1 مليار دولار من الديون المستحقة لدائني النادي، وذلك أيضًا ضمن مبادرة "هيبيك".

صورة متعلقة توضيحية

كما تبيّن أنه لا صلة مباشرة بين إعفاء السودان من 14.1 مليار دولار من قِبَل نادي باريس، وبين إلغاء البلاد للقاعدة العسكرية الروسية، فقبل أيام قليلة من توقيع الاتفاق مع نادي باريس، في 13 يوليو الجاري، صرحت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، أن اتفاقيةً مع روسيا حول إنشاء مركز لوجستي روسي في السودان، ستعرض قريبًا على المجلس التشريعي السوداني، قائلةً: “وبالتأكيد ستجد حظها من الاهتمام الكبير ومن النقاش”. 

جاء تصريح مريم المهدي خلال مؤتمر صحفي جمعها بنظيرها الروسي سيرغي لافروف، أثناء زيارتها إلى موسكو التي امتدت ثلاثة أيام بدءًا من يوم 11 يوليو الجاري.

وفي مقابلةٍ صحفية نشرتها وكالة سبوتنيك الروسية في 15 يوليو الجاري، أعربت مريم المهدي عن أملها أن تصدق السلطات السودانية قريبًا على الاتفاقية، نافيةً تعرض السودان لأي ضغوط خارجية في هذا الشأن. وأكدت أيضًا اهتمام بلادها بالمساعدات العسكرية الروسية.

وكان رئيس هيئة أركان القوات المسلحة السودانية، محمد عثمان الحسين، صرح في الأول من يونيو الفائت، أن بلاده ستعيد النظر في اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان، بما يحقق مصلحتها. وقال: “إذا حققت الاتفاقية مكاسب لنا وحققت مصالح روسيا، فلا مشكلة”. يُذكر أن ذلك كان قبل شطب “النقد الدولي” 1.4 مليار دولار من ديون السودان.

وفيما يخص الادعاء بأن ما يهم السودان سلامة سد النهضة فقط، وأن السد مفيد للسودان، فسبق لوزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، أن قال في 13 مارس/آذار الفائت إن سد النهضة يمثل تهديدًا مباشرًا لخزان الروصيرص، فضلًا عن المساس بالزراعة وتوليد الكهرباء ومحطات مياه الشرب.

وفي أبريل/نيسان الفائت أصدرت وزارة الري والموارد المائية السودانية بيانًا قالت فيه إن عملية الملء الأولى لسد النهضة ألحقت أضرارًا فادحة بالسودان، تمثلت في شح مياه الري والشرب.

صورة متعلقة توضيحية

اقرأ/ي أيضًا:

فيديو قديم لتدشين مصنع للوقود الحيوي في في السودان وليس حديثًا

الفيديو ليس للحظة فتح بوابات سد النهضة أو السد العالي

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة