تحقيق مسبار
ليس هناك ما هو ألذ من شوربة عدس في يوم بارد من أيام الخريف. إنها أكلة ترتكز على أحد أكثر أنواع البقوليات شهرة عبر العالم. فلطالما كان العدس غذاء الفقراء في كثير من المناطق، بسبب وفرته وزهد ثمنه. كما ارتبط هذا النوع من القطاني في أذهان الناس بالحديد باعتباره واحداً من المواد الغذائية الأكثر غنى بهذه المادة الضرورية لجسم الإنسان.
لكن انتشار استعماله في مختلف المجتمعات يدفع الكثير من أصحاب الحميات والمقبلين على أنظمة التخسيس للتساؤل بخصوص مدى تأثيره على مجهوداتهم في تخفيض أوزانهم. فهل تعد شوربة العدس وجبة دسمة؟ وهل السعرات الحرارية في شوربة العدس مرتفعة؟ وما هي فوائدها الصحية والغذائية؟
هذه المقالة تُجيبك عن هذه الأسئلة وتُبين لك بالأرقام والنسب القيمة الغذائية لهذه الأكلة.
التصنيف العلمي للعدس
ينتمي العدس إلى فصيلة البقوليات. ويُعرف علمياً باسم "لانس كوليناريس"، ويندرج ضمن النباتات التي تنتشر زراعتها في أغلب دول العالم. ويعتبر من أقدم المزروعات التي تم إيجاد آثارها في منطقة الشرق الأوسط.. يتميّز ببذوره التي تتنوع ألوانها بين البني المائل إلى الحمرة، أو الرمادي أو الأسود. ولا يزيد قُطر حبة العدس عن 13 ملمتراً. وبالإضافة إلى استعمالات هذه البذرة البشرية في التغذية، فإن أوراق هذه النبتة تستعمل أيضا كعلف للمواشي، بينما تُوظّف في مناطق من العالم في تسميد الأراضي التي تفتقر إلى مادة الآزوت والمواد العضوية المساعدة على التخصيب.
أنواع العدس
يتنوع العدس كما ذكرنا بحسب لون البذرة. ويُفرِز هذا التنوع أصنافاً عالمية شهيرة من العدس يتميز كل صنف منها بتركيبته الفريدة من مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية. ومن أهم أنواع العدس المعروفة عالمياً:
- العدس البني: وهو النوع الأكثر استهلاكاً على نطاق واسع. يتميز بنكهته الترابية، ويحافظ على شكله جيداً أثناء الطهي.
- عدس Puy: يُنسب إلى منطقة "Le Puy" الفرنسية التي اشتهرت بزراعته. يتميز ثلث حبة العدس بلونه الأخضر وله طعم الفلفل.
- العدس الأخضر: يختلف حجم حباته، وعادة ما يكون بديلاً أرخص من عدس Puy في الوصفات.
- العدس الأصفر والأحمر: حباته مكسرة. وهو ذو نكهة حلوة وجوزية إلى حد ما.
- عدس البيلوغا: عدس أسود صغير يشبه الكافيار تقريباً. ويصلح كثيراً للسَّلَطات الدافئة.
قيمة العدس الغذائية
على الرغم من أنه لا يُعد غذاءً رئيسياً في كثير من المجتمعات ويُنظر إليه باعتباره طعام الفقراء، إلا أنه يعتبر مادة غير مُكلفة لحصول الإنسان على احتياجاته الغذائية الأساسية. فهو غني بالفيتامينات والمغنيزيوم والزنك والبوتاسيوم. ويتُشكّل 25 بالمائة من العدس من البروتين، مما يجعله بديلاً ممتازاً للحوم. كما أنه مصدر كبير للحديد، وهو معدن تفتقر إليه أحياناً النُظم الغذائية النباتية. وعلى الرغم من أن أنواع العدس قد تختلف اختلافاً طفيفاً في مكوناتها الغذائية، فإن كوباً واحداً (198 جراماً) من العدس المطبوخ يوفر عموماً المقومات الغذائية الآتية:
- السعرات الحرارية: 230
- الكربوهيدرات: 39.9 جرام
- البروتين: 17.9 جرام
- الدهون: 0.8 جرام
- الألياف: 15.6 جرام
ويُعد العدس طعاماً غنياً بالألياف التي تُعزز حركات الأمعاء المنتظمة ونمو بكتيريا الأمعاء الصحية. كما يمكن أن يؤدي تناول العدس إلى زيادة وزن البراز وتحسين وظيفة الأمعاء العامة. وعلاوة على ذلك، يحتوي العدس على مجموعة واسعة من المركبات النباتية المفيدة تسمى المواد الكيميائية النباتية، وكثير منها يقي من الأمراض المُزمنة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
طبخ العدس
يُعد العدس من أسهل البُقوليات طبخاً. فهو لا يتطلب أي نقع مُسبق ويمكن طهيه في أقل من 20 دقيقة. ويحتاج إعداده إلى تنظيفه أولاً لإزالة الشوائب. ويوضع بعدها في وعاء، ويُغطّى بالماء مع قليل من الملح، ثم يُغلى ويُترك لينضج مكشوفًا لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة. ويمكن إنهاء طبخه مُقرمشاً أو طرياً حسب الذوق. وبمجرد الغليان يمكن تصفيته وشطفه بالماء البارد لوقف طبخه بحرارته. وتُطهى بعض أنواع العدس، مثل العدس البرتقالي المنفصل، في غضون 5 دقائق، ويصلح لتحضير وجبة في اللحظات الأخيرة أو لزيادة حجم وجبة مطبوخة بالفعل. ويمكن أيضاً طهي العدس على دفعات كبيرة واستخدامه لتناول طعام الغداء أو العشاء على مدار الأسبوع، حيث يستمر محافظاً على قيمته الغذائية لمدة تصل إلى 5 أيام في الثلاجة. وتُعد شوربة العدس من أفضل طرق طبخه وأكثرها شعبية.
هل السعرات الحرارية في شوربة العدس مرتفعة؟
تُعد شوربة العدس غذاءً سهلاً وخفيفاً نظراً لانخفاض سعراتها الحرارية، إذ تحتوي شوربة العدس على 159 سُعْرة حرارية لكل كوب، وفقًا لمركز بيانات الغذاء التابع لوزارة الزراعة الأمريكية. ولكن هذا الرقم قد يختلف بناء على كيفية إعداد الشوربة أو العلامة التجارية لشوربة العدس الصناعية. لكن نسبة السعرات الحرارية الموجودة في العدس تبقى عموماً منخفضة جداً إذا علمنا أن معظم الوجبات والأطعمة الأخرى تحتوي على سعرات حرارية تتراوح ما بين 300 إلى 600 سُعرة، بينما يحتاج شخص عادي إلى حوالي 2000 سعرة حرارية فى اليوم، وهذا يعني أن طبق شوربة العدس لا يُمثّل سوى 8% من نسبة السعرات الحرارية المطلوبة للجسم يوميا.
ويحتوي كوب واحد من شوربة العدس على 159 سعرة حرارية و 22 جراماً من الكربوهيدرات و4 جرامات من الدهون، وفقاً للمركز ذاته. ومع ذلك، ويمكن أن تكون السعرات الحرارية في شوربة العدس المعلّب أو الجاهز أعلى أو أقل بكثير، اعتماداً على العلامة التجارية المقتناة. وتأتي غالبية السعرات الحرارية والكربوهيدرات في شوربة العدس من العدس نفسه، والذي يحتوي، وفقاً لمركز بيانات الغداء التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، على 114 سعرة حرارية وما يقرب من 20 جراماً من الكربوهيدرات لكل 100 جرام من العدس. وإلى جانب ذلك تحتوي شوربة العدس أيضاً على الكثير من البروتينات والألياف النباتية.
فوائد شوربة العدس
يُساعد تناول شوربة العدس على اكتساب الكثير من الفوائد الصحية للجسم، فإضافةً إلى عدم تأثيرها على الوزن بسبب انخفاض سعراتها الحرارية، فإنها تساعد بفضل مقومات العدس الغذائية وتركيبته في تعزيز الكثير من المؤشرات الإيجابية في صحة الإنسان، ومن أهم هذه الفوائد التي يأتي معظمها من مادة العدس:
- خفض نسبة الكولسترول
- تعزيز صحة القلب
- تعزيز صحة الجهاز الهضمي
- استقرار نسبة السكر في الدم
- الحصول على بروتين مفيد
- زيادة طاقة الجسم
- فقدان الوزن
اقرا أيضاً:
