تحقيق مسبار
يعتبر الرمان من أكثر الفاكهة التي تحتوي على عناصر غذائية متنوعة ومفيدة للجسم، بالإضافة إلى أن الرمان يقي جسم الإنسان من العديد من الأمراض؛ ذلك أن ثمرة الرمان تحتوي على عدد من المركبات الكيميائية الفريدة ذات الفائدة المرتفعة جداً من الناحية الصحية.
يستعرض هذا المقال الفوائد الصحية من تناول الرمان، بالإضافة إلى رمزيته التاريخية لدى العرب، كما يسلط الضوء على السعرات الحرارية الموجودة في ثمرة الرمان، فضلاً عن مدى إمكانية تناوله أثناء الحمية الغذائية لإنقاص الوزن.
الخصوصية التاريخية للرمان "فاكهة الجنة":
يتمتع الرمان بخصوصية تاريخية قديمة، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط؛ فلطالما تناولت شعوب هذه المناطق الرمان باعتباره طعاماً شهياً، وأحد المكونات الغذائية المفيدة صحياً في علاج بعض الأمراض مثل مرض السكري والالتهابات الطفيلية.
ويُعتقد أن الاسم العربي للرمان، وكذلك الاسم العبري (رمون) جاءا من اعتبار الرمان "فاكهة الجنة"، لذلك يحظى الرمان برمزية تاريخية خاصة لدى هذه الثقافات.
ويرجع الموطن الأصلي للرمان بشكل واسع في المنطقة من إيران إلى شمال الهند، وذلك مع وجود نباتات برية على ما يبدو في العديد من غابات هذه المناطق. لكن البعض الآخر يقترح أن الموطن الأصلي للرمان هو المنطقة الأصغر في إيران والمناطق المجاورة، وقد انتشر بواسطة الحركة البشرية إلى المناطق الأخرى في عصور ما قبل التاريخ.
ما هي مكونات الرمان؟
الاسم العلمي للرمان هو "بيونيكا جراناتم (Punica Granatum)"، وذلك لاحتوائه على نوعين أساسيين من المركبات الكيميائية، وهما: حمض البيونيسيك والبيونيكالاجين (Punicic acid and Punicalagins). هذان المركبان هما المسؤولان بشكل أساسي عن معظم الفوائد الصحية التي يوفرها الرمان.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن اسم بيونيكا هو الاسم الروماني المؤنث لمدينة قرطاج القديمة في شمال تونس، والتي جاء منها أفضل أنواع الرمان إلى إيطاليا، حتى أنه عرف في البداية باسم “Malum punicum“، أي تفاحة قرطاج.
وتتكون ثمرة الرمان من مجموعة من البذور البيضاء الصغيرة (اللب) المحاطة ببذور أكبر، وتحتوي على عصارة حمراء. هذه البذور تسمى الآريل بالإنجليزية (Arils). تمتلئ بذور الرمان بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، والمواد التي تساعد في منع حدوث الضرر بالخلايا الحية؛ حيث يحتوي عصير الرمان على ثلاثة أضعاف عدد مضادات الأكسدة الموجودة في المشروبات الأخرى الغنية بها كالشاي الأخضر على سبيل المثال.
ما هي فوائد تناول الرمان؟
هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن اكتسابها من تناول الرمان، ومنها:
- علاج ضغط الدم المرتفع: قد تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الرمان بالإضافة إلى عنصر البوتاسيوم في خفض ضغط الدم المرتفع ، مما يحافظ على عمل الشرايين والقلب والدماغ بشكل جيد.
- الحماية من أمراض القلب: يعرف الرمان بأنه "صديق للقلب"؛ فهناك بعض الأدلة على أن الرمان قد يساعد في خفض الكوليسترول ، والذي بدوره يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ذلك بفضل مادة حمض الإيلاجيك الموجودة فيه.
- مضاد للالتهابات: وذلك بسبب احتوائه على فيتامين سي الذي قد يحمي من عديد من الأمراض الشائعة مثل أنواع معينة من السرطان ومرض السكري من النوع (2)، كذلك يساعد في مكافحة آلام والتهاب المفاصل.
- المساعدة في علاج ضعف الانتصاب (ED).
- الحماية من أنواع معينة من السرطان ، مثل البروستاتا والثدي والقولون والجلد وسرطان الرئة وعنق الرحم وكذلك اللوكيميا، لكن يظل تأثير الحماية من سرطان البروستاتا هو الأكثر دراسة حتى الآن.
- يمكن أن يساعد الرمان في مكافحة الالتهابات البكتيرية والفطرية: حيث أثبتت بعض التجارب أن بذور الرمان مفيدة في محاربة بعض أنواع البكتيريا وكذلك الفطريات مثل: الكانديدا.
- قد تكون التأثيرات المضادة للبكتيريا والفطريات وقائية أيضاً ضد التهابات الفم: وهذا يشمل حالات مثل التهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان والتهاب الفم.
- تحسين الذاكرة ومكافحة الزهايمر: تظهر بعض الأدلة أن الرمان قد يحسن الذاكرة لدى كبار السن. كما تشير الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أنه قد يحمي من مرض الزهايمر.
- تحسين أداء التمرين؛ فالرمان مصدر غني بالنيترات، مما قد يحسن أداء التمرين عن طريق زيادة تدفق الدم.
- العناية بالجلد: تتوافر الكثير من منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مستخلصات الرمان، والتي يتم وصفها لتجديد خلايا البشرة والحماية من الشيخوخة. ومع ذلك ، فإن البحث حول قدرة الرمان على العمل كعنصر فعال في مستحضرات التجميل لا يزال في المراحل الأولى.
هل السعرات الحرارية في الرمان منخفضة؟
نعم. السعرات الحرارية الموجودة في الرمان تعتبر منخفضة، فبحسب وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) يحتوي 100 جم من الرمان على 82.7 كيلو كالوري، وتشمل:
- 1.2 جم دهون
- 1.7 جم بروتين
- 19 جم كربوهيدرات
هل تناول الرمان مفيد في خسارة الوزن؟
بالرغم من أنه لا يوجد الكثير من الدراسات حول تأثير الرمان على خسارة الوزن، إلا أن تناول الرمان أثناء اتباع الحمية الغذائية قد يكون مفيداً للغاية، لأنه ما زال يقدم فوائد صحية يحتاجها الجسم خلال اتباع الأنظمة الغذائية المختلفة لإنقاص الوزن.
كما أن الرمان يعتبر مصدر غني بالألياف التي تساعد على الشعور بالامتلاء، لذلك يمكن تناول الرمان كوجبة خفيفة (سناك) خلال النظام الغذائي المتبع، حينها يمكن الاستفادة من الإحساس بالشبع وفي نفس الوقت دون اكتساب سعرات حرارية مرتفعة.
هل هناك فوائد لقشر الرمان؟
نعم، ففوائد الرمان لا تقتصر فقط على البذور الداخلية، بل يمكن الاستفادة أيضا من قشرته الخارجية التي تتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، ومنها على سبيل المثال:
- مرطب طبيعي للجلد وتوفر حماية من الملوثات البيئية المختلفة.
- الحفاظ على توازن الحموضة (PH) في الجلد.
- مقشر طبيعي وفعال للجلد.
- واقي شمس طبيعي.
- الحماية من القشرة وتساقط الشعر.
- علاج التهاب الحلق.
- الحماية من أمراض القلب.
- الحفاظ على صحة الأسنان والعظام.
في النهاية، يمكن القول بأن فوائد الرمان ومستخلصاته كثيرة ومتنوعة وممتدة عبر آلاف السنين، دعمتها المصادر العلمية المختلفة، بالإضافة إلى استمرار الترويج لها حتى الآن كإحدى المكونات الغذائية الشهية والمفيدة جدا لجسم الإنسان.
اقرأ/ي أيضاً
