تحقيق مسبار
يعتبر الهيل من بين الأعشاب الأكثر استهلاكًا في الشرق الأوسط بحكم منافعه وفوائده الطبية والصحية. ويعدّ تناوله كنكهة إضافية في مشروب القهوة عادةً من العادات الراسخة في بعض البلدان العربية. وإذا كان نبات الهيل رائجَ الاستعمال، فإنه بالمقابل لا يُعرف الكثير عن أصول تسميته من الناحية المعجمية والدلالية. تسلِّط هذه المقالة الضوء على هذه الجوانب، وتجيب عن سؤال إمكانية جمع كلمة هيل في اللغة العربية، وتعرض بعض الاستدلالات القاموسية التي وردت فيها.
التحديد المعجمي لكلمة هيل
لا ترد كلمة هيل في القواميس والمعاجم العربية إلاّ في إطار شرح كلمة "هال" أو لفظ "قاقلة". وتعد كلمة "الهال" بمثابة اللفظ العربي الفصيح الشائع في المراجع المعجمية العربية القديمة، علمًا أن هذا اللفظ لم يرِد إلا في القليل منها. ويُعرّف الهال على أنه جنس نباتات طبيّة عطريَّة، بريَّة زراعيَّة، من فصيلة الزّنجبيليّات، بذورها تدعى حَبّ الهال، تُستخرج منها أدهان عطريّة طيّارة كانت من أشهر الطُّيوب المستعملة في التَّحنيط، تضاف حبوبُه إلى القهوة في بعض بلدان الشَّرق، ويعرف بالحبَّهان في بعض اللهجات العربية. كما يرد حبُّ الهال: بمعنى حبَّهان؛ وهو بذور جافّة كاملة النمُّوّ تحتوي على زيت طيّار، تعطي للطَّعام مذاقًا خاصًّا، وتُستعمل طاردة للغازات. كما يأتي "الهال" أو "الهيل" مرادفًا لـ"القاقلة" ويقول الزبيدي عنه في "تاج العروس" "والقاقُلَّة، بتشديدِ اللامِ: ثمَرُ نباتٍ هِندِيٍّ من العِطرِ والأفاوِيْهِ هُوَ الهيل بَوَّا، أَو الهال، والعامّة تَقول: حَبّ هان، وَقَالَ دَاوُد الْحَكِيم: هُوَ حَبٌّ يخرجُ من أصلٍ نَحْو ذِراعَيْن، عريضُ الورَقِ، خشِنٌ حادُّ الرائحةِ، يكونُ فِيهِ هَذَا الحَبُّ، كَمَا يُرى بِهَذِهِ الصُّورَة، وَهُوَ ذَكَرٌ مُثَلَّثُ الشَّكلِ، بَين طُولٍ واستِدارَة، يَتَفَرَّكُ عَن الشكلِ الْمَذْكُور، وَقد رُصِفَت فِيهِ الحَبّات، كلَّ حَبَّةٍ كالعدَسَةِ، لكنّها لَيست مُفَرْطحة، مُقَوٍّ للمَعِدةِ والكبدِ، نافِعٌ للغَثَيانِ بماءِ الرُّمّانِ والأعْلالِ الباردةِ، حابسٌ يُفَرِّحُ تَفْرِيحاً عَظِيما، وينفعُ الرياحَ الغليظةَ والصَّرَعَ سَعُوطاً، والسُّدَدَ بالسَّكَنْجَبِين".
هل يمكن جمع كلمة هيل؟
تعتبر كلمة هيل لفظًا عامّيًا غير فصيح وهذا ما يعني أنه لا يمكن إخضاعه لقواعد الجمع في اللغة العربية الفصحى. وإذا اتفقنا أن كلمة "الهال" تمثل اللفظ المعجمي الفصيح المتداول في بعض القواميس العربية القديمة والحديثة فإن هذا اللفظ بدوره لا يقبل الجمع، لأنه يدخل في نطاق اسم الجنس الإفرادي، وهو من الألفاظ التي لا تقبل الجمع. وهو ما دلّ على الجنس و صلُح للقليل والكثير كالماء واللبن والعسَل والهواء والحَجَر وغيرها.
اسم الجنس الإفرادي
يمكن إدراج لفظة الهال في نطاق اسم الجنس الإفرادي. ويُقصد به ما دلّ على الجنس دون اعتبار للقلة والكثرة نحو ماء، عسل، دخان، مطر، تراب. ويؤكد ذلك ورود هذا اللفظ في العديد من التعاريف المعجمية بصيغة "حبّ الهال" في إشارة إلى مفرده، إذ لا مفرد له من لفظه، كما أنه لا يقبل إدخال تاء التأنيث فنقول "هالة"، مثل قولنا تفاح وتفاحة، التي تندرج ضمن اسم الجنس الجمعي وهو ما تضمّن معنى الجمعِ ودلّ على الجنس، ويتميّزُ مفردُه بهاء التّأنيث أو ياء النسب.
هل جمع كلمة هيل موجود في المعاجم العربية؟
بناءً على ما سبق وعلى البحث في المعاجم العربية يتبيّن أنه لا يوجد جمع لكلمة هيل أو حتى "الهال"، وهذا يعني غياب شواهد سماعية يمكن الاستدلال بها في هذا الإطار. أما من الناحية القياسية فلا يقبل هذا اللفظ الجمع نظرًا لانتمائه إلى اسم الجنس الإفرادي الذي يدلّ على الجنس دون اعتبار للقلة والكثرة.
هل للهيل فوائد طبية وعلاجية؟
أكدت العديد من الأبحاث أن الهيل واسمه العلمي Elettaria cardamomum، له فوائد طبية وعلاجية كثيرة، من أهمها:
- احتواءه على مضادات للأكسدة وكونه مدرًا للبول يجعله يساعد في خفض ضغط الدم.
- تساعد المركبات الموجودة في الهيل في محاربة الخلايا السرطانية.
- يقي من الأمراض المزمنة بفضل التأثيرات المضادة للالتهابات.
- يساعد في معالجة مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة.
- يستخدم الهيل منذ آلاف السنين للمساعدة في الهضم.
- يعالج رائحة الفم الكريهة ويمنع التسوس.
- له تأثيرات مضادّة للجراثيم ويعالج الالتهابات.
- يحسّن التنفس واستخدام الأكسجين حيث يزيد تدفق الهواء إلى الرئتين.
- يخفض مستويات السكر في الدم عندما يؤْخذ الهيل في شكل مسحوق.