تحقيق مسبار
يمكننا القول إنّ الحليب من منتجات الألبان الأكثر حضوراً في استعمالاتنا اليومية، فلا يكاد الحليب يغيب عن طاولة فطور الصباح أو عن وصفات الطعام الأخرى. ويعود ذلك بالأساس إلى كون الحليب يُعادل القيمة الغذائية لوجبة كاملة متوازنة وصحيّة، وذلك لما يحتويه من فيتامينات ومعادن ضرورية توّفر كافة العناصر الغذائية سواء بالنسبة إلى الطفل الصغير وهو في سنواته الأولى أو بالنسبة إلى الشخص البالغ بصفة عامة. ولذلك يمكن اعتباره وجبة صحيّة مفيدة للإنسان.
فكيف يمكن الاستفادة من الحليب للحفاظ على صحّة جيّدة؟ و هل تعتبر السعرات الحرارية فيه منخفضة؟
السعرات الحرارية في الحليب
يوفّر الحليب تقريباً كل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان للنمو ولتعزيز صحة جيّدة. إذ تُقدّر السعرات الحرارية في الحليب بحوالي 149 سعرة حرارية للكوب الواحد (240 مل)من حليب البقر كامل الدسم، وذلك حسب التوزيع التالي للقيمة الغذائية:
الماء |
88% |
البروتين |
7.7 غرام |
الكربوهيدرات |
11.7 غرام |
السكر |
12.3 غرام |
الألياف |
0 غرام |
الدهون |
8 غرام |
يُعتبر الحليب مصدراً غنياً بالبروتين، وتُعتبر البروتينات فيه ذات جودة ممتازة، إذ يحتوي البروتين في الحليب على الكازين (Casein) الذي يُمثّل 80% منه. وإحدى الخصائص المهمة للكازين هي قدرته على زيادة امتصاص بعض المعادن، مثل الكالسيوم والفوسفور، ممّا قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
أمّا الدهون فهي متعدّدة وأكثر تعقيداً من غيرها في الأطعمة الأخرى، حيث تحتوي على حوالي 400 نوع مُختلف من الأحماض الدهنية، ومن ضمن هذه الدهون نجد الدهون المتحولة التي على عكس الدهون المتحولة في الأطعمة المصنعة، تعتبر في الألبان مفيدة للصحة.
أمّا الكربوهيدرات في الحليب فتتكون بشكل أساسي من سكر اللاكتوز البسيط، ونجد أنّها تحضر بنسب منخفضة إذ تشكّل 5٪ من الحليب.
هل السعرات الحرارية في الحليب منخفضة؟
بشكل عام نعم، تُعتبر السعرات الحرارية في الحليب منخفضة مقارنة بالحاجة اليومية للشخص من السعرات الحرارية. ويمكن أن نجد خيارات متعدّدة من أصناف الحليب، حيث تختلف السعرات الحرارية في الحليب بحسب نوعه، إذ يوجد أصناف من الحليب يمكن أن تساعد على الحفاظ على سعرات حرارية منخفضة، كحليب الصويا وجوز الهند وغيره. غير أنّ ذلك لا يعوّض الفوائد الصحية لحليب الأبقار الكامل الدسم لاعتباره وجبة صحية متكاملة.
السعرات الحرارية في أنواع الحليب الأخرى
- حليب الصويا: يتميّز حليب الصويا بنكهته الخفيفة والدسمة. وتتشكّل هذه النكهة غالباً من المُكثفات والزيوت النباتية التي تُضاف إليه لتحسين الطعم. ويعمل حليب الصويا كبديل ممتاز لحليب البقر في الأطباق المالحة أو مع القهوة. وتتراوح السعرات الحرارية في حليب الصويا غير المُحلى بين 80-90 سعرة حرارية للكوب الواحد. وهو بذلك يتفوّق على عدد السعرات الحرارية في حليب البقر في نفس الكمية. ونجد أنّه يحتوي على كمية مماثلة لكمية البروتين الموجودة في حليب البقر بما يعادل (7-9) غرام من البروتين، لكنّه في المقابل يحتوي على نسب أقلّ بكثير من الدهون( 4-4.5 غرام) والكربوهيدرات (4 غرام).
- حليب اللوز: يُعتبر حليب اللوز أيضاً من البدائل الممتازة لحليب البقر، ويعود ذلك بالأساس إلى أنّ السعرات الحرارية في حليب اللوز منخفضة، إذ تتراوح السعرات الحرارية في حليب اللوز غير المحلى بين 30-35 سعرة حرارية للكوب الواحد، أي ما يعادل ربع السعرات الحرارية في الحليب كامل الدسم في نفس الكمية. أيضاً يمكن ملاحظة أنّ نسبة الدهون والكربوهيدرات والبروتين فيه منخفضة. ويمكن إضافة حليب اللوز إلى العديد من المشروبات كالقهوة والشاي أو العصائر بمختلف أنواعها.
- حليب جوز الهند: يتميز حليب جوز الهند بقوامه الكريمي ونكهة جوز الهند الحلوة. ويُقدّر عدد السعرات الحرارية في حليب جوز الهند بحوالي 45 سعرة حرارية، كما أنّه يحتوي على 4 غرامات من الدهون، فيما نجد أنّه لا يحتوي تقريباً على البروتينات أو الكربوهيدرات .
ما هي أهم فوائد الحليب؟
يُعتبر الحليب من المواد الغذائية الضرورية لما له من فوائد صحية متعددة ومتنوعة، ومن أهم فوائد الحليب:
- السيطرة على الشهية: ترتبط منتجات الألبان كاملة الدسم بانخفاض وزن الجسم. إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2013 على 49 شخص أنّ منتجات الألبان تُساعد الناس على الشعور بالشبع. فعلى العكس مما يعتقده البعض بأنّ الدهون في الحليب يُمكن أن تتسبّب في زيادة الوزن، فإنّ تناول منتجات الألبان عالية الدسم مثل الحليب كامل الدسم، قد يساعد في الواقع في منع زيادة الوزن من خلال تعزيز الشعور بالشبع.
- نمو العظام: تظهر الأبحاث أنّ النساء الحوامل اللاتي يتبعن نظاماً غذائياً صحياً يشمل الكثير من الأطعمة الغنية بمنتجات الألبان والكالسيوم يتمتع أطفالهن عند الولادة بنمو أفضل وصحة عظام جيدة. كما يُوفر الحليب أيضاً البروتينات الضرورية لبناء صحة جيدة للعظام والأسنان والعضلات.
- الوقاية من مرض السكري: يُمكن لشرب الحليب أن يساعد على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني لدى البالغين. ويعود ذلك لكون البروتينات الموجودة في الحليب تعمل على تحسين توازن السكر في الدم.
هل هناك مضار للحليب؟
على الرغم من أنّ الحليب أحد المواد الغذائية ذات القيمة الغذائية العالية وله العديد من الفوائد إلّا أنّ للحليب مضار أيضاً، ومن أهم مضار الحليب:
- حب الشباب: غالباً ما تربط بعض الدراسات الطبيّة إصابة المراهقين بحب الشباب بنظامهم الغذائي الذي يحضر فيه الحليب بكميات كبيرة. خاصة منه الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم. ويمكن أن يرجع ذلك إلى تأثير الحليب على بعض الهرمونات، بما في ذلك الأنسولين. إلّا أنّه يجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسات غير مؤكدة وبحاجة لمزيد من البحث والدراسة.
- الحساسية: يرى بعض الخبراء أنّ ما يقارب 5% من الأطفال يعانون من حساسية الحليب. ممّا قد يُسبب تفاعلات جلدية عند شربه، مثل ظهور المرض الجلدي الإكزيما، وقد تظهر أيضاً أعراض أخرى نتيجة هذه الحساسية كالمغص والإمساك والإسهال.
- الأورام الخبيثة أو السرطانات: يُمكن للنسبة المرتفعة من الكالسيوم في الحليب أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الذكور. كما يُمكن أن ترتبط سكريات الحليب بزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض عند النساء.
- عدم تحمّل اللاكتوز: يحتوي حليب البقر على كمية من اللاكتوز أعلى من مثيلاتها في حليب الحيوانات الأخرى. ويُشير الخبراء إلى أنّ فئة كبيرة من سكان العالم الذين يعانون من مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز يمكن أن يتأثروا نتيجة لذلك. وقد تظهر لديهم أعراض تتفاوت في درجة شدّتها تبعاً لنسبة إفراز الجسم لإنزيم اللاكتيز. ورغم ذلك يمكن لمن يعانون من هذه الحساسية التمتع بفوائد منتجات الألبان دون خوف من خلال الحرص على إضافة كميات قليلة من منتجات الألبان إلى نظامهم الغذائي.
اقرأ أيضاً:
هل تختلف السعرات الحرارية في الخبز حسب نوعه؟
هل السعرات الحرارية في الخبز الأسمر أقل من غيره؟