` `

هل كمية البروتين في البيض مرتفعة؟

تغذية
29 أكتوبر 2020
هل كمية البروتين في البيض مرتفعة؟
يحتوي البيض على كمية بروتين عالي الجودة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

قد يتساءل البعض عن القيمة الغذائية للبيض، وهل كمية البروتين في البيض مرتفعة كون البيض من أبرز المكونات في العديد من الأطباق، وربما يعد وحده أيضًا طبقًا بارزًا على مائدة كل دول العالم.

هذه المقالة ستجيب عن بعض التساؤلات حول البيض.

صورة متعلقة توضيحية

 

البيض وتاريخه

يُعتبر بيض الطيور من المواد الغذائية القيّمة منذ عصور ما قبل التاريخ، خصوصًا في تلك المجتمعات القبلية، والتي اعتمدت على الصيد وتدجين الطيور، والراجح أنه تم تدجين الدجاج من أجل بيوضه في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جنوب شرق آسيا والهند، وقد تم تدجين طيور الغابة في الهند بحلول عام 3200 قبل الميلاد، ويظهر سجل من الصين ومصر أن الطيور تم تدجينها والحصول على البيض للاستهلاك البشري حوالي 1400 قبل الميلاد، وهناك أدلة أثرية لاستهلاك البيض الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، وقد وجد الرومان دجاجات تبيض في إنجلترا والبرتغال، ووصل أول طائر مُستَأنس إلى أمريكا الشمالية مع رحلة كولومبوس الثانية في عام 1493، وقد تم جلب الدجاج لبلاد سومر ومصر القديمة بحلول سنة 1500 قبل الميلاد، ووصل إلى اليونان القديمة حوالي سنة 800 قبل الميلاد، حيث كان السُمان هو المصدر الرئيسي للبيض وقتها، وفي مقبرة حورمحب التي بُنيت حوالي سنة 1420 قبل الميلاد، في طيبة عاصمة مصر القديمة، يظهر تصوير لرجل يحمل أطباق من بيض النعام وبيوض أخرى كبيرة كقرابين على الجدران، أما في روما القديمة فقد كان يتم الحفاظ على البيض باستخدام عدد من الأساليب، وكانت الوجبات غالبًا ما تبدأ بتناول البيض بشكل مُنتظم، وقد كان الرومان يطحنون قشر البيض في أطباقهم لمنع الأرواح الشريرة من الاختباء فيها.

 

أنواع البيض

هناك عدة أنواع مختلفة من البيض تتنوع في قيمها الغذائية، ونوع البيض يعتمد على كيفية تربية الدجاج وما تم إطعامه، ومن الأنواع المشهورة للبيض:

  1. البيض التقليدي:

هو البيض القياسي في السوبر ماركت، عادة ما يتم تغذية الدجاج الذي يضع هذا البيض على الحبوب، مع خلطها بالفيتامينات والمعادن.

  1. البيض العضوي:

في هذا النوع من البيض لم يتم معالجة الدجاج بالهرمونات، وتم إطعامه علف عضوي فقط. 

  1. بيض المرعى:

يُسمح للدجاج بالتجول بحرية، وأكل النباتات والحشرات وهو طعامها الطبيعي، إضافة لإطعامها بعض الأعلاف التجارية.

  1. البيض المخصب بأوميجا 3:

الدجاج الذي يضع هذا النوع من البيض يُشبه الدجاج التقليدي، إلّا أنّ طعامه مُكمّل بمصدر أوميجا 3 مثل بذور الكتان.

صورة متعلقة توضيحية

 

القيمة الغذائية للبيض

تتفاوت القيمة الغذائية للبيض بحسب نوعه، إلا أنّ لكل أنواع البيض قيمة غذائية عالية، حيث أنّ بيضة عادية مسلوقة تحتوي على العناصر التالية:

  1. السعرات الحرارية: 77 سعرة
  2. البروتين: 7 جرام
  3. دهون: 5 جرام
  4. فيتامين أ: 6٪ 
  5. فيتامين ب 5: 7٪
  6. فيتامين ب 12: 9٪
  7. فيتامين ب 2: 15٪
  8. الفوسفور: 9٪
  9. السيلينيوم: 22٪

ويحتوي البيض أيضًا على كميات مناسبة من فيتامين د وفيتامين هـ وفيتامين ك وفيتامين ب 6 والكالسيوم والزنك، ويحتوي كذلك على عناصر غذائية متنوعة مهمة للصحة.

صورة متعلقة توضيحية

 

فوائد البيض الصحية

للبيض فوائد كثيرة تكاد لا تُحصى، ومن باب الذكر لا الحصر، نذكر أبرز فوائد البيض الصحية:

  • يُحسن البيض تمثيل الكوليسترول ويُقلل خطر الإصابة بأمراض القلب

يعود السبب الرئيسي لتحذير الناس من البيض أنه محمّل بالكوليسترول، حيث تحتوي بيضة واحدة كبيرة على 212 ملغ من الكوليسترول، وهي نسبة كبيرة مقارنة بمعظم الأطعمة الأخرى. ومع ذلك، فإن المصادر الغذائية للكوليسترول لها تأثير ضئيل على مستويات الكوليسترول في الدم، حيث يُنتِج الكبد بالفعل الكوليسترول كل يوم، والكمية المُنتجة تعتمد على مقدار ما تأكله، فإذا حصلت على الكثير من الكوليسترول من الطعام، فإنّ الكبد يُنتج كميات أقل، وإذا كنت لا تأكل الكوليسترول، سيُنتج الكبد المزيد منه، وتظهر العديد من الدراسات أنّ البيض يُحسّن في الواقع تمثيل الكوليسترول الخاص بك، فهو يرفع الكوليسترول الجيد HDL ويُغيّر الكوليسترول الضار LDL إلى نوع فرعي آخر لا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

  • البيض غني بمادة الكولين (Choline)

تُعتبر مادة الكولين مادة مُغذية مهمة للدماغ، والكولين من العناصر الغذائية الأقل شهرة والتي يتم تجميعها غالبًا مع فيتامينات ب المعقدة، حيث أنّ الكولين عنصر غذائي أساسي لصحة الإنسان وهو ضروري لعمليات مختلفة في الجسم، وهو أيضًا أحد مكونات أغشية الخلايا، ويتسبب انخفاض تناول الكولين في أمراض الكبد وأمراض القلب والاضطرابات العصبية، وقد تكون هذه المُغذيات مهمة بشكل خاص للنساء الحوامل، حيث تشير الدراسات إلى أنّ تناول الكولين الُمنخفض يُمكن أن يزيد من مخاطر عيوب الأنبوب العصبي ويؤدي إلى انخفاض الوظيفة الإدراكية لدى الطفل.

  • البيض غني بمادتي اللوتين والزياكسانثين (Lutein and Zeaxanthin) التي تحمي العيون

هناك نوعان من مضادات الأكسدة في البيض يمكن أن يكون لهما تأثيرات وقائية قوية على العين، يطلق عليهم اسم لوتين وزياكسانثين، وكلاهما موجود في صفار البيض. يميل اللوتين والزياكسانثين إلى التراكم في شبكية العين، حيث يحميان العينين من أشعة الشمس الضارة، فتُقلل مضادات الأكسدة هذه بشكل كبير من خطر الإصابة بالتنكس البقعي وعمى عدسة العين، وهما من الأسباب الرئيسية لضعف البصر والعمى، ففي إحدى الدراسات، أدّى تناول صفار بيض يوميًا لمدة أربعة أسابيع ونصف إلى زيادة مستويات الزياكسانثين في الدم بنسبة 114-142٪ واللوتين بنسبة 28-50٪.

  • يمكن أن يساعدك تناول البيض في الإفطار على فقدان دهون الجسم

يحتوي البيض على كميات ضئيلة من الكربوهيدرات، ولكنه يحتوي على الكثير من البروتين والدهون، لذلك فهو يُسجّل درجات عالية جدًا على مقياس يُسمّى مؤشر الشبع، وهو مقياس لمدى مساهمة الأطعمة في الشبع. لهذا السبب، ليس من المُستغرب أن نرى دراسات تُظهر أنّ تناول البيض على الإفطار قد يؤدي إلى فقدان الدهون. في إحدى الدراسات، تناولت 30 امرأة تُعاني من زيادة الوزن أو السُّمنة وجبة إفطار إما من البيض أو الخبز، كلا الإفطارين كان يحتوي على نفس الكمية من السعرات الحرارية، حيث شعرت النساء في مجموعة البيض بمزيد من الشبع وأكلن سعرات حرارية أقل لبقية اليوم ولمدة 36 ساعة التالية.

  • بيض أوميجا 3 وبيض المرعى يقلل من الدهون الثلاثية

ليست كل أنواع البيض متساوية، فقد يختلف تكوينها الغذائي اعتمادًا على كيفية تغذية الدجاج وتربيته، فيميل بيض الدجاج الذي تم تربيته في المراعي وتغذيتها على أعلاف غنية بالأوميجا 3 إلى أن تكون أعلى بكثير في أحماض أوميجا 3 الدهنية، ومن المعروف أن أحماض أوميجا 3 الدهنية تُقلل من مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وهي عامل خطر معروف لأمراض القلب، وتُشير الدراسات إلى أنّ تناول البيض المٌخصّب بالأوميجا 3 هو وسيلة فعّالة للغاية لخفض الدهون الثلاثية في الدم، ففي إحدى الدراسات، أدّى تناول خمس بيضات مُدعّمة بالأوميجا 3 أسبوعيًا لمدة ثلاثة أسابيع إلى تقليل الدهون الثلاثية بنسبة 16-18٪.

 

هل يحتوي البيض على بروتين؟

هذا صحيح، يحتوي البيض على البروتين بالشكل الذي يجعل البيض يُصنف ضمن الأطعمة الصحية التي تُساعد على خسارة الوزن، ويُصنف البيض أيضًا ضمن الأطعمة التي تُعتبر مصدرًا جيدًا للبروتين، حيث يحتوي البيض على بروتين عالي الجودة (High Quality Protein). ولتوضيح المقصود بالبروتين عالي الجودة من المُهم معرفة بعض المعلومات حول البروتين كأحد العناصر الغذائية الكبرى التي يحتاجها الجسم من أجل بناء العضلات والعظام وغيرها من العمليات الحيوية.

يتكون البروتين بشكل رئيسي من الأحماض الأمينية، وبالنسبة لجسم الانسان، هُناك تسعة أنواع من الأحماض الأمينية التي تُسمى بالأحماض الأمينية الضرورية، لأن الجسم غير قادر على تصنيعها بنفسه من خلال عمليات الهدم والبناء، وبالتالي يجب الحصول على هذه الأحماض الأمينية من الطعام. هذه الأحماض الأمينية التسعة هي:

  • هيستيدين.
  • ايزوليوسين.
  • ليوسين.
  • ليسين.
  • ميثيونين.
  • فينيل ألانين.
  • ثريونين.
  • تريبتوفان.
  • فالين.

يحتوي البيض على بروتين يشمل جميع الأحماض الأمينية التسعة المذكورة في القائمة أعلاه، ولهذا السبب، أصبح البيض ضمن الأطعمة التي تحتوي على بروتين عالي الجودة. وقد تم إجراء دراسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بهدف المُقارنة بين أربعة أنواع مُختلفة من البيض، وتوصل القائمون على تلك الدراسة إلى ما يلي:

  • يحتوي البيض على بروتين صافي (Crude Protein) بمقدار متساوٍ بغض النظر عن العلامة التجارية، أي الشركة التي تقوم بإنتاج البيض.
  • يحتوي البيض على بروتين ذو تركيب مختلف بعض الشئ من نوع إلى آخر، والمقصود أن الكمية التي يحتوي عليها البيض من بعض أنواع الأحماض الأمينية التسعة ليست دائمًا ثابتة، وليست متساوية في جميع أنواع البيض التي تم تحليل عينات منها.

بالرغم من نتائج هذه الدراسة لكن تبقى الإجابة كما هي، نعم يحتوي البيض على البروتين، وهو بروتين عالي الجودة، يُقدم للجسم جميع أنواع الأحماض الأمينية الضرورية التسعة، بالإضافة إلى عدد من الأحماض الأمينية غير الضرورية، وكذلك الأحماض الأمينية المُضادة للأكسدة.

 

هل كمية البروتين في البيض مرتفعة؟

هذا صحيح، كمية البروتين في البيض مرتفعة بالفعل، يُضاف ذلك إلى حقيقة أن البروتين الموجود في البيض هو بروتين عالي الجودة، أي أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية، مما يجعل البيض مصدرًا جيدًا للبروتين من ناحية الكمية والنوعية. ولأن كمية البروتين في البيض مرتفعة، أصبح البيض أحد الأطعمة المميزة والهامة التي يُوصى بإدخالها ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن. وقد تناولت العديد من الدراسات البيض كمصدر غذائي وتوصلت إلى مجموعة من النتائج اللافتة، خصوصًا بالنسبة لمسألة خسارة الوزن الزائد وكذلك الحفاظ على الوزن دون زيادة. تاليًا مجموعة من الحقائق حول البيض كمصدر غذائي غني بالبروتين وعلاقته بخسارة الوزن والتحكم به:

  • تُشير دراسة إلى أن كمية البروتين في البيض مرتفعة لدرجة أن تناول البيض ضمن وجبة الإفطار يساعد على الإحساس بالشبع لفترة أطول، ويؤدي أيضًا إلى انخفاض كمية السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها خلال الوجبات التالية في اليوم الواحد بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي يساعد على السيطرة على الشهية لتناول الطعام، وبالتالي ساعد المُشاركين في الدراسة وهم أشخاص يُعانون من السُمنة المفرطة على خسارة الوزن. وقد أشار القائمون على هذه الدراسة إلى أن تأثيرات تناول البيض هذه في وجبة الإفطار ترجع إلى أن كمية البروتين في البيض مرتفعة، مُقارنة بأنواع أخرى من الأطعمة التي عادةً ما يتم تناولها في وجبة الإفطار، مثل المخبوزات أو حبوب الإفطار مع الحليب.
  • دراسة أخرى تم إجراؤها أيضًا لبحث تأثير تناول البيض ضمن وجبة الإفطار ولكن على الأشخاص الذين لا يُعانون من السمنة، وإنما تم اختيار مُتطوعين يتمتعون بصحة جيدة ووزن صحي. وجاءت النتائج لتؤكد أن البيض يُعد خيارًا صحيًا لوجبة الإفطار، وأن تناوله مع مصدر جيد للألياف الغذائية يُعزز من تلك الفوائد، أي الإحساس بالشبع لفترة أطول، ويُساعد على تقليل كمية الطعام التي يتناولها في الوجبات اللاحقة خلال اليوم، أي وجبة الغداء والعشاء. وبالتالي يُمكن القول أن البيض لا يُعد خيارًا جيدًا للراغبين في إنقاص وزنهم فقط، ولكن أيضًا للأشخاص الذي يحرصون على تجنب أي زيادة غير مرغوبة في الوزن. وقد أشار التقرير الخاص بهذه الدراسة إلى أن وجود كمية بروتين كبيرة في وجبة الإفطار هو السبب الرئيسي لهذه التأثيرات الإيجابية، وقد اختار القائمون على هذه الدراسة البيض ليكون المُكون الرئيسي لوجبة الإفطار التي سيقوم المُشاركون في الدراسة بتناولها، وهو الأمر الذي يُشير بوضوح إلى أن كمية البروتين في البيض مرتفعة.

 

نسبة البروتين في البيض

يُمكن حساب نسبة البروتين في البيض بسهولة من خلال تطبيق نفس العملية الحسابية المُستخدمة لحساب النسبة المئوية لأي عُنصر يدخل في تركيب شيء ما، ولكن يجب أولًا معرفة كمية البروتين بالبيض من أجل تطبيق هذه العملية الحسابية. وبما أن الحديث يدور حول نسبة البروتين في البيض فلا داعي لاستخدام مثال آخر. تُقاس كمية البروتين بالبيض بالجرام، أما بالنسبة للإجمالي والذي سيدخل في تطبيق المعادلة أيضًا، ففي الغالب يتم حساب نسبة البروتين في البيض من خلال كمية البروتين بالبيض مُقاسة بالجرام في كل 100 جرام من البيض، وإن كان هُناك بعض المصادر التي تُعبر عن كمية البروتين بالبيض مُقاسة بالجرام في كل بيضة. فيما يلي حساب نسبة البروتين بالبيض استنادًا إلى عدد من المصادر:

  • تُشير مؤسسة الغذاء النيوزلندية إلى أن كمية البروتين بالبيض هي 13.4 جرامًا في كُل بيضتين، على اعتبار أن وزن بيضتين هو 120 جرامًا. بناءً على هذه الأرقام تكون نسبة البروتين في البيض هي (13.4 ÷ 120) 100x وتساوي 11.16%.
  • يُشير الموقع الرسمي لوزارة الزراعة الأمريكية إلى أن كمية البروتين بالبيض تُعادل 12.4 جرام في كل 100 جرام من البيض عالي الجودة (Grade A)، وفي هذه الحالة لا داعي لتطبيق نفس المعادلة طالما أن الرقم الذي ستتم القسمة عليه، والرقم الذي سيتم ضرب النتيجة فيه هو 100. وبالتالي فإن نسبة البروتين في البيض بحسب هذه البيانات هي 12.4 %.
  • مصدر آخر يُشير إلى أن كمية البروتين بالبيض هي 12.6 جرامًا في كل 100 جرام، وبالتالي تكون نسبة البروتين في البيض في هذه الحالة هي 12.6%.

يُلاحظ وجود اختلاف في البيانات الخاصة بكمية البروتين بالبيض وبالتالي نسبة البروتين في البيض عند اختلاف المصدر، لكن في جميع الأحوال يُمكن القول أن التفاوت ليس كبيرًا ويُمكن التغاضي عنه. أو أن يتم التعبير عن نسبة البروتين في البيض من خلال ذكر الحد الأدنى والأقصى إذا كانت الدقة مطلوبة، أي أن نسبة البروتين في البيض تتراوح بين 11.16% كحد أدنى و12.6%.

 

هل يحتوي صفار البيض على بروتين؟

هذا صحيح، يحتوي صفار البيض على البروتين إلى جانب مجموعة من العناصر الغذائية الهامة أيضًا. فيما مضى كان يُنظر إلى صفار البيض على أنه الجزء السيء أو الجزء غير الصحي من البيض، وأن صفار البيض لا يحتوي إلا على الدهون، وبشكل خاص الكوليسترول، وقد ارتبطت الأطعمة الغنية بالكوليسترول بأمراض القلب لفترة من الزمن، كنتيجةً لذلك أصبح الكثيرون يتعمدون تجنب صفار البيض، والاكتفاء بتناول بياض البيض فقط، إلا أن الحقائق العلمية التي تم التوصل إليها لاحقًا تُخالف هذه التصورات تمامًا.

يحتوي صفار البيض على البروتين بنسبة تُعادل تقريبًا 40% من إجمالي مُحتوى البيض من البروتين. والاعتقاد أن بياض البيض هو المصدر الوحيد للبروتين في البيض أمر غير صحيح على الإطلاق، إذ يحتوي بياض البيض على 50% فقط من محتوى البروتين في البيض، بينما يحتوي صفار البيض على النسبة المُتبقة، أو على الأقل النسبة المتبقية الصالحة للاستهلاك وهي 40%. أما الجزء المتبقي وهو 10%  من إجمالي البروتين في البيض يتواجد في القشرة الصلبة والغشاء الرقيق الذي يُبطن القشرة الصلبة من الداخل. فيما يلي بعض الحقائق العلمية حول صفار البيض والتوصيات الطبية التي تُبنى عليها:

  • يحتوي صفار البيض على البروتين بالإضافة إلى العديد من العناصر الغذائية الهامة والتي تتواجد حصريًا في صفار البيض، مما يدفع الكثير من الأطباء وخبراء التغذية إلى التوصية بتناول البيض كاملًا وعدم التخلص من الصفار.
  • يحتوي صفار البيض على بروتين يختلف في تركيبه وخصائصه عن البروتين المتواجد في البياض، وتُعادل كمية البروتين في الصفار حوالي 2.5 جرامًا في كل بيضة.
  • يحتوي صفار البيض على البروتين الذي يُعد أكثر أمانًا بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من حساسية البيض. وتُعتبر حساسية البيض من أنواع الحساسية الشائعة لدى الأطفال، وقد اكتشف العلماء أنه في 66% من حالات الإصابة بحساسية البيض، يحدث رد الفعل التحسسي بسبب البروتين الموجود في بياض البيض وليس الصفار.
  • إلى جانب البروتين، يحتوي صفار البيض على الكولسترول، إلاّ أن آخر الأبحاث بهذا الخصوص تُشير إلى أن الكوليسترول الموجود في البيض لا يُسبب مشكلة للغالبية من الناس. وفي دراسة تم إجراؤها عام 2018، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا 12 بيضة أسبوعيًا ضمن نظام غذائي يهدف إلى إنقاص الوزن لمدة 3 أشهر، لم يُسجل لديهم أي زيادة في عوامل الخطورة المرتبطة بأمراض القلب.

 

كمية البروتين في البيض

يحتوي البيض على كمية بروتين عالي الجودة، وهو أحد المصادر التي توفّر كمية بروتين جيدة بطريقة غير مكلفة، حيث توفّر البيضة الواحدة كمية من البروتين تتراوح بين 6-8 جرامات، ويوجد أكثر من نصف كمية البروتين في البيض في بياض البيض، والذي يحتوي أيضًا على فيتامين B2 وكميات أقل من الدهون مقارنة بالصفار، حيث يحتوي صفار البيض على سعرات حرارية ودهون أكثر من بياض البيض، لذلك يُعتبر البيض مصدرًا كاملًا لكمية بروتين عالية لأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، تلك الأحماض التي لا يمكن تصنيعها في أجسامنا ويجب الحصول عليها من نظامنا الغذائي.

ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، تحتوي البيضة المسلوقة الواحدة متوسطة الحجم على كمية بروتين بما يقارب 5.5 جرامًا. كما يُمكن الحصول على كمية من البروتين من صفار وبياض البيض معًا، ويتضمَّن الجزء القابل للأكل من البيضة الواحدة ما يقارب 12.6% من كمية البروتين.

تشير الأبحاث إلى أن تناول بيضتين إلى ثلاث بيضات يوميًا، قد يكون له فوائد للقلب والأوعية الدموية، لكن خبراء القلب في كليفلاند كلينك يوصون عمومًا بتحديد بيضة واحدة في اليوم أو 6 بيضات في الأسبوع.

 

كمية البروتين في اللوز

تُقدر كمية البروتين في اللوز بحوالي 21.15 جرامًا لكل 100 جرام. وتُعد المكسرات بأنواعها المختلفة من أهم مصادر البروتين النباتية، والحقيقة أن كمية البروتين في اللوز ليست الأعلى بين أنواع المكسرات، إذ يتفوق الفول السوداني على اللوز في هذا الجانب. وبالرغم من ذلك، يظل اللوز واحدًا من الخيارات الصحية التي يُنصح بتناولها بديلًا عن أنواع أخرى من الأطعمة التي يتم تناولها كوجبات خفيفة مثل رقائق البطاطا. وقد يظن البعض أن كمية البروتين في اللوز لا تستحق المخاطرة بتناول ما يُصاحبها من كمية كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية العالية. قد تبدو هذه الفكرة صحيحة، خاصةً عند معرفة أن كل 100 جرامًا من اللوز تحتوي على 580 سعرة حرارية تقريبًا، وحوالي 50 جرامًا من الدهون، أي أن كمية الدهون في اللوز أكثر من ضعف كمية البروتين في اللوز، إلاّ أن الأبحاث العلمية التي تم إجراؤها توصلت إلى نتائج مخالفة لهذه الفكرة تمامًا، فيما يلي بعض الحقائق حول تناول اللوز وتأثيره على الصحة العامة والوزن:

  • حوالي 20% من السعرات الحرارية الموجودة في اللوز لا يتم امتصاصها في الجهاز الهضمي، هذا يعني أن السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من تناول اللوز، أقل من السعرات الحرارية الموجودة فعليًا في اللوز بمقدار الخُمس تقريبًا.
  • الدهون الموجودة في اللوز في معظمها من النوع الأحادي التشبع، أي أنها تُعتبر من أنواع الدهون الصحية، والتي تبيّن أنها تُساعد على زيادة كمية الكوليسترول النافع وخفض كمية الكوليسترول الضار في الدم، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية.
  • كمية البروتين في اللوز مُرتفعة، وكذلك كمية الدهون، بالإضافة للألياف الغذائية، مما يجعل اللوز من الأطعمة التي تُساعد على الإحساس بالشبع لفترة أطول، وبالتالي يُمكن إدخال اللوز ضمن نظام غذائي متوازن للمساعدة على إنقاص الوزن.
  • بالإضافة إلى أن كمية البروتين في اللوز مُرتفعة، يُقدم اللوز كميات جيدة من العديد من المعادن والفيتامينات ومُضادات الأكسدة، مثل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والفوسفور وفيتامين E، هذه العناصر الغذائية الهامة تُعتبر أسباب إضافية لاعتبار اللوز من الأطعمة الصحية التي يجب عدم إهمالها، وبطبيعة الحال، الالتزام بتناول كميات معتدلة من اللوز يُعتبر دائمًا الخيار الأمثل.

معلومات عامة عن اللوز، بالإضافة إلى معلومات مُفصلة حول القيمة الغذائية للوز، والفوائد الصحية التي تترتب على تناوله يُقدمها مقال مسبار  هل السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة؟

 

كمية البروتين في الحمص

تُعتبر كمية البروتين في الحمص كبيرة بما يكفي لتصنيف الحمص ضمن الأطعمة الغنية بالبروتين، وتحديدًا الأطعمة التي تُعد مصادر نباتية للبروتين. إذ تبلغ كمية البروتين في الحمص حوالي 21 جرامًا في كل 100 جرامًا من الحمص الجاف أي غير المطهو. ومن المعروف أن الحمص عادةً ما يتم نقعه بالماء وذلك لتسهيل عملية الطهو، وسوف يتم إيضاح فائدة أخرى لهذا الأمر لاحقًا، ولكن عند الحديث عن كمية البروتين في الحمص، من المهم الإشارة إلى أن الكمية هي حوالي 9 جرامًا من البروتين في كل 100 جرامًا من الحمص المطهو. كما أن الحمص يُعتبر مصدرًا جيدًا للعديد من العناصر الغذائية إلى جانب البروتين، مما جعله محل اهتمام الأطباء والباحثين وخبراء التغذية. فيما يلي مجموعة من الخصائص الغذائية والفوائد الصحية للحمص:

  • لا شك أن كمية البروتين في الحمص كبيرة بشكل يُثير الاهتمام، ويضع الحمص ضمن الأطعمة الهامة التي يجب إدخالها ضمن نظام غذائي متوازن، وخصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، ولكن هذا لا يعني أن الحمص مصدرًا للبروتين فقط، إذ يُعتبر الحمص مصدرًا جيدًا للفولات والألياف الغذائية بنوعيها، وعدد من المعادن مثل الحديد والفوسفور، والأحماض الدهنية غير المُشبعة وأحادية التشبع.
  • يُعد الحمص خيارًا صحيًا وآمنًا بالنسبة للأشخاص المُصابين بمرض السًكري من النوع الثاني، وذلك لأن تناول الحمص لا يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، مما يعني أن تناول الحمص يُمكن أن يساعد على التحكم في مستوى السكر في الدم.
  • يحتوي الحمص على نوع من الألياف الغذائية التي يُعتبر مصدرًا غذائيًا للبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، وعندما تقوم هذه البكتيريا بهضم هذا النوع من الألياف ينتج عن ذلك نوع من الأحماض الدهنية التي تُعزز صحة الجهاز الهضمي.
  • كمية البروتين في الحمص، بالإضافة إلى كمية الألياف في الحمص، تجعل الحمص واحدًا من الأطعمة التي تستغرق وقتًا أطول لهضمها، مما يعني أن الحمص يُعزز الإحساس بالشبع لفترة أطول، وبالتالي يُمكن أن يُساعد على خسارة الوزن الزائد.
  • بالنسبة للأشخاص الذين قد يتسبب لهم الحمص بالإصابة بالغازات أو الانتفاخ، تبين أن نقع الحمص لثلاث ساعات أو أكثر قبل طهيه لا يعمل فقط على تسهيل عملية الطهو، وإنما قد يُقلل أيضًا من هذا العرض الجانبي، وبالتالي يُمكّن هؤلاء الأشخاص من الاستمتاع بتناول الحمص والحصول على فوائده الصحية الهامة.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على